An Academy Student's Duty Is To Study - 118
أغلق أيثان فمه وصرّ على أسنانه. ارتعشت عضلات فكه وابيضّت أطراف أصابعه الممسكة لورق الطلاق الذي أرسلته شارلوت.
بدا إيثان مذهولًا تمامًا من أنه لم يتخيل أن شارلوت ستتحالف مع جاسبر. مرّ وقت طويل منذ أن أصبح وجه شارلوت خاليًا من الحياة بسبب الحياة التي تعيشها.
تذكر جاسبر كلمات شارلوت.
“هذه هي الفرصة الأخيرة لإيثان، إن اختار أن يعطي الأولوية لشيء غيري هذه المرّة….. سأضطر إلى إنهاء العلاقة تمامًا. لا أهتم إذا تم وصفي بالمطلقة، على الأقل سأكون أكثر سعادةً مما أنا عليه الآن.”
كانت شارلوت تعرف كيف تؤثر على إيثان. كانت تعلم أن رؤيته مرتبكًا ومتوترًا سيحرر بعض الاستياء الذي تراكم عندما على مر السنين.
كان تخمين شارلوت دقيقًا. لم يرَ جاسبر إيثان مرتبكًا ومهزوزًا هكذا منذ وفاة والدتهم.
أعاد إيثان قراءة رسالة شارلوت المرفقة مع ورق الطلاق مرارًا وتكرارًا، ثم تمتم بصوت منكسر.
“قالت أني من يسبب المشاكل لجاسبر وأن أتوقف عن إزعاجه…… لا أعرف زوجة من تكون شارلوت.”
“هي زوجتك، حتى الآن. ولكن إذا استمررت في التصرف كأحمق فستصبح زوجتك السابقة.”
عضّ إيثان شفته بينما نظر جاسبر في عينيه مباشرةً.
“لا تلمس روز بيل أو عائلتها.”
“…..لقد خرقوا القانون، لا تتورط في ذلك جاسبر.”
“لم يفعلوا، جورج بيل من فعل.”
أخفض إيثان رأسه وأطلق تنهيدة عصبية. وعلى غير عادته، مرر يده في شعره المرتب.
—حركة وراثية في العيلة
“أعلم أعلم.”
“الحقيقة هي أنكَ لستَ لئيمًا بما يكفي لتسليم روز بيل. أنا متأكد من أنكَ كنتَ تحاول استخدامها فقط لإخافتي، لكنني لم أعد طفلًا بعد الآن.”
رفع إيثان رأسه ناظرًا لجاسبر بنظرة معقدة. لم يكن جاسبر متأكدًا مما إذا كان أخوه رجلًا صالحًا أم لا، لكنه كان يعلم أنه لم يكن لئيمًا أو شريرًا.
في الواقع كانت طبيعة شخصية إيثان رقيقة إلى حد ما. رغم أن واجباته الكثيرة كوريث الدوق في سن مبكرة جعلت منه شخصًا باردًا. كان إيثان سيفعل أي شيء لحماية عائلته. اعتقد جاسبر أن هذا مثير للإعجاب، كونه من المستحيل عليه عيش هكذا حياة.
ومع ذلك كان الأمر مبالغًا فيه بعض الشيء. تحول الواجب إلى إكراه في مرحلة ما، والسنوات التي قضاها في العمل من أجل عائلته تثقل كاهله الآن.
تحدث جاسبر بصوت هادئ.
“هل ستتمسك بها أم لا؟”
زمّ إيثان شفتيه بارتباك وتمتم.
“منطقة أتوود بعيدةٌ جدًا عن العاصمة. لا يمكن ترك العاصمة فارغة لفترة الطويلة في وقت كهذا……”
“بالفعل اجتماع مجلس النواب على الأبواب، وأنتَ بحاجة للاهتمام بشؤون العائلة، ولكن لا أعتقد أن شيئًا سيحدث إن غبتَ لبضعة أسابيع.”
“………”
“زواجك في مأزق. أم تعتقد أنه من الأفضل الطلاق حتى لو كان هذا يعني الإضرار بسمعتك؟”
خمّن جاسبر أن إيثان سيكون حذرًا من ظنون المجتمع وسيحاول تجنب الطلاق بأي طريقة. إلى جانب ذلك، كان الخلاف مع أتوود أمرًا كبيرًا جدًا.
تحدث جاسبر بنبرة استفزت إيثان بمهارة.
“بصفتكَ وريث الدوقية لن يكون من الصعب عليكَ الزواج مجددًا. وربما يكون هذا هو الأفضل، لأنك كنتَ تكره زوجة أخي أيضًا.”
لم يستطع إيثان إخفاء توتره وصدمته.
“ما الذي تعنيه بأنني لم أحب شارلوت؟”
“ألم تكن؟”
“كيف يمكن أن تقبل امرأة لا تحبها لتكون زوجتك؟”
“لا يبدو أنها تعلم ذلك.”
لم يتوقع جاسبر رد فعل إيثان. كان يعتقد أنه متزوج من شارلوت فقط لأجل شرف العائلة.
‘هل كان لديه مشاعر تجاهها؟’
إذا كان لديه مشاعر تجاهها وقد استمرّ في معاملتها بتلك الطريقة……
‘واو، أكان أخي بهذا الغباء؟ أنا مندهش.’
كان إيثان، ذو الوجه البارد دائمًا، مرتبكًا الآن.
كان رجلًا لم يدخل في علاقة عاطفية مسبقًا، وسرعان ما دخل في زواج مدبر، وحتى بعد زواجه لم يجد فرصة للاستمتاع بحياته الزوجية. بعبارة أخرى، كان لا يزال مبتدئًا فيما يتعلق بالعلاقات العاطفية.
‘مثير للاهتمام.’
كان جاسبر يميل إلى مضايقة إيثان أكثر، وذلك للانتقام من شارلوت بسبب كل ما تعرضت له ولجعلها تشعر بتحسن.
تحدث جاسبر بلامبالاة.
“أنتما لستما على وفاق، ظننتُ أنكَ تملك عشيقة.”
تجعد جبين إيثان.
“عشيقة؟ شارلوت هي المرأة الوحيدة في حياتي.”
لو كان بإمكانه فقط قول تلك الكلمات لشارلوت، شعر إيثان بالعجز. ومضت نظرة عدم تصديق في عيني جاسبر وهو ينظر لإيثان.
“لم أخنها أبدًا، ولو مرة واحدة. أنا بريء تمامًا ولا أعلم إن كانت شارلوت تعتقد ذلك أيضًا، ولهذا السبب كل هذا الحديث عن الطلاق وهذا الهراء……!”
“لا أعلم، إنها مجرد مسألة بسيطة. لقد سئمت السيدة كونواي من زوجها ولم تعد تريد العيش معه بعد الآن، هذا كل ما في الأمر.”
“…..لماذا؟”
“ألا تعلم؟ فقط غير متوافقان، لا يتطلب الأمر الكثير من الجهد لكره شخص ما.”
كان وجه ويثان يزداد قتامة مع كل كلمة ينطق بها جاسبر.
“هل شارلوت تكرهني بما يكفي لتطلب الطلاق؟”
“لم تكن لطيفًا معها أبدًا، ودائمًا ما تجعلها آخر أولوياتك. أتعتقد أنها ستكون قادرة على تحمل كل ذلك؟”
“لم أكن لطيفًا؟”
تمتم إيثان لنفسه بوجه جاد. لم يستطع جاسبر إلّا أن يشعر بالغضب بينما يحدق به.
‘لذا فقط، اهتم بزواجك وليس زواجي.’
لو فقط شارلوت للأبد، ماذا سيحدث لإيثان؟ لم يستطع جاسبر تخيله محطمًا. سيستمر كما كان يفعل دائمًا وكأن شيئًا لم يكن.
كان يعلم أنه لو كان مكانه لفقد عقله. أن روز تكرهه وتريد تركه…… مجرد التفكير جعل صدره يضيق.
شابك إيثان أصابعه بإحكام وبدا غارقًا في التفكير. في ذلك الوقت نهض جاسبر من الأريكة.
“لا أعلم، اكتشف ذلك بنفسك.”
بعد لحظة صمت طويلة، تمتم إيثان.
“…….هل أهملتُ شارلوت؟”
“لم أكن لأقول لا.”
“……..”
“توقف عن النظر إليّ بتلك النظرة الغبية، أنا راحل.”
خرج جاسبر من المنزل تاركًا إيثان المرتجف. ما سيحدث لإيثان ولشارلوت متوقف عليهما الآن.
***
في صباح اليوم التالي، غادر إيثان كونواي العاصمة للحاق بشارلوت أتوود كونواي.
داخل غرفة المهجع، التي أصبحت أكثر فراغًا بعد رحيل كاليب. قرأ جاسبر الرسائل التي تركها إيثان له. كان معظمها عن الأشياء التي يجب الحذر منها أثناء غيابه عن المنزل الريفي.
‘تتذمر حتى في هذا الوقت.’
تنهد جاسبر وبدا عليه الضجر، وبينما كان يفكر في التوقف عن القراءة ورمي الأوراق، وقع نظره على كلمة معينة.
‘ما هذا……’
كان إيثان قد كتب ‘صناعات القبة’.
ما كتبه كان:
‘فقط في حال كان الأمر مهمًا، كان هناك الكثير من الحركة في الجانب المحافظ، رأيت المدير التنفيذي لصناعات القبة وبعض النبلاء المحافظين يدخلون المصنع الذي يعمل فيه جورج بيل. كان هذا مزيجًا غريبًا. يبدو أن شيء ما في الساحة السياسية.
قد يحاول البعض التواصلةمعك أثناء غيابي، أنتَ لا تعلم شيئًا عن السياسة لذا لا تقحم نفسك في أي مشاكل وابقى مكانك وارفض أي عرض للزيارة.
اعددت قائمة لبعض الأشخاص الذين أعتقد أني رأيتهم في المصنع، لذا كن على إطلاع عليهم.’
حصل جاسبر على بعض المعلومات غير المتوقعة من إيثان. استمر في قراءة الرسالة عدة مرات متأملًا محتوياتها.
كانت المصنع الذي يعمل فيه جورج بيل تحت إشراف قمة العلامة الحمراء، وهو ما كان جاسبر مدركًا له لأنه من أرسله لهناك.
لكن وجود أرستقراطي محافظ ومدير تنفيذي لشركة صناعات القبة هناك كان مزيجًا غريبًا، وهو ما جعل إيثان يرتاب بشكوك منطقية.
“صناعات القبة………”
كان هذا هو المكان الذي كان إدوين سيبيع فيه التكنولوجيا المسروقة من معهد الأبحاث الامبراطوري.
تجهم جاسبر حين شعر بجرحه يخفق فجأة. حتى بعد تعافيه بما يكفي لمواكبة صف المبارزة، كان الجرح لا يزال يؤلم من حين لآخر.
أما بالنسبة لمكان وجود إدوين، فلم يسمع شيئًا عنه بعد.
كان آخر اتصال مع الامبراطور منذ فترة طويلة، وقد طُلِب من الانتظار حتى إرسال التعليمات.
كان جاسبر منزعجًا لأنه لم يتمكن من القضاء على إدوين بشكل صحيح، كان عليه الإيفاء بالمهمة على أكمل وجه وكسب ثقة الامبراطور بشكل صحيح.
تسابق عقل جاسبر في محاولة الربط بين المعلومات القديمة والجديدة.
‘صناعات القبة، النبلاء المحافظون، العلامة الحمراء.’
كان هناك شيء مشترك بين الثلاثة: أصبحوا جميعًا ظلًا شاحبًا لما كانوا عليه سابقًا
كانت صناعات القبة قد خسرت حصتها في السوق أمام شركة وير.
جعل رفض شركة وير العمل مع العصابات من الصعب على شركة العلامة الحمراء العمل.
خشي الأرستقراطيون المحافظون من أن تتضاءل سلطتهم بسبب الإصلاحات التي قام بها الامبراطور.
عندما يتغير المجتمع بشكل جذري، يكون هناك رد فعل عنيف من أولئك الذين كانوا ضد التغيير وغير راضين عن الحالي للامبراطورية.
كان جاسبر يعرف أحدهم.
“والآن بعد أن أصبحت امرأة هي الامبراطور ، كل شيء ينهار . التسلسل الهرمي ، التوابع ، الكثير من الأمور…..”
كان إدوين.
• ترجمة سما