After the ending, I saved the villain with money - 9
كانت خدعة أم فرصة؟
روميو اقترب من دافني هامسًا بنبرة ماكرة ، بينما ظهر غماز في أحد خديه مما جعل الأمر أكثر استفزازًا ..
“أخبرتكِ إنني اشتقت إليكِ ..”
كانت هذه الكلمات أكثر ما يزعجها! ارتجفت وأطلقت صرخة قصيرة وهي تفرك ذراعيها محاولة التخلص من القشعريرة التي أصابتها
“غمازتك مقززة.”
هز روميو كتفيه بلا مبالاة ..
“كان الأمر لأجل لقائنا السري ..”
“لا تستعمل كلمات تافهة كهذه!”
رفعت دافني صوتها وهي تضرب صدرها بقبضتها مرتين ..
“بسببك كنت على وشك الشجار مع ستيلا…!”
رغم أن دافني كانت تحت حماية الملك ، إلا أن إيذاء أفراد العائلة الملكية يعتبر جريمة كبرى
لذلك ، كانت تضطر دائمًا لكبح رغبتها في لكم وجه روميو المزعج منذ طفولتها ..
بدأت دافني تبحث في ذهنها عن رياضة مناسبة ، فقد أرادت أن تنتصر عليه بأي طريقة ..
“صاحب السمو ، ماذا عن أن نضع الرتب جانبًا ونتحدى بعضنا؟ وسأختار أنا التحدي …”
أثناء تفكيرها في الطريقة التي ستهزمه بها ، تنهد روميو بعمق وهو يرفع مقدمة شعره الأمامية بضجر ..
“دافني …”
شعرت بقشعريرة جديدة تسري في ذراعيها
“لا تناديني باسمي ، أشعر بالقشعريرة ..”
مع إضاءة بعض المصابيح في الحديقة ، انعكس الضوء والظل على وجه روميو ..
‘تذكرت وجه سيلستيان في تلك اللحظة …’
وجهه الذي يخفي نصفه أنفه العالي ، وعيناه الخضراء المتلألئة تحت ضوء المصباح ..
“دافني ، دافني ، دافني ..”
هذا ابن العم لا يترك لها مجالًا لتغرق في الذكريات ..
“ما خطبك؟ لقد أصبحت مخيفًا.”
هب نسيم بارد من الغابة خلف القصر ، محركًا الستائر البنفسجية التي تغطي النوافذ ..
“لقد وصلت إلى القصر الملكي قبل يومين فقط …”
“كان من الأفضل لو لم تأتِ أبدًا ، يمكنني الاعتناء بسايكي بنفسي …”
بفضل والده المتهور ، اضطر روميو لتحمل عبء الوصاية وبذل قصارى جهده للحفاظ على علاقات ودية مع الدول المجاورة ..
وقد دعمت دافني في بعض الجوانب ، ليس من أجل المملكة أو الشعب ، بل لحماية نفسها وما تملك ..
“ولكن عندما عدت ، كان أول شيء فعلته زوجتي ليس قبلة ولا قول ‘اشتقت إليك’ بل …”
“إذا كنت ستتفاخر ، حول بعض المال إلى حسابي أولًا …”
“كانت تتحدث عنكِ ..”
“هاه؟”
رمشت دافني بعينيها بذهول ..
“هل كانت تغتابني؟”
“لو كانت كذلك ، لكنت سعيد بهذا ..”
تابع روميو كلامه ، بعد أن تنهد بعمق ..
“روميو ، لم أتلقَّ أي اتصال من دافني ، هل تكرهني دافني؟ في الواقع ، أعتقد أنني أكره دافني ، لكنني في الواقع لا أكرهها ، أريد أن أصالح دافني ، ماذا لو لم ترغب في رؤيتي أبدًا؟”
بصوت منخفض يحاول تقليد سايكي بنبرة خافتة ، مما جعل دافني تضحك بصوت عالٍ
بينما كانت دافني تضحك بملء فمها ، تابع روميو شكاواه ..
“تبًا ، كدت أن أقطع شعركِ وأرميه على سريري الليلة الماضية …”
“لماذا؟ هل ذكرتُ شيئًا عني أثناء نومك؟”
سألت مازحة ، لكن لم تأتِ أي إجابة ..
“هاها ، فهمت ..”
أدركت دافني أن سبب زيارة روميو إليها في جناحها الصغير بالطابق الثاني لم يكن بسبب ذلك المتمرد ..
‘صحيح ، ليس من طبيعته أن يكون قلقًا من أحمق مثل سيلستيان …’
روميو كان يذوب عشقًا بـ سايكي ، كانت دافني تذكر نفسها دومًا بأنها في عالم روائي ، حيث تتمحور القصة حول البطلة سايكي ، لكنها كانت تنسى ذلك أحيانًا ..
‘…ولكن من هو ليحبها؟ هي أجمل بكثير ..’
رغبت في السخرية من ابن عمها المكتئب ، لكنها تمالكت نفسها ، اقتربت بحذر من روميو ومدت سبابتها اليسرى التي كانت تخبئها بين يديها ..
“أنا آسفة ، سأذهب وأعتذر فورًا ، تفضل ، هذا سيجعلك تبتسم ، حسنًا؟”
أومأ روميو برأسه بصمت ، ورفع إصبعه أمام وجهها كأنه يستجيب بإشارة ..
“لن تتخلص منه؟”
“لا ، لن أتخلص منه.”
بسبب يده الكبيرة ، شعرت دافني وكأنها تلقت صفعة كبيرة ..
❖ ❖ ❖
بدلًا من ورق الجدران المخملي ، كانت هناك جدران وسقف مرسوم عليهما سماء بألوان وردية وصفراء باهتة ، وكانت الأثاث منخفضة الحجم وذات ألوان دافئة ، لم يكن لهذه الغرفة اللطيفة أي تناسب مع تلك المرأة ذات الشعر الأحمر الناري ، كانت أقرب إلى غرفة دمية مصغرة وكبيرة في آن واحد ..
غرفة في جناح لم يكن سيلستيان قد زارها من قبل ، وكل غرفة نوم فيها كانت بتصميم مختلف ، تذكر الغرفة التي نام فيها حتى البارحة ، التي كانت مشتعلة كالكوابيس ..
كانت تلك الغرفة مزعجة ، باستثناء أن المشهد من النافذة كان جميلًا بشكل مذهل ، في النهار ، كان الحر فيها لا يطاق ، وفي الليل كانت البرودة قاسية لدرجة أنها جعلته يرتعش
سيلستيان استعاد ذكريات وجهها وهي تقترب من منصة الإعدام بثقة ، حيث كانت الجثث مغطاة بأغطية سميكة ..
“مرحبًا ، أيها الأمير ..”
بسبب التعذيب الشديد وحرارة الشمس الحارقة ، لم يستطع سيلستيان رؤية من جاء لإنقاذه بوضوح ، وكانت الكلمات تخرج منه بصعوبة ..
ومع ذلك ، كانت شعرها الأحمر اللامع مميزًا ، وهو الوحيد من نوعه في المملكة ، ما جعله يشعر بالتوتر للحظة ..
كانت الشريرة ، التي قيل عنها أنها كانت “مهووسة بالمال ، سيئة الطباع ، تتنمر على سايكي الوافدة إلى العاصمة ، وتسعى للتقرب من ابن عمها ولي العهد طمعًا في أن تصبح الملكة”
لم تعد تحمل ذلك الوجه القاسي ..
بل على العكس ..
‘غير مألوف ..’
بينما كان يشتد به الألم ، كانت تلك المرأة تحاول تهدئة فكه المتوتر بيد باردة تمسح على خده ، بعد أن أطعَمته جرعة دواء بنكهة الفراولة ، نفخت عليه لتبريده قليلاً ، وأسندت ذراعيها على السرير تحدق فيه لفترة طويلة
‘الأمر مختلف بطريقة ما …’
عندما فتح عينيه ، وجدها جالسة بجانب السرير ، ترتدي فستانًا سهرة خفيفًا بلون أرجواني ، تتصفح بعض الأوراق بصمت ، ملأ صوت تقليب الأوراق الهادئ الغرفة …
“استيقظت ، أيها الأمير؟ هل تشعر بألم شديد؟”
عندما التقت نظراتهما ، اقتربت لتضع كفها البارد على جبينه ، وظهر يدها على خده ، شعر سيلستيان ببرودة يدها ، فدون وعي ، احتضن يده بخده ، رغم أن كلماتها كانت توحي بالقلق ، بدت وكأنها تستمتع بالموقف ..
“يجب ألا تموت أبدًا ، أيها الأمير …”
كانت في وقت سابق قد قالت إنه لو مات ، فستأخذ جثته لنفسها ..
ورغم أن الأمر بدا وكأنها تعامله وكأنه من أتباعها ، لم تتوانَ عن رفع صوتها وضربه عندما يتطلب الأمر ، كانت أحيانًا تتحدث معه بلطف ، وحتى تتحدث عن الحب ، مضيفة عبارة “حقًا حقًا” في نهاية جملها ..
في البداية ، صدق سيلستيان تلك الكلمات ، لكنه أدرك فيما بعد أنها كانت تمازحه ، فأغلق عينيه دون رد ..
عندما استيقظ مرة أخرى ، كانت الغرفة فارغة ، وكانت مشاعر الوحدة تغمره ، خرج سيلستيان من السرير الذي بدا وكأنه أصغر قليلًا من حجمه ، وجلس على الأريكة التي كانت قريبة من النافذة ، أخذ يمسح ذراع الأريكة المخملية بيده مرارًا وتكرارًا ..
كانت السماء قد أظلمت ، لكن النهر أنجل انعكس عليه ضوء مصابيح الشارع ، فتلألأ باللون البرتقالي ، بدأ يردد أسماءً عديدة في ذهنه ..
رودريغز ، غرين ، إندايون ، ويندفول ، غالاهاد ، بولدوين ، تشادويك ، إلتا ، جوليان
“بوكاتور ..”
عائلات المملكة التي تسببت في سقوطه ، تلك الأسماء التي قال يومًا إنه سيتخلص منها جميعًا ..
لكن الآن ، كانت تلك الأسماء أهداف انتقام تلاشت دوافعه ، وأصبحت عبئًا كبيرًا ..
‘ما الذي كان يفكر به؟’
للحظة ، تخيل وجه تلك المرأة التي كانت تمد ذراعيها بعيون ذهبية متوهجة كأنها نجوم مشتعلة ..
“لقد احتضنتني سايكي اليوم ..”
“يا له من كلام غريب… “
“أشعر وكأن دفء سايكي لا يزال في حضني ، سيل ، هل ترغب أن تحتضنني؟”
ضحك ضحكة لم يستطع كتمها ، وضع يده على فمه وهو يضحك بمرح ..
‘هل ينبغي أن أتصرف وكأنني أحب دنفر؟ ..’
بدأ يهمهم بهدوء ، وأخرج من جيبه قفازًا حريريًا ورديًا وضعه على يده ، كان القفاز أصغر بمقاسين ، وكان رقيقًا وكأنه سيتفتت ..
هذا القفاز الذي ربما ارتدته تلك اليد مرات عديدة ، كان يخاف أن يلمسه بخشونة ، فلم يجرؤ أبدًا على الإمساك به بشكل مباشر ..
قبل بضعة أسابيع فقط ، لم يكن بإمكانه حتى لمس أطراف شعر دافني ، بدا أن الرسائل العديدة التي كتبها لم تصلها قط ..
لو سُئل، “هل كنت تتمنى علاقة أقرب من ذلك؟” لكان الجواب “لا”. كان سعيدًا بمشاهدتها من بعيد فقط ..
لقد رسم حدوده الخاصة ، وعاش بشكل معقول ..
“دافني ..”
بينما كان يتأمل الأوقات التي مرت سريعًا ، شعر فجأة بدوار طفيف ، فبدأ سيلستيان يفرك صدغيه ويتمتم ..
“لستُ متأكدًا إن كان هذا فرصة أم خديعة …”
في ذاكرته ، كانت دافني تبغضه بوضوح ، ورغم ذلك ، كان قلبه لا يزال متوهجًا ، دون أن يبرد ..
“نعم ، دافني …”
الاسم الذي مهما ناداه ، لا يكفيه ..
“سأفعل ما تريدين ..”
طالما كان على قيد الحياة ، يمكنه تصحيح سوء الفهم ، كان واثقًا من قدرته على حمايتها حان الوقت ليكون قانعًا بهذا القليل ..
وضع سيلستيان شفتيه برفق بين الإصبع الرابع والخنصر في القفاز الناعم ..
كان نسيم الليل البارد ، الذي يحمل رائحة النهر والعشب ، يمر بلطف ملامسًا شعره الذهبي مثل الخيوط ..
ترجمة ، فتافيت ..