An Academy Student's Duty Is To Study - 126
لم تستطع روز التوقف عن التفكير بكلمات جاسبر.
‘أنا حُبه الأول.’
إذا كان هذا منذ بضعة أشهر، لكان من المستحيل عليها تصديق الأمر، ولكن ليس الآن. كان تعلم أن جاسبر كان يعني ما قاله.
كان عالم روز حتى لحظة ما يتمحور فقط حول عائلتها والهندسة السحرية. وكانت رافضة صريحة بما تعلق بالرومانسية، لكن جاسبر كان صادقًا يما يكفي ليتمكن من إقناعها. لم تعد تستطيع تجاهله.
تمتمت روز محاولةً كتم المشاعر الفائضة في قلبها.
“ولكن…. كنتُ أكذب عليكَ طوال هذه الفترة.”
“بشأن ماذا؟”
“بإخفاء ماضيّ، وبالتظاهر بعدم معرفتك و…… ألم تشعر بالخيانة؟”
أجاب جاسبر دون تردد.
“مطلقًا.”
“……”
“كنتُ سأستمر في ذلك حتى تخبريني بنفسكِ.”
شعرت روز بنظرات جاسبر مواجِهةً لعينيها مباشرةً. والآن استطاعت فهم ما يدور في ذهنه دون ذرة شك.
‘جاسبر يحبني حقًا. وأنا كذلك….. أنا أحبه……’
انجرفت نظرة روز إلى شفاه جاسبر. وفجأة، شعرت برغبة غير مألوفة جدًا بتقبيله. لو أنهم كانوا داخل برج الساعة الآن وليس في الهواء الطلق، لربما فعلت ذلك.
“شكرًا لكَ.”
وبدلًا من ذلك، همست روز بهدوء.
كان حب شخص ما أمرًا جميلًا وسعيدًا. ستكون هناك أوقات لم يكن الأمر فيها هكذا بالطبع، لكن روز كانت سعيدة بصدق في الوقت الحالي.
***
كان قد انتهى منتصف الفصل الدراسي الخريفي. واقتربت حفلة التخرج بسرعة، كانت أكاديمية بيركلي تعج بالكثير من الأشياء.
كانت هذه هي المرّة الأولى التي يفوز فيها طالب في الأكاديمية في مسابقة الاختراعات. والأكثر من ذلك أنه كان شخصًا من عامة الشعب، شخص يوجد منه في السنة الواحدة واحد فقط.
كانت روز بيل مشهورةً بالفعل، ولكن الآن أصبح الجميع في كل الصفوف يعرف اسمها. لم يدرك أحد ما كان مدى عبقريتها. والآن كل الصحف المتحدثة عن المسابقة تسلط الأضواء عليها.
ولكن مع النجاح تأتي الانتقادات. وبطبيعة الحال، كان هناك من أرادوا التقليل من إنجاز روز.
“ما هذا، لمَ لا يوجد سطر عن روز في هذا المقال؟ هذا سخيف!”
في غرفة نادي المشي بعد الغداء مباشرةً، وبينما كانت بريلي تتصفح المقال، ألقت به مباشرةً على الطاولة في سخط. وبدت ريبيكا التي اكتشفت المقال وجلبته إليها مستاءةً بنفس القدر.
التقطته أديلا وتمتمت بنبرة جادة.
“حقًا؟”
تحدثت أديلا بنبرة أعلى من المعتاد بينما تتصفح المقال بنظرة سريعة.
“المقال يجعل الأمر وكأنها كانت مساعدة ثيو، وهو ابتكر الاختراع وحده! كيف يمكن ذلك، لقد كان عملًا تعاونيًا.”
بدت ريببكا وبريلي غاضبتان ومتفقتان معها. بينما كانت روز محور الحديث تستعد لمحاضرتها التالية.
حكّت روز خدها وهي تنظر لصديقاتها العابسات بارتباك.
“مممم…”
على مدى الأيام الماضية، بدأت المقالات تظهر وكأن ثيو كان الوحيد الذي عمِل على موضوع المسابقة، كما كان هناك حديثٌ في الأكاديمية أن روز قد تدخلت في أبحاثه.
توقعت روز رد الفعل هذا إلى حدٍ ما. كان لدى الناس شعور بأنه ثيو من سيقوم بالبحث وليس روز الطالبة، ولم تشعر هي برغبة في تصحيح ذلك.
لولا ثيو، لما فكرت في المشاركة في المسابقة. ولو لم يُشِر ثيو إلى احتمالات التسويقات التجارية، لما كانت قد عملت بجد لدرجة الفوز بالجائزة الكبرى، ناهيك عن جائزة عادية.
وفوق كل ذلك، كانت روز مشغولةٌ للغاية بحيث لم تملك وقتًا للقلق بشأن المقالات والشائعات. كانت تدرس بجد للحصول على أعلى الدرجات قبل التخرج.
بصفتها طالبة متفوقة، ستحصل على فرصة للوقوف على المنصة في حفل التخرج. ولذا سيُذكر اسمها في الصحف وسيكون لقب الطالبة المتفوقة في بيركلي شرفًا ستحمله لبقية حياتها.
أرادت روز صنع اسم لنفسها في حفل التخرج، وكثيرًا ما ذكرت نفسها بكلمات الامبراطور.
“اجعلي اسمكِ معروفًا بقدراتكِ.”
عندها لن يتم الحكم على علاقتها بجاسبر، وستكون قادرة على تقديم نظرة مختلفة للناس. كانت الدراسة تعني قضاء وقت أقل معه، لكن جعلتها تعمل بجهد أكبر.
نظرت روز للمقال وقالت لأصدقاءها.
“ليس عليكم أن تنزعجوا.”
“أنتِ هي عبقرية القرن! ماذا لو ظنّ الناس أن ثيو هو العبقري!”
“سينيور ثيو عبقري بما فيه الكفاية أيضًا.”
“ألستِ مستاءة من ذلك؟ هناك مقال يصف أنكِ فقط مساعدته وتقومين بما يطلبه، لا يمكنني السكوت عن هذا، يجب أن أحتج……”
صمتت روز للحظة ثم تحدثت.
“هذا أمر متوقع، لم أفعل شيئًا بعد.”
توقفت بريلي مؤقتًا وهي غاضبةٌ من نبرة روز الهادئة.
“أحتاج إظهار المزيد من النتائج ليتم التعرف عليّ. لا يمكنني الخروج الآن والمطالبة بأن يتعرف الناس عليّ فلن يستمع أحد لي.”
“روز……”
“الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله هو العمل بجد أكبر.”
إذا تخرجت من أكاديمية بيركلي حاصلةً على المركز الأول ثم استمرت بابتكار أشياء جديد حينها سينظر الناس لها بنظرة مختلفة قليلًا.
كان عليها العمل بجدٍ أكبر لتكون مقبولة في المجتمع. لم يسعها إلّا الشعور بالاستياء تجاه تلك الحقيقة، لكن كان من الأفضل تفريغ ذلك في بحث آخر.
اقتربت ريبيكا من روز بعد أن كانت تستمع بهدوء من الجانب ووضعت ذراعها حول كتفيها. نظرت روز لها بدهشة، فلم تكن ريبيكا قريبةً منها في العادة إلى هذا الحد.
“أنا أثق بكِ، ولن أتوقف عن إخباركِ بمدى كونكِ عبقرية!”
صفقت بريلي بيديها بغضب.
“نعم! سأنشر الخبر أيضًا.”
صمتت أديلا للحظة ثم تحدقت.
“لكن لماذا…. لمَ لم يدحض ثيو ريكستون زميلكِ في البحث المقال؟ أعني لا بد أنه أكثر من يعلم أن هذا غير صحيح.”
تراجعت أكتاف روز قليلًا، لم تكن تمانع القيل والقال حولها، ولكن الشيء الوحيد الذي أزعجها……. كان موقف ثيو الذي ذكرته أديلا.
لكن روز ابتسمت بضعف محاولةً عدم إظهار ذلك.
“حسنًا، لا أدري. ربما لم يأخذ الصحفيون بكلام سينيور ثيو أو شيء كهذا……”
“ربما.”
كانت أديلا لا تزال تبدو منزعجة.
‘…..هو ليس من الأشخاص الذين يتعمدون أخذ الفضل والثناء.’
على الأقل، كان هذا ثيو ريكستون الذي كانت روز تعرفه حتى الآن.
‘لا يهم ما تقوله الصحف، الأهم أني سأحصل على الجائزة المالية.’
حاولت روز التفكير في أموال الجائزة التي ستحصل عليها خلال أسبوعين. كانت قد وضعت بالفعل خططًا لكيفية إنفاقها. في الوقت الحالي، كان ذلك كافيًا لإسعادها.
***
ارتدى ثيو أغلى بدلاته ووقف أمام المقهى وهو يقبض يده ويبسطها ليخفف من توتره.
أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يدخل. ثم وضع قدمه عازمًا على النجاح في لقاء اليوم.
الرجل الذي رُتِب معه اللقاء كان مديرًا تنفيذيًا من شركة صناعات القبة.
منذ تم الإعلان عن نتائج المسابقة وبدأت وسائل الإعلام بالحديث. أبدت شركة كبيرة تدعى القبة للصناعات اهتمامًا بثيو.
‘إنه ليس شيئًا حقًا مقارنةً بشركة وير…..’
ومع ذلك، فقد كان سعيدًا بشركة صناعات القبة. في الوقت الحاضر، كانت أي فرصة عمل خارج أرض الامبراطورية المتعبة أفضل من أي شيء.
كان الرجل الذي ينتظر ثيو في المقهى في المنتصف من عمره ويتفحص ساعته كل بضع ثوانٍ.
‘مشغول.’
اقترب منه ثيو وتعرف الرجل عليه أولًا. فخلع قبعته الرمادية للترحيب به.
“مرحبًا سيد ريكستون، تفضل بالجلوس.”
“هل انتظرت طويلًا؟”
“لا على الإطلاق.”
بعد تبادل مجاملات قصيرة، بدأ الرجل في الحديث عن العمل.
“أمّا بالنسبة للاختراع، فقد وجدته مثيرًا للاهتمام للغاية. يبدو أن مركز أبحاث الامبراطورية بالتعاون مع شركة وير يحاول بالفعل تصنيع اختراع السيد ريكستون.”
“هذا ما سمعته.”
“هذا سيء للغاية، لولا المسابقة الامبراطورية لوددت شراء البحث.”
“أنا سعيد كونك تفكر بالأمر بهذه الطريقة.”
“إن فكرة تطوير مادة جديدة باستخدام نوع منقى من الأحجار الكريمة النارية كانت فكرة مثيرة للاهتمام للغاية.”
“هاهاها، نعم……”
ضحك ثيو بغرابة.
‘تبًا.’
رغم ابتسامته الخارجية، كان ثيو يرتجف من الداخل. كانت الحقيقة أن كل هذا المديح موجه لروز، كان يجب أن تكون هي وليس هو.
كانت المقالات في الصحف هذه الأيام مشكلة أيضًا. كانت الصحف الممولة جيدًا حريصةً على جعل شخص من العامة نجمًا. وقبل أن يدرك ذلك، أصبح ثيو عبقري القرن.
عبقري وُلِد فقيرًا لكنه ارتقى إلى مستوى رائع وتابع دراسته. منارة العصر الجديدة.
أراد ثيو تلك الحياة بشدة، لكنه كان يعلم أن ذلك لن يحدث أبدًا. فقط بعد كتابة بعض الصحفيين عنه، رآه العالم بتلك النظرة.
• ترجمة سما