After the ending, I saved the villain with money - 90
جلست جيرينيسيس في المقعد المقابل لدافني وأخذت تنهال عليها بوابل من الإطراءات التي بدت وكأنها نوع من المداهنة ، متطرقًة أحيانًا إلى الحديث عن “الحبيب” وأحيانًا أخرى مشيرًة إلى أمور توحي باحتمالية الحمل ، شعرت دافني وكأنها جالسة على أشواك بسبب الإحراج الشديد …
حاولت أن تبتسم بخجل لتخفيف الموقف ، لكن نظرات سيليستيان الثابتة عليها والضحكات الصغيرة التي كان يطلقها
من حين لآخر زادت من ارتباكها ..
‘هل يسخر مني هذا الرجل بسبب ارتباكي؟ ..’
شعرت بحرارة يده الكبيرة التي أمسكت بكفها بإحكام ، وكأنها ستبدأ بالتعرق ، في محاولة لإيقافه ، جذبت ذراعه بحركة خفيفة ووضعتها على فخذها ، ثم ضغطت على يده بقوة ، لكن سيليستيان رد بضغط أقوى جعل الألم يمتد إلى عظام يدها ..
“آه!” صرخت دافني وهي تحدق في أسفل الطاولة وملامحها متألمة ..
‘هل هو جاد باستخدام قوته هكذا؟ هذا الأمير المجنون! …’
لم تكن جيرينيسيس ، التي كانت منهمكًة في حديثها ، تعلم ما يحدث تحت الطاولة ، لكنها توقفت فجأة عندما لاحظت تغيرًا في تعبير دافني ، أضاء وجهها بابتسامة مشرقة ثم قالت بقلق مزيف:
“آنسة بوكاتور ، هل تشعرين بألم في معدتكِ؟ ربما عليكِ زيارة طبيبة مختصة ، لا، بل سأجلب الطبيبة إلى هنا فورًا!”
“لا، لا ، الأمر ليس كما تعتقدين ، أشكركِ على لطفكِ ، لكن الأمر يتعلق بـ… سيل فقط…”
قاطعتها جيرينيسيس بابتسامة ساخرة وقالت:
“سيل؟ يا له من اسم مستعار لطيف! رغم أنه لا يناسب دوقًا على الإطلاق ، يبدو كاسم فتاة صغيرة …”
كان الجو مشحونًا لدرجة أن دافني شعرت وكأنها جالسة على إبر ..
‘سأفقد صوابي ..’
رغم كل هذا ، تمكنت دافني من كبح ضحكاتها ، وبدت ملامح وجهها وكأنها تعكس خجلًا من نوع ما ، هذا التعبير ، على ما يبدو ، عزز لدى جيرينيسيس فكرة أنها “امرأة حامل خجولة”، مما جعلها تبتسم برضا ..
“عندما كنت حامل بطفلي الأول ، لم يكن بطني بارزًا بشكل كبير ، كنت صغيرة السن حينها ، لذا لم أواجه مشكلة في ارتداء الفساتين الضيقة ، بالمناسبة ، متى تخططان لحفل الزفاف؟ من الأفضل ألا يتأخر كثيرًا.”
طرحت جيرينيسيس هذا السؤال وهي تنظر إليها بنظرة حادة فاحصة ، وكأن لديها نوايا خفية …
“آه ، زواج دوق جزيرة تيريوسا الهادئة من آنسة بوكاتور … سيكون أمرًا مثيرًا للاهتمام ..”
شعرت دافني وكأنها على وشك البكاء ، الموقف كان محرجًا ومؤلمًا ، لكنه في الوقت ذاته كان يحمل جانبًا كوميديًا لا يمكنها تجاهله ، الغريب أن سيليستيان لم ينكر أي كلمة مما قيل ، بل بدا وكأنه يؤيدها بشكل غير مباشر ، مما زاد الأمر تعقيدًا ..
“دوق ، ألا تفكر بإقامة الزفاف هنا في هيرابون؟ سأجعلها حفلة لا تُنسى للجميع …”
أجاب سيليستيان بهدوء:
“إذا أرادت زوجتي ذلك ..”
كانت تلك الموافقة مبالغًا فيها للغاية …
‘إذا أرادت زوجتك؟ ..’
شعرت دافني بقشعريرة تسري في جسدها ، ونظرت إلى سيليستيان وكأنها تسأله: “ماذا تفعل بحق السماء؟” لكن جيرينيسيس ، التي بدت وكأنها تراقب ردود فعلها بحزن مصطنع ، قالت:
“يبدو أن آنسة بوكاتور لا ترغب في إقامة الزفاف هنا في هيرابون ، وهذا منطقي ، فأنا أعلم أن هيرابون تفتقر إلى جمال قلاع جزيرة تيريوسا ، وكل ما فيها هو قرى صغيرة لا يقطنها سوى الأقزام ….”
“لا ، الأمر ليس كذلك…”
لو كان المتحدث شخصًا عابرًا ، لكانت دافني قد ردت عليه بحدة ونفت وجود أي علاقة بينها وبين سيليستيان ، لكن الحديث كان مع جيرينيسيس ، دوقة هرابون وصديقة والدها، وشخصية محورية في هذه الرحلة ، لذا ، اضطرت دافني للرد بدبلوماسية وبصراحة محسوبة …
“إقامة حفل زفاف فخم يبقى في ذاكرة الجميع تبدو فكرة مرهقة بعض الشيء
بالنسبة لي ..”
“آه ، إذا كان الأمر كذلك ، فهمت …”
حتى حفلات الزفاف الملكية الأخيرة كانت كذلك ، مثل زفاف سايكي الذي ما زال حديث القارة حتى الآن ، كانت سايكي سعيدة للغاية بحفلها ، لكن دافني ، التي شاهدت الأمر من منظور خارجي ، شعرت بالإرهاق من مجرد التفكير في كل تلك التفاصيل ، لطالما فكرت أنه إذا تزوجت يومًا ما ، فإن أفضل خيار سيكون حفلاً بسيطًا يقتصر على العائلة فقط
‘لماذا أتحدث بكل هذا التفصيل؟ ..’
شعرت أن الأمر يتجه بطريقة قد تجعلها تسير في ممر الزفاف مع هذا الرجل الجالس بجانبها غدًا دون أي استغراب ، وعندما خطرت لها هذه الفكرة ، شعرت بالحرارة تتصاعد إلى وجهها ، وكأن أنفها قد انسد …
كلما استمرت المحادثة ، شعرت وكأنها تغرق في حفرة ، والطين يصل إلى عنقها ، لحسن الحظ ، اقترب أحد مساعدي جيرينيسيس وهمس لها ببعض الكلمات ، أومأت برأسها مبتسمة ، ثم وقفت من مكانها ..
“لا داعي لأن تنهضي ، كانت محادثة ممتعة للغاية يا آنسة بوكاتور …”
شعرت دافني برغبة في عناق المساعد وهمس كلمات الشكر له من شدة امتنانها …
“أوه ، بالمناسبة! تأكدي من حضور الحفل في القاعة الرئيسية غدًا مساءً …”
“بالطبع ، سأكون هناك …”
بينما كانت جيرينيسيس تبتعد ، شعرت دافني بالراحة ، لكن فجأة ، عادت الدوقة بسرعة وأكدت لها بابتسامة:
“أؤكد لكِ أن حفلي سيعجبكِ كثيرًا لدرجة أنكِ قد تعيدين النظر في مكان إقامة حفل زفافكِ …”
ثم غادرت دون تردد ، مع حاشيتها التي دخلت بنفس الطريقة المليئة بالضوضاء …
بعد أن رحلت جيرينيسيس ، التي كانت أشبه بعاصفة ، بقيت دافني خلفها تحاول التخلص من قبضة سيليستيان:
“سيليستيان ، دع يدي الآن ..”
كانت تحاول بكل ما أوتيت من قوة تخليص يدها ، لكن أصابعه الطويلة ظلت ممسكة بيدها المغطاة بالقفاز بإحكام. مهما حاولت ، لم تفلح في الإفلات ، ولم يكن يبدو أنه يستخدم الكثير من القوة ، مما جعل كرامتها تتأذى أكثر!
‘لدي قوة لا بأس بها ، لو أنني واصلت التدريب على الباليه… تبًا ..’
بعد محاولات عديدة ، أدركت أن الاستسلام أكثر راحة ، عندها فقط ، فك سيليستيان ساقيه المتقاطعتين ووقف من مكانه ، مما جعل دافني ، الممسكة يده ، تتابعه …
كان الطريق إلى غرفتها عبر الحديقة خلف الفندق ، ورغم أنها حاولت السير بجانبه للحفاظ على مظهرها ، إلا أن يدها الممسكة بشدة كانت تثير أعصابها …
كل إحساسها كان منصبًا على يدها التي لا تزال تؤلمها ، وكأن قلبها قد انتقل إلى كفها ينبض فيه بشدة …
“أترك يدي بسرعة ، هناك أشخاص ينظرون إلينا …”
“جيرينيسيس ، وطاقمها ، قد رأوا كل شيء بالفعل ، فلماذا نخفي الأمر الآن؟”
جيرينيسيس مجددًا …
‘لماذا يُصر على استخدام اسمها المختصر بدلًا من اسمها الكامل؟ …’
لم تستطع دافني فهم ذلك ، جيرينيسيس ورثت لقبها وهي في سن صغيرة جدًا ، ورغم قيادتها الجريئة على مدار سنوات ، إلا أنها لم تتجاوز الثلاثين بعد …
‘هذا يعني أن الفرق بين عمرها وعمر سيليستيان ليس كبيرًا ..’
ومع ذلك ، كانت جيرينيسيس هي حاكمة هذه الدوقية ..
أما سيليستيان ، الأمير ذو الشعر الأشقر الذي يقيم في غرفتها ، فكان موقعه مختلفًا تمامًا
‘هل كانا يلتقيان كثيرًا عندما كان أميرًا؟ ولكن ماذا يمكن أن يتحدث عنه الأمير والدوقة؟ هل كانا يتآمران ضد أحد؟ هذا مستحيل ، فجيرينيسيس ليست من النوع الذي يشارك في أمور كهذه ..’
ضاقت عينا دافني وهي تنظر إليه بتساؤل
“منذ قليل ، كنت تخاطب الدوقة بلقبها المختصر… هل أنتما مقربان؟”
“……؟”
توقف سيليستيان فجأة ونظر إلى دافني لوهلة ، وسرعان ما ارتسمت ابتسامة رقيقة على شفتيه ، مما جعل دافني تشعر بالإحراج
أرادت أن تسأله عن سبب ضحكه ، لكنها أدركت فجأة أن سؤالها السابق كان طفوليًا للغاية ، سارعت إلى تغطية فمها بيدها الحرة
“لا بأس ، ربما تكون مقربًا منها ، فقط كنت فضولية وسألت …”
حاولت أن تضيف مبررًا سريعًا ، لكن الضحكة كانت قد وصلت بالفعل إلى عيني سيليستيان ..
“لا تربطني بها أي علاقة قريبة.”
“لا تضحك ، هذا مزعج.”
كان الاثنان وحدهما في الحديقة الاصطناعية المظلمة والخالية ، ومع مرور الوقت ، بدأت مشاعر غريبة تظهر داخل دافني ، أشبه بأشواك تتناثر في قلبها ، لم تستطع أن تفهم لماذا تشعر بهذا القدر من التوتر لمجرد وجودها بجانبه ..
كان أمامهما عبور الجسر فقط للوصول إلى القصر الصغير حيث تنتظر المجموعة ..
كانت تعلم أن عليها الوصول بسرعة إلى هناك لتشعر بالأمان وتستلقي للراحة ، خاصة وأنها ما زالت تشعر ببعض أعراض الإرهاق …
في تلك اللحظة ، سمعت صوت فقاعات في البركة الضحلة المجاورة ، ربما بسبب سمكة قفزت في الماء ، هذا الصوت زاد من شعورها بالانزعاج ، مما دفعها إلى الإمساك بيد سيليستيان وسحبه معها بسرعة لمواصلة السير ، لكنه تحدث فجأة خلفها بصوت هادئ:
“لماذا أنتِ قاسية جدًا معي فقط؟”
توقفت دافني ، وقد بدت عليها الحيرة ، نظرت إليه ، ومالت برأسها قليلاً بينما خفض سيليستيان عينيه وحرّك شفتيه قائلاً:
“أنتِ تبتسمين لدوقة هيربورن التي قابلتها لأول مرة منذ عشر سنوات ، لكنكِ لا تفعلين ذلك معي …”
“هل ظننت أنني كنت أبتسم لها حقًا؟ أنا نادرًا ما أبتسم ، علاقتي بها ليست شخصية ، إنها أحد الأشخاص المرتبطين بوالدي ، ويجب أن أتعامل معها بلطف واحترام ..”
“لكن رغم ذلك ، دفعتني بعيدًا طوال اليوم ، لم تتركين لي مقعدًا بجانبكِ ، وإن لم أتمسك بكِ فلن تفتحين فمكِ للتحدث معي …”
“…….”
“وقبل قليل ، قلتِ إن ضحكي يزعجكِ …”
كانت شكواه تبدو طفولية جدًا عندما نطق بها بشفتيه الجميلتين ، حاولت دافني أن تتذكر إذا ما كان قد تحدث بهذا الطول من قبل ، وبعد أن استرجعت أحداث اليوم ، أدركت أن سلوكها هي الأخرى كان طفوليًا ، لذا لم تجد شيئًا تقوله للدفاع عن نفسها …
“…كنتِ تقولين إنكِ تحبيني …”
ارتجفت كتفا دافني بوضوح عند سماع صوته المنخفض جدًا ..
“…….”
عندما لم ترد ، خيّم الصمت الغريب بينهما ..
حتى أصوات الماء التي كانت تُسمع قبل لحظات اختفت تمامًا ، حاولت دافني التصرف وكأنها لم تسمع شيئًا ، وأرادت متابعة السير ..
“لماذا لا تجيبين؟”
اقترب سيليستيان بخطوات واسعة ووقف أمامها ليمنعها من التقدم ، نظرت إليه دافني بتعبيرات معقدة ، وكأنها تحاول فهم ما يجري …
ترجمة ، فتافيت …