An Academy Student's Duty Is To Study - 125
أضاءت عينا جاسبر قليلًا من تعجب روز. تشدد فكه وهو يحدق بروز. اجتاحت نظراته كل شبر من وجهها، بنظرات يائسة.
بدت روز محرجة من نظراته.
“أنا من يجب عليها الاعتذار.”
تجعد جبين جاسبر قليلًا.
“لماذا، هل تريدين الانفصال عني؟ وإلّا فليس هناك ما يدعو للاعتذار.”
“….كان هناك شيء لم تخبرني وبه و….”
نظرت روز إلى كتف جاسبر بعينين دامعتين ثم أكملت.
“كنتُ أنا السبب في إصابتكَ، ولم أملك أي فكرة…..”
“ما الذي قاله لكِ الامبراطور؟”
تراجعت أكتاف روز وأخبرته عن لقائها مع الامبراطور. استمع جاسبر لها وهو يشعر بالتوتر.
ثم انقطع صوتها وهي تشهق.
“أنتَ… لقد ذهبتَ في مهمة خطرة بسببي.”
لم تعلم روز تفاصيل مهمة جاسبر كونها سرية، ولم تستطع سؤال الامبراطور. لكنها كانت تعلم بشكل غامض كونها كانت مهددةً لحياته.
وبطبيعة الحال، لم تعلم أن المهمة لازالت مستمرة.
ظلّ جاسبر صامتًا ولم يكلف لنفسه عناء تصحيح سوء الفهم لروز، ثم تحدث بنبرة ناعمة وكأنه يطمئنها.
“لم أتأذى.”
“لماذا….. لمَ ذهبتَ إلى هذا الحد…؟”
“كنتُ بحاجة لدعم جلالتها. كانت تلك هي الطريقة المثلى لمنع أي اعتراض.”
“لكنكَ … كدتَ تقتل نفسكَ جاسبر.”
“لم أفعل.”
بدا جاسبر غير مبالٍ للغاية. غير مبالٍ لدرجة أن روز شعرت ببعض القشعريرة. وشعرت وكأن أنفها يحترق.
كان مصابًا بشدة، لكنه تصرف كما لو أن شيئًا لم يكن. كما لو أنه عايش ذلك مرارًا وتكرارًا.
دفعت روز ساعد جاسبر بعيدًا عنها بإحباط. كان جاسبر ضيعفًا ولم يقاوم.
“روز، هل أنتِ غاضبة؟”
“…لم أكن غاضبة، لكنني الآن كذلك.”
“أنا آسف.”
“أنا…. أنا لا أفهم، لم يكن عليك المخاطرة بكل هذا لأجلي. لمَ فعلت ذلك بحق……..”
“لمَ فعلتُ ذلك؟”
سأل جاسبر متأملًا سؤال روز.
“لا أعلم، لا أحتاج لمعرفة السبب. أعلم فقط أنه كان الشيء الصحيح الذي توجب القيام به.”
تصرف جاسبر كما لو أنه لم يوجد خيار آخر. كانت روز عاجزةً أمام كلماته.
ثم عبس جاسبر.
“لو لم أفعل ذلك، لربما اضطررتِ للانفصال عني.”
“…لا جاسبر، لم نكن نتواعد حتى حين كنتُ تؤدي تلك المهمة.”
“لهذا السبب كنتُ أحاول إبقاء كل شيء مرتب من حولي، حتى أتمكن على الأقل بإقناعكِ بي.”
“…….”
“وقد نجح الأمر. والآن نحن حبيبان.”
أضاء وجه جاسبر بفخر وهو يقول آخر جملة.
فكرت روز في عدة أشياء أرادت قولها، لكنها قررت إبقاء فمها مغلقًا. في الواقع، كان لديها شعور بأنه بغض النظر عمّا ستقوله، فإن جاسبر سيتجاهل كل شيء.
‘هل هذا صحيح……؟’
بدأت روز تجد نفسها مرتبكة أمام سلوك جاسبر الواثق. لم تكن المخاطرة بحياة المرء من أجل الحب طريقة صحية للتفكير، ولكن بدا أنها اقتنعت بطريقة ما.
كانت تعلم أن جاسبر ينظر لكل شيء بملل، ولكن عندما يعقد العزم على شيء ما، يكون متفانيًا بشكل مخيف…..
‘لم أعتقد أنه سيكون أنا.’
تسابق عقل روز بالتفكير. حينها تحدق جاسبر ووجهه مليء بالاطمئنان الذي هدّأ أفكار روز الداخلية المعقدة.
“لا تقلقي روز. لقد انتهى كل شيء. ولن يتمكن شخص من لمسكِ بعد الآن.”
“آه… والسيد إيثان، كنتُ سأقول ذلك أيضًا.”
تنهدت روز وأوضحت لجاسبر أن بريسيلا قد جلبت عائلتها من كويلتس لحمايتهم. وقال الامبراطور أنه لن يعاقبهم على أفعالهم، لذا لم يكونوا في خطر.
ومع ذلك، لم يسعها سوى الشعور بالحزن عندما سمعت أن إيثان قد توجه للشمال. لكن سرعان ما قال جاسبر شيئًا هدّأ من قلق روز.
“لا يمكنه التفكير بشأن كويلتس في الوقت الحالي، فهو على وشك الطلاق.”
“هاه؟”
“لم يذهب إلى كويلتس في المقام الأول، بل ذهب لأتوود لتسوية شؤون الطلاق.”
“ماذا، طلاق؟”
“ألقت السيدة كونواي ورق الطلاق في وجهه وغادرت. كان هذا سبب عودتي إلى المنزل كثيرًا مؤخرًا، كنتُ مشغولًا.”
“لا، كيف ذلك……”
“أخي غبي نوعًا ما.”
سيكون جاسبر هو الوحيد في الامبراطورية الذي يمكنه وصف إيثان بأنه غبي.
“لذا لا تقلقي، لا يمكنه أن يفرقنا أو يؤذي عائلتكِ أيضًا.”
“أنا سعيدةٌ لسماع ذلك.”
شعرت روز بالارتياح، ولكن ليس بالسعادة. بدا جاسبر مرتاحًا رغم أن أخاه كان على وشك الطلاق.
“روز، أحتاج فقط إلى رأيكِ. كل شيء جاهز تقريبًا.”
“…رأيي؟”
كانت بعيني جاسبر الزرقاوتان وميض أحمر. كانت الشمس تغرب في الجهة المعاكسة له، ولمعت أشعتها المنخفضة في الأفق في عينيه.
غرقت روز في عينيه، في كل مرّة كان يقول فيها شيئًا مهما، كانت عيناه تبدوان أكثر لمعة.
لم يكن قد اختار هذا الوقت من اليوم عن قصد.
لكن غروب الشمس جعله يبدو أكثر جمالًا من المعتاد. ما جعل كلماته تبدو أعلى، أرادت الاستماع لكل ما سيقوله.
لمعت رموش جاسبر قليلًا وهو يخفضها فاتحًا فمه للحديث.
“أريدكِ أن تكوني شريكتي في حفل التخرج.”
كان حفل تخرج أكاديمية بيركلي حدثًا مهمًا، سواء داخل الأكاديمية أو خارجها. كان مقدمة الدخول للعالم الاجتماعي.
كان وجود شريك في الحفلة الراقصة بمثابة إعلان رسمي عن العلاقة. وقد تنتشر الشائعات عن شريكة جاسبر في الامبراطورية قبل أن تنتهي الحفلة حتى.
وإذا كانت شريكة جاسبر من عامة الناس وليس من النبلاء، فستكون الشائعات أكثر سخونة. حاولت روز تخيل تركيز المجتمع كله عليها.
جعلتها الفكرة متوترة، لكنها لم ترغب في رفض عرض جاسبر. قد لا تكون مستعدة للجلوس بجانبه بعد، وقد تتلقى الكثير من الأسئلة والنظرات، لكنها ستكون قادرة على ذلك………
لم تُرِد رؤية جاسبر يرقص مع فتاة أخرى في حفل التخرج. شعرت باندفاع من المشاعر.
إذا لم يكن لديه شريكة فسينتهز الجميع الفرصة لمحاولة الرقص معه. حتى وإن رفضهم جميعًا، لم تتمكن من الوقوف ومشاهدة فتاة أخرى تتقرب منه.
شعرت بمعدتها تتقلب، تمامًا كما حدث وقت الشائعات حول جاسبر وأديلا. لكنها علمت الآن أنها كانت غيورة.
شعرت روز بأن هذا الشعور كان في غير محله الآن وخجلت من نفسها سرًا. ظلّ جاسبر صامتًا متتظرًا إجابتها.
ترددت روز ثم تحدثت بصوت منخفض.
“…..ألا بأس؟”
“إذا كان هذا كثيرًا عليكِ، فلا بأس، سأنتظر.”
“آه لا. فقط، أنا لستُ راقصة جيدة جدًا……”
احمرّت وجنتا روز.
ظلّ وجه صارمًا وجامدًا، ولكن بمجرد سماع كلمات روز، تغير تعبيره. اتسعت عيناه قليلًا وارتعشت شفتاه كما لو كان يحاول السيطرة على فرحته.
سعلت روز وشعرت بالإحراج بلا داعٍ وهمست له.
“حسنًا، هل يمكنكَ تعليمي، جاسبر؟”
“….. بكل سرور.”
أجاب جاسبر بصوت هائم. وبعد لحظة، أطلق تنهيدة طويلة من الراحة وتدلى رأسه.
“لقد وعدنا أن نتقابل في حفل منذ سنوات، والآن أخيرًا يتحقق ذلك.”
“…. ماذا؟”
سألت روز، ولم تفهم كلمات جاسبر على الفور. رفع جاسبر رأسه ببطء ونظر لعينيها مجددًا.
“لم يكن يجب عليكِ قول أننا سنلتقي مرّة أخرى ثم تختفين.”
“ماذا…….”
“صندوق موسيقى المصباح، إن كنتِ تتذكرين.”
بمجرد سماع “صندوق موسيقى” ، ومضت ذكرى قديمة في ذهن روز.
“سيكون هناك حفلةٌ في منزلي بعد شهرين، سأراكِ حينها. أو ربما في حفلة أخرى…..”
كانت قد قطعت ذلك الوعد عند افتراقها بجاسبر الصغير. توقعت روز أن تكون تلك آخر حفلة لها، لكنها وافقت على وعده.
“أراكَ المرّة القادمة.”
كانت تفكر في أعماقها أنها لن ترى جاسبر مرّة أخرى، ولكن عندما دخلت أكاديمية بيركلي بأعجوبة ورأته، كان عليها التظاهر بعدم معرفته. كانت روزالي فيردن وقتها وليس روز بيل من قابلت جاسبر الصغير.
“أنتَ….. تتذكر.”
تمتمت روز بذهول كما لو كانت تحدث نفسها.
“جاسبر، لقد كنتَ تعلم كل شيء.”
“كيف لا أتذكر، لقد كنتِ حبي الأول.”
تردد في رأس روز صوت ألحان “فالس الحب” من صندوق الموسيقى. كانت نفس النغمة التي سمعتها في المهرجان منذ وقت ليس ببعيد.
• ترجمة سما