An Academy Student's Duty Is To Study - 129
منذ بعض الوقت، كان جاسبر يراقب أبناء النبلاء المحافظين بناءً على المعلومات التي قدمها له إيثان. اتضح أن كثيرًا منهم كان على علاقة بشركة صناعات القبة، بالإضافة إلى أولئك الذين رآهم إيثان في المنطقة الصناعية. قرر جاسبر التواصل مع أبناء أولئك النبلاء، ولو أنه لم يتحدث مع معظمهم من قبل.
“ما اسمكَ مجددًا؟ تبدو مألوفًا.”
قوبل السؤال بإجابات متحمسة، حقيقة أن جاسبر كان أول من تحدث إليهم كانت كفيلة بجعلهم متحمسين.
“يا إلهي جاسبر، لقد كنتُ في الحفلة التي أقميت في سيدريال تلك الليلة.”
“حقًا؟”
“لقد تذكرتني….. رغم أنها كانت منذ سنوات….!”
بمجرد أن قرر محاولة التقرب منهم، سارت الأمور بسهولة أكبر مما توقع. في الحقيقة، قبل أن يلتقي بروز، كان جاسبر معتادًا على هذا. كان هناك إشاعات وفضائح حوله، لكن لا أحد استطاع مقاومة التقرب من الابن الثاني لدوق كونواي.
“سمعتُ أنه كان هناك بعض المشاكل في المنزل هذه الأيام، هل أنتَ بخير؟”
“آه، هل أنتَ قلق بشأني؟ اتضح أنكَ لطيف جدًا جاسبر، عكس الشائعات……..”
“همم، ما هي الشائعات؟ أخبرني.”
“حسنًا… قيل أنكَ… متطرف قليلًا؟ .. وأنكَ مغرور، متكبر….. ولكن على أية حال، أنا أدعم حبكَ.”
“حقًا؟ ألم تكن عائلتكَ من المحافظين؟ أنا لستُ كذلك، لكنكَ تعرف من يكون أخي.”
“آه.. هذا…. أجل، أعرفه.”
“أنا فقط لا أريد أن أعلق في نظام الزيجات المدبرة، هذا كل ما في الأمر. وأما الحديث عن تعديل قوانين النبلاء، فأجده شيء مقيتًا جدًا.”
“حسنًا، أرى أنكَ تشعر بنفس الشعور. أعرف كثيرًا من الناس الذين لا يشعرون بالسعادة حيال هذا أيضًا.”
“إذن لمَ لا تدعوهم؟”
“حـ.. حقًا؟”
“هم حلفاء أخي، لذا من الجيد لي التعرف عليهم أيضًا لمساعدته.”
وسرعان ما اكتسبت ثرثرات جاسبر مكانةً عند أبناء العائلات المحافظة.
كما أن جاسبر وجد أنه من السهل للغاية كسب ود الآخرين. كلما كان المرء أكثر ثراءً وقوة كلما كان من السهل التلاعب بمن حوله. كانت روز بيل الاستثناء الوحيد بالطبع.
كان جاسبر قد التقى وتحدث مع بعض أبناء أكثر العائلات تحفظًا. كانوا جميعًا غير راضين عن النظام، واستطاع تخمين أن هناك الكثير خارج الأكاديمية أيضًا.
بدا أن عددًا غير قليل منهم كان متورطًا مع صناعات القبة. كانت صناعات القبة تحاول تعزيز مكانتها داخل الامبراطورية، لم يكن هناك علامة على ذلك من قبل، لذا يبدو أن هذا تطور حديث.
“تكمن المشكلة في احتكار شركة وير للسوق بسبب قربها من الامبراطور، كما كانوا يقومون بكثير من الدعاية لتشويه النظام الطبقي سرًا.”
“كرجال أعمال.”
“لكن صناعات القبة مختلفة.”
تردد مصطلح “صناعات القبة” كثيرًا بين النبلاء المحافظين. اتضح أن صناعات القبة كانت قريبة من أولئك النبلاء، كما كانت تضغط لمنع تعديلات قوانين النبلاء الجاري مناقشتها في الوقت الحالي.
التحالف المفاجيء للنبلاء المحافظين وصناعات القبة لا يمكن أن يكون مجرد مصادفة، لا بد من سبب لاتحادهم.
بعد سماعه لتقرير جاسبر، ظلّ الامبراطور صامتًا يتأمل للحظات قبل أن يتحدث.
“يكرهني النبلاء المحافظون بشدة، لا بد أنهم يفتقدون الرجل العجوز في قبره. ولكن برأيك، هل لهذا الأمر علاقة باختفاء إدوين؟”
لم يُجِب جاسبر على سؤال الامبراطور مباشرةً. كان إدوين أحد أسرار الامبراطورية الأكثر خطورة، لم يستطع الإفصاح عن حقيقته.
فضل جاسبر أن يعطي إجابة غامضة.
“كان إدوين هو من خان جلالتكِ، لذا يبدو أن لديه ضغينة شخصية ضدكِ. أفترض أنه من السهل اتخاذ حلفاء عندما يكون العدو مشتركًا.”
ضيّق الامبراطور عينيه وحدّق بحاسبر لبعض الوقت.
“قلتَ أنكَ لم تسمع شيئًا من إدوين آخر مرة…. إذن ألم يكن الأمر كذلك؟”
“لقد سمعت، لكنني لم آخذ الأمر بجدية، وأشك أنني سأفكر فيه مجددًا.”
كان هذا وعدًا بأنه لن ينطق بهوية إدوين أبدًا.
أدرك الامبراطور على الفور المعنى الكامن وراء كلمات جاسبر وابتسم بسخرية.
“لا داعي للتظاهر بعدم المعرفة. سيختفي إدوين من الوجود قريبًا. لقد كان طفلًا مثيرًا للشفقة في وقت ما، لكن الآن لا يمكنني السماح له بأن يعيث الفساد في الامبراطورية.”
وقف جاسبر ساكنًا مواجهًا نظرات الامبراطور بصمت. نقر الامبراطور على لسانه بعد فترة وجيزة.
“صحيح أن تصرفات صناعات القبة غير مريحة. أرسلت مؤخرًا رجلًا للامبراطورية لمراقبتهم، وقد وجد أن إحدى الجزر المهجورة تتلقى إمدادات مستمرة.”
“جزيرة مهجورة.”
“هذا غريب. لا بد أن يكون هناك مخبأ، سواء كان لشيء أو لشخص.”
“إذا رغبت جلالتكِ في ذلك، فسأسافر إلى الجمهورية وأتفحص تلك الجزيرة.”
لوّح الامبراطور بيده ردًا.
“هي ضمن أراضي الجمهورية لذا سيكون من الصعب التسلل.”
“إذن هل نواصل كما نفعل…..”
“كلا، أقترح التعمق أكثر في أنشطة النبلاء المحافظين من خلال التظاهر بدعمهم، حتى التأكد من هدفهم الحقيقي.”
“….فهمت.”
“إذا كانوا يخططون لشيء ما، فمن المؤكد أنه سيكون قبل اجتماع المجلس. علينا فقط انتظار الوقت المناسب. تأكد من أننا نملك قبضة قوية عليهم…….”
كانت عينا الامبراطور أكثر شراسة من المعتاد. شدد جاسبر من عزمه لإنهاء المهمة وإكمالها تمامًا هذه المرة.
***
دينغ دينغ دينغ.
صدح صوت القطار المنطلق بسرعة فوق القضبان. استيقظ كاليب من صوت المطر المتساقط على النوافذ.
كانت تمطر بغزارة منذ الليلة الماضية، ولكن هطولها ازداد الآن. قد يضطرون إلى التوقف لفترة في المحطة التالية.
‘لا أستطيع الانتظار لأصل للعاصمة.’
استقام كاليب قليلًا وهو يحك شعره الذي صار كعش طائر. على السرير السفلي، كان هناك رجل ضخم يصدر شخيرًا أثناء نومه.
لم يسبق لكاليب أن أقام في غرفة مشتركة من قبل. كان هذا شيئًا لا يُطاق، لكنه كان يعتبر الإقامة في غرفة رفاهيةً بالنسبة له حاليًا. كان المال ينفد منه بسبب سفره من مكان لآخر.
كلما قلّ المال، كان يفعل ما بوسعه لكسب المزيد. تولى مجموعة من الوظائف المختلفة، من الأعمال اليدوية البسيطة حتى العمل كمرتزق. بفضل المال الذي كسبه كان يسافر من مكان لآخر مستكشفًا ثقافات وفنون جديدة.
حتى جاءه ذات يوم خطاب أجبره على العودة لامبراطورية لبتي. أمرته العائلة بالتوقيع على تنازله لحق الخلافة، بدا أنهم سيمررون اللقب لأحد أبناء عمومته.
اعتقد كاليب أن هذا أمر جيد. وانتظر داخليًا رد فعل والده. كان التخلي عن حق الخلافة بمثابة الطرد من العائلة، لكنه لم يكن ينوي العودة لحياته القديمة على أية حال.
كان كاليب راضيًا للغاية عن الحياة التي يعيشها الآن. الذهاب إلى حيث يريد، الاختلاط بحرية مع الفنانين، الجلوس في المقهى حتى الساعات الأولى من الصباح.
إن لم يتنازل عن حق الخلافة فسيضطر لدخول سوق الزواج المدبر مجددًا، شعر بمعدته تتقلب بمجرد التفكير في الأمر.
كلما أسرع في التخلي عن حق الخلافة كلما كان ذلك أفضل.
تمدد كاليب قليلًا ثم خرج من الغرفة. كان يشعر بالجوع بعد أن نال قسطًا جيدًا من النوم، لذا شقّ طريقه نحو مقصورة الطعام وسط القطار.
كانت قائمة الطعام رديئة مقارنةً بغرف الطعام المخصصة، لكن المذاق كان بنفس الجودة، وأفضل ما فيه هو أنه كان رخيصًا.
جلس كاليب منتظرًا في إحدى الزوايا بعد أن أتم طلبه. وضع قبعته على رأسه وتصفح الجريدة اليومية.
اندفع فجأةً ثلاثة رجال ضخام إلى مقصورة الطعام، كان مظهرهم غريبًا لدرجة أنه نظر إليهم بتلقائية.
نظر كاليب بلامبالاة ثم تجمد.
‘…..إنهم مألوفون…’
لم يكن ثلاثتهم غريبين عليه.
‘هذا….’
بحث كاليب في ذاكرته للحظات حتى تذكر أين رآهم.
‘آه، أليسوا رجال عصابة العلامة الحمراء الذي أخذوا روز قسرًا من قبل؟’
كانوا هم أنفسهم الذين أخذوها بالإجبار لدفع دين والدها. كانت ملابسهم تبدو أفضل بكثير الآن، لكن كاليب كان مقتنعًا بهويتهم.
كان أنف أحد الثلاثة أعوج قليلًا، كان ذلك الذي تعرض للضرب على يد جاسبر لدرجة كثر عظام أنفه.
‘إلى أين يتجهون؟’
أعاد كاليب نظرته للصحيفة بعينين ضيقتان، شعر بالفضول في منتصف رحلة القطار المملة.
• ترجمة سما