An Academy Student's Duty Is To Study - 137
مرّ وقتٌ طويل منذ ساعدها شخص في ارتداء ملابسها، لذا شعرت روز بالحرج. لم تملك خادمةً إلّا عندما كانت صغيرة جدًا.
كانت الخياطة ماهرة وسرعان ما ألبست روز فستانًا مخمليًا أحمر اللون.
“والآن انظري في لمرآة.”
اقتربت روز بحذر من المرآة. حتى بدون الزخارف والتطاريز على الفستان، بدت روز مختلفةً عن المعتاد.
تناقض اللون الأحمر الرقيق مع بشرتها الحليبية، وبدت رقبتها وعظمة الترقوة أكثر وضوحًا. كان هناك هالة مختلفة تحيط بها.
احمرّت روز وشعرت بالإحراج دون داعٍ. وتحدثت الخياطة بحماس.
“كما هو متوقع، اللون الأحمر يبدو رائعًا عليكِ.”
“حقًا؟”
“أجل! يوم الحفلة الراقصة سأقوم بجعل التنورة أكثر انتفاخًا بقليل وسأضيف بعض الزخارف.”
شرحت الخياطة بشغف كيف ستكون الزخارف. تخيلت روز شكل الفستان النهائي. شعرت أنه سيكون جميلًا وتساءلت ما إذا كان سيناسبها.
‘ومع ذلك….. أعتقد أنه سيكون جميلًا.’
بدأت تدرك تدريجيًا أن الحفلة كانت على الأبواب. وأخيرًا، تراجعت الخياطة قليلًا وألقت نظرة فاحص على روز ثم تحدثت.
“حسنًا، يبدو أنكِ فقدتِ بعض الوزن عند الخصر أليس كذلك؟”
“اوه، كنتُ مشغولة في الآونة الأخيرة ولم أنتبه للطعام……”
“لا بأس، سأقوم فقط بشد الجزء الخلفي أكثر قليلًا وقت الحفل. لكن حبيبكِ سوف ينزعج.”
“ماذا؟”
“أنتِ تفقدين الوزن بينما أنتِ نحيفة بالفعل، سيثير هذا قلقه.”
وفي الحقيقة، كانت روز مندهشة من معرفتها. في الآونة الأخيرة، كان جاسبر دائمًا ما يذكر طعامها كلما سنحت الفرصة.
“روز، أنتِ نحيفة جدًا. ستنهارين على هذا الحال.”
كان جاسبر قلقًا للغاية، وكانت تظن فقط أنه يبالغ. لكن اتضح أن الجميع ظنّ ذلك.
‘أحتاج إلى تناول المزيد من الطعام……’
كانت معتادة على الشعور بالجوع، فقد عانت من الكثير من المشاكل في معدتها منذ كانت طفلة. لذا عندما كانت تملك الكثير من الأعمال غالبًا ما تنسى الطعام.
‘سأحاول تناول الطعام أكثر قبل الحفلة.’
تعهدت روز داخليًا وهي تغير ملابسها وتغادر غرفة القياس. وقبل أن تغادر المتجر، توقفت قليلًا والتفتت إلى الخياطة.
“هل تمانعين…. إن سألتكِ سؤالًا؟ أود شراء هدية لأصدقائي و……”
سألتها روز عمّا إذا كان هناك شيء رائج هذه الأيام. بدت الخياطة على اطلّاع بكل الأشياء الرائجة حتى وإن لم تكن أزياء. كان هذا بسبب التقاءها بالكثير من السيدات.
فكرت الخياطة لبعض الوقت، ثم قدمت بعض التوصيات. وبعدها تحدثت.
“ولكن… لمَ لا تفكرين في هدية لا يمكن لأحد تقديمها سواكِ آنسة روز؟”
“لا أستطيع أن أفكر إلا في…. أشياء متعلقة بالهندسة السحرية، هل تعتقدين أنهم سيحبون أشياء كتلك؟”
“أوه، أنا متأكدة من أنهم سيحبونها. هدية من عبقرية الهندسة السحرية، ستكون هدية رائعة عندما تصبح الآنسة روز أكثر شهرة.”
“أنا لستُ مشهورةً لهذا الحد……”
شعرت روز بالإطراء من مديحها.
“انتشرت شائعة في الآونة الأخيرة كون أن الآنسة روز عبقرية حقيقية. كان هناك أناس كثيرون متحمسون عند سماع ذلك.”
“هل هناك حقًا شائعة كهذه؟”
“أجل. لا أعرف من أين بدأت. ولكن الجميع مهتمٌ بكِ. لقد التحقتِ بالأكاديمية، وفزتِ بالمسابقة. من المؤسف أنه لم توجد مقالات كثيرةٌ عنكِ.”
احمرّت وجنتا روز عند سماع ذلك. كانت تظن أن الناس سيفكرون فقط بشكل سيء عنها، لكن اتضح أن هناك أيضًا شائعات إيجابية.
إنه لأمر مشجع أن يكون هناك من يعترف بك، حتى وإن كانت وسائل الإعلام كلها تتحدث عن ثيو ريكستون.
اجتهادها في الأكاديمية قد أتى بثماره. لذا أصبحت أكثر إصرارًا على التخرج بنتائج جيدة وحضور الحفل.
كان كل شيء يسير بشكل إيجابي. لم تشعر بمثل هذا الارتياح من قبل.
***
تبقى خمسة أيام حتى حفل التخرج.
كانت هذه نهاية الامتحانات النهائية للسنة الرابعة في أكاديمية بيركلي. لا زال يتم التأكيد على الدرجات، لكن الفصل الدراسي قد انتهى بالفعل. الآن يستمتع الجميع بأنشطة النادي أو يستعدون للحفل.
يصبح الطقس أكثر برودة، لكن الجميع كان متحمسًا.
ومع ذلك، كان جاسبر كونواي يقضي وقتًا مختلفًا تمامًا عن الجميع. كان لديه أمور كثيرة تقلقه وليس لديه وقت للحماس.
كان اقتراب العام الجديد يعني أن اجتماع المجلس على الأبواب. كان الجو في العاصمة مشحونًا، خاصةً بين الشباب الذين أطلقوا على حركتهم اسم “الرجعية”.
طوّر جمهور “الرجعية” ما يشبه الطائفة الدينية. كانوا في الأغلب شبانًا في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينيات. وازداد عدد الداعمين لهم يومًا بعد يوم.
كان هناك عدد كبير ممن أعجبوا بأفكارهم، وآخرون كانوا جديين وانضموا لحركتهم.
ذهب جاسبر للقصر الامبراطوري لمقابلة الامبراطور ونقل معلومات جمعها من تفاعله مع حزب “الرجعية” في الأكاديمية.
استمع الامبراطور إلى حديث جاسبر ثم سأل وحاجبه مرفوع.
“أقال حقًا أنه لن يحضر حفل التخرج؟”
“أجل..وليس واحدًا، بل ثلاثة.”
كانت حفلة تخرج أكاديمية بيركلي ذات تاريخ عريق. وهي واحدةٌ من أهم الأحداث المترقبة في التواريخ الاجتماعية. إن كان شخصٌ من محبي التقاليد، فحفل التخرج بالتأكيد حدثٌ مميز.
ومع ذلك، التغيب عن حفل التخرج يعني وجود شيء أكثر أهمية للقيام به تلك الليلة. أراد جاسبر اكتشاف المزيد، لكن الأمر لم يكن سهلًا مع تكتم الجميع.
كان الأمر مريبًا كونهم كانوا ودودين للغاية معه وراغبين في التحدث معه أكثر.
نقر الامبراطور على لسانه بعد فترة.
“أهناك شيء أكثر أولوية من حفل التخرج بالنسبة لهم؟ أكان لهم شريكات؟”
“ليس لديهم شريكات، فهم خارجون عن المألوف قليلًا.”
“حسنًا على أية حال، يجب أن نضع المزيد من المراقبة. كما سنجعل بعض الناس يتسللون إلى بروتيل.”
“وما الذي عليّ القيام به يوم الحفل….؟”
“لا، ستحضر فقط الحفل. لا تزعج نفسك في ذلك اليوم واستمتع مع حبيبتك. في اليوم التالي سيكون خبرك في جميع الصحف.”
“ولكن……”
كان جاسبر متحمسًا لحضور الحفل، لكن الغريب أن قلقه لم يخف. شعر أن شيئًا بالتأكيد سيحدث يوم الحفل.
ومع ذلك، كان يعلم أن مشاركته لم تكن بتلك الأهمية. بل في الحقيقة، كان دوره قد اكتمل تقريبًا.
فبينما كان الامبراطور يتخلص من الخونة من بين الظلال، ذهب إلى بالوش وتعقب إدوين. وعند عودته حصل على معلومات عن التجمع السري لحزب الرجعية وسلمه للامبراطور.
إذا حدث أي تشابك أو قتال، فالجيش الامبراطوري هو من سيتدخل. لم تكن هناك حاجة لجاسبر، الذي لم يكن مكلفًا رسميًا، لينضم للمهمة.
‘أتساءل إن كان هذا بسبب شعوري بالندم.’
حاول جاسبر التخلص من ذاك الشعور المرير. ربما الندم العالق بسبب عدم قدرته على التعامل مع إدوين في بالوش، أو الإحساس بالمسؤولية الذي تغلغل فيه مع انخراطه بالمهمة كان هو السبب في ذلك القلق.
“لا بد أن شيئًا سيحدث قبل اجتماع المجلس. لم يبقَ الكثير من الوقت، لذا يجب قتل الآفات قبل أن تنمو.”
بدا أن الامبراطور يرى في تدمير الحركة الرجعية فرصة لتوطيد سلطته. وبدا عازمًا على إخماد الضجة الحالية وإزاحة حزب الرجعية بشكل نهائي.
نظر جاسبر في عيني الامبراطور الثاقبتين للحظة قبل أن يحني رأسه موافقًا.
‘نعم، لا داعي للقلق.’
كان الامبراطور شخصًا ينقض على فريسته بخطة مسبقة. أيًا كان ما تخطط له صناعات القبة أو الرجعية فلم يكن لديه شك بأنهم سيسقطون في النهاية.
الشخص الذي جلس على العرش لعقود من الزمن لم يكن سهل المنال. خاصةً بالنسبة لشخص كإدوين، كان من المستحيل أن يكون ندًا للامبراطور. سيحصل الامبراطور على ما يريد مهما كان.
‘أنا فقط بحاجة للتركيز على الحفلة.’
في الآونة الأخيرة، كانت روز تتطلع إلى الحفلة. أراد جاسبر أن يكون يومًا مميزًا في ذاكرتها.
أرادها أن تتخرج من بيركلي وهي محط أنظار الجميع، وأراد أن يتذكرها الكل كطالبة متفوقة كانت الأكثر تألقًا.
لذا يوم الحفل، يجب أن يكون كل شيء مثاليًا. لا، بل سيكون كل شيء مثاليًا. أخذ جاسبر عهدًا على نفسه وهو خارج من مكتب الامبراطور.
• ترجمة سما