An Academy Student's Duty Is To Study - 134
شعرت روز بالدوار للحظة من رؤية جاسبر ينظر لها مباشرةً عن قرب. تحركت لتبتعد عنه، لكنها شعرت أنها ستفقد توزانها وتسقط في حضنه.
ابتسم جاسبر وأحكم قبضته على معصمها، ما جعل وجنتها تحمر أكثر.
“اتركني…..”
“لقد ظللتِ تنظرين لوجهي لفترة طويلة.”
“أنتَ من كنتَ تتظاهر بالنوم طوال الوقت.”
استمع جاسبر لكلمات روز الخجولة للحظة، ثم استقام من على الأريكة.
“آه….”
تفاجأت روز من وقوفه المفاجئ بجسده الضخم أمامها. كان قريبًا لدرجة استطاعتها شم رائحة جسده بوضوح.
نظر جاسبر لها بعيون هادئة.
“طلبتِ مني تعليمكِ الرقص من قبل.”
“آه، أجل لقد فعلت.”
وقف جاسبر مقابلًا لها ومدّ يده إليها. انتقلت نظرات روز من كف جاسبر القوي لوجهه الهادئ.
“دعينا نبدأ بالأساسيات روز.”
“…هنا؟”
“كنتُ أبحث عن مكان بعيد عن أعين الناس، ولكني لا أمانع إن أردتِ التدرب في الحديقة.”
هزّت روز رأسها بسرعة. إذا تدربت هي وجاسبر في الحديقة، فستحيط بهما النظرات على الفور، شعرت بالدوار بمجرد التفكير في ذلك.
‘سيكون الأمر كذلك في الحفلة الراقصة……’
تساءلت ما إذا كانت ستستطيع الرقص باتزان مع تسلط الكثير من العيون عليها. لم ترد أن ترتجف قدماها.
فكرت روز للحظة، ثم فرقع جاسبر بإصبعيه وأشار لها بإمساك يده.
“بدأت ذراعي تؤلمني.”
“اوه.”
انتبهت روز وأمسكت بيد جاسبر. كانت راحة يده قاسية وخشنة بعد سنواتٍ من حمل السيف. لكن حرارة جسده كانت تنتقل خلال جسدها.
مدّ جاسبر يده ووضعها برفق على ظهرها. لم يكن هناك تردد في حركاته، لكنه كان حذرًا ورقيقًا وهو يضع ذراعه خلف ظهرها.
رفعت روز رأسها لتنظر لجاسبر، شعرت بنظراته تدغدغها بطريقة ما، فتحدثت لكسر إحراجها.
“….كيف نبدأ؟”
“سأقود أنا.”
أبقى جاسبر عينيه على عيني روز وبدأ التحرك بإيقاع بطيء. كادت روز تصرخ للحظة ثم تبعت حركاته. كانت تنظر للأسفل قليلًا في حال خطت على قدمه بالخطأ.
مرّت بضع ثوان حتى تحدث جاسبر بصوت مكتوم.
“يجب عليكِ النظر في عينيّ.”
“…آهه.”
رفعت روز رأسها بسرعة، ورأت ابتسامة خافتة على زوايا فمه. كان من الواضح استمتاعه بهذا الموقف.
حاولت روز أن تحافظ على اتزانها، وتذكرت دروس الرقص التي كانت ملتحقة بها العام الماضي. بدا وكأنه مرّ وقت طويل منذ رسبت فيها وكادت تغادر الأكاديمية.
وبينما كانت تستعيد ذكريات يوم الاختبار. تذكرت اللحظة التي مرّت فيها عربة جاسبر بجانبها، وكيف أخبرها بركوب العربة، وكيف ضمد كاحلها المصاب.
كانت تشعر في ذلك الوقت أنها تعيش أكثر أيام حياتها بؤسًا. لكنها أدركت أنها كانت نقطة تغير حياتها. لو لم يجدها جاسبر حين كانت تعرج لما أبدًا…..
‘لما شعرتُ أبدًا بمثل ما أشعر به الآن.’
استرخت روز ببطء وتحركت قدماها بشكل طبيعي. صحيح أن روز لم تكن جيدة في استخدام جسدها كما تستخدم عقلها، لكم هذا لم يعنِ أنها لم تستطع الرقص.
قد حضرت محاضرات الرقص في الأكاديمية، كما قد علمتها والدتها آنا من قبل. رغم أن حركاتها لم تكن سلسةً تمامًا كونها لم ترقص منذ فترة طويلة، لكن جسدها تذكر الحركات الأساسية، وطالما أنها لم تشعر بالتوتر يوم الحفل، فستتمكن من الرقص دون مشاكل.
توقف جاسبر وتحدث.
“أنتِ جيدة.”
شعرت روز بالإطراء قليلًا من كلمات جاسبر.
“حقًا؟ ألن أبدو محرجة في الحفلة هكذا؟”
“هل تهتمين بشدة بكيف تبدين في عيون الآخرين؟”
تجعد جبين جاسبر قليلًا. فكرت روز في كلماته، لم تكن لتهتم بهذا عادةً، لكن في الآونة الأخيرة بدت أكثر وعيًا لنظرات الناس.
كان الأمر بالتأكيد مختلفًا عمّا كانت عليه عندما كانت وحدها. ربما كان ذلك بسبب جاسبر.
أطلق جاسبر تنهيدة صغيرة وتحدث.
“إن كان ذلك بسببي، فلا تفعلي ذلك.”
حرك جاسبر يده من على ظهر روز وأزاح بضع خصلات عن جبهتها.
قال جاسبر محاولًا إخراج نبرة أكثر لطفًا.
“لا داعي للقلق بشأن أي شيء يُقال عنكِ، سأحرص على ألّا يصل إلى مسامعكِ.”
كانت حركات جاسبر رقيقة وهو يداعب خصلات شعرها المموج. أمالت روز رأسها دون وعي نحو يده.
لم يفوت جاسبر حركتها الصغيرة، لذا وضع كفه خدها الأيسر. تمتمت روز وهي تشعر بدفء يده.
“صحيح، لا بد أنني أدركت ذلك. شعرت بأني بحاجة ليتم الاعتراف بي لأكون شريكة جاسبر كونواي، ولم أرد إحراجك……”
“لم تكوني لتحرجيني أبدًا.”
مالت رأس نحو كف جاسبر وأومأت برأسها ببطء.
“أعلم ذلك، ورغم أني أعلم ذلك، لم أستطع التوقف عن التفكير في تلك اللحظة.”
“أن تفكري في ذلك……”
تحدث جاسبر وقد ضاقت عيناه قليلًا.
“إذا كان ذلك يجعلكِ غير مرتاحة، هل يجب ألّا نذهب إلى الحفلة؟ آه…. بعد التفكير بالأمر، نعم من الأفضل ألّا نذهب. لا بأس بعدم الذهاب لأي حفلات اجتماعية من الأساس. ماذا إن شعرتِ بالعبء ولم تعودي تشعرين بالراحة بالبقاء معي….. آه، ربما يجب علينا الانتقال من العاصمة؟”
كان جاسبر يحدث نفسه ونبرته تصبح جدية أكثر فأكثر، كانت أفكاره تصبح أكثر تطرفًا وقلقًا وكان وجهه يصبح أكثر قتامة.
تجمدت روز صامتة ثم سرعان ما قاطعته.
“لا! أريد الذهاب إلى الحفلة.”
“حقًا؟”
“أجل، لا أريد الهروب.”
“إذا قال أي شخص أي شيء لكِ فسأتعامل مع الأمر.”
“….لستُ متأكدة ما مقصدك من التعامل معه، لكن لا داعي لذلك. سأتوقف عن التفكير في الأمر، أشعر وكأني أكثر راحة بعد الحديث معك.”
اختارت روز الذهاب مع جاسبر للحفل لجعلها ذكرى قبل التخرج، وليس كمناسبة ليتعرف عليها الآخرون. كان بإمكانها ترك القصص حولها تحبطها، لكن ذلك سيحدث مجددًا في وقت آخر، لذا لم يتوجب عليها الاهتمام.
وكما أخبرت جاسبر، لم ترد الهرب.
ومضت عينا جاسبر وهو يحدق بروز وهي تحاول لملمة شتات نفسها. اقترب منها قليلًا وتحدث.
“أأنتِ متأكدة من كونكِ بخير؟”
كان صوت جاسبر مليئًا بالقلق، وأومأت روز برأسها بقوة.
“لا داعي للقلق.”
“………”
“جاسبر؟”
انفتح فم جاسبر وبدا من عينيه أنه تائه في التفكير. ضغطت روز برفق على يده التي كانت تضم خدها لطمأنته.
‘إنه قلقٌ أيضًا.’
في مثل هذه الأوقات، بدا جاسبر رصينًا للغاية. لم يكن يبدو كشخصٍ سيلكم زميله بنوبة غضب.
جفل جاسبر من لمسة روز فاستوت أكتافه المتراخية واتسعت عيناه.
انحنى جاسبر قليلًا وتمتم بصوت منخفض.
“روز…..”
انخفضت رموشه الذهبية قليلًا واقترب من روز أكثر. بدأ قلب روز يخفق بسرعة أكبر، بدا صوت دقات قلبها يتردد في أذنها.
ومع ذلك بدا أنها تعتاد على ذلك الوجه المثالي وهو يقترب منها. لحسن الحظ لم يتجمد جسدها.
أغمضت روز عينيها ورفعت كعبيها، كانت تحاول أن تكون على نفس مستوى عينيه.
لم تشعر بأي شيء على شفتيها، حتى ارتفع جسدها فجأة. وضع جاسبر إحدى ذراعيه حول خصرها ورفعها لأعلى.
“آه.”
فتحت روز عينيها ورأت وجه جاسبر المبتسم أمامها مباشرةً على نفس مستوى عينيها. بدا وجهه مختلفًا من نفس المستوى.
كانت حدقتاه الزرقاوتان تلمعان وشعرت أن وجهه كان أكثر جمالًا.
أمالت روز رأسها نحوه، والتقت شفاههما في قبلة بطيئة لطيفة.
***
توجهت روز إلى المختبر الممنوح من الأكاديمية لإجراء بحث حول أطروحة التخرج. حالما فتحت الباب تفاجأت بوجود ثيو في الداخل.
لم تره منذ بضعة أسابيع، رغم أنه كان يشاركها المختبر للقيام بأبحاثه. وعندما رأته عن قرب لأول مرة منذ فترة طويلة، شعرت لسبب ما بأنه مريض قليلًا.
“آه سينيور.”
“…هاه؟ روز.”
ابتسم ثيو بشكل محرج وقد بدا التعب على وجهه.
• ترجمة سما