وحدي على طريق القوة - 17
لا إله إلا الله ، محمدٌ رسول الله
17
{ الخيار الوحيد لكم هو الموت }
فى سماء الكهف إلتفت كوبرا بقشور خضراء وسوداء بطول أكثر من مائة متر ولديها قرنان بلونٍ أخضر وأسود فوق رأسها.
” تباً…. أهربوا ” صرخ ليو وكان أول واحد يهرع نحو الفتحة التى أتوا منها ولكن ذيل الكوبرا نزل أمامه وصفعه من الأعلى مما جعله يُشكل حفره فى الأرض.
تجمد الحشد وظهر يأس مرعب على وجوههم.
” متنا ” صرخ متدرب وسقط أرضاً وبدأ يتلوى.
” أنتم حقاً مثيرون للشفقة ” سخر جون ” نصحتكم ولكن.. تنهد “.
تباً ما الذى يقوله هذا الأحمق الأن.
هل عليه أن يصب الزيت على النار الأن.
فكر المتدربون ولكن لم يجرؤ أحد على إصدار أى صوت خوفاً من أن يكونوا هم الأول على المائدة.
مع أنها فكرة سخيفة ولكن هذا يعطى بعض الأمل بحيث أن الذين يتحدثون يؤكلون أولاً ولكن لو صمتوا وبقوا للنهاية فربما يشبع الكوبرا ويدعهم يغادرون.
فكرة سخيفة بحق ولكن وجود أمل أفضل من لا شئ.
” المستوى الرابع… مثل طاقة الفوضى هذه إنها حقاً كنز ثمين ” إقترب جون من البئر الذى عليه البيضة ومد إصبعه للمس السائل.
مت.. مت.
مت أيها الغبى.
هيا… أكتب موتك أيها اللعين لسخريتك منا.
….
..
.
صرخ المتدربون فى عقولهم ولكن الصادم أن الكوبرا نظرت إليه فقط للحظة قبل أن تنزل برأسها إلى جون.
هيا تناوليه
بسرعه… تناوليه بسرعة.
رجاءً إشبعى بعد تناوله أنا لازالت لم أتزوج بعد.
….
..
.
الصادم أن الكوبرا لم تلتهم جون لقد إقتربت من جون فقط برأسها وبين رأسها وبين جون مسافة شعرة تقريباً.
” الرائحة صحيحة لا داعى للشك ” إبتسم جون.
تراجعت الكوبرا من على جون وحولت نظرها إلى البقية وأولهم ليو وفتحت فمها.
” أنقذنى أرجوك ” صرخ ليو والذى كان فوضوى قليلاً وخطين من الدم يهربان من زوايا شفتيه.
” بالطبع ولكن لما ” قال جون وهو يلقى نظرة على ليو قبل أن ينظر إلى البقية.
فهم ليو وأخرج خاتمه الفراغى ” هنا كل ثروتى وكل ما كسبته على مدار عام هنا “.
” وهذه كل ثروتى وتعب سته أشهر فى هذا المكان الموحش ” متدرب ذو مستوى 2
” وهذه أيضاً كل ثروتى.. “
” وهذه… “
صرخ المتدربون واحداً تلو الأخر وأخرجوا كل كنوزهم سواءً من يملكون خواتم قدموها ومَن لا يملك خواتم يملك حقيبة على ظهره تحوى بضع العناصر و….
” سيدى أنا لا أملك أى شئ ولكنى سوف أعطيك جسدى ” صرخت فتاه جميلة إلى حد ما من المستوى الأول.
…..
..
.
إبتسم جون مما جعلهم يعتقدون أن جون سيوافق ، بينما الفتاه التى تكلمت سابقاً تحول وجهها للأحمر ولكن كلام جون بدا كصب الماء البارب فى جوءٍ عاصف.
” أستطيع بالفعل إنقاذكم ، ولكن ألن تكون هذه خسارة لى بما أنكم ستموتون على كل حال فور أن تخرجوا من هنا ” جون.
حدق ليو فى الكوبرا التى أعادت رأسها إلى سماء الكهف وقال على عجل ” ماذا تقصد ؟ “.
” ما أقصده بسيط.. إنظر إلى هذا البئر وما يحوى ، كم طاقة نقية من المستوى الرابع بلا مثيل ، تشكلت على مدار مئات السنين ، وشئ كهذا سيحتاج إلى مصادر طاقة كثيرة ووفيرة والذى يعنى أنتم وبما أنكم ستموتون فور خروجكم على أى حالى فلما لا أتركه يأخذكم وأستفيد أنا ببعض السائل هذا بالطبع بخلاف ما تملكونه من عناصر ” جون.
زحفت قشعريرة فى جسد الفتاه التى طلبت إستخدام جسدها وتحول تعبيرها لخوفٍ عميق.
” لا زلتُ لم… ” أرد ليو السؤال عن سبب موتهم بعد أن يخرجوا ولكنه عرف الإجابة قبل أن يسأل.
رأى ليو متدرباً فى المستوى الأول وغيره من المتدربين تظهر عليهم خطوط سوداء بينما تخرج رغوه من فمهم ويبدأون بالتشنج كما لو كانوا مصابين بالصرع قبل أن تتوقف حركتهم وتخرج الدماء من عيونهم ويموتوا.
” هذا…سم..! ” شعر ليو بالرعب لأنه أحس بوجود السم فى جسده بالفعل.
جلس ليو على عجل وغيره من الذين لم يتموتوا بعد وحاولوا طرد السم.
” لا داعى لإتعاب أنفسكم فالوقت قد تأخر بالفعل والسم قد إرتبط بجسدكم ” سخر جون ” لو أخذتم الترياق قبل ساعة مثلى لتعافيتم ولكن الأن… يمكنكم لوم أنفسكم فقط “.
” أنت أيها اللعين كنت تعرف ” أشار متدرب من المستوى الثانى إلى جون وصرخ.
” بالطبع كنت أعرف ، منذ اللحظة التى دخلنا فيها الكهف وأنا أعرف ، أعرف أنكم ستموتوا ولكن ليس الطريقة ، ولكن فور أن دخلت ورأيت فهمت سبب موتكم أما عن كيف تسممتم فلا مانع لإخباركم حتى لا تموتوا وأنت لا تعلمون… هذا عائد للثعابين التى قتلناها….
” ربما لا تعرفون ولكن هذه الثعابين تكمن خطورتها عندما تموت وبأعداد كبيرة مما يجعل السم ينتشر فى الهواء ويدخل الجسد ويلتصق بالدم وحينها لن يكون هناك حل عدا إفراغ كل قطرة دم من جسدك والذى يعنى بشكل أخر موتك….
” هذه الثعابين عضتها قوية ولكن للأسف هى محدودة بمستواها وما قابلناها كانت جميعاً فى المستوى الأول ” جون.
” إذاً أنت تقول أنه كان يجب أن نتركهم يعضوننا ” ليو.
” طالما نملك الترياق ، أو طالما فرق المستوى بيننا كبير ، ولكن مع تجمع الكثير فالنتيجة هى نفسها ما لم…. ” جون
” ما لم نُشكل حقلاً من الطاقة حولنا يمنع الثعابين من الإتصال بنا بأى شكل من الأشكال ” ليو.
” شخص ذكى ولكن للأسف معلوماتك الناقصة من البداية سببت هذا ” جون ، ثم إلتف إلى الثعبان ” يمكنك أكلهم ولكن إترك لى عناصرهم… وأيضاً لا تنسى أن تكافئنى على ذلك “.
فحيح
” لاااااااااااااااااااااااا ” صرخ واحد من المتدربين والذى رأى الكوبرا ينزل فى إتجاهه.
” لااااااااااااااااااااا ” صرخ أخرون وحاولوا الهرب ولكن الكوبرا قد أغلقت المدخل بذيلها مما لم يجعل لأى منهم مجالاً للهرب.
إعذرونى ولكنى لستُ قديساً كما أنى حقاً لا أملك ترياقاً يكفى لكم جميعاً ، وبخلاف هذا فالكوبرا لن تسمح لكم بالرحيل… حتى لو طلبت منها ، لأنكم ببساطة غذاء جيد لها فى فترة حياتها الأخيرة لتكمل ما بدأته.
فكر جون وهو يحدق فى البيضة بينما وضع يده خلف ظهره بلا أى أفكار فى إمتصاص السائل.