An Academy Student's Duty Is To Study - 115
لم تستطع روز رفع عينيها عن جاسبر، سُلِط وهج المصباح مع ضوء القمر على وجهه.
كان جميلًا لدرجة غير واقعية. عيناه الحادتان كانت تحملان لطفًا ونعومة في الوقت الحالي.
‘لم أُعِد أي شيء…..’
شعرت بالأسف على جاسبر أنه لا بد قد عانى بينما كانت هي تستمتع بالمهرجان.
رغم أنه في الحقيقة، كان جاسبر حساساً تجاه الآخرين. كانت روز تدرك أن حنانه هذا موجه لها فقط، رغم كونها لازالت تجد صعوبة في تصديق ذلك.
جلس جاسبر على الكرسي الذي بدا صغيرًا جدًا ليسعه، لكنه لم يبدُ غير مرتاح، بل كان يفكر في راحة روز. سحب الموقد بقربها ووضع بطانية صغيرة في حضنها.
عندما لم تظهر روز أي علامة على توقف النظر إليه، أطلق جاسبر سعالًا بسيطًا.
“لمَ تبدين هكذا؟”
“اوه.”
وفجأةً أدركت روز أنها كانت تحدق بعينيه. أطلق جاسبر صوت تنهد ثم تحدث مع لمحة من التسلية في صوته.
“أوقعتِ في حبي مجددًا؟”
“….أعتقد ذلك.”
تمتمت روز بتعبير فارغ، كانت إجابتها رد فعل انعكاسي لكنها كانت تعنيها حقًا.
تك.تك.تك.تك.تك.
صدى صوت دقات الساعة بانتظام داخل البرج ، مع صوت دقات قلب روز المتسارعة عن طبيعتها.
أدركت روز أن هذا هو شعور الإعجاب بشخص ما، وإذا أسعفتها ذاكرتها، فقد حدث ذلك بالفعل عدة مرات من قبل.
اتسعت عينا جاسبر للحظة مندهشًا من إجابة روز، ثم تمتم بصوت خافت.
“…سأشعر بالحرج إذا أكدتِ ذلك.”
كان جاسبر الذي لم يقل عادةً لم يشعر بشيء كهذا، خجولًا الآن. كان من الصعب معرفة ذلك في الظلام، لكن بدا أن هناك احمرارًا خافتًا يزين وجنتي جاسبر.
شعرت روز بدغدغة ما وأمسكت بالبطانية في حضنها دون داعٍ. ملأت رائحة الدفء الهواء بفضل الموقد والبطانية.
تحدثت روز بخفوت.
“أنتَ لطيفٌ جدًا جاسبر.”
“أنتِ تعلمين أنكِ الوحيدة من تقول لي ذلك، أليس كذلك؟”
ابتسمت روز بهدوء وأومأت برأسها.
وفجأةً، بينما هي تجلس بجانب جاسبر، شعرت بالحنان والدفء. تمنت أن تدوم هذه اللحظة للأبد، أرادت البقاء معه بعد التخرج.
‘أتساءل عمّا إذا كان ذلك ممكنًا.’
كانت السعادة التي لم تشعر بها من قبل مصحوبةً بالقلق. رغم أن جاسبر أخبرها ألّا تقلق بأي شيء وأن تثق به ولكن……
‘إذا اكتشف ماضيّ……’
كان هناك سرٌ واحد لم تقله بعد، روزالي فيردن. تذكرت روز يوم قابلت جاسبر باسمها القديم وشعرت بمعدتها تتقلب.
سيتعين عليها إخباره بالحقيقة يومًا ما. لكن الآن، أرادت فقط نسيان كل شيء ومراقبة سماء الليل.
أدار جاسبر رأسه قليلًا لينظر لروز.
“ربما يجب علينا فتح النوافذ، أتشعرين بالبرد؟”
ابتسمت روز بضعف محاولةً التخلص من أفكارها.
“لا، لنفتحها. أريد رؤيتها بشكل أكثر وضوحًا.”
مدّ جاسبر يده وفكّ المزلاج على النافذة. تدفق نسيم الليل إلى الداخل، ورغم أن الشتاء لا يزال بعيدًا، إلّا أن الريا ح كانت قاسية.
لكن روز لم تمانع في البرد. بل على العكس، مالت بجزئها العلوي نحو النافذة.
عندها ، انطلقت أول فرقعة نارية في السماء. اهتزّت أكتاف روز بتلقائية عند صوت الفرقعة.
أضاء وابل مفرقعات بألوان زاهية سماء الليل، وانفجرت واحدةً تلو الأخرى لتملأ مجال الرؤية بشرارات جميلة. طغى صوت الألعاب النارية على صوت دقات الساعة.
وبينما كانت روز تحدق بالسماء بهدوء، لمس شيء ما كتفها. خلع جاسبر سترته ووضعها حولها.
“لا أشعر بالبرد حقًا جاسبر.”
“حقًا؟ لا بأس أنا أشعر بالحر.”
“أنتَ تكذب، ماذا لو أصبت بنزلة برد؟”
“سأصاب بالبرد فقط لا بأس، ولكن أنتِ المسؤولة لذا أنتِ من ستعتنين بي.”
ابتسم جاسبر ولفّ سترته حول روز بعناية أكبر.
لم تجادل روز لأنها تعلم أنها لن تستطيع كسر عناد جاسبر.
في الواقع، كان ساعداها يشعران بالبرد قليلًا. أمسكت بالجزء الأمامي من سترته واستنشقت رائحة جاسبر، بدا الأمر كما لو أنه من يحاوطها بذراعيه.
احمرّت وجنتا روز وتركزت نظراتها على السماء. كان عرض الألعاب النارية رائعًا بشكل ساحر.
بالإضافة إلى ذلك، وجودها أعلى برج الساعة أعطاها رؤية ليلية واضحة دون عائق. شعرت روز بأنها وجاسبر الوحيدان وأن الألعاب النارية كانت مخصصةً لهما فقط.
وتذكرت فجأةً الخرافة التي تقول أن مشاهدة الألعاب النارية في مهرجان الخريف مع شخص تحبه ستحقق حبكما. استطاعت فهم لمَ كانت تلك الخرافات شعبيةً للغاية.
كانت جميلة ورومانسية جدًا، ومن السهل الوقوع بحبها. تمنت روز أن تكون تلك الخرافة الطفولية صحيحة.
وبينما كانت تحدق بالألعاب النارية، تمتمت بخفوت.
“جميلةٌ جدًا……..”
ظلّ جاسبر صامتًا لفترة طويلة، ثم تحدث بصوت منخفض.
“إذا كنتِ معي، ستجدين الكثير من الأشياء الجميلة.”
نظرت روز إلى جاسبر وأطلقت ضحكة صغيرة.
“أعتقد أنكَ محق.”
في الواقع، لم تحتج لأي شيء آخر، فقط النظر لجاسبر كان كافيًا. كان جاسبر جادًا تمامًا، كما لو أنه يحاول إقناعها بمميزاته.
“بجدية، سأتقاضى راتبًا جيدًا كضابط عسكري، حتى بدون مساعدة من منزلي، يمكنني أن أريكِ كل ما تريدينه، ستندمين إن لم تكوني معي.”
‘بالطبع سأندم’ ابتلعت روز إجابتها. ولكنها كانت تأمل حقًا أن يكون ذلك ممكنًا.
كانت تعلم أن الطريق أمامها لن يكون سهلًا، لم يكن أمامها خيار سوى العيش بصعوبة. لكنها لن تدع الماضي أو وضعها الحالي يعيقها.
تحدثت روز بجدية.
“أعلم، سأكون جديرةً بك في أقرب وقت.”
“هاه؟ ماذا يعني ذلك……؟”
سألها جاسبر بعبوس، في نفس اللحظة بدأ ختام المهرجان.
أضاءت عدد لا يحصى من المفرقعات النارية في السماء واحدةً تلو الأخرى، أنارت السماء وكأنه الصبح لا الليل.
كان صوت الانفجارات يصم الآذان، وبطبيعة الحال توقف حديثهم، حدقت روز في المشهد بشفاه مفترقة.
ومضت الألعاب النارية أمامها وانعسكت على عينيها الخضراوتان. راقبها جاسبر حتى انتهاء العرض.
وبعد لحظات، انتهى عرض الألعاب النارية. كان السماء لاتزال أكثر إشراقًا من المعتاد في أعقاب العرض.
نظرت روز إلى جاسبر بوجنتان محمرتان من السعادة.
“شكرًا لك جاسبر، لم أكن لأشعر بهذه السعادة لو لم تحضرني إلى هنا.”
عكس روز المتحمسة، بدا جاسبر مضطربًا.
مد يده وأمسك معصم روز بقوة.
“…..ما الذي كنتِ تتحدثين عنه بحق خالق الجحيم؟”
“هاه؟”
نظرت روز إلى جاسبر بحيرة.
“قلتِ أنكِ ستكونين جديرة بي.”
“آه، أجل… هذا ما قلته.”
“إذن فأنتِ تقولين أنكِ تعتقدين كونكِ أقل مني.”
انخفض صوت جاسبر أكثر فأكثر وازدادت عيناه برودة، بدا غاضبًا.
فوجئت روز ولم تتوقع أن يكون رد فعل جاسبر على كلماتها هكذا. مرّت لحظة صمت بينهما.
ثم وبعد انتهاء آثار العرض تمامًا، صدى صوت دقات الساعة على المكان.
تنهد جاسبر ثم تحدث.
“لم أفكر أبدًا في الأمر بهذه الطريقة، ولكن الآن بعد قولكِ لهذا…. الأمر مؤلم نوعًا ما.”
“اوه ….. أعلم أنكَ تعتقد أني رائعة، وأنا لا أكره نفسي جاسبر، ولكن أنا فقط أفكر بواقعية.”
جعد جاسبر جبينه بعد كلماتها. أخذت روز لحظة لاختيار كلماتها ثم تحدثت.
“أنا فقط قلقةٌ من تشويه سمعتك.”
“لا تهتمي بشأن ذلك.”
“بحقك، أريد أن أكون شخصًا يساعدك، وسأعمل بجدٍ لتحقيق ذلك……”
مال جاسبر بجسده العلوي نحو روز. كان جاسبر باردًا جدًا في هذه اللحظة عند مقارنته بكم كان حنونًا قبل بضع دقائق.
“لا يمكن لأحد قول شيء سيء عنّا روز.”
وبلمح البصر، أحكم جاسبر قبضته على يد روز.
“سأتاكد من ذلك، لذا لا تقلقي. إذا كنتِ تفكرين في هذا كلما كنتِ معي…….”
“…….”
“سأندم على كوني كونواي لبقية حياتي.”
تبدلت نبرة جاسبر وأصبحت أكثر ضعفًا، انهار تعبيره في لحظة وامتلأت عيناه بالحزن.
“لا جاسبر ليس هكذا.”
شهقت روز وانحنت نحوه بشكل لا إرادي. فجأة لم يتبقَ بينهما سوى بوصة أو اثنتين بين وجهيهما.
• ترجمة سما