An Academy Student's Duty Is To Study - 116
لاحظت روز ما داهم وجه جاسبر من اكتئاب وتجهم. قليلًا ما يظهر جاسبر الكثير من المشاعر. للحظة، شعرت أن الرجل القوي الضخم قد أمسى مجرد صبي صغير.
انخفضت عينا روز وتحدثت.
“لم أعتقد أني أسوأ منك، لا تنظر لي بهكذا نظرة جاسبر…….”
حدقّ جاسبر بها ثم فتح فمه.
“إذن ستظلين معي أليس كذلك؟ ليس بعد التخرج فقط أو بعد عام أو حتى … عشرة أعوام.”
“لا أستطيع ضمان المستقبل، لكني أريد ذلك.”
عضّ جاسبر شفته السفلية.
“فقط قولي أنكِ ستظلّين معي للأبد، هذا الأكثر واقعية.”
“اه، سأظلُّ معكَ للأبد.”
كانت إجابة روز سريعة ما جعل جاسبر يتوقف قليلًا، ثم انفجر ضاحكًا. ترك جاسبر معصم روز وجعّد شعرها الناعم.
دغدغتها اللمسة الرقيقة الحذرة. ولسبب ما، وجدت نفسها تحبس أنفاسها.
ثم اخترق صوت الساعة أذنيها بوضوح أكثر من ذي قبل. ابتلعت ريقها وشعرت بتوتر الجو ورائحة الورود في فمها.
ذكرتها الرائحة بغرض ما أعطته بريلي لها.
تجمدت روز بشكل محرج ونظراتها تنتقل في المكان.
دسّ جاسبر بضع شعيراتها المتطايرة خلف أذنها. للحظة، كان الصوت الوحيد داخل البرج هو صوت دقات عقرب الثواني.
تك.تك.تك.تك.تك
بدا أن قلبها يدق مع دقات عقارب الساعة. كان جاسبر أول كسر الصمت الثقيل.
“…..أتعرفين بما أفكر الآن؟”
“هاه؟”
ارتعشت أكتاف روز، حركت عينيها لتنظر لجاسبر. كان وجهه أمامها، أقرب بكثير مما كانت تعتقد.
تحدث جاسبر ويده تحوم في الهواء قرب أذن روز.
“لا أعرف ما أفعل معكِ، أعتقد أنكِ ستنكسرين إن ضغطتُ عليكِ بشدة.”
“…ام، لا أعتقد أني سأنكسر.”
“حقًا؟”
“نعم، أعلم أنكَ أكبر مني بكثير ولكن…..”
بدا جاسبر حذرًا كما لو كان يتمسك بشيء ما، ابتلعت روز ريقها مجددًا. كان وجهها يسخن بسرعة.
كان لديها شعور بأنها تعلم ما يقصده جاسبر بدون أن يفسر. كما قال أصدقاؤها، أصبحت أكثر نضجًا.
إذا أمال أي منهما رأسه ولو قليلًا فستتلامس شفاههما. كانت روز متوترةً للغاية وشعرت أنها ستصاب بالفواق بسبب تنفسها غير المنتظم.
هزّ جاسبر الذي كان يراقب المشهد رأسه قليلًا وتحدث.
“…..أأنتِ خائفة مني؟”
“لا…….”
“هذا الوجه الذي تظهرينه عندما تكونين خائفة مني.”
أرادت قول أنها لم تكن خائفة، كانت متحمسة فقط، لكن شفاهها لم تتحرك. أصبح وجه جاسبر مظلمًا وبدا عليه الألم.
كانت خائفة منه ربما قبل أن يتعرفا على بعضهما، ولكن ليس الآن ربما.
“هذا ليس صحيحًا.”
تململت روز وأغمضت عينيها. تحرك جسدها باندفاع كما لو أنها كانت بحاجة إلى مسح تعابير الألم من على وجهه.
بدلًا من قول أنها ليست خائفة منه، ربما كانت تنتظر اللحظة، تركت جسدها يتحدث بدلًا من ذلك.
دفعت روز نفسها للأمام بشكل أخرق. شعرت بلمسة دافئة على شفتيها. كان من الأخرق قول أنها قبلة، كانت أشبه بقبلة على الخد ما جعلها تتجمد في مكانها.
وبمجرد أن رأت روز عيني جاسبر الزرقاوتين تتعسان بدهشة. أغلقت روز عينيها بإحكام مرة أخرى.
شعرت وكأنها لم تستطيع التفكير في أي شيء. لم تستطع الابتعاد عن خد جاسبر أو حتى تحريك أطراف أصابعها.
أو ربما توقف الوقت.
تك.تك.تك.تك.
صدى صوت دقات الساعة المنتظمة في الهواء بوضوح شديد. لكن روز شعرت أن صوت دقات قلبها كان أعلى من صوت دقات الساعة.
انفرجت شفتا جاسبر المتجمدتان وأخرج تنهدًا صغيرًا.
توترت روز، ثم امتدت يد جاسبر الكبيرة بلطف. لمس جاسبر خدها بحنان وحرك ذقنها إلى الجانب.
“آه……”
سرعان ما تلاشى صوت روز الخافت المندهش. حطت شفاه جاسبر على شفتيها.
أمسكت روز بالبطانية بيديها. اللمسة الناعمة والدافئة، رائحة جاسبر المنعشة، درجة حرارة جسده الساخنة…. كان كل شيء واضحًا جدًا ما يثبت أن هذا كان حقيقيًا وليس خيالًا.
تك.تك.تك.تك.تك.تك.تك.
أصبح ذهنها فارغًا ولم تسمع سوى صوت دقات الساعة. بدا العالم صامتًا، وقد كانت فقط وحدها مع جاسبر في هذا الصمت الرومانسي.
كانت القبلة الأولى ناعمة وجميلة كالريشة.
كانت قد سمعت أن هذا هو الشعور الذي ينتاب أي شخص بعد القبلة الأولى. لم يخطر ببالها أي شيء في العالم. فقط انفجر انتفاخ من الشوق في صدرها حين توقف الزمن.
حاولت روز التركيز على اللحظة، أرادت تذكر كل هذه التفاصيل الصغيرة، إلى الأبد.
حتى وإن جاء يوم لم تكن فيه مع جاسبر بعد الآن، ستتمكن من استرجاع تلك الذكريات وتذكرها بوضوح.
كانت روز تعلم بالفعل كم أن الذكريات قوة لها. آخر حفلة راقصة حضرتها كنبيلة، الفتى الذي قابلته في الحديقة الجميلة….. كلما شعرت بالإحباط، كانت تتذكر تلك الذكريات وتتأملها لاستخدامها كدافع لتجاوز يوم آخر.
كانت روز تعلم أن الحياة التي تنتظرها لن تكون سلسة. كانت أيامها صعبة، وستظل دائمًا هكذا.
لكن في كل يوم من كل تلك الأيام، ستتذكر ذكريات سنتها التاسعة عشرة في أكاديمية بيركلي، واحدة تلو الأخرى. ستتأمل اللحظات التي كانت أحبتها وكانت سعيدة فيها، ما سيجعلها تتخطى الأيام القادمة.
***
في وقت متأخر من الليل، بعد يوم من الاحتفالات في الأكاديمية، عاد إيثان إلى المنزل بتجهم مرسوم على وجهه.
لم يكن قد تناول العشاء، لكن رأسه كان ممتلئًا للغاية لدرجة أنه لم يشعر بالجوع. كانت المعلومات التي جمعها أكثر عددًا وتعقيدًا مما كان متوقعًا.
وبينما كان إيثان يسلم معطفه وقبعته إلى الخادم وسأله.
“أين شارلوت؟”
“إنها في غرفة نومها الخاصة.”
عبس إيثان أكثر. مرّت فترة طويلة منذ أصبحت تنام في غرفة خاصة، ولكن في كل مرة يتذكر فيها هذا يشعر بالغضب والمرارة.
“أنتِ لا تنظرين لي حتى.”
تمتم إيثان بحدة، على الأقل كانت تستقبله عندما يصل إلى المنزل، والآن لم تعد تفعل هذا.
مرر إيثان يده في شعره المصفف بعناية. كان يريد الذهاب إلى شارلوت مباشرةً، لكن كان هناك أشياء كثيرة أخرى تشغل باله.
أولًا، جورج بيل.
كان قد أتى به صاحب المصنع وهو يعرج على ساق واحدة. كان يرتدي ملابس نموذجية كأي عامل فقير نموذجي. لكن وجهه الرث كان مألوفًا بشكل ما.
وبمجرد أن رأى إيثان، سقط جورج على ركبتيه. كان مرعوبًا من أن إيثان كونواي قد وجده.
“أنا آسف سيدي، أنا آسف للغاية. لم أقصد إهانة كونواي، لم أفعل شيئًا للسيد الثاني، لا أعرف……”
لم يفهم إيثان تمتمات جورج في البداية. كان مرتعبًا ويتمتم بالعديد من الأشياء. بعد التحدث معه بصبر، فهم إيثان جوهر الموضوع.
كان شقيقه قد فعل الكثير من الأشياء لأجل امرأة ما.
لقد تعقب جورج الهارب بنفسه.
كان من المشين أن يضع جاسبر يده على رجل حقير كهذا لأجل روز بيل. لم يتعلم المبارزة لأجل هذا.
كلما زاد فهمه للموقف زادت حيرته. ثم أدرك مصدر شعوره الغريب عندما رأى جورج. كان كبيرًا في السن ومليئًا بالإصابات، لكنه بالتأكيد رآه من قبل.
عكس جاسبر، كان لدى إيثان ذاكرة جيدة للناس. حتى وإن كانت مجرد معرفة عابرة، لم يعلم أبدًا كيف يمكن لعلاقة أن تكون مفيدة فيما بعد. كانت هذه ميزة مهمة للسياسة.
“تبدو مألوفًا، أين التقينا من قبل؟ من الأفضل ألّا تكذب، ستتضح كل الأمور على أي حال في النهاية.”
“آه….. لقد تقابلنا عدة مرات في الماضي، قبل أن يختفي كل شيء تمامًا…….”
نطق جورج باسم لقبه القديم، البارون فيردن. تذكر إيثان فجأة الشائعات حول العائلة المفقودة منذ زمن طويل.
‘لقد جعلتَ من نفسك أحمقًا.’
ضحك إيثان ضحكة مكتومة لنفسه. لم يصدق أنه اختار فتاةً كهذه.
“من فضلكَ…من فضلك، لا ترفع دعوى للقاضي….”
“لن أفعل.”
شعر إيثان بالارتياح قليلًا. إذا اكتشف جاسبر الأمر، كان متأكدًا من أنه سينفصل عن روز بيل. لا، كان سيجبره على الانفصال.
كان الوقت قد حان لكي يفرح إيثان لاكتشافه سر جورج واكتسب يدًا مفيدًا لهزيمة جاسبر.
ولكن الغريب أنه رأى أشخاصًا يرتدون ملابس رسمية يمرون من هناك.
كان المصنع الذي يعمل فيه جورج متصلًا بقمة العلامة الحمراء. لم يكن سرًا أن العلامات الحمراء كانت قائمة على أساس عصابات سابقًا.
ولم يكن سرًا أنهم بسبب جذورهم واجهوا مشاكل في التعامل مع الشركات الكبيرة كشركة وير.
ومن الباب الخلفي للمصنع، دخل ثلاثة رجال يرتدون بدلات أنيقة. بدوا جميعًا مألوفين.
• ترجمة سما