وحدي على طريق القوة - 72
لا إله إلا الله ، محمدٌ رسول الله
72
المجلد الثانى : سر الماضى [ إسـتـيـقـاظ جــون ]
” أين.. أين أنا ” فتح جون عينيه بضعفٍ ونظر حوله..
حالياً كان جون فى غرفة واسعة فيها فقط سرير يرقد عليه جون..
” جون ” دوى صوتٌ مع فتح الباب وهرع باتريك والبقية منه..
فتح باتريك يديه وعانق جون بقوة كبيرة كما لو أنه يخاف أن يفقده..
نزلت دموع باتريك وهو يُعانق جون ” إشتقت لك “..
” وأنا أيضاً ” رفع جون يده بصعوبة ليعانق باتريك..
لم يكن جون مصاباً ولكن جسده لم يتحرك لمدة ثلاث سنوات وطبيعياً سيشعر بالضعف..
” مرحباً بعودتك ” قال دومينو بصدق وقاوم فكرة عناق جون لكى لا يُقاطع لحظة باتريك معه..
” مرحباً أيها العجوز ” إبتسم جون ونظر إلى يده ” لم تتغير حتى بعد ثلاث سنوات “..
” هههههههههه.. من المفرح حقاً عودتك ” إبتسم دومينو ولم يسأل عن كيف عرف جون أنه مضى ثلاث سنوات على نومه فقدرات جون كانت صعبة الفهم..
” مرحباً بعودتك ” قال الجميع..
” شكراً لكم…. ” جون..
زمخرة
قفز النمر على جون مما أسقطه على الأرض…
” نمرٌ شقى ” إبتسم جون وهو يُمسك برأس النمر والذى كان يلعقه بغزاره..
” جميعاً دعوه يرتاح ” صرخ السيد لى فور أن وصل..
” لا داعى ” وقف جون مستنداً على النمر ” أنا بخير “..
زمخرة
جثى النمر وصعد جون فوقه ” سأخرج قليلاً “..
” لا بأس ” أماء باتريك ومسح دموعه ” سأنتظرك “..
” نعم ” قال جون وخرج..
*****
خرج جون من مساحة قصر باتريك حيث توجد الغرفة التى كان يرقد فيها ليجد الجموع تُحيط به..
” الزعيم الصغير ” صرخ الحشد ” تهانينا على شفائك “..
أماء جون بضعف حينما إقترب منه الكبير الأول وإنحنى على قدمٍ واحده ” شكراً لكونك حياً “..
” قم ” ربت جون على كتفه وإستمر بالتقدم بينما أفسح الحشد مساراً له..
تحرك جون تحت الأعين السعيدة والمبهجة وكذلك المتأمله فى جون..
” أخى الأكبر ” جاء صوتٌ ناعم من جانب جون..
توقف النمر عندما إلتف جون نحو مصدر الصوت ليجد روز تقف بجوار سام وفى يدها طفلٌ صغير ملفوف بقطعة قماشٍ بيضاء..
” انزلنى… ” نزل جون بعد أن جثا النمر وإقترب من روز..
كشف عن وجه الطفل النائم والذى كان ذكراً جميلاً بشعرٍ بنى خفيف ، قبله وسأل مبتسماً ” ما إسمه ؟ “..
” جين ” روز..
” جين.. إسمٌ لطيف ” قال جون وهو يتحسس الطفل الذى إستيقظ والذى أمسك بإصبع جون ووضعه فى فمه ” على إسم والدك “..
” نعم ” رد سام ” أردت أن أسميه على إسمك ولكنها قالت أنك ستغضب “..
” كنتُ سأغضب بالفعل ” سحب جون يده ونظر بإبتسامه أخيرة للطفل قبل أن يركب على النمر ” سوف أعد له هديه وسأحضرها بنفسى “..
” شكراً لك يا أخى ” تنهد سام ونظر نحو روز..
أمائت روز بحزن..
كيف لا يفهموا مدى حُزن جون الأن..
ليس هما فقط ولكن كل العشيرة كان يؤمنون كل الإيمان أن موهبة جون أعلى من العليا وذلك بـ دليلٍ بسيط وهو مقارنته مع كيفن وسام ولكن هذه الموهبة تدمرت ومن حزن جون المخفى فى عينيه يبدو أنه لن يتمكن من إستعادة هذه الموهبة..
*****
مر جون بكل العشيرة ورأى الكثير من الوجوه المألوفه مثل جوناثان وغيره من تحالف الحرية وأشخاصٌ من عشيرتى مو وبن وكذلك أشخاصٌ لا يعرفهم ولم يقاتلوا فى المعركة حتى… قبل أن يخرج من العشيرة إلى جبلٍ بعيد..
جالساً أسفل الجبل تنهد جون..
فحيح
صرخت لونا وهى تظهر فى الأفق فقط حجمها كان أكبر بكثير وهالتها كانت تخص المستوى الرابع..
نظر جون إلى تعبير لونا الغاضب وإبتسم وفتح يديه ” ألن تأتى ؟ “..
فحيح
” أعلم أنكِ غاضبة.. ليس فقط منعتكى من المشاركة فى الحرب ولكنى أمرتكِ بالذهاب إلى وادى الموت لتتدربى هناك فالبيئة مفيده جداً هناك ولكن ألن تسمعى أسبابى ” جون..
فحيح
” حسناً سأتحدث… أنا لا أثق بأحد ، وخاصة الذين لم أضع لهم السم فى إجسادهم ومع ذلك حتى للذين وضعت لهم السم لازالت لا أثق بهم وأتوقع طعنه قريبة فى الظهر ، وكرجلٍ مخضرمٍ وذكى فأنا دائماً ما أترك بطاقة رابحة فى سواعدى لا يعلم بها لتكون مفاجئة وقاتله ” جون..
فحيح
” لازلتِ غاضبة… إذاً لما هرعت إلى بعد أن علمتِ بإستيقاظى عن طريق الرابط بيننا ، لما لم تكملى عامكِ الرابع هناك ! ؟ ” إبتسم جون..
فحيح
” أتيتِ لتعاقبينى !.. لا أمانع ولكن إحذرى فقد تقتلينى فلقد.. خسرت كل شئ ” تنهد جون فى أخر جملة بحزنٍ لا يوصف..
فحيح
خف غضب لونا وبدأ حجمها يتقلص وهى تقترب من جون وجلست بجواره..
فحيح
فرك جون رأسها وتنهد ” يُمكننى أن أصبح ذو موهبة عليا ولكن ما قيمة الموهبة العليا أمام موهبتى السابقة “..
فحيح
” لا.. لا أستطيع إستعادتها… لقد إختفت كل معلوماتها من ذهنى ومع ذلك أعتقد أنها خسارة جيده ، هذا أفضل من أن أموت أنا وأبى والبقية ” جون..
فحيح
” ماذا به أبى ؟ ” جون..
فحيح
” أعلم بالفعل بالأمر ولا أبالى ولكن.. اليوم الذى ستظهر فى الحقيقة قريب أخشى فقط أنى لن أكون مؤهلاً وقتها لمعرفة الحقيقة ” تنهد جون وأخرج زجاجة بسائل شفاف..
” زجاجة الموهبة العليا.. كنزٌ سيحفى الكثيرون ورائه ” جون..
فحيح
” لما أملكها ؟ ” سخر جون ” لقد صنعتها قبل الحرب من أخر جزء من الموارد وإحتفظت بها لنفسى لأجل هذا اليوم.. لقد كنت أعرف وكنت أعرف أيضاً عن حالة الضعف التى سأعانى منها بعدما أستخدم تلك المهارة ولن أكون قادراً على صنع إكسير الموهبة العليا لفترة من الوقت ، ولكى لا أضيع الوقت أعددتها مسبقاً ، ولكن لا يهم… ما حدث قد حدث بالفعل وهذا خطئى لثقتى المفرطة فأنا لم أتوقع أن تفعل أمى شيئاً كهذا والذى يُدمر علاقتنا المدمرة بالفعل “..
فحيح
” لا تخافى على ” إبتسم جون ” لن أستسيم بسهولة ومثلما صنعت هذا الإكسير سأصنع ما هو أفضل فى المستقبل ولن أستيعد موهبتى فقط ولكنى سوف أهيمن على هذا العالم “..
صرخ جون وفتح الزجاجة وشربها وهو يضغط على معدته فى بعض المواقع بسرعة البرق وبحركات حازمة وقوة كبيرة كانت تخترق فى معدة جون وكل مرة يخرج إصبعه يكون مغموراً بالدم..
كانت لونا والنمر قلقين ولكنهما لم يحاولا التدخل وجلسا إلى الجانب..
أااااااااااااااااااه
شعر جون بألمٍ كبير فور أن دخل السائل إلى جسده..
إستمر الألم لفترة طويلة قبل أن يسقط جون بلا حراك وعلى وجهه كُتبت علامة إستفهامٍ كبيرة..
” لما لم تظهر ؟.. هل أخطائت فى شئ ” إزداد عبوس جون عندما شعر بألمٍ مرعب ينشئ داخله..
كان الألم أشد مئات المرات من سابق مما دفع جون إلى الصراخ بصوتٍ مرعب يُسمح من على بُعد كيلومتر..