An Academy Student's Duty Is To Study - 140
نظر جاسبر لثيو وقد ظهر تجعيد على حاجبه. لم يكن هذا ثيو الذي رآه دائمًا، لقد بدا مرعوبًا بشدة وبدا وجهه شاحبًا كالجثة.
تحدث ثيو بصوت مرتجف.
“جاسبر….. أنا آسف.”
“ماذا؟”
اعتذاره المفاجئ جعل جاسبر يشعر بالريبة، فتقدم له ووقف أمامه مباشرةً.
تلعثم ثيو وهو يتحدث كشخص فقد عقله.
“أنا… أنا لم أقصد فعل ذلك، لم أتوقع… أنا…. لقد… لقد أعماني الشجع…. ا.. ارتكبت مثل.. ذاك الخطأ الكبير…. ااه.. أنا السبب في أن روز…”
حدق جاسبر في ثيو دون أن ينطق بكلمة، لكن يده تحركت حالما سمع اسم روز. أمسك بفك ثيو وتحدث بصوت قاسٍ.
“ما الذي حدث لروز؟”
“روز….. في خطر.”
حالما سمع ذلك، شعر جاسبر بشيء غريب. اندفعت الحرارة كلها لرأسه وتجمد الباقي من جسده، كان شعورًا فظيعًا. وللحظة، بدا كل شيء حوله غير حقيقي.
انتحب ثيو وهو ينظر لجاسبر الذي أحكم على قبضته بيأس.
“جاسبر….. روز بسببي…..”
“توقف عن التحدث بالهراء وأخبرني فقط بمكان روز.”
لم يكن هذا هو الوقت المناسب للقلق على أشياء كالحفل. لم يكن جاسبر غاضبًا من ثيو فحسب، بل ومن نفسه أيضًا.
لن يستطيع مسامحة أي شيء في العالم إن حدث شيء لروز، بما في ذلك نفسه.
***
نزل إدوين على الدرج متجهًا نحو القبو وهو يرتكز على عكازه. بالكاد كان يخفي حماسه، وتسارعت دقّات قلبه.
أثارته فكرة رؤية روز بيل لدرجة رهيبة. لم تكن الأسابيع السابقة التي سافر فيها إلى بروتيل سوى شاقة ومرهقة.
كان متعبًا جسديًا، لكن الجزء الأصعب كان البقاء مع رئيس صناعات القبة طوال الوقت. فالسفر مع رجل غالبًا ما يكون شيئًا بغيضًا، خاصةً وأنه اضطر لتحمل تذمره طوال الوقت.
ولكن اليوم، لم يكن له دخل به. كان الرئيس مشغولًا بتتظيم تجمع حزب الرجعية في المساء.
وبينما كان الرئيس مؤيدًا لفكرة إحضار روز بيل، كان أمر حبسها في القبو فكرة إدوين. مرّ وقت طويل منذ اتخذ قرارًا وحده، وشعر وكأنه طفل متحمس للعبة جديدة.
تاب.تاب.
صدى صوت العصا وهي تطرق على الأرض بوضوح.
خطا إدوين داخل القبو ورأى جسدًا صغيرًا يجلس بعيدًا في الزاوية. كانت روز بيل.
نظرت روز إلى الأعلى وأذهلت بالشكل الذي يقترب منها.
“….من أنت؟”
تأملها إدوين للحظة في صمت. كانت ملابسها عادية تمامًا، شعرها أحمر غير مرتب. قوامها نحيل وصغيرة. كانت بشرتها بيضاء وناعمة، ولكن بخلاف ذلك، بدت غير ملحوظة بشكل خاص.
‘جاسبر كونواي معجبٌ بها؟’
فكر إدوين في نفسه.
‘لا بد أن جاسبر قد نشأ وهو يرى كل أنواع النساء الجميلات.’
تساءل إدوين لما اختار جاسبر الفتاة الجالسة أمامه.
وجد إدوين أن القماش الذي غطى عيني روز كان خانقًا، وأصبح توّاقًا لرؤية عينيها.
مشى إدوين نحوها، ثم وبدون سابق إنذار نزع القماش عن وجهها، ما جعل روز تعود للخلف بدهشة.
انحنى إدوين ونظر لها. كانت عيناها الخضراوتان الكبيرتان مليئتان بالخوف والتعجب.
تحدث إدوين بصوت مفتون.
“جميلة.”
“من أنت….. لمَ جلبتني لهنا؟”
سألت روز برغم رعبها من الموقف. لم يجبها إدوين وظلّ يحدق في وجهها.
لم تكن جميلة بشكل رائع في نظره، لكن عينيها كانتا جميلتين. ربما مع بعض مستحضرات التجميل ستبدو كسيدة نبيلة.
‘لا زالت…. أبسط مما توقعت.’
بالنسبة لعامية أن تغري ابن دوق، كان يتوقع أن تكون مغرية بشكل لا يصدق. لكن روز بيل كانت بعيدة كل البعد عن هذا، بل وبدت بريئة ولطيفة.
ضغطت روز على الحائط خلفها لتبتعد عن إدوين بقدر ما تستطيع. أطلق إدوين ضحكة صغيرة على حركتها. لسبب ما، شعر بالتسلية بسبب سلوكها.
ظلّت نظراته تنجرف لها وشعر بالرغبة بمضايقتها دون داعٍ.
‘أتساءل إذا كان هذا سبب إعجاب جاسبر بها بعد التعب من التعامل مع الأرستقراطيين.’
كان لديه فكرة غامضة عن سبب حب جاسبر لها. انحنى إدوين ونظر لعيني روز.
“روز بيل، أليس كذلك؟”
زمّت روز شفتيها عند حديثه.
“لا داعي للخوف الشديد، الطريقة التي تم إحضاركِ بها قاسيةٌ بعض الشيء، لكنكِ من لم ترغبي بالمجيء. ما كان يجب عليكِ أن تتمردي حتى يضطروا لتخديركِ.”
“….من أنت؟”
“نادِني إد.”
حرك إدوين كتفيه بابتسامة لطيفة ثم تحدث.
“لم أحضركِ هنا بغرض أذيتكِ.”
حسنًا كان يخطط لإيذائها لاحقًا.
“بل على العكس، أريد الاستفادة من خبرتكِ. وقع حادث في شحنة بضائع كان يتم نقلها قبل بضعة أيام. حدث خطأ ما في حسابات المانا أو شيء من هذا القبيل.”
“ما الذي تتحدق عنه بحق خالق الجحيم…….”
“أشعر بالصداع أيضًا لذا لا أدري. لقد سمعت أنكِ بارعة في هذه الأشياء. لذا أريد مساعدتكِ حتى لا تقع حوادث أخرى.”
“لقد جلبتني لهنا…. لإجراء بحث؟”
“قال ثيو ريكستون أنكِ الوحيدة القادرة على حساب ذلك.”
تيبس وجه روز بوضوح عند ذكر اسم ثيو، وارتسمت ابتسامة خافتة على وجه إدوين. كان من الممتع مشاهدة صدمة روز.
تحدث إدوين بصوت هامس.
“مع الأسف، لقد قام بخيانتكِ دون أن تعلمي.”
ظهرت حيرة في عيني روز.
“أراد سرقة لقب العبقري منكِ، لكنه لم يفلح في النهاية.”
أخرج إدوين شيئًا من جيبه وعرضه أمام عيني روز. كانت ورقة تحتوي على صيغة البارود التي كان ثيو يعمل عليها.
“اكتشفي ما هو الخطأ هنا. بسرعة.”
ألقت روز نظرة سريعة للورقة، ثم نظرت لإدوين.
“…..ماذا إن رفضت؟”
“يبدو أنكِ لم تفهمي بعد. ليس لديكِ الحق في الرفض، أم تودين البقاء هنا؟”
“إن قلتُ بأني سأساعدك فهل ستخرجني من هنا؟”
نظر إدوين لشفاه روز السفلية المرتجفة. كانت خائفة، لكن كلماتها كانت جريئة.
‘إنها عاقلةٌ للغاية.’
رغم مظهرها الخارجي الضعيف، كانت عنيدة. كما أنها كانت هادئة للغاية بالنسبة لموقف كان يجب أن تكون مذعورة فيه.
ألقى إدوين الأوراق في حضن روز.
“لا، ستبقين لفترة من الوقت.”
“….في هذا القبو؟”
أومأ إدوين بلامبالاة.
“ماذا ظننتِ أني سأفعل، أثق بكِ وأترككِ تهربين على الفور؟ انتظري فقط هنا.”
كان اليوم هو تجمع الرجعيين. ثم سينتشر خبر وجود ابن أخ الامبراطور في كل مكان وسينتشر الغضب بين الناس.
كان إدوين سينتظر لبضعة أيام حتى تهدأ الأمور قبل أن يظهر على الملأ. ولكن حتى ذلك الحين، كان عليه منع أي ضجة غير ضرورية. سيكون الأمر مثيرًا للصداع إن هربت روز.
‘بالطبع لا أنوي إبقاءها هنا للأبد، سأغير المكان فيما بعد.’
كان إدوين يفكر في التخلص من روز بمجرد انتهاء تطوير البارود، لكنه غيّر رأيه. بدت مفيدة بعدة طرق أخرى، لذا قد لا تكون فكرة سيئة إبقاؤها مخفية.
زمّت روز شفتيها لفترة من الوقت، ثم تحدثت بصوت ضعيف غير معهود منها.
“حسنًا، لكن من فضلكَ فكّ وثاق يدي. ذراعي تؤلمني حقًا. وإن أحضرت لي ورقة وقلم حبر فسأقوم بمراجعة هذه الصيغة على الفور.”
استقام إدوين قليلًا ونظر إلى ظهر روز. بدت الحبال مؤلمة على معصميها حقًا. نظرت روز له مجددًا وتمتمت.
“من فضلك……”
رأى إدوين عيناها حمراوتين متسعتين.
“ها… حسنًا.”
فكر إدوين للحظة. حتى وإن فُكّ وثاقها فلن تتمكن روز من الهرب من هنا.
سيكون من المستحيل الهرب من القبو بمفردها بينما يقف كل أولئك الحراس في الخارج. حتى أصغر فرد منهم لن تتمكن من التعامل معه.
أمسكها إدوين وسحبها لتقف، وضغط على كتفيها لتبقى ثابتة.
“ابقي ثابتةً ولا تفعلي أي شيء غبي.”
“……”
“متأكد من أنكِ متعبةٌ وجائعة وعطشى. إن بقيتِ هادئة فسأعطيكِ شيئًا لتأكليه.”
شعرت روز بالإهانة من نبرته وكأنه يتعامل مع حيوان أليف. رسم إدوين ابتسامة خفيفة وسحب خنجرًا وقطع الحبال التي قيدت معصم روز.
“يبدو أنها رُبطت بإحكام شديد، لا بد أن الأمر كان مؤلمًا.”
لمس إدوين جلد روز المحمر، فسحبت يدها في دهشة. أطلق إدوين ضحكة صغيرة.
“لا تخافي كثيرًا، هل ضربتكِ أو فعلتُ شيئًا ما؟ إن كنتِ عدائية أكثر من اللازم فسيكون الأمر متعبًا.”
لم ترد روز عليه وتجنبت نظراته.
• ترجمة سما