An Academy Student's Duty Is To Study - 135
‘يبدو أن سينيور كان مشغولًا هذه الأيام.’
في الآونة الأخيرة، كان ثيو يختفي بمجرد انتهاء عمله كأستاذ مساعد. الحقيقة أن روز لم تجرِ معه محادثة منذ حوالي شهر.
منذ تم الإعلان عن نتائج المسابقة، كان هناك شعور خفي بالإحراج بينهما. كانت تشعر أنه يتجنبها.
كما بدا الآن. بدا غير مرتاح للغاية وأراد المغادرة على الفور، لكن جسده تجمد في مكانه.
نظرت إليه روز بفضول وسألته.
“هل هناك خطبٌ ما سينيور؟”
ارتعشت أكتاف ثيو عند سؤالها.
“آه… لا، فقط متعبٌ قليلًا. أقوم ببعض الأبحاث الشخصية في مختبر آخر.”
“فهمت، لم أدرك ذلك.”
“نسيتُ إخباركِ.”
تنهد ثيو بحرج وأغمض عينيه للحظة.
‘تبدو مريضًا.’
فتحت روز فمها للتحدث، لكنها أغلقته بعدها. كانت مترددة في سؤاله عن شؤونه الخاصة بعد أن لاحظت إحراجه معها، لم يكن في مزاج يسمح له بالإجابة.
تحرك ثيو قليلًا ثم قال.
“حسنًا إذا، سأذهب أنا.”
“….حسنًا.”
راقبت روز ثيو وهو يخرج من الغرفة. لم يبدُ كـثيو الذي عرفته. لم يبدُ أنه يملك أي وقت وكان يسير كما لو أن شخصًا ما يطارده.
لطالما كان ثيو شخصًا مرنًا وقادرًا على التكيف في أي وضع. كان لدى روز شعور مزعج بأن شيئًا ما يحدث معه.
***
كان إدوين جالسًا يعبث ببطاقة هويته التي أصدرها من الجمهورية وهو جالس في العربة.
كان الاسم المكتوب عليها هو ماكسيم بوركوف. ردد إدوين الاسم غير المألوف في ذهنه عدة مرّات.
لم يكن استخدام هوية مزيفة شيئًا جديدًا على إدوين. فخلال الوقت الذي قضاه بالعمل كظل الامبراطور، كان عليه انتحال عدة هويات.
ولكن هذه المرة، كان متوترًا بشأن دخول امبراطورية لبتي.
“أكان هذا ضروريًا حقًا؟”
تمتم إدوين بصوت منخفض. كان متجهًا حاليًا إلى منطقة أتوود أقصى شمال الامبراطورية بعد أن كان مختبئًا في إحدى جزر الجمهورية.
كانت عائلة أتوود تنحدر من سلالة عريقة عبر مر التاريخ. كانوا يمتلكون حكمًا ذاتيًا على منطقتهم وحافظوا على جيشهم الخاص لحماية حدودهم. رغم أن عدد جنودهم كان محددًا من قبل الحكومة الامبراطورية.
وخلاف المناطق الحدودية الأخرى، كانت مركز أتوود الحدودي بعيدًا ما جعل التواصل مع الجيش المركزي بطيئًا، كما لم يكن هناك خط اتصال مباشر مع الجهات الامبراطورية.
كانت الطريقة الوحيدة الآمنة لتسلل إدوين إلى الامبراطورية هو عبر أراضي أتوود.
لكن إدوين لم يرغب من الأساس في أن تطأ قدمه أرض الامبراطورية.
كان خائفًا منذ طلب منه رئيس إدارة صناعات القبة الذهاب للامبراطورية.
‘تبًا…. حتى وإن زورتُ هويتي وتسللت عبر الحدود فلن يمنع ذلك الامبراطور من ملاحظتي. رجال الأعمال يظنون أنهم يعرفون كل شيء.’
مضى وقت طويل منذ آخر حرب، وكان الامبراطور مهتمًا بالشؤون السياسية هذه الأيام، لذا فقد خففوا من حذرهم.
‘لو أن ساقاي كانتا على ما يرام.’
لو كان جسده بخير كما كان، لربما كان قادرًا على الهرب سالمًا وإن كان الوضع خطيرًا. ولكن لم يعد كذلك، اضطر للبقاء مكانه وتركِ الآخرين يحمونه.
لم يكن إدوين يحمل ثقةً كبيرة تجاه قدرات الرجال الذين عينتهم له صناعات القبة. ومع ذلك، لم يملك خيارًا سوى اتّباع خطة الرئيس.
وبينمت كان إدوين يعض شفته بقلق في العربة، تذكر محادثته مع الرئيس قبل بضعة أيام.
“هل يجب عليّ حقًا الذهاب للامبراطورية؟ هل ستكون مسؤولًا إن وجدني الامبراطور وفجّر رأسي؟”
“سألت أحد أكبر المستثمرين عندنا، قال أنه يجب عليه لقاؤك شخصيًا للتأكد والوثزق بك. إن قابلته يا سيد إدوين، فسيرى شبهك مع الامبراطور ويصدقك.”
“هل هو بهذه الدرجة من الأهمية؟”
“إنه يملك صحيفة كبيرة، وإن شعر أن الأمر يستحق، فسينشر الحقيقة أمام العالم أجمع.”
“وهل سيسمح الامبراطور بهذا؟”
“من الواضح أنه لا يمكن خداع الامبراطور بسهولة، ولكنه سلطة الإمبراطور الحالي غير متزنة بعد القضاء على العائلة المالكة السابقة بتلك الطريقة. لذا فالشرعية شيء هش.”
لم يكن الأمر سرًا كون الامبراطور قد زاد من سلطة مجلس النواب وتحالف مع طبقة النبلاء لإبقاء المحافظين الذين لم يعجبوا به تحت السيطرة.
“هي ليست شخصًا لطيفًا جدًا.”
“حسنًا هي عمتكَ في النهاية. لا تتجهم هكذا، يجب أن تملك ما يكفي من الدعم بحيث لن تستطيع تجاهلم. وهذا هو سبب ذهابنا للامبراطورية، كسب الدعم.”
إن أمكن حشد الشباب المحافظين والاستيلاء على قوة الصحافة، فسيشعر الامبراطور بالضغط من المجلس. لقد ولّت الأيام التي كانت السلطة فيها مطلقة بيد الامبراطور.
وطالما أن المجلس كان من يحدد ميزانية الدولة ويحكم قبضته على السلطة، لم يكن بوسع الامبراطور فعل شيء تجاه ذلك.
“هناك بالفعل مجموعات من الشبان المحافظين غير الراضين عن المجتمع الحالي. إن علموا بوجودك، فسيتحدون معنا.”
“إذن سأذهب للامبراطورية وألتقي بهم.”
“هذا شيء يجب عليك فعله في النهاية. هل كنتَ تنوي العيش خارج الامبراطورية لبقية حياتك؟”
“ليس حقًا،ولكن……”
“ستصبح امبراطورًا حقيقيًا، وستجعل الشباب المحافظين شعبك يا سيد إدوين. قد ولّى عصر التعامل مع كل شيء بالسيوف والنزالات.”
كل ما استطاع إدوين فعله كان البقاء على قيد الحياة. كان خيار بيع التقنية التي معه والهروب غير متاحة على الإطلاق بعد إصابة ساقه.
“بمجرد اجتياز الحدود والوصول بأمان إلى قاعدتنا الرئيسية، لن يكون هناك المزيد من الأخطار.”
“….هل تعتقد أن الأمر سيكون سهلًا؟”
“كنتَ تعلم منذ البداية أن شيئًا لن يكون سهلًا، أليس كذلك؟”
كان إدوين في حيرة من أمره من كلمات الرئيس. وفكّر في نفسه، هل هو خائف من المقامرة بحياته؟
في الحقيقة أجل، كان إدوين خائفًا. لكنه لم يستطع قول ذلك بصراحة لأي شخص. في كل مرة يستيقظ ولا يستطيع تحريك قدميه، كان يندم داخليًا على خيانة الامبراطور.
“أنتَ نقطة ضعف الامبراطور سيد إدوين. أنتَ لستَ طفلًا، هل تدرك ذلك؟”
“….لقد فهمت، لا تزعجني.”
“لا أعلم لمَ ترككَ الامبراطور على قيد الحياة، لكنها ستدفع ثمن تهاونها في النهاية. على من يقود الامبراطورية ألّا يكون ذا قلب رقيق.”
شعر إدوين أن كلمات الرئيس قد اخترقت قلبه.
‘كسب الدعم.’
كان يشعر باضطراب معدته عند ذِكر الداعمين. كان يعتقد في البداية أن هذا هو الصواب لفعله، ولكن كان هناك مكان للخوف في قلبه.
كان لديه قوة عظيمة سابقًا، لكنها اختفت الآن.
‘إذن أنا شخص لا فائدة منه في أواخر العشرينات من عمره؟’
مع مرور الوقت بعد إعاقته، أصبح إدوين أكثر ضعفًا. لم يكن يملك مشكلة في المشي بعصا، لكن عدم تمكنه من حمل السيف مرّة أخرى هو ما كان يحزنه.
استمر إدوين في عض شفته غافلًا عن نزيفه،
إلى أن أيقظه طعم الدم في فمه.
‘لا…. أنا… أنا وريث شرعي للعرش.’
كافح إدوين لتهدئة نفسه. كانوا يقتربون أكثر فأكثر من الحدود، وكانت العاصفة وشيكة.
***
ذهب جاسبر لمنزله في العاصمة في عطلة نهاية الأسبوع. كان كبير الخدم غاضبًا وقدم كومة كبيرة من الأوراق التي توجب توقيعها. مع غياب إيثان، كان على جاسبر الاهتمام بإدارة أعمال العائلة.
‘ما كل هذه المتاعب في إدارة شؤون العائلة؟’
اعتقد جاسبر أن إدارة الأعمال كانت أكثر وظيفة مملة في العالم.
‘آه…. متى سيعود؟’
لم يتوقع أن يطول غياب إيثان إلى هذا الحد. ما الذي كان يفعله في قصر أتوود؟
تبقى حوالي شهر حتى اجتماع المجلس وأسبوعين حتى حفل التخرج. كانت الأحداث الأكثر أهميةً في العاصمة تُعَد على قدم وساق، ولكن الرجل المدمن العمل والمهتم بالسمعة لم يكن موجودًا.
كان جاسبر مشغولًا للغاية كل يوم بسبب غياب إيثان لدرجة أنه لم يرَ روز منذ فترة، واحمرّ وجهه من الغضب.
بالكاد كتم رغبته في التذمر والتفت إلى كبير الخدم.
“هل أخذ أخي جهاز تواصل؟ أريد محادثته.”
“نعم سيدي الشاب، سأحضره.”
نقر جاسبر بإصبعه على المكتب بعصبية. كان انزعاجه وقلقه يتصاعدان في الأيام التي لم يرَ فيها روز.
وسرعان ما أحضر كبير الخدم جهاز الاتصال. أمسك جاسبر بالجهاز وهو يفكر في حث أخيه على العودة بسرعة.
• ترجمة سما