An Academy Student's Duty Is To Study - 133
رغم عدم وجود أي شخص في الغرفة، إلّا أن الخياطة تحدثت بصوت أكثر انخفاضًا من ذي قبل.
“أنتِ مشهورة للغاية هذه الأيام آنسة روز.”
بدا أن الخبر قد انتشر بالفعل حول من هي حبيبة جاسبر كونواي.
“السيدات جميعهن يتحدثن عن الآنسة روز، فهناك عدد غير قليل من الفتيات ممن كن يسعين وراء السيد الشاب الثاني لعائلة كونواي.”
“نعم، على ما يبدو…..”
“ولكني أدعم الآنسة روز.”
أمسكت الخياطة بيد روز فجأة وبعينيها لمعة. تجمدت روز مندهشةً لكنها أومأت برأسها.
“لرؤية أن القصص الخيالية يمكن أن تصبح حقيقة. فلنخلص تلك الفتيات من أفكارهن ولنجعلكِ بأبهى حلة في الحفلة.”
“….هل هذا ممكن؟”
“بالطبع، فأنتِ تبدين كحجر كريم آنسة روز، وأنا متأكدةٌ من أنه كلما صُقِل أكثر، كلما ازداد تألقه. لا تقللي من جمالكِ!”
“حسنًا… شكرًا لكِ.”
أجابت روز بخجل، كان من المحرج سماع مجاملات كتلك.
تساءلت روز إن كانت حقًا ستبرز في حفل التخرج، فجميع الطالبات كنّ يقمن بالاستعداد كما لو أن حياتهن تتوقف على ذلك.
لو كانت روز من العام الماضي، لما فكرت في حضور حفل التخرج من الأساس. في الحقيقة وحتى الآن، كانت تشعر بالتوتر وعدم الارتياح من فكرة الذهاب. ربما لن ترتاح في مثل هذه المناسبات أبدًا.
ومع ذلك، كان هناك سبب واحد فقط لاهتمامها بهذه الحفلة الراقصة، فقط لأجل جاسبر كونواي. لقد طلب منها الذهاب معه، وهي لا تريد أن تظهر أنها غير مؤهلة لتكون شريكته.
الجميع ينتظر الحفلة بفارغ الصبر، وهي لا تريد الهروب منها. قررت روز مواجهة نظرات الفضول والتساؤل.
كانت حياة السلام والهدوء قد ولّت بالفعل. كل ما حولها الآن كان خارجًا عن المألوف.
كونها طالبة منحة من عامة الناس، مهندسة سحرية، حبيبة جاسبر كونواي…..
فكرت روز مجددًا في نصيحة الامبراطور. طالما أنها تسير ضد التيار، سيكون هناك مصاعب.
لكنها كانت مصممة على مواجهة كل ذلك. لن تتخلى عن حياتها كمهندسة سحرية، ولن تتخلى عن مكانتها كحبيبة جاسبر.
***
بينما كانت العاصمة تعج بالأحداث، كانت ملكية أتوود قاحلة هادئة. كانت في الجزء الشمالي من البلاد، وكان الشتاء على الأبواب.
قد مضى أسبوعان منذ أن جاء إيثان كونواي لهذه الأرض المتجمدة. كان يعيش في غرفة صغيرة وفرتها له عائلة أتوود.
وبدت شارلوت عازمةً على الطلاق منه.
“هاه……”
تنهد إيثان وهو جالس على الأريكة الصلبة.
قد ترك كل شيء وتبعها إلى هنا. توقع أن تغير شارلوت رأيها، ظنّ أن أوراق الطلاق كانت مجرد خطأ وأنه سيعود معها بسرعة للعاصمة.
لكن شارلوت لم تظهر وجهها له أبدًا. بدا أنها حبست نفسها في مكان ما من قلعة أتوود حيث لم يستطع رؤيتها مطلقًا.
كل مناقشات الطلاق كانت بينه وبين دوق أتوود. ولم يغير والد شارلوت من موقفه أبدًا باحترام رغبات ابنته.
غضب إيثان بشدة عندما أخبره الدوق بأنه نظرًا لأن شارلوت من طلبت الطلاق من جانب واحد، فلا بأس أن يحدد إيثان ثمن النفقة.
وأن هذا ما أرادته شارلوت، ولم ترد تغيير رأيها بشأن الطلاق.
‘لمَ….؟’
أكان الزواج منه بهذا السوء حقًا؟ كان إيثان يعتقد أنه يعتني بها بطريقته الخاصة. ومع ذلك فقد كانت
غير راضية.
‘لذا فستذهب الآن؟’
ظلّت شارلوت متمسكة برأيها.
في هذه الحالة، كان من المنطقي التفاوض والحصول على أكبر قدر من التعويضات والعودة إلى العاصمة. لا، بل كان هذا ما سيفعله إيثان عادةً دون تردد.
“تبًا.”
لكنه لم يستطع ذلك، لم يُرِد ترك شارلوت خلفه. إذا عاد بمفرده للعاصمة الآن، فسينتهي الأمر حقًا. لن يكون زوجين بعد الآن، وقد لا يراها أبدًا.
قد تتزوج حتى من رجل آخر.
وفجأة، شعر إيثان بأنفاسه تنحبس في حلقه عندما فكر بذلك. كانت شارلوت لا تزال صغيرة بما يكفي للزواج مجددًا.
‘لا، ربما تفكر في الزواج مجددًا بالفعل؟’
ربما كان هذا سبب رغبتها في الطلاق، لأن هناك رجلًا آخر؟ لم يكن الأمر مستبعدًا.
هبّ إيثان واقفًا عندما فكر بذلك وضغط بيده على جبهته.
“لا يمكنها ذلك.”
عند التفكير بعقلانية كان عليه العودة إلى العاصمة الآن. كان هناك الكثير من العمل يتوجب القيام به. كان اجتماع المجلس على الأبواب، ويبدو أن جاسبر قد فعل شيئًا.
حتى في الشمال كانت الأخبار تصل من العاصمة. عندما رأى قصة جاسبر في الصحف، كانت القصة سخيفة لدرجة أنه لم يستطع الغضب.
كان أول من سيتصرف إن كان في العاصمة. ولكن هنا، لم يكن هناك ما يمكن فعله سوى الجلوس والاستماع إلى الأخبار التي وصلت متأخرًا.
إلى جانب ذلك، كان يعلم أن شارلوت ستكرهه أكثر إن حاول التفريق بين روز وجاسبر. لم يستطع فعل شيء بينما هو مكروه بالفعل.
‘وأبي ليس مهتمًا بشؤوننا.’
بعد أن سلم السلطة لإيثان، كان الدوق كونواي يستمتع بالحياة الريفية في الدوقية.
لذا فكان رده:
‘لا أريد أي صداع في سنواتي الأخيرة، سواء أردتم الطلاق أو الزواج فالأمر متروك لكم.’
‘يبدو أني وحدي من يهتم بالعائلة.’
أغضبه الموقف بأكمله حيث لم يكن هناك شخص بجانبه ولم يعلم ما يفعل.
في الوقت الحالي بدا أنه من الأفضل الاستمرار في إرسال رسائل اعتذار لشارلوت لجعلها تغير رأيها. استأنف إيثان كتابة الرسالة بعد أن توقف لبعض الوقت بسبب الصداع.
دعيني أراكِ ونتحدث، أعترف أني كنتُ مهملًا. ستكون الأمور مختلفةً في المستقبل. إن كنتِ لا تصدقين كلماتي فسأكتبها.
أخبريني بكل ما تريدينه وكل ما مررتِ به. هل تجاهلكِ أحد لأنكِ من أتوود؟ أخبريني وسأتعامل مع الأمر.
يمكنكِ فعل أي شيء لأنكِ كونواي، لمَ تحملتِ كل هذا الإزعاج طوال الوقت؟ أنا لا أفهم……
دخل خادم إلى غرفة إيثان في تلك اللحظة بينما يكتب رسالته.
“هل جاء رد من عائلة أتوود؟”
“ها…..”
“هل أرسلت شارلوت شيئًا؟”
ظلّ إيثان يرسل الرسائل لكنه لم يتلقَ ردًا. كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنه التفكير فيه الآن.
تفاجأ الخادم للحظة من اندفاع إيثان، ثم تحدث.
“أنا آسف سيدي، لم ترسل زوجتكَ أي شيء…. لكن، هناك شيء يود مقابلتك.”
“هنا؟ من يكون؟”
“شخص من صناعات القبة. كانوا هنا وعندما سمعوا بوجودك طلبوا رؤيتك.”
“كانوا هنا؟”
شعر إيثان بالاستغراب. لم يكن شيئًا عاديًا مجيء رجل أعمال إلى أقاصي الأطراف الشمالية الامبراطورية، وهي منطقة تتمتع بحكم ذاتي. كان يتساءل مؤخرًا عمّا تنوي صناعات القبة القيام به.
ضاقت عينا إيثان.
“أخبرهم أني متفرغ بعد ظهر اليوم.”
عندما غادر الخادم، سرعان ما هدأت شكوكه بسرعة. لأنه بغض النظر عمّا تخطط له صناعات القبة، فإنهاء رسالة شارلوت كان الشيء الأكثر أهمية.
وبوجه عابس، بدأ إيثان بإكمال رسالته.
***
في المساء بعد انتهاء المحاضرات. اتجهت روز إلى المختبر حيث كانت تقيم جلسات التدريس مع جاسبر. أصر جاسبر على لقاءها هنا.
سابقًا كانت تخشى أن يراهما أحد. لكن الآن لم يعد عليها القلق بشأن ذلك.
ولكن رغم الاهتمام غير الضروري المحيط بها، لم يأتِ شخص ليسألها عن علاقتها بجاسبر. ربما بسبب ضرب جاسبر لزميله في ساحة التدريب، لم يستطع الطلاب الاقتراب من روز بسهولة.
‘لا أعلم إن كان يجب عليّ أن أكون شاكرة لهذا….’
عندما وصلت روز إلى المختبر، كان جاسبر يغط في النوم على الأريكة، كما لو أنه كان هناك منذ وقت طويل.
كانت عيناه مغلقتان وبدا الجو حوله أكثر لطفًا من المعتاد.
مشت روز بخفة قدر استطاعتها كي لا توقظه. ثم توقفت بجانب الأريكة تتأمل وجهه النائم.
‘واو….. وسيم جدًا.’
كان وجهه مثاليًا. في خضم إعجابها، امتدت يد جاسبر فجأة ممسكًا بمعصمها جاذبًا إيّاها نحوه. كادت روز تسقط فوقه.
فتح جاسبر عينيه ببطء ناظرًا لها بابتسامة.
“هل استمتعتِ بالنظر لوجهي؟”
“…..ألم تكن نائمًا؟”
“كنتُ مستيقظًا منذ لحظة دخولكِ إلى هنا.”
• ترجمة سما