وحدي على طريق القوة - 1
لا إله إلا الله
1
{ الـبـدايـة 1 }
ظهر البرق.
فوق عشيرة كارثر يُمكن مشاهدة البرق وهو يتألق كما لو كان يرقص.
” تهانينا يا زعيم العشيرة على هذا المولود المحظوظ “.
فى غرفة حيث كان هناك إمرأة ترقد بضعف مغطاً جسدها بملائه وحولها الكثير من الأشخاص من بينهم شاب فى الثلاثين حمل الطفل من يد الخادمة وإبتسم.
” عشيرتنا كانت محرومة لفترة ألف عام تقريباً وأخيراً أتى اليوم الذى ستحلق فيه مرة أخرى “.
” لم تملك عائلتنا إلا القليل من ذوى المواهب المتوسطة على مدار ألف عام ، والان حصلنا على موهبة عليا ! “.
” ماذا ستسميه يا زعيم العشيرة ؟ “.
” جون ” إبتسم الشاب وهو ينظر إلى الطفل بين يديه ” إسمه هو جون “.
*****
بعد خمس سنوات.
” أمى ” صرخ طفل وسيم ذو خمسة أعوام على إمرأة ترقد بلا حياه على سرير أمامه.
” إهدأ يا جون ، لن يعيد البكاء أمك ” قال زعيم العشيرة من خلفه.
” لا…. يجب أن تعود… يجب أن تعود ” صرخ جون وإلتف إلى والده خلفه ” أنت قوى أليس كذلك ! ، أنقذها “.
هز الزعيم رأسه ولم يتكلم.
” الزعيم الصغير يرجى الهدوء ليس فى يد زعيم العشيرة أى شئ ” قال رجل بهدوء.
” إصمتوا جميعاً ” صرخ جون.
” تعال معى ” قال الزعيم وسحبه بين يديه.
” لا أبى أتركنى… أتركنى حتى تستيقظ أمى… أتركنى رجاءً…. ” إستمرت صرخات جون ولكن والده لم يتركه.
*****
بعد خمس أعوام أخرى.
” خادمة وضعية كيف تجرؤين على كسر مزهريتى المفضلة… إقتلوها ” صرخ جون ذو العشرة أعوام والتى لم تمنحه هذه الأعوام الخمسة غير زيادة وسامته سوى الغرور.
” لا سيدى… لم أقصد… سامحنى.. أرجوك… لااااااااااااااااااااااااااا ” سقطت ضربات بعصا غليظة عليها وبسبب ضعف جسدها لم تتحمل الكثير قبل أن تموت وهى تصرخ.
*****
بعد سته أعوام.
الليلة التى تسبق الإستيقاظ.
جمع كبير من الشباب كانوا يضحكون ويشربون وفى منتصفهم جلس جون الوسيم ذو السته عشر عاماً مستمتعاً بالإطراء وهو يشرب.
” الزعيم الشاب سوف نكون فى رعايتك “.
” نعم أيها الزعيم الصغير يجب أن تعتنى بنا “.
…..
….
…
..
.
صرخ العديد من الشباب ذكوراً ونساءً ورفعوا أكوابهم فى جون والذى رفع كأسه وقال بفخر ” أعدكم بذلك ” قبل أن يرفع كأسه ويشربه كله مرة واحدة.
بالعودة إلى منزل جون.
دخل جون وهو يستند على الحائط ليرى فتاه جميلة ترتدى رداءً { روب } خفيفاً يُظهر منحنياتها الجميلة ويعكس جمالها بشكل ساحر ومغرى.
” روز… ” فوجئ جون ” ماذا تفعلين هنا ؟ “
إقتربت منه وسحبته إليها ” هل مازلت تسأل ؟ ” قالت وهى تضمه إليها وتتحدث بصوت مغرى.
” ألم نتفق على هذا بعد الزواج والذى سنعلن عنه غداً بعد الإستيقاظ ” جون.
” ولما ننتظر إلى الغد ؟ ” إبتسمت روز ودفعته إلى السرير وحلت وثاق ردائها لتكشف عن جسدها الناعم والجميل وقفزت عليه ، أما جون فلم يمانع ورد عليها بالمثل قبل أن تبدأ الأصوات فى الخروج من الغرفة بشكل مكثف.
كانت روز هى أجمل فتاه فى العشيرة بينما لم يكن لها دعم ولكن جون أحبها ، أما جون فهو لم يكن إبن زعيم العشيرة الوحيد وفقط ولكنه الشخص الوحيد ذو الموهبة العليا منذ أن أنشأت العشيرة قبل ألف عام وهذا بسبب البرق يوم مولده.
*****
فى اليوم التالى وفى ساحة كبيرة تقع فى منتصف العشيرة إجتمع كل أفراد العشيرة من الشباب إلى العجائز كباراً وصغاراً.
على منصة فى المنتصف كان هناك حجر رمادى يعوم فى الهواء.
بخلاف هذا كان هناك درج يعلوه ثلاثة مقاعد إثنين على نفس المستوى يمين ويسار الدرج { السلم } وأخر يقف شامخاً أعلى السلم ليس فقط بسبب علوه ولكن هذا من النقوش عليه ومن الهالة التى يشعها والتى تُشير إلى أن العناصر المصنوع منها أغلى من البقية.
بالطبع كان هناك مقاعد أخرى إنتشرت أسفل المنصة ولكنها لم تكن مهمة أمام هذه المقاعد الثلاث.
على المقعدين جلس رجل فى الستين { الشيخ الأول } وإمرأة فى الثمانين { الشيخة الثانية وكلاهما فى المستوى الرابع.
وصل جون بخطوات فخورة وخلفه روز والتى تصرفت كزوجة مطيعة تخاف من زوجها وعلى وجهها إبتسامة إرتياح كما لو أنها حققت ما تريده.
وقف جون فى مكان مع مجموعة من الشباب ذو عمر السته عشر والذين سيستيقظون جميعاً اليوم.
كانت الساحة هائجة بالكلام والوشوشة حول نتائج الشباب جميعهم عدا جون بالطبع لأنه سيُقظ موهبة عليا لذلك سيكون لا محالة الأول ، إذا من سيكون الثانى ؟ ، وهل سيكون هناك موهبة متوسطة ؟.
كان هذان هما السؤلان الدارجان رغم أن الجميع كان يرجح سام والذى يكون حفيد الشيخ الأول.
” وصل زعيم العشيرة ” فور أن ظهرت هذه الكلمات الثلاث صمت الجميع بلا إستثناء وحولوا وجوههم إلى الوافد الجديد.
زعيم العشيرة ذو السته والأربعين عاماً ، فخر العائلة وثانى من وصل إلى المستوى الخامس بعد المؤسس ، وبعد ذل أكثر من 950 عام.
كان زعيم العشيرة مشابها لـ جون وسيم كذلك ولكنه كان يملك هواءً ناضجاً وقيادياً على عكس جون والذى حمل وجهه فخراً لا تسعه السماء نفسها.
خلف الزعيم كانت هناك إمرأة جميلة تبدو فى الثلاثين تقريباً وهى زوجة زعيم العشيرة.
” فلتبدأ المراسم ” قال الزعيم بصوت صدى فى كل الساحة بعدما جلس على المقعد فى الأعلى ووقفت المرأة ورائه.
صعد الشباب واحداً تلو الأخر.
وضع الأول فى الصف يده على الحجر العائم فتألق الحجر بلون أحمر.
” موهبة منخفضة ” قال المقيم وهو واحد من الكبار داخل العشيرة.
” رائع ” صاح الشاب بفرحة غامرة وبدأ يقفز فى الأرجاء كالمجنون.
كانت المواهب هى منخفضة ، متوسطة ، عليا.
أحمر ، برتقالى ، أصفر على التوالى.
كانت الموهبة العليا نادرة فى كامل المنطقة المقفرة حيث تسكن عشيرة كارثر وعلامتها تظهر وقت الولاده وهى البرق فى السماء ، بينما كانت الموهبة المتوسطة هى علامة العباقرة وقليل كانوا يملكونها فى تاريخ العشيرة الطويل ، ومن الأحياء فى العشيرة حالياً بخلاف زعيم العشيرة فهما الشيخ الأول والشيخة الثانية ، لذلك كانت الموهبة المنخفضة هى المقياس العام والذى يشير إلى 99% من مواهب سكان المنطقة المقفرة ناهيك عن عشيرة كارثر وهم قوة العشيرة وجنودها ، بينما أصحاب الموهبة المتوسطة يكونون أعمدة العشيرة وخطها الأخير.