An Academy Student's Duty Is To Study - 121
وبينما كانت تستمع إلى آنا وهي تخبرها بما حدث، ازداد وجه روز قتامة وازدادت عيناها حزنًا. ربما وضع إيثان عائلتها في خطر.
مجرد هذه الفكرة جعلتها تشعر بالضيق واقشعرّ جلدها. تحدثت آنا بنبرة هادئة كما لو أنها استطاعت قراءة عقل روز.
—نحن جميعًا بأمان هنا، الخدم في الفيلا لطيفون للغاية معنا، و….. أشعر فقط بأني مدينة جدًا لبريسيلا. ولكن لم أستطع الرفض، اضطررت للمجيء إلى هنا عندما سمعتُ أنكِ قد تكونين في خطر.
“أنا……”
اختنقت روز وكافحت لتكمل حديثها.
“….سأقوم بزيارة الكونتيسة وشكرها شخصيًا.”
كانت نظراتها مشوشة وشعرت بمعدتها تتقلب والأرض تحت قدميها تتحرك. ثم تحدثت بصوت أجش.
“أنا آسفة……”
تذكرت المخاطر التي ستحدث عندما ترتبط بجاسبر، كان شخصًا لا يجب أن تحبه. تذكرت الكلمات التي قالتها لنفسها عندما كانت قريبةً منه.
عضت روز شفتها واحمرّت زوايا عينيها وأنفها. كان ذهنها مشغولًا بالقلق والشعور بالذنب تجاه عائلتها.
‘أنا لستُ الوحيدة التي تعيش بصعوبة.’
لاتزال خطايا جورج معلقة على ظهرها. قبضت روز على يدها بشدة.
توقعت أن إيثان سيعارض، لكنها لم تعتقد أنه سيتجه لعائلتها. لطالما أكّد جاسبر لها ألّا تقلق، وأنه سيتخلص من أي شيء سيعترض طريقهما.
لقد أرادت فقط أن تصدقه.
‘أنا متأكدة من أن هناك أوقاتًا لا يستطيع فيها جاسبر حتى المساعدة…..’
سعلت روز قليلًا وحاولت البقاء هادئةً قدر الإمكان لكنها كانت سعيدةً أيضًا بوجود بريسيلا لمساعدة عائلتها. كان ذلك غير متوقع.
اعتقدت روز أن بريسيلا قد تكرهها. فبعد كل شيء، كانت السبب في فسخ خطبة ابنتها من عائلة كونواي.
‘أديلا كوالدتها.’
تنفست روز بهدوء متذكرةً أديلا، لولا أديلا لما فكرت بريسيلا في مراقبة تحركات إيثان والاعتناء بعائلتها في كويلتس.
ثم جاء صوت آنا المكتوم عبر جهاز الاستقبال.
—أنا لا أوبخكِ روز.
“…….”
—هذا ليس خطأكِ، إنه خطأ جورج ذاك اللعين لبيع اللقب دون علم العائلة في المقام الأول. وخطأ اللورد إيثان.
/إيثان: انا عملت اي؟؟؟ 😭😭😭😭😭
لطالما حرصت آنا على إخفاء السر دائمًا، ولكن ليس الآن. ارتعشت شفتا روز بلا حديث.
—أنتِ فقط….. تحبين شخصًا ما.
“لكن……”
‘ربما كان الحب ترفًا بالنسبة لي أيضًا.’ ابتلعت روز تلك الكلمات بغصة. كان جاسبر يسبب لها خفقانًا في القلب دائمًا.
—يبدو أن علاقتكِ بجاسبر متينة جدًا. أخبرت أديلا بريسيلا أنه لا مجال للتدخل بينكما.
“أديلا؟ ألم تكن الكونتيسة مستاءة…؟”
—لا أعتقد أنها فكرت في الموضوع بجدية. بما أنها ساعدتنا. وقبل كل شيء، قالت أديلا أنها بخير…..
شكرت روز أديلا في قلبها مرّة أخرى. صمتت آنا لبضع ثوان قبل أن تكمل.
—أريد أن أعلم شيئًا واحدًا روز، هل تحبينه حقًا؟
ابتعلت روز ريقها وأجابت بخفوت.
“أجل……”
—رغم أنكِ تعلمين أنه سيكون خيارًا صعبًا.
“حاولتُ التعامل مع الأمر، وإذا اعترض اللورد إيثان على عائلتي فـ…..”
هل ستترك جاسبر؟ شعرت روز بغصة شديدة وتصلب جسدها.
—أجل أنا أعلم. لم تكوني لتتخذي مثل هذا القرار باستخفاف.
تفاجأت روز بكلمات آنا، لم تتوقع أن تقول هذا. توقعت أن تخبرها بإنهاء الأمور مع جاسبر في أسرع وقت ممكن.
استمرّ صوت آنا بهدوء وحزم.
—أنا أفكر في الطلاق من والدكِ.
“طلاق؟”
—لقد جعلني هذا الأمر أدرك أنه لا يمكن أن تدعيه يعيقكِ أكثر من هذا الحد.
رغم سلوك جورج، كانت آنا مترددة في الطلاق. لم يكن هذا غير شائع في الوقت الحالي، لكنه كان أقل شيوعًا في جيل آنا، كان أمرًا غير وارد.
—إذا انفصلتُ عنه وحصلتُ على الحضانة الكاملة، حتى لو تم اكتشاف جريمة جورج… قد لا نُعاقب. لستُ متأكدة، يختلف الأمر من قاضٍ لآخر ولكن…. علينا أن نحاول.
لم يسبق لروز أن سمعت آنا تتحدث بهذا التصميم من قبل، كان صوتها دائمًا مشوبًا بالإرهاق وثقل الحياة.
—منذ تم اصطحابنا إلى هنا في منتصف الليل دون معرفة السبب، كان هذا يشغل بالي كثيرًا. خاصةً حين سمعت بما فعله، يجب أن يتوقف هذا الآن.
كان عقل روز يعاني معركة شديدة بين المشاعر. كان أكثر مشاعرها حدة هي الندم.
قد تتحرر من جورج مرةً واحدة وللأبد، مجرد هذا الاحتمال حبس أنفاسها. ضغطت روز بيدها على عينيها الحمراوتين.
“أمي.”
تحدثت روز بصوت مرتجف.
“أجل، فلنقم بهذا. سنعيش بمفردنا، لا مزيد من المعاناة بسبب والدي……”
سرت رعشة في جسد روز.
لن يكون الطلاق سلسًا، ولم تكن متأكدةً إلى متى ستسمح بريسيلا لعائلتها بالمكوث. رغم عدم اليقين بشأن ما ينتظرها، كانت روز واثقة.
كلما كان موضوع جورج يُطرح كانت تشعر بالثقل والاختناق. لكن ليس الآن، وللمرة الأولى منذ وقت طويل، شعرت أنها تستطيع التنفس.
***
عندما انتهى اتصال روز مع آنا، بدأت بمحاولة تنظيم المعلومات في رأسها.
‘يجب عليّ الذهاب إلى الكونتيسة والتحدث معها بالتفصيل و….. يجب عليّ الحديث مع جاسبر.’
لا شك أن جاسبر سينزعج إن علِم أن إيثان ذهب لرؤية جورج. لكن كان عليها إخباره بكل شيء حتى يتمكنا من حل الموقف بشكل صحيح.
لم تتوقع روز أن جاسبر كان يعلم بكل شيء بالفعل بل وقد استعد تمامًا، فواجهت صعوبة في كيفية إخباره بالأمر.
‘يجب أن يكون في ساحة التدريب.’
كان عليها رؤيته الآن، تذكرت روز جدول محاضرات جاسبر وحاولت تخمين مكان وجوده. كان المكان صاخبًا للغاية بالقرب من الردهة الرئيسية عندما مرّت من هناك.
لم تفكر روز في الأمر كثيرًا، لكنها سمعت شيئًا ما بين الطلاب.
“هل أنتِ حقًا روز بيل؟ واو.”
لم تعلم لما ذكروا اسمها، لم تكن حتى نتائج الامتحان قد ظهرت.
‘ماذا؟’
توقفت روز واقتربت من الردهة، كان هناك ورقة تحمل شعار العائلة الامبراطورية معلقةً على لوحة الإشعارات.
وبعد ثوان قليلة، كادت تصرخ. سرعان ما وضعت يدها على فمها. تفرق الطلاب على جانبيها وهم ينظرون لها. اقتربت روز من اللوحة وقرأت الكلمات مرّة أخرى. امتلأ هذا اليوم بالكثير من الأشياء غير المتوقعة واحدةً تلو الأخرى.
تم الإعلان عن الفائزين بمسابقة الاختراعات الامبراطورية.
بدا أن النتائج قد ظهرت في وقت أبكر من المعتاد، كان هناك اسمان مألوفان عند الجائزة الكبرى.
ثيو ريكستون وروز بيل.
توقفت روز مكانها وكادت ساقاها تترنح. شعرت أن الكلمات أمامها أصبحت ضبابية.
‘……الجائزة الكبري؟’
كانت ستسعد بمجرد الفوز بجائزة، ولكن الجائزة الكبرى؟ لم تستطع روز التصديق.
‘أنا لا أحلم أليس كذلك؟’
ظهرت ذكريات الصيف بأكمله في المختبر أمامها.
“آه….”
ترنحت روز وحركت ساقيها، تتبعتها عيون الطلاب الآخرين بمزيج من الدهشة والإعجاب وقليلٍ من الحسد.
سارت روز غافلةً تمامًا عن محيطها، لم تستطع الانتظار لمشاركة تلك الأخبار مع أحدهم، وأول شخص تبادر إلى ذهنها كان جاسبر.
توقعت أن تنفجر باكية من الفرح إذا فازت، لكنها كانت مذهولةً بدلًا من ذلك، لم تستطع حتى المشي بشكل صحيح.
دقات قلبها التي كانت تتسارع منذ اتصلت بها آنا أصبحت أكثر تسارعًا وكأنها ستنفجر.
مشت روز ببعض الترنح مسرعةً نحو ساحة التدريب. وفجأةً اقترب منها رجل غريب للتحدث معها.
“آنسة روز بيل.”
ارتعشت أكتاف روز بدهشة.
“….من أنتَ؟”
كان يرتدي بدلة راقية وشعره الرمادي مصفف بعناية. بدا في منتصف العمر كمثال للرجل المحترم. تراجعت روز خطوة إلى الوراء ونظرت له بحذر.
بعد ما حدث لها آخر مرة أصبحت حذرة مع الغرباء غريزيًا.
ابتسم الرجل في منتصف العمر ابتسامة خافتة ومدّ ذراعه مشيرًا بأصابعه على عربة واقفة على بعد مسافة قصيرة من بوابة المبنى الرئيسي.
كانت العربة تحمل ختمًا من المستحيل ألّا يعرفه أي مواطن في لبتي.
كان نفس الختم الامبراطوري الموجود على الإعلان عن الفائزين في الردهة.
تحدث الرجل بصت ناعم.
“صاحبة الجلالة تطلبكِ.”
وقفت روز مكانها متسائلةً عمّا إذا كانت قد سمعت خطأ. لم تتح لها الفرصة في الرد وتابع الرجل.
“إنها ترغب في رؤية الفائزة بالجائزة الكبرى للمسابقة شخصيًا، أترغبين بالقدوم؟”
“آه…. ا، الآن؟”
“أجل.”
شعرت روز بالدوار وأنه سيغمى عليها في أي لحظة. كان هناك الكثير من الأمور التي أتتها في وقت واحد. كان عليها الآن مقابلة الامبراطور.
• ترجمة سما