An Academy Student's Duty Is To Study - 131
قبّلت روز جاسبر بخفة على خده، ثم تراجعت وفتحت عينيها ببطء. احتلّ وجه جاسبر مجال رؤيتها بالكامل، وتعبير حائر على وجهه.
حدّق كل منهما بالآخر بصمت، انتشر إحساس بالوخز من أطراف أصابع قدمها حتى قمة رأسها وشعرت بالحرج. لكن ما أراحها هو رؤية احمرار طفيف يتسلل لوجه جاسبر.
ثم تمتم بصوت مكتوم.
“لقد فعلتها حقًا.”
“ألم تطلب مني فعل ذلك…..”
“لا، لم أقصد فعلها الآن.”
“أوه…..”
احترق وجه روز عندما أدركت سوء فهمها. إلى جانب ذلك، ظلّ وجهها قريبًا من جاسبر لدرجة مربكة.
تساءلت متى ستعتاد على فعل ذلك مع جاسبر ومتى ستتوقف عن الشعور بالحرج الشديد. لكنها لم تعتقد أنها ستعتاد حقًا، على الأقل ليس في الوقت الحالي.
احمرّ وجه روز وبدأت في الابتعاد، لكن قبل أن تتمكن من التراجع خطوة، أمسك جاسبر بمعصمها جاذبًا إيّاها نحوه.
“روز.”
كانت قبضة معصمه على يدها ساخنة. قام جاسبر فجأة بالاستقامة ما جعلها ترفع رأسها لتنظر له.
إذا مالت أكثر، فستصطدم بصدر جاسبر.
وبينما كانت تحاول تهدئة عقلها المشوش وقلبها المتسارع، صدى صوت جاسبر في أذنها.
“بالمناسبة، لا أعتقد أن تلك كانت قبلة.”
“….هاه؟”
“أليست القبلة عندما تتلامس الشفاه؟”
“الخد أو الشفاه….. الأمر لا يختلف…….”
اعترضت روز بخجل بصوت هامس، لكن جاسبر لم يتراجع.
“بل يختلف. أعني، بالطبع أنتِ لطيفة وإن قبلتني على الخد، ولكن ليس هكذا تكون.”
“تقصد على الشفاه؟ ولكن نحن في الخارج، ماذا إن رآنا أحد؟”
“لا أحد بالجوار.”
“لكن…….”
“إذا كنتِ منزعجة جدًا فسأمرر هذا اليوم، لكن أريد منكِ تقبيلي على الخد الآخر أيضًا.”
قبل أن تتمكن روز من الرد، انحنى جاسبر وقبّل خدها فجأة.
في النهاية، أغلقت روز عينيها مجددًا وضغطت بشفتيها على خد جاسبر بقوة ثم تراجعت.
“ه…هذا.. هناك، حسنًا؟”
“إنه ليس أفضل شيء ولكن…. أعتقد أنكِ ستفقدين الوعي إن طلبتُ منكِ فعل أكثر من هذا.”
ضحك جاسبر ضحكة مكتومة وهو ينظر لوجه روز المتورد. أحسّت بشعور غريب برؤيته يضحك هكذا. حيث كان نادرًا ما يظهر تعابير وجهه. شعرت بالفخر وكأنها روضت وحشًا بريًا.
بدا وجه جاسبر أكثر حيوية للحظة.
تحدث جاسبر وابتسامة خافتة لا تزال على وجهه.
“هل هذا ما ستقومين به من أجلي في كل مرة أتصرف فيها بشكل جيد؟”
“ماذا……”
“واو أشعر فجأة أن علي عيش حياتي كلها باستقامة.”
“حسنًا، هذا جيد…..”
نظرت روز إلى جاسبر وابتسامته البريئة، ثم أطلقت ضحكة عفوية.
كان جاسبر مخيفًا جدًا عند رؤيته من بعيد في الأكاديمية، لكنه كان لطيفًا للغاية عن قرب.
***
خرج كاليب من القطار وهو يداعب ذقنه الناعم بعد أن حلقه أخيرًا. كانت المحطة تعج دائمًا بالناس.
نظر حوله وسرعان ما لمح رجلًا برز من بين الحشود. لوّح كاليب للوجه المألوف الذي لم يره منذ شهور.
“جاسبر!”
نظر جاسبر إلى كاليب وأشار له بعينيه.
“مرحبًا، لم أتوقع منكَ أن تنتظرني.”
كان كاليب متحمسًا، لكن جاسبر كان هادئًا كما كان دائمًا.
“العربة تنتظرنا، هيا بنا.”
“شكرًا لك.”
كان قد رُتِب لكاليب إقامة في غرفة ضيوف في منزل كونواي فترة بقائه في العاصمة. لم يذهل لمنزل سيدور لأنه علم أن بقاءه مع والديه سيجعلهما غير مرتاحين.
وبعد التوقيع على وثيقة التناول عن حق الخلافة سيكون الأمر أكثر حرجًا. ظلّ كاليب غير منزعج ظاهريًا. ولكن وجه جاسبر كان أكثر صرامة.
وكزه كاليب بمرفقه وتحدث.
“لمَ تتصرف بفظاظة مع صديق لم تره منذ وقت طويل؟”
“أي فظاظة؟ لقد اصطحبتك من المحطة.”
“أنتَ لم تنتظر لأنك لم تستطع الانتظار لسماع المعلومات التي أخبرتك عنها، أليس كذلك؟”
“حسنًا، إلى حد ما.”
“يا لك من وغد.”
كان كاليب قد أرسل برقية إلى جاسبر منذ بضعة أيام. تم إرسالها من بروتيل، وهي بلدة صغيرة تبعد حوالي ساعة بالقطار عن العاصمة.
كان كاليب قد توقف في بروتيل بشكل غير مخطط له بسبب أفراد عصابة العلامة الحمراء. قد تبعهم بدافع الفضول، لكنه رأى شيئًا مثيرًا للاهتمام.
دخل أفراد عصابة العلامة الحمراء إلى مقهى راقٍ. وهو أمر غريب في مثل هذه البلدة الصغيرة. كما رأى بعض الوجوه المألوفة هناك، بعض أبناء النبلاء الذين التقاهم في بعض الحفلات الاجتماعية.
وعلى الرغم من أنه كان بارون، إلّا أن سيدور كان معروفًا جدًا في الأوساط الاجتماعية.
كان والد كاليب رجلًا محافظًا ومتسلطًا للغاية. معظم الأشخاص الذي سعوا إلى مصادقته من النبلاء المحافظين الذين آمنوا بالنظام الطبقي الأرستقراطي.
كانوا على النقيض تمامًا من كاليب. لطالما شعر كاليب بعدم ارتياح كلما التقى بهم في حفلات عائلته.
ولكن بعد رؤية العديد منهم مجتمعين في مقهى في بروتيل، تساءل كاليب ما إذا كان هناك حزب جديد. كما تساءل عن سبب سفرهم كل هذه المسافة إلى بروتيل بدلًا من العاصمة. كان ذلك غريبًا.
ما إن جلس كاليب في العربة وحده مع جاسبر، أخبره بما حدث في بروتيل. كان جاسبر يستمع بتعبير جاد على وجهه.
“يمكنني تفهم إن كان شباب النبلاء يتسكعون مع بعضهم، لكن من الغريب تواجد أفراد من عصابة العلامة الحمراء معهم. لا يقتصر الأمر فقط على العلامة الحمراء، بل لديهم أيضًا حراسة خاصة بهم.”
السبب في اتصال كاليب بجاسبر هو أن العلامة الحمراء كانوا متورطين في هذا.
حكّ كاليب خده وتحدث.
“أتساءل ما الذي يخططون له، لا يمكن أنهم يخططون لشيء غريب أليس كذلك؟ ألا يزال والد روز محتجزًا عندهم؟”
“إنه في العاصمة.”
“همم، هل سمعتَ أي شيء عن النبلاء المحافظين؟ الوضع غريب، أم ربما أنا أبالغ في التفكير؟”
هزّ جاسبر رأسه بهدوء ووجهه يحمل تعبيرًا جادًا.
“لا، الأمر غريب بالتأكيد. كما أني شاكر لكَ أنكَ أتيتَ لي بدلًا من عدم الاهتمام بالأمر.”
توقف كاليب متجمدًا لبضع ثوانٍ بينما تتغلغل كلمات جاسبر داخله. انفتح فمه قليلًا وارتسمت على وجهه ملامح الصدمة، ثم تحدث بتعجب.
“….هاه؟ هل شكرتني للتو؟”
رفع جاسبر أحد حاجبيه كما لو أنه يسأل ما خطبه.
“واو…… أهذا لأنكَ في علاقة؟ لقد أصبحتَ مختلفًا.”
“لا تكن سخيفًا، من الطبيعي شكر شخص ما.”
“هاه؟ جاسبر كونواي الذي أعرف كان آخر شخص أتوقع منه سماع هذا.”
“…….”
“بالمناسبة، كان هناك مقالات نشِرت. بدا أنك مستعد لتصرخ أمام العالم أن روز بيل حبيبتك، هذا مثير.”
كانت نبرة كاليب تحمل الاستمتاع والمضايقة، لكن جاسبر لم يتراجع بل وردّ بجدية.
“يجب على الجميع أن يعلم بذلك، لكي لا يلمسها أحد.”
ضحك كاليب ضحكة مكتومة على رد فعل جاسبر.
“أنتَ تقول تلك الكلمات بمثل هذا الوجه الجاد، هذا حقًا….”
“ماذا؟”
“هذا يبدو جنونًا بعض الشيء…. ولكن آمل أن تكونا سعيدين.”
“بالطبع كذلك.”
كان صوته مليئًا بالتصميم، كما لو أنه متأكد من قدرته على إزالة أي عواقب قد تعترض مستقبله مع روز بأي طريقة. تخلى كاليب عن محاولة التعمق في موضوع روز بيل.
‘حتى المزاح تتحدث فيه وكأنه الحياة أو الموت….’
تغيّرت عينا جاسبر عندما ذُكِرت روز. ولأن كاليب كان يعلم أنه من الأفضل عدم التعمق في الموضوع، حوّل الحديث إلى المقهى في بروتيل.
“صحيح، اقتربت من شخص يعمل في المقهى.”
“حقًا؟”
“إنها فتاة تعمل هناك وتؤدي عروضًا من حين لآخر. لكنها أخبرتني فجأةً أنها لن تحضر الأسبوع المقبل، ولم تخبرني بالسبب.”
“….هل سمعتَ أي شيء آخر؟”
“كانت تحاول التقرب مني كثيرًا، كان لديها وجه جميل……”
“هل رفضتها؟ هذه ليست عادتك.”
“يا رجل، لقد كنتُ هادئًا الفترة الأخيرة.”
ابتسم كاليب له. استمر جاسبر في سماع قصته، وفكر للحظة ثم تحدث.
“سأهتم بموضوع العلامة الحمراء، يمكنكَ البقاء في منزلي حتى ترتيب أمور الخلافة. أعلمني إن كان هناك شيء غير مريح.”
“…..لا، حقًا. لمَ أنتَ كريم جدًا؟”
كانت نبرته وتعبيره بعيدين كل البعد عن المزاح.
“جاسبر، أنتَ تخيفني. هل هذه حقًا قوة الحب……”
“حتى وإن عاملتكَ بشكل جيد تستمر بالثرثرة.”
في الحقيقة، كان جاسبر ممتنًا للغاية لكاليب. كانت المعلومات التي أحضرها بمثابة القطعة الأخيرة من اللغز.
• ترجمة سما