An Academy Student's Duty Is To Study - 132
كان جاسبر يبحث بالفعل عن أماكن تجمع أولئك النبلاء. فوفقًا لأوامر الامبراطور، قد خطط للتقرب منهم للحصول على مزيد من المعلومات. ولكن بشكل غير متوقع، وبفضل كاليب، عَلِم بأحد مخابئهم.
‘بروتيلا…….’
كان سبب تجمعهم في مكان يبعد عن العاصمة ساعة واضحًا. لا يتعلق الأمر بتكبدهم عناء السفر بقدر ما يتعلق بأن هناك مناورات سياسية تجري.
في البداية، كان هدف جاسبر من المهمة هو كسب ثقة الامبراطور. ولكن الآن لديه دافع آخر.
من الواضح أن تشدد النبلاء المحافظين ورغباتهم ستتعارض مع حياة روز، رغم عدم وضوح ما أرادوه بعد.
إن لم ينتهي الأمر فقط بمعارضة تعديل القوانين بل ووصلوا إلى السلطة في المستقبل….. ستتضرر روز بالتأكيد.
لذا يجب التأكد من عدم ذلك.
يجب التخلص من أي شيء يعترض طريق روز.
في النهاية، كان كل شيء يتلخص حول أن روز بيل هي من جعلت جاسبر يتحكم في كل شيء. كانت هي قيَمه ومعتقداته ودوافعه.
***
عضّ ثيو شفته بتوتر والإرهاق واضح على ملامحه. كانت الهالات تحت عينيه تنم عن تعب شديد.
بمجرد انتهائه من عمله كأستاذ مساعد في المساء كان ثيو يستقل القطار متجهًا لمركز صناعات القبة في بروتيل.
حيث كان يعمل حتى الساعات الأولى في الصباح ثم يعود لبيركلي بعد قيلولة.
كان العمل بوظيفتين في وقت واحد أمرًا مرهقًا جسديًا، لكن الضغط النفسي كان ما أثقل كاهل ثيو أكثر.
كان مختبر بروتيل مشغولًا للغاية، كانوا بحاجة لتحقيق نتائج سريعة لجذب المستثمرين قبل نهاية العام.
وكما اتضح فيما بعد، لم يكن الوضع المالي للشركة جيدًا جدًا. إن لم يجدوا المزيد من المستثمرين، فسيتعين عليهم بيع بعض شركاتهم.
كان هدف مختبر بروتيل هو إنتاج اختراعات من شأنها جذب المزيد من الداعمين، ولم يكن إكمال الأبحاث.
“تبًا.”
تنهد ثيو ووضع وجهه بين كفيه. شعر بباقي الباحثين يحدقون به فوقف وخرج من هناك.
تجول في شوارع بروتيل في الصباح الباكر لتصفية ذهنه.
لم يخفف البرد في الهواء من ضيق صدره، شعر وكأنه مطاردٌ هذه الأيام.
كان بحث ثيو عبارةً عن بارود جديد يعتمد على المانا. إذا أمكن تطوير سلاح جديد بهذه القوة، فسيكون هناك من يشترون من جميع أنحاء الامبراطورية والشرق الأقصى.
عيّنت صناعات القبة ثيو مسؤولًا عن البحث، لكن عقله كان يصبح فارغًا بشكل متزايد. فشلت التجربة مرةً تلو الأخرى، ما جعل من حوله يبدأون بالشك بقدراته.
وفي الوقت نفسه، كان لا يزال يُوصف في الصحف بكونه عبقري القرن. وتم اتخاذه قدوة كالشاب الذي تخطى حواجز الطبقية.
‘أشعر بالاختناق…….’
لم يكن يخترع شيئًا جديدًا، بل كان فقط يقوم بوضع تعديلات على المعادلة القديمة، فلمَ يفشل؟
كان قد عمل على معادلة حرارة الاحتكاك التي ابتكرتها روز لأجل المسابقة. وقامت روز بتصميم المكابح لتكون أكثر متانة من خلال تقليل حرارة الاحتكاك.
أراد ثيو عكس المعادلة هذه المرة، لكن الأمر لم يكن سهلًا.
بطريقةٍ ما، كان الأمر منطقيًا. كانت تركيبة روز الجديدة، ولم يملك ثيو المهارات اللازمة لتطبيقها.
‘….إن كانت روز وليس أنا.’
ربما لاستمر البحث دون عوائق.
بدأ ثيو يتساءل ما إذا كان اتخذ قرارًا خاطئًا. وما إذا كان الراتب مرتفعًا أكثر من اللازم. كان التنقل اليومي إلى بروتيل صعبًا.
لكنه لم يستطع ترك الوظيفة الآن، حيث أخذ راتب عدة أسابيع. في الوقت الحالي، كان عليه تحمل مديره المخيف في العمل.
كان بحاجة إلى شيء ما وإلّا ستُدَمر سمعته بأكملها وتنكشف حقيقته.
‘هذا هو الثمن الرغبة فيما لا تستحقه.’
حدّق ثيو بالفراغ لفترا طويلة بغير تركيز وبرود.
“يجب…. يجب عليّ فعل شيء ما.”
تردد صوت ثيو غير المتزن في الشوارع الفارغة.
***
صباح يوم الأحد حيث لم يكن هناك محاضرات. كانت روز في متجر ملابس.
“الآن آنسة روز، هل يمكنكِ رفع ذراعكِ قليلًا؟”
حركت روز ذراعها بحرج عندما سمعت صوت الخياطة، وشعرت بالحرج من غرابة ما يحدث.
كان جاسبر قد أخبرها بالمجيء إلى هنا لأنه أراد شراء فستان لها لأجل حفل تخرجها.
في البداية، خططت روز للذهاب لمتجر واختيار فستان مناسب. كانت تأمل في العثور على شيء لا يكون سيئًا بجانب جاسبر وليس باهظ الثمن.
ولكن خلافًا لتوقعاتها، كان المتجر يصمم حسب الطلب. قامت الخياطة التي استقبلت روز بأخذ مقاساتها بدقة وسألتها عن شكل الفستان الذي تريده.
كانت روز جاهلةً بأشكال الفساتين الحالية. لو كانت تعرف لطلبت من ريببكا أو بريلي المجيء معها.
وبينما كانت واقفة مكانها متجمدة، ندمت روز على ذلك.
ما زاد الطين بلّة هو أن جاسبر لم يتمكن المجيء أيضًا بسبب عمل طاريء. اعتذر لعدم تمكنه على المجيء لكنها قالت أنه يعتقد أنها طفلة…… شعرت الآن أنها كانت طفلةً لا تعرف أي شيء حقًا.
أخذت الخياطة قطعة قماش ملونة ووضعتها بجانب روز وقارنت بينهما ثم تحدثت.
“من فضلكِ أخبريني بكل ما تريدينه حتى أتمكن من صنع فستان يعجبكِ آنسة روز. هل هناك قماش أو لون معين تفضلينه؟”
“آه….دعيني أفكر.”
حاولت روز إخفاء تململها، واجتاح وجهها حرارة خافتة بسبب إحراجها.
كانت محرجة من إخبارها بأنها لا تعلم أي شيء حقًا. كانت قد شعرت بالرهبة عندما دخلت المحل.
لم تكن السيدات اللاتي يأتين ليشعرن بهذا الشعور. لكن روز لم تملك أي اهتمام بالموضة، لذا من غير المحتمل أي يعجبها شيء معين. كان لديها أشياء أكثر لتقلق بشأنها بجانب الفستان.
ازداد وجه روز قتامة. فكرت أنه ربما عليها الانتظار حتى وقت لاحق وسؤال جاسبر عمّا يعجبه.
ولكن بعد التفكير مجددًا. وجدت أنه ربما سيكون جاسبر أيضًا جاهلًا بشأن الفساتين. إذا سألته، فربما سيقول أن كلهم جميلون.
‘كشريكته، لا يجب أن أشعر بالحرج.’
بطريقة ما، كانت الحفلة الراقصة هي أول مرة لهما معًا كشريكين رسميين، ولم ترغب في إفسادها.
ترددت روز للحظة، ثم قررت التخلي عن إحراجها وطلب المساعدة.
تحدثت روز بهدوء للخياطة.
“أنا…. في الحقيقة، لا أعلم الكثير عن الموضة….”
اتسعت عينا الخياطة قليلًا. تساءلت روز للحظة عمّا إذا كانت ستعتبرها غير لائقة. لكنها سرعان ما غضت النظر عن الفكرة. لم يكن خطأها العيش بميزانية محدودة لدرجة عدم شراء فستان.
ابتلعت روز ريقها وتحدثت.
“هل يمكنكِ تقديم توصية لي؟ أود الذهاب بفستان يليق بشريكي…. لكنني أحتاج لشخص يدلني، ولا يمكنني القيام بذلك بمفردي، من فضلكِ.”
بدت الخياطة مندهشةً للحظة، ثم أجابت بصوت هادئ.
“حسنًا، لا تقلقي آنسة روز. هل ترغبين في المجيء لأريكِ الكتيب؟”
وعكس ما كانت تخشاه، قبلت الخياطة كلمات روز بلطف وأحضرت كومة من الكتيبات وبدأ بعرضها وشرحها لروز.
استمعت روز باهتمام كما لو كانت تجلس بقاعة محاضرات. أراد جزء منها تدوين الملاحظات.
“في الواقع آنسة روز، بشرتكِ بيضاء صافية لدرجة أن أي فستان سيبدو جميلًا عليكِ.”
“….حقًا؟”
“أعتقد أن التصميم الكلاسيكي سيكون مناسبًا لكِ. تصميم مع تنورة كبيرة قدر الإمكان لتغطية جسدكِ الصغير. كما أن لديكِ رقبة رفيعة لذا أعتقد أنكِ ستبدين أفضل من تصميم يظهر الرقبة، وسيجعلكِ أقل اختناقًا.”
“ن، نعم….”
أومأت روز برأسها بسرعة بينما واصلت الخياطة حديثها. ولكنها عبست قليلًا ثم تحدثت.
“كان زيكِ الأكاديمي فضفاضًا بعض الشيء لذا لم ألحظ ذلك، ولكن بعد أخذ قياساتكِ أن أن تصميمًا ضيقًا عند الصدر سيكون جيدًا.”
أطلقت روز شهقة لا إرادية.
“حسنًا، إن صدركِ كبير بالنسبة لحجمكِ.”
“ماذا؟أنا……”
“حسنًا، يجب محاولة إبراز منحنيات الجزء العلوي قدر الإمكان ليبدو الفستان جميلًا عليكِ!”
ارتشفت روز الشاي لكنها شعرت بحلقها يحترق لسبب ما، بينما واصلت الخياطة حديثها بحماس.
“أعلم أنكِ قلتِ كونكِ لا تحبين البهرجة، لكن حفل التخرج يحدث مرة واحدة في العمر! لذا، أنصحكِ شخصيًا بفستان أحمر، ليس قاتمًا جدًا. والقماش مخملي على الجانب…..”
وبدأت الخياطة بتقديم توصيات مفصلة لاكسسوارات تليق مع الفستان، جعل حماسها روز تشعر بالدوار.
“سأخذ رأيكِ في تلك التفاصيل عندما نصل لها.”
“شكرًا لكِ سيدتي.”
خفضت الخياطة صوتها قليلًا ثم تحدثت.
“لا بل في الحقيقة، كنتُ متحمسةً جدًا عندما علمتُ بقدومكِ. فرصة للقاء الآنسة روز التي لم أسمع عنها سوى في الشائعات.”
“آه…. تقصدينني أنا؟”
“إنه لشرف لي حقًا تصميم فستان الآنسة روز.”
فوجئت روز بموقف الخياطة غير المتوقع.
• ترجمة سما