An Academy Student's Duty Is To Study - 117
‘أحدهم كان المدير التنفيذي لصناعات القبة، والرجلان الآخران……’
جلس إيثان على الأريكة وضغط بأطراف أصابعه على جبهته.
‘ألم التقِ بهما في حدث اجتماعي وكانا يرتديان كملابس الشباب الأرستقراطيين، لمَ كانا هناك؟’
بحث إيثان في ذاكرته، وتذكر أخيرًا من كان الشابان اللذان رآهما.
‘العائلات المحافظة.’
كانوا أدنى درجات المجتمع الأرستقراطي. كان معظمهم ينتمون إلى عائلات إمّا سقطت في أوقات عصيبة أو كانت غير نقية الأصل.
وعندما ساءت سمعة تلك العائلات، اضطروا للعيش كعامة الناس. أو كجورج بيل، قاموا ببيع اللقب واختبئوا.
لا بد أنهم لم يكونوا راضين عن المجتمع، فالشيء الوحيد الذي وُلِدوا به كان لقبهم، والآن بعد أن أصبحت تلك السلطة البسيطة في خطر، كانوا على حافة الهاوية.
كان إيثان يكرههم لافتقارهم للقدرة وجشعهم الكبير، لكنه كان يعاملهم ظاهرياً كحلفاء.
‘لمَ كانوا هناك، ومع الرئيس التنفيذي لشركة صناعات القبة؟’
كان دوق كونواي رئيس حزب المحافظين، وكان إيثان رجلًا في مركز المجلس.
‘هناك شيء يحدث ولستُ على علم به.’
كان مستاءً وقلقًا. العصابات، صناعات القبة، الأرستقراطيون المحافظون الساقطون. كان هذا التقاءً قويًا لم ينبغِ أن يوجد.
إذا قام أحد النبلاء الشباب بفعل شيء خارج عن المألوف….. من المؤكد أن هذا سيجلب سمعة سيئة لحزب المحافظين، ما سيسهل على الحزب المعارض الفوز.
ومع اقتراب موعد الدورة البرلمانية التي ستطرح عددًا من مشاريع القوانين المثيرة للجدل، أصبحت السمعة أكثر أهمية من أي وقت مضى.
ارتفع قلق إيثان عند التفكير في أن شيئًا ما كان يحدث خلف ظهره وقد لا يتمكن من السيطرة عليه.
“تبًا.”
عضّ إيثان شفته بقوة، ربما عليه البحث أكثر لمعرفة ما يحدث حوله.
كما ينبغي عليه أن يتواصل مع جاسبر ويعطيه تحذيرًا لاذعًا. توجه إيثان إلى مكتبه لكتابة رسالة لجاسبر بوجه مليء بالقلق.
كانت فكرة التحدث إلى شارلوت قد دُفِعت مجددًا إلى آخر ذهنه ونسيها.
***
في اليوم التالي لانتهاء المهرجان، كانت الأكاديمية لا تزال تتعافى من آثار المهرجان.
كان اليوم هو عطلة نهاية الأسبوع والجميع نيام في مهاجعهم للتعافي من المهرجان. استيقظ جاسبر في وقت أبكر من المعتاد وصعد إلى عربة عائلة كونواي المتوقفة عند البوابة الأمامية.
كان في يده مظروف رسالة. عندما استيقظ صباحًا وجد بريدًا سريعًو مُرسلًا من إيثان، كانت الرسالة بسيطة.
تعال إلى المنزل حالًا.
هناك شيء لا تعرفه عن روز بيل، ليست مجرد فتاة عامية.
لم يُصدِق جاسبر أن بإمكان بضع جمل إغضاب شخص ما. سخر جاسبر من مهارات أخيه السياسية الطبيعية.
‘أعلم ما سيقوله.’
شيء ما عن البارون فيردن أو شيء من هذا القبيل، كان متأكدًا. قد لاحظ بالفعل أن إيثان كان يقوم ببعض البحث عن روز بيل مؤخرًا.
يعرف جاسبر أخاه جيدًا، وإيثان بالتأكيد ليس مستعدًا للتخلي عن خطط زواج أخيه.
‘مهووس.’
نقر جاسبر على لسانه وهو جالس في العربة.
كان من الواضح أن إيثان سيحاول فعل أي شيء، وكان جاسبر بحاجة لحليف لكبح جماحه. شخص قريب من إيثان، شخص يمكنه تدمير خططه.
منذ اللحظة التي أدرك فيها حبه لروز بيل، أقسم جاسبر ألّا يسمح لشيء غيره بالتأثير عليها، وطالما استطاع الحصول على قلبها، بإمكانه التعامل مع أي شيء آخر.
‘سأكون جديرةً بك في أقرب وقت.’
كم تألم قلبه حين نطقت روز بتلك الكلمات البارحة. شعر بعدم ارتياح وحزن حين استمع لحديثها عن الواقع.
‘لو لم أستعد بدقة……’
كان يبذل قصارى جهده للحفاظ على مكانه بجانبها نظيفًا ومرتبًا، لكنه أدرك كون يجب عليه بذل جهد أكبر.
لو لم ترتجف روز كحيوان صغير لطيف وتقبل خده بشكل أخرق لظلّ قلقًا للآن.
‘……كانت ناعمة.’
فجأة تذكر جاسبر قبلة الأمس وعضّ شفته بهدوء.
ومضت الذكرى في ذهنه مجددًا.
“اااه…….”
تنهد جاسبر وألقى برأسه للخلف ويداه مشدودتان بإحكام كما لو كان يحاول تهدئة نفسه، بينما حرارة تجتاح جسده.
كان عليه استجماع كل الصبر اللازم في حياته للسيطرة على نفسه بالأمس. كانت روز بيل صغيرةً للغاية وناعمةً جدًا. لو أنه عانقها بقوة أكبر كما يريد، شعر بأنها ستتحطم.
حتى أخف لمسة من شفتيها جعلت وجنتيها تحترقان خجلًا. كانت رغبته في جذبها وتقبيلها بقوة أكبر من المرة الأولى. كانت رغبة تظهر كلما اقترب منها أكثر، لكن كان عليه أن يقاوم.
ببطء،ببطء.
استمر بترديد تلك الكلمات مئات المرات في رأسه.
كانت روز ثمينة جدًا بالنسبة له، لم يسعه إلّا أن يكون حذرًا. جزء منه أراد حمايتها، لكن جزءً آخر أراد….
‘توقف!’
مسح جاسبر على وجهه بقسوة ليصفي أفكاره، وبحلول ذلك الوقت كانت العربة قد توقفت أمام منزل آل كونواي في العاصمة.
الهواء البارد الذي اجتاحه عندما خرج من العربة ساعد في تبريد جسده المحموم. دفع جاسبر رغبته وسار إلى الباب الأمامي. في الوقت الحالي، كلن عليه التركيز على كيفية التعامل مع إيثان.
بمجرد أن خطا داخل المنزل، رأى إيثان واقفًا في البهو ووجهه يحمل تعبيرًا صارمًا. كما كان هناك لمحة من التوتر والانزعاج في عينيه، ما كان غير معهودًا منه.
‘يبدو أن الخطة نجحت.’
ابتسم جاسبر ابتسامة ضعيفة براحة. كان الحليف الذي زرعه بجانبه مفيدًا.
تحدث إيثان بصوت حاد.
“سمعتُ أنكَ ذاهب للبحث عن والد روز بيل، ما ورطك في بعض المشاكل وأدى لإصابة كتفك.”
تجاوز جاسبر إيثان على مهل متجهًا لغرفة المعيشة.
“أتعرف من أي عائلة تنتمي تلك الفتاة…..”
قاطع جاسبر كلمات إيثان الكثيرة.
“كانت الابنة الكبيرة للبارون فيردن، منذ بضع سنوات.”
“…..ها، هل كنتَ تعلم؟”
أطلق إيثان ضحكة غير مصدقة، جلس جاسبر على الأريكة ناظرًا لأخيه بابتسامة متكلفة، وجلس إيثان في الجهة المقابلة.
“أنتَ تعلم ذلك وما زلتَ تتجول في الأرجاء وتفتعل المشاكل؟”
“وماذا؟ هل ستوجه الاتهامات لي؟”
“لمَ لا؟”
“لا شك أن وريث الدوقية رجل مشغول.”
سخر جاسبر ما جعل إيثان يعبس أكثر.
“أيها الوغد، إذا كان عليّ رؤيتكَ تتصرف كالأرستقراطيين فسأفعل كل ما يلزم لأجعلكَ تنفصل عنها.”
“تهددني؟”
“أنا أقترح حتى الآن، إذا استمر هذا، فسيكون تهديدًا.”
“ولكن أين هي زوجة أخي؟”
نظر جاسبر حوله مغيرًا الموضوع، وهو ما جعل إيثان يرد بحدة.
“لا أفهم لما تتحدث عن شارلوت الآن.”
“لم أرها.”
توقف إيثان مؤقتًا، ثم سعل قليلًا وأجاب.
“…..ربما ذهبت إلى تجمع اجتماعي.”
“لا أعتقد ذلك.”
“ماذا؟”
كانت في تلك اللحظة عندما اقترب الخادم حاملًا طردًا من البريد السريع قد وصل للتو، وعلى الرغم من أن إيثان بدا مستاءً من المقاطعة إلّا أنه تعبيره تشدد عندما رأى المظروف.
بدا إيثان مرتبكًا وسرعان قرأ الرسالة بينما جاسبر يحدق به.
كان المظروف يحمل ختم عائلة أتوود واسم المرسل شارلوت أتوود وليس شارلوت أتوود كونواي.
ارتعشت يد إيثان وهو يمسك بالرسالة ثم نظر لإيثان وتحدث بنبرة مكتومة.
“أنتَ….. أنتَ فعلتَ شيئًا لشارلوت.”
“لم أفعل شيئًا.”
هزّ جاسبر كتفيه، بينما صرخ إيثان بصوت غاضب غير معهود منه.
“إذا لم تكن أنتَ من حرضتها فلمَ شارلوت……..!”
“طلبت الطلاق؟”
ارتجفت شفتا إيثان وعجز عن الحديث. كان حليف جاسبر هي شارلوت. الشخص الوحيد القريب من إيثان والذي لم تعجبه خططه.
كانت شارلوت قد أبلغت جاسبر في وقت مبكر أن إيثان يحقق عن روز بيل. ثم في الوقت المناسب تمامًا، ألقت بقنبلة كبيرة جدًا على إيثان الذي لم يهتم بمشاكله الزوجية وغادرت.
راقب جاسبر أكتاف أخيه وهي تتدنى وتحدث.
“هل حضرتَ ذكرى زواجكما بالأمس؟”
ضاقت عينا إيثان كما لو أنه أدرك للتو.
“لم تكن أعلم.”
“أنتَ… ما الذي فعلته لشارلوت؟”
“أنا؟ ماذا فعلت؟ لقد كانت تريد الانفصال عنكَ منذ فترة. ألا تذكر آخر مرة هربت فيها إلى الفيلا؟”
صرخ إيثان.
“كان ذلك…..! لقد عادت شارلوت وحللنا سوء التفاهم!”
“حسنًا، لا بد أن هذا ما فكرت فيه أنت. لأن أوراق الطلاق مختومة بختم العائلة ويبدو أنها أخبرت أفراد عائلتها.”
ارتعشت أكتاف إيثان. بدا خائفًا للغاية. مرّ وقت طويل منذ رأى جاسبر أخاه بهذا الشكل. ارتعشت عينا الآخر بقلق.
“لا أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للاهتمام بحياتي العاطفية، لقد اكتفت عائلة أتوود. وإذا انتشر خبر الطلاق فانتظر ما سيحدث لشرف عائلة كونواي.”
“…..لا، ربما تكون قد غادرت المنزل للتو، يمكنني إيجادها وإعادتها.”
“لا أدري. ربما يجب عليكَ الذهاب إلى أتوود لمناقشة إجراءات الطلاق على أي حال أليس كذلك؟”
• ترجمة سما