An Academy Student's Duty Is To Study - 123
حبست روز أنفاسها وهي تنظر للامبراطور، سرت قشعريرة في جسدها كالثلج وشعرت بأصابعها تبرد من التوتر.
هل الفتى الذي يشير له الامبراطور هو جاسبر؟
‘كيف يعلم عن علاقتي بجاسبر؟’
لم تستطع روز تخمين ما يفكر فيه الامبراطور. كانت تعابيره وهو ينظر لها لطيفة، لكن الجو حوله لم يكن كذلك. كان لطيفًا وقويًا في نفس الوقت، كما يليق بحاكم امبراطورية.
في خضم حيرتها، ظلّت روز صامتةً ونظراتها للأسفل. عندما لا تعلم شيئًا، فقد اعتقدت أن أفضل جواب هو الصمت.
بعد لحظة تحدث الامبراطور.
“كنتُ أتوق لمقابلتكِ روز. في البداية، كان مجرد فضول. سمعتُ أن السيد الشاب الثاني لعائلة كونواي قد أُسِر قلبه من قبل فتاة من عامة الشعب…. ألن تكون تلك فضيحة تليق بالامبراطورية.”
شعرت روز بحرقة في حلقها.
كانت قد قطعت وعدًا مع جاسبر بإبقاء علاقتهما سرًا، ولكن الآن اكتشفها الامبراطور، وليس أي شخص آخر. بدا صحيحًا أن للامبراطور عيونًة وآذانًا في كل مكان في الامبراطورية.
لم تفكر روز أبدًا في أن جاسبر من أخبر الامبراطور بنفسه. أنّبت نفسها وهي تحاول أن تعلم متى تم اكتشافهما.
“لقد ولّت الأيام التي كان الامبراطور يمارس فيها السلطة كما يحلو له. وإذا حدث ذلك، فكما حدث في الجمهورية، ستقتحم الجماهير الغاضبة القصر وسيقع رأسي في مرمى النيران؟”
قال الامبراطور بابتسامة مرحة. كانت كلمات لو نطق بها أي شخص آخر لاعتبِرَت إهانة للعائلة الامبراطورية.
تجمدت روز في مكانها غير قادرةٍ على فتح فمها. كان أي شيء ستقوله خطيرًا. كانت مدهشة ومحرجة من سماع الامبراطور يقول تلك الكلمات بنفسه.
“المعركة من أجل الرأي العام أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى. ولهذا السبب أحتاجكِ. الحب الذي يتجاوز المكانة، لا يوجد من هو أنسب منكِ لتكوني رمزًا للعصر الجديد.”
“جلالتكِ، أنا….”
تحدثت روز بصوت مرتجف. لم تكن تريد التورط في الدعاية السياسية أو الفضائح، لم تكن متأكدةً من قدرتها على التعامل مع ذلك.
كل ما أرادته هو دراسة الهندسة السحرية بكل شغفها والحصول على وظيفة جيدة في العاصمة، لكن الامبراطور قاطعها كما لو أنه علم ما ستقوله.
“سيكو لقصتكِ نتائج بعيدة المدى. سيتغير الرأي العام وسيساعد ذلك على قبول التشريعات الإصلاحية كتعديل قوانين النبالة.”
“ل.. لكنني لا أعلم شيئًا عن السياسة يا صاحبة الجلالة.”
“ليس عليكِ فعل أي شيء، فقط عيشي حياتكِ كما هي. لا تنفصلي عن جاسبر إذا لم تريدي ذلك، تزوجيه وسأساعدكِ.”
رمشت روز بسرعة. كان الامبراطور قد أقرّ بعلاقتها مع جاسبر. لم تعلم روز أكان من المفترض أن يكون هذا جيدًا أم لا.
شعرت أنها مثيرة للشفقة. يبدو أن سبب اهتمام الامبراطوري بها كان جاسبر، وليس بسبب اختراعها في المسابقة.
تساءلت إذا ما كان السبب في السماح لها بالتحدث مع الامبراطور هو كونها حبيبته، وحتى الدخول في معهد الأبحاث، وإذا ما كانت لن تستطيع التوقف عن الاعتماد عليه أبدًا.
حدّق الامبراطور بعيني روز الغارقتين قبل أن يتحدث.
“تبدين مترددة. ألم تكوني تفكرين في الزواج من جاسبر؟ رغم أني أعتقد أنه من الحكمة التفكير أكثر.”
“آه، لا ليس كذلك يا صاحبة الجلالة، أنا فقط…..”
ردّد الامبراطور عندما صمتت روز.
“فقط؟”
“حسنًا، كنتُ فقط…. قلقة. لم أعتقد أن جلالتكِ على علم بعلاقتي بجاسبر…و في المقام الأول…. لم يفترض بي أن آتي لهنا…..”
على الرغم من عدم اتضاح كلمات روز، بدا أن الامبراطور قد فهم ما كانت تحاول قوله على الفور.
“حتى وإن لم تربطكِ علاقة بجاسبر، كان سيتم الترحيب بكِ في القصر الامبراطوري.”
“….ماذا؟”
“منصبكِ في معهد الأبحاث كان ليظلّ موجودًا أيضًا. يبدو أنكِ تستهينين بقدراتكِ.”
“آه…..”
“إذا كانت حبيبة جاسبر مجرد فتاة جميلة، فلن يكون لذلك أي معنى، وسيرفض الناس الأمر على أنه مجرد ثرثرة. ولكن ليس أنتِ، روز بيل. اصنعي لنفسكِ اسمًا من خلال قدراتكِ.”
كان صوت الامبراطور باردًا قاسيًا، لكن روز شعرت أن الكلمات تداعب قلبها بلطف.
“لديكِ خياران لترين ما تريدينه في الصحف، إما: “انحراف كونواي، وقوع الشاب الثاني في حب فتاة من العامة.” أو “روز بيل مهندسة السحر الثائرة تعترف بعلاقتها الغرامية مع جاسبر كونواي”. اختاري ما تشائين منهما.”
“الثاني……”
“صحيح.”
انحسر الارتباك عن وجه روز وتسارعت نبضات قلبها مرّة أخرى.
“أخبرني جاسبر بكونكِ تحبين الحياة الهادئة. ولكن قد تصبح حياتكِ صاخبة في المستقبل.”
ابتعلت روز ريقها، وتحدث الامبراطور بنبرة تحمل تسلية بداخلها.
—روز محستيش ان في حاجة غلط؟؟؟😭
“لكن العبقرية لها دائمًا مستقبلها وتجاربها، هذا يختلف في كل عصر.”
شعرت روز أن رؤيتها للحياة بعد التخرج أصبحت أكثر وضوحًا. فكرت في الوعد الذي قطعته لنفسها عندما رفضت عرض ثيو بالسفر خارجًا، قالت أنها ستثبت نفسها هنا.
أصبح الوعد المبهم أكثر تفصيلًا الآن. فقط من خلال النجاح وصنع اسم، يمكن أن يكون لهذا تأثير إيجابي على الناس.
من المؤكد أن حياتها ستصبح صاخبة، لكنها لن تغير شيئًا إن بقيت هادئةً ومختبئة.
أدركت روز أنها لا يجب أن تعيش حياة هادئة. كان عليها العمل بجهد أكبر من الآخرين الذين ولدوا في ثروة وأن تكافح خلال الفوضى، وكانت لديها القدرة على ذلك.
‘العبقرية لها تجاربها….’
كانت كلمات الامبراطور الخفيفة مريحة بشكل غريب.
فكلما بدت تقلبات الحياة غير عادلة وصعبة، كان من المريح التفكير في أن هذا كان ثمنًا لولادتها بموهبة. كان تفكيرًا طفوليًا، لكنه كان ساحرًا.
تحدثت روز بصوت منخفض ولكن حازم.
“سأبذل قصارى جهدي…. لأصل لمستوى توقعاتكِ.”
ابتسم الامبراطور ابتسامة خافتة.
“جيد جدًا، لقد أُعجبت بكِ أكثر مما كنتُ أتوقع.”
“ش.. شكرًا لكِ يا صاحبة الجلالة.”
“لا عجب أن جاسبر مسحورٌ بكِ تمامًا.”
احمرّت وجنتا روز قليلًا. رمقها الامبراطور بنظرة مرحة.
—عارفين وكأن الابطال الـ بتقرأوهم في الروايات واقفين قدامكم؟ الامبراطورة واخداهم كدة تسلية😭😭😭😭😭😭😭
“بقدر ما أستطيع قوله من خلال حياتي غير القصيرة، فإن جاسبر رجل جيد، رغم أنه قد يبدو مملًا وغير مثيرٍ للاهتمام بعض الشيء.”
“ه… هذا ليس صحيحًا، إنه لطيف للغاية……”
“حسنًا بعيدًا عن وجهه ماذا هناك أيضًا؟ وهو لم يخبركِ عن صفقته معي.”
“….ماذا؟”
“بالحكم من تعابير وجهكِ، فأنتِ لا تعرفين حقًا.”
ضحك الامبراطور ضحكة خافتة في تسلية. نظرت روز إلى الامبراطور بحيرة. بدا الذي كان يبدو صارمًا وموقرًا للغاية ودودًا الآن.
“لا أصدق أنه كان جبانًا لدرجة التظاهر بيأس أمامكِ، هذا مضحكٌ جدًا. دعينا نمشي مجددًا، لدي المزيد لأخبركِ به.”
تبعت روز الامبراطور بسرعة وهو يتابع المسير.
‘…. صفقة؟’
كان جاسبر قد عقد صفقة مع الامبراطور، ليس أي شخص، ولكن الامبراطور نفسه. لم تستطع روز فهم الأمر تمامًا، وامتلأ عقلها بعلامات الاستفهام.
***
وبينما كانت علامات الاستفهام في عقل روز وتتحول إلى علامات تعجب، جلس جاسبر في العربة متوترًا.
“تبًا.”
انطلقت العربة بسرعة نحو القصر الامبراطوري. عضّ جاسبر شفتيه وأمسك ركبته بإحكام.
بمجرد أن غادر ساحة التدريب بعد الامتحان العملي، ذهب ليبحث عن روز، أراد رؤيتها بعد انتهاء الامتحان.
لكن روز كانت قد غادرت الأكاديمية بالفعل، كان الطلاب المتجمعون في الردهة الرئيسية يتهامسون حول روز بيل.
بمجرد الإعلان عن الفائزين في المسابقة، ضجّت الردهة بقصص عن استدعاء الامبراطور لروز، وادّعى كثير من الناس رؤيتها تركب في عربة تحمل الشعار الامبراطوري.
بالكاد كان لدى جاسبر وقت لتغيير زي التدريب قبل أن يهرع إلى البوابة ويستقل عربة.
كان من الغريب أن نتائج المسابقة قد أُعلِنت بهذه السرعة ، وأن روز قد ذهبت إلى القصر بعدها مباشرةً. هل استدعاها الامبراطور فقط لأجل تهنئتها على الفوز؟
مرّر جاسبر يده في شعره المتعرق.
‘الامبراطور….. لن يخبرها بكل شيء.. أليس كذلك؟’
شعر جاسبر بالقلق. لقد عقد صفقة مع الامبراطور. مقابل قتله لرجل ما، سيكون مع روز بيل. وكانت الصفقة لاتزال جارية.
كان لديه شعور بأن روز طيبة القلب ستجده رهيبًا بعقده صفقة كهذه.
أو أنها ستعتقد أنه كان مخيفًا. لقد قال بكل ثقة أنه سينتظر حتى التخرج ليواعدها، لكنه قام بهذا الهراء خلف ظهرها.
تضخم خيال جاسبر بالسيء والأسوأ. مجرد التفكير في أن روز بيل أصيبت بخيبة أمل فيه كان مخيفًا.
كان بإمكان جاسبر الصمود أمام سكين حاد. ولكن أمام روز، شعر أن ثقته بنفسه تتلاشى. لطالما كانت روز بيل تحديًا بالنسبة لجاسبر. وربما ستظل كذلك دائمًا.
• ترجمة سما