وحدي على طريق القوة - 6
لا إله إلا الله ، محمدٌ رسول الله
6
{ حفل الإستيقاظ… مباراة }
فى هذا اليوم لم ينم جون ولم يخرج من غرفته ، لم يقابل أحداً ولم يهتم بأى شئ سوى الذى يفعله.
فى صباح اليوم الثانى إستيقظ الجميع باكراً سواءً من الشباب أو العجائز والكل متحمس وملئ بالأمل ، سواءً من الأمل تجاه أنفسهم أن يوقظوا بموهبة جيدة أو الأمل فى وجود بضعة أشخاص ذو موهبة متوسطة يقودون العشيرة خلف جون لرفعها إلى مستوى لم تصل له قبلاً.
أما لما لم يفكر أحد أن هناك من سيوقظ موهبة عليا وهذا بسيط لأن علامات الموهبة العليا تظهر يوم الولادة حيث يظهر البرق فى السماء وبما أن البرق ظهر لـ جون فقط فهذا يعنى أن موهبة جون هى الموهبة الوحيدة العالية.
*****
الساحة الكبيرة فى منتصف العشيرة إمتلئت بأصوات إحتفالية بينما صعدت الراقصات على منصة الإيقاظ وبدأوا بالرقص وكذلك الغناء ، بينما تجول بائعوا النبيذ بين الحشد الكبير وعلى ظهرهم برميل كبير من النبيذ ليبيعوا وصدقاً كان البيع مرحباً اليوم فى مثل هذا الحدث والذى تجمعت له كل العشيرة تقريباً.
” لم نكد نفرح برجوعنا إلى كوننا قوة من الدرجة الثالثة حتى يولد لدينا عبقرى بموهبة عليا سوف يصل إلى المستوى السادس ، ومعه سوف نكون قوة من الدرجة الثانية ونتوجه إلى المنطقة المتوسطة… وهناك يمكنك تخيل مقدار تقدم قوتنا بفعل البيئة الملئية بالفوضى وكذلك العناصر ” قال عجوز بفرح.
” معك حق يا أبى أنا متحمس جداً ” رد عليه رجل فى الأربعين تقريباً بإثارة وكأن جون هو إبنهم.
” كم هو محظوظ حقاً الزعيم باتريك ليولد له إبن بهذه الموهبة “.
” معكِ حق أتسأل هل سيرغب الزعيم الصغير بإمرأة مثلى لتكون زوجة له أو حتى خادمة “.
” تسك مجرد عجوز إنظرى لنفسكِ فى المرآه “
” عجوز… ! عمرى ثلاثين فقط “.
….
…
..
إرتفعت أصوات النقاش.
” الشيخة الثانية وصلت ” دوى صوت عالى مع ظهور إمرأة فى الثمانين بوجه ملئ بالتجاعيد تصعد درجاً عالياً يقف على قمته عرش وأسفله على اليمين واليسار مقعد وفى أسفل الدرج الكثير من المقاعد يملؤها كبار العشيرة الأخرون.
القوة هى المقياس دائماً بحيث أن كل مَن فى الأسفل والذين يقدر عددهم بقرابة الخمسين فى المستوى الثالث بينما الشيخة الثانية كانت فى المستوى الرابع ، لذلك هناك تصنيفات مثل { كبير ، شيخ ، زعيم العشيرة }.
صعدت الشيخة الثانية وجلست على المقعد الأيسر بالنسبة للعرش فى القمة.
” الشيخ الأول وصل ” دوى صوت مع ظهور رجل فى الستين بملامح عادية يرتدى ملابس زرقاء وجلس على المقعد الأيمن بينما أعطى الشيخة الثانية إيمائه صغيرة.
كان سام مع الشيخ الأول بالفعل ولكنه وقف أسفل المنصة فى المركز حيث تقام حالياً عليها مظاهر إحتفالية كنوع من أنواع إفتتاحيات الحدث قبل أن تتم عملية الإيقاظ.
” لقد وصل الزعيم الصغير ” قال عجوز بصوت هامس ولكن من حوله صمتوا وحولوا رؤوسهم فى إتجاه نظره ثم قلدهم البقية.
كان جون إبن الزعيم ولكنه منصب غير شرعى لأنه لا قوة تدعمه { قوة شخصية } ، لذلك لم يُعلن أحدٌ عن وجوده ومع ذلك لازال الناس يصمتون ويحولون وجوههم نحوه.
” لقد وصل زعيم العشيرة ” دوى صوت أقوى من السابق عند ظهور باتريك.
باتريك زعيم العشيرة ذو سته وأربعين عاماً ، وسيم ليس مثل جون ولكن تصرفاته ونظراته حملت جو قائد وهدوء محيط.
تحرك باتريك بخفة وخلفه زوجته الجميلة ذات الثلاثين عاماً مو رو.
” فلتبدأ عملية الإيقاظ ” قال باتريك بصوتٍ هادئ ولكن الجميع سمعه ليس فقط بسبب صمت الجميع ولكن بسبب قوة باتريك الكبيرة.
نزلت الراقصات بينما صعد أحد الكبار ووقف فى مركز المنصة وأخرج حجراً كبيراً يقف فوق المنصة دون أن يُلامسها.
” حجر الإيقاظ… ليس فقط أنه يكشف المواهب بل كذلك يوقظ فتحة الفوضى للمتدربين ” فكر جون بهدوء وهو ينظر إلى الحجر.
” لنبدأ مع توبايس ” قال الكبير والذى تقلد دور المقيم.
صعد توبايس وهو نفس الشاب الذى أيقظ موهبته فى البداية وكانت نفس النتيجة.
” موهبة منخفضة ” قال المُقيم بينما صرخ توبايس بفرحة جامحة.
صعد الشباب واحداً تلو الأخر إلى المنصة.
لم يتغير شئ عن تقييم المرة الماضية.
112 شاب سبعة منهم.. منهم روز قد أيقظوا موهبة منخفضة وشكلوا عدسة منخفضة { بيضاء } بينما شكل سام عدسة متوسطة وهى مزيج بين الأبيض والشفاف..
والأن حان الوقت المنتظر.
لحظة إستيقاظ العبقرى الأول والوحيد بلا منازع.
صعد جون بخطى هادئة وإبتسامة ساخرة إلى المنصة.
إعتقد الموجودين أن جون يسخر منهم وهذا ما كان معروفاً لهم فشخصية جون لم تكن جيدة ، ولكن مَن يبالى بالشخصية أمام هذه الموهبة ، لذلك إعتبر الجميع أن هذا أمر طبيعى وصدقاً سوف يكون من الغريب لو لم يتصرف جون هكذا ، فقط لم يعرفوا أن سخرية جون كانت متوجهة نحوهم ولكن ليس للسبب الذى يعتقدون بل بسبب ما سيحدث لاحقاً.
صمت
تحول المشهد لصامت لدرجة أنه حتى سقوط دبوس قد يصم أذان الكل.
” ألن تعلن النتيجة ؟ ” سأل جون المقيم بإبتسامة عندما رأى المُقيم مصدوماً.
عاد المقيم إلى وعيه وقال بتردد ” الزعيم الصغير ، هلا تُعيد الإختبار ؟ لربما حدث خطأ ما “.
وافق الجميع على كلام المقيم ولكن جون هز رأسه ” حجر الإيقاظ لا يُخطى ، كما أن فتحتى تم تشكيلها بالفعل وهى منخفضة “.
صمت المُقيم ولم يعرف ماذا يقول فألتف فى إتجاه زعيم العشيرة ولكن حينها دوى صوت جون فى كامل الأرجاء ” جون باتريك… الموهبة منخفضة “.
صمت
كان الصمت هذه المرة أقوى من السابق وإستمر لفترة أطول.
حدق جون بنظرة ساخرة على الحشد قبل أن يتراجع ولكنه توقف بسبب روز التى وقفت أمامه.
” إذاً موهبة منخفضة فى النهاية ” سخرت ” لا عجب فى أنك رفضتنى بالأمس يبدو أنك…. صفعة “
أرسلها جون محلقة بصفعة.
” أنت.. ! ” حدقت روز بشراسة فى جون.
” عاهرة إعتقدت أنها ستصل إلى السماء بخطوة واحدة لذلك تعلقت بى والأن تريد أن ترمينى…. حمقاء ” سخر جون وإقترب منها ولكن سام وقف أمامه ” الزعيم الصغير إنها مجرد زلة لا تأخذ الأمر على صدرك “.
حدق جون فى سام ساخراً ولم يوقف خطواته ” منذ متى كان حفيد شيخ يجرؤ على إيقاف إبن زعيم العشيرة.. هل نسيت مكانتك ؟ “.
تشدد جسد سام ، صحيح من أنا ؟ ، حفيد الشيخ الأول ! ولكنه إبن زعيم العشيرة ، قد أكون موهبة متوسطة ولكن أمام والده ماذا سأفعل ؟ ، لا هو قمامة الأن ، حتى والده لن يريده ، ليس على الخوف منه.
” ألن تتزحزح ؟ ” جون.
” الزعيم الصغير ما رأيك أن تعاقبنى أنا ” إبتسم سام وفكرة تظهر فى رأسه.
” أوهوه.. أنا مهتم ، كيف سنفعل هذا ؟ ” جون.
” قتال بينى وبينك ” سام.
إعتقد سام أن جون لن يوافق فببساطة بينما كان يُمرن جسده ويقرأ التقنيات منذ صغره ويُزيد فهمه إستعداداً لهذا اليوم ، لم يفعل جون أى شئ سوى الشرب والسهر ، وطالما لن يوافق جون فسيخسر ماء وجهة ولو وافق فسوف يُخرج كل الغضب الذى تراكم فى قلبه عليه ولن يتمكن زعيم العشيرة من التدخل لنفس السبب { ماء الوجه } ولو تدخل فسأظل أفرغ بعض كرهى عن طريق السخرية منهم.
إبتسم جون ونظر إلى المُقيم ” إسحب الحجر وأخرج من المنصة فسيكون لنا مبارة هنا “.
نظر المُقيم نحو زعيم العشيرة والذى لوح له بالموافقة.
أماء المُقيم وخرج بينما سار جون إلى منتصف المنصة مكان الحجر السابق وأشار إلى سام بطريقة ساخرة ” إصعد أيها العبقرى “.