An Academy Student's Duty Is To Study - 124
توقفت العربة أمام بوابة القصر الامبراطوري. دفع جاسبر بشكل محموم للسائق ونزل من العربة بسرعة.
لم يكن لديه فكرة عن مكان روز الحالي، لكنه أسرع إلى القصر. لحسن الحظ كان يملك تصريحًا من الامبراطور بالمرور في أي وقت، لذا تم تفتيشه سريعًا وسُمِح له بالدخول.
شعر بضرورة الوصول إلى روز بأسرع وقت ممكن. خطى بتوتر غير عالمٍ بكيفية العثور عليها في هذا القصر الفسيح.
شقّ طريقه أولًا إلى القصر الرئيسي حيث مكتب الامبراطور. كان من الواضح أن لدى الامبراطور ما يقوله لروز شخصيًا نظرًا لاستدعائها وحدها دون شريكها في المسابقة ثيو.
كانت خطوات جاسبر خشنة سريعة، رمقه الناس بالنظرات وابتعدوا عن طريقه.
كان تعبير جاسبر متجهمًا والقلق على روز يملأ وجهه. بدا للآخرين وكأنه غاضب، ولكنه داخليًا كان مرتبكًا كطفل تائه.
‘آه….. ماذا لو خاب أمل روز فيّ ولم تعد تحبني……’
ماذا سيفعل حينها؟
حتى الآن كان جاسبر يعيش وحوله محبة الجميع. كونه ولِد بلقب كونواي، كان العالم لطيفًا معه.
لم يضطر أبدًا للتمسك بشخص ما، كانت روز بيل هي الأولى.
‘لستُ في وضع يسمح بإخباره بما يجب عليه فعله.’
ربما كان من الجيد أنه اختبر هذه المشاعر قبل إيثان.
توقف جاسبر مؤقتًا ونظر إلى الأرض. بينما كان يحاول استجماع أنفاسه وترتيب أفكاره، سمع صوت حوافر خيول من بعيد. كان بإمكانه الشعور بالاهتزاز ينتقل عبر الأرض.
رفع جاسبر رأسه ونظر إلى الأعلى. كانت عربة امبراطورية تتسارع خيولها نحو البوابة، ثم توقفت فجأة.
ثم فُتِحت النافذة ولمع تحت ضوء الشمس لون أحمر.
“جاسبر!”
كانت روز بيل.
لمحت روز جاسبر من العربة وأخرجت رأسها من النافذة. بمجرد أن رأى جاسبر وجهها، ركض نحو العربة.
بحلول الوقت الذي فتحت فيه روز باب العربة بمساعدة السائق، كان جاسبر قد وصل لها.
كان جاسبر يجري بسرعة كما لو كان مطارَدًا. كان تنفسه غير منتظم، وبمجرد خروجها من العربة، أمسك بذراعها وجذبها نحوه.
“….روز.”
للحظة، تشوش كل شيء حوله ولم يستطع جاسبر رؤية شيء غير روز. شعر بمثل هذا من قبل عندما رآها في محطة القطار قبل مغادرة بالوش. وسط حشد من الناس، لم يلمح سوى شعرها الأحمر الجميل.
بدت روز متفاجئة وسألته.
“جاسبر، لمَ أنت هنا……”
نظر جاسبر لروز لبعض ثوانٍ قبل أن يحكم أنها لم تكن غاضبة كونها لم تحاول التخلص من قبضته.
خفّ القلق الذي ظلّ يتصاعد طوال الطريق إلى القصر قليلًا، ووجد جاسبر نفسه يفتح فمه ليتحدث.
“اشتقتُ لكِ.”
رمشت روز بسرعة وهي تشعر بالارتباك قبل أن تجيبه.
“وأنا أيضًا. كان لدي الكثير من الأشياء التي أرغب في التحدث معك بشأنها.”
“مثل……؟”
غرق قلب جاسبر مجددًا. ارتعشت شفتا روز وبدا تعبيرها جادًا للغاية.
تحدثت روز بصوت منخفض.
“ستكون تلك قصة طويلة…. هل نذهب لنتمشى في مكان ما؟ أعتقد أننا بحاجة لإجراء حديث جاد حول مستقبلنا.
انزلقت قبضة جاسبر عن روز بتوتر. كانت نبضات قلبه تتسارع، والآن بدا أنها توقفت. لم يكن هناك ولو لمحة من الابتسامة على وجه روز.
‘حديث جاد….. حديث جاد؟’
لجزء من الثانية، تسابق عقل جاسبر بملايين الأفكار في آن واحد.
‘ما الأمر، هل ستطلب مني تركها، أم أنها تخطط للذهاب الجمهورية في النهاية؟ لماذا؟ ما الذي تحدثت عنه مع جلالتها وجعلها فجأة….. تبًا، تبدو جادة جدًا. لا، لقد فازت بالجائزة الكبرى في المسابقة. لماذا…. لا تبدو سعيدةً مطلقًا…..’
طلبت روز من جاسبر أن يتمشيا معًا على ضفة النهر، وبالكاد أومأ جاسبر برأسه ولم ينطق بكلمة.
للوهلة الأولى، بدا وجه جاسبر خاليًا من التعابير كالمعتاد، ولكنه في الواقع كان يفقد صوابه كل ثانية.
‘ما الخطأ الذي ارتكبته؟ هل ضربت جورج بيل بقسوة؟ أو لأنني كذبت عليها؟ لم تدرك روز أبدًا أني ذهبتُ لبالوش من أجلها، هل تشعر بالخيانة؟’
كان جاسبر صامتًا بينما يسيران بجانب النهر، ولم تتكلم روز أولًا. أصبح فم جاسبر جافًا وشعر أن ساقاه تصبحان أكثر ثقلًا.
وكلما طال للصمت، ازدادت أفكار جاسبر سوءً.
‘لقد فعلت هذا وذاك من وراء ظهرها… دون أن أقول لها أي شيء، من تلقاء نفسي… كان ذلك للحصول عليها… هل أخطأت؟ إلى حد الانفصال؟’
كان وجه جاسبر شاحبًا جدًا.
‘ما الذي يفترض بي فعله في موقف كهذا، تبًا. من يدري، الشخصان الوحيدان اللذان يمكنني سؤالهما هما أخي وكاليب، وكلاهما أحمق…. ماذا أفعل… أولًا، يجب أن أعتذر….’
روز لطيفة، لذا ربما ستتغاضى عن الأمر.
في مرحلةٍ ما، بدأ جاسبر أيقن فكرة أن روز قد خاب أملها فيه بشدة وقررت الانفصال.
—الأخ ألف رواية جديدة خالص 😭😭😭😭😭😭
***
لم يكن لدى روز أي فكرة عمّا يدور في عقل جاسبر.
وبينما كانا يمشيان بجانب النهر، كانت مشغولة بمحاولة معرفة ما يجب قوله.
كان وجه جاسبر أكثر تصلبًا من المعتاد، وتساءلت عمّا إذا كانت قد فعلت شيئًا أزعجه.
سمعت روز الكثير من الأشياء من الامبراطور لم تسمع بها من قبل. أن جاسبر قد ذهب للامبراطور للهروب من ضغوط عائلته والزواج منها، وأنه قد أخذ مهمة خطيرة وسرية مقابل مساعدته.
شعرت روز بمعدتها تتقلب عندما أدركت أن رحيل جاسبر إلى بالوش والطلق الناري في كتفه كان بسببها.
‘لم أكن أعلم أي شيء.’
كانت تستمتع بوقتها في الأكاديمية وتتعرف على أصدقاء جدد وتدخل في أول علاقة حب لها، لكن خلف الكواليس، كان جاسبر يخاطر ويتعرض للأذى.
‘لمَ كل هذا…..’
لم تكن روز قد أدركت مشاعرها في الوقت الذي اتفق فيه جاسبر مع الامبراطور، لم تستطع أن تفهم لمَ خاطر بحياته، حتى لو عنى ذلك الانفصال عن عائلته.
‘ماذا لو غادرتُ للجمهورية؟’
تذكرت فجأة حين قال جاسبر لها أنه سيتبعها دون تردد. اتضح أنه لم يكن مجرد حديث، كان يعني كل كلمة قالها.
كانت روز غارقة في مشاعر مشوشة، لم تكن قد أدركت عمق مشاعر جاسبر لهذه الدرجة. شعرت بالأسف تجاهه أكثر من كونها تأثرت بأفعاله. بدا كما لو أنها جعلته يحمل كل العبء وحده.
‘ليتني كنتُ من عائلة نبيلة طبيعية.’
لما تأذى جاسبر. سرت قشعريرة في جسدها عندما تخيلته ملقًى على الأرض ينزف بغزارة بعد إصابته بطلق ناري.
وبصمت، وصلا إلى مقعد بالقرب من النهر. بعد جلوسهما جنبًا إلى جنب، نظرة روز إلى جاسبر، اتجهت نظراتها نحو كتفه.
‘كان من الممكن أن يكون قلبه وليس كتفه.’
ربما كان هذ ليحدث. تلوى وجه روز عندما داهمها ذلك التفكير الرهيب المفجع.
تدلت عيناها إلى الأسفل وزمّت شفتاها.
لم تكن متأكدةً أكانت تستحق حياة جاسبر.
كان يجب أن تصبح أفضل مما هي عليه، شخص في مستوى أعلى. حتى لا تذهب مشاعر جاسبر سدًى. لِئلا يكون حب جاسبر مجرد غباء وتهور.
‘يجب أن أكون أفضل.’
حدثت روز نفسها. في تلك اللحظة، تحدث جاسبر بصوت مرتجف.
“أنا آسف.”
رفعت روز رأسها معتقدةً أنها أخطأت السمع. لكن جاسبر أمسك ظهر يدها بلطف.
“….أنا آسف روز.”
لم تفهم روز سبب اعتذار جاسبر. كانت تعتقد أنها هي الملزمة بالاعتذار.
سألت روز في حيرة.
“لمَ تعتذر؟”
“اه……”
أصبح وجه جاسبر أكثر شحوبًا. كانت عيناه الزرقاوتان تتحركان في عدة اتجاهات.
كان جاسبر رجلًا قويًا ضخمًا، لكنه بدا الآن خائفًا، كطفل ضائع. بدا أن لمسةً ستجعله ينكسر.
تحدث جاسبر بصوت مكتوم.
“الأمر فقط…..”
“لا جاسبر، لا سبب يدعوكَ للاعتذار لي.”
أخذ جاسبر نفسًا حادًا وتمتم.
“أتكرهينني؟”
“ما الذي تتحدث عنه بحق خالق الجحيم…..”
“هل أصبحتِ تكرهينني؟”
“هاه؟”
“أم…. سئمتِ مني؟”
“مهلًا انتظر، يكفي.”
“….ماذا، يكفي؟”
أصبحت عينا جاسبر باردة للحظة. عندها أدركت روز أن هناك خطبًا ما به، فأحكمت قبضتها على ظهر يده. ثم تحدثت بسرعة.
“لا لا لا، اهدأ جاسبر!”
• ترجمة سما