After the ending, I saved the villain with money - 89
لماذا نتشاجر؟
في الفندق الواقع على قمة التل ، كانت دافني تنتظر باقي المجموعة عندما لاحظت وجود ثنائي غير متوقع ، الأمر الذي أثار استغرابها ،
سيليستيان وناريد ..
كانت ناريد تجمع المعطف البيج الذي خلعه سيليستيان وتنظمه ، بينما كانت عيناها محمرتين قليلاً ..
كيشا ، الذي كان يزعج ميشا بشد لحيته ، تركه واقترب سريعاً نحو ناريد ، وهكذا اختفى الثلاثي بسرعة …
اقترب سيليستيان بشكل طبيعي وجلس بجانب دافني على الطاولة ، تحديدًا بجوارها
“سيل ، ماذا قلت لناريد؟”
“لم أقل شيئاً.”
أخفى سيليستيان شيئاً بجانب فخذه ، نظرت دافني بعينين مشككتين نحو الشيء الذي كان يخفيه ..
‘ما الذي يحاول إخفاءه؟ ..’
لكنها سرعان ما تخلت عن محاولة معرفة ما يخفيه ، وأراحت مرفقيها على الطاولة وأسندت ذقنها ، تحدق في وجه سيليستيان النظيف ..
لم تعد الأقراط المزعجة التي كانت على شحمة أذنه تظهر ، كان هناك فقط ثقب لم يلتئم بعد ، وبالرغم من مرور أقل من 24 ساعة ، إلا أن تصرفاته في ذلك الوقت جعلتها تشعر بالإحراج كلما تذكرتها …
“أخيرًا توقفتِ عن التهرب مني …”
تمتم سيليستيان بينما كان يجلس متقاطع الساقين ، متعمدًا سد أي طريق يمكن أن تهرب منه دافني …
‘…لماذا يبدو هذا الرجل هكذا؟’
على الرغم من أنها لم تراه لبضع ساعات فقط ، بدا لها مختلفاً مجددًا ، دون أن تشعر ، حركت نفسها قليلاً لتبتعد عنه …
عادت بينهما مسافة محددة من جديد ، نظر سيليستيان نحو المسافة التي ابتعدت بها وكأنه يحسبها ، ثم رفع رأسه بتعبير غاضب وعبوس ..
“إذا كنت قد ارتكبت خطأ ، أخبريني …”
“أي خطأ ارتكبته؟”
“لم أرتكب أي خطأ ، إذن أمسكي بي ، مثل الأمس …”
رفع يده وكأنه يطلب منها الإمساك بها ، نظرت دافني إلى يده النظيفة والناعمة للحظة ، ثم عادت لتغير الموضوع ..
“ماذا قلت لناريد؟”
“أخبرتكِ إنني لم أقل شيئًا.”
“لكن استغرقتما عشرين دقيقة للصعود ، بقيتما صامتين طوال الوقت؟”
كان من المعروف أن سيليستيان قليل الكلام ، وناريد أيضًا لم تكن تبادر بالحديث إلا للضرورة ..
“لماذا أنتِ مهتمة بذلك إلى هذا الحد؟”
لم ينتظر سيليستيان أكثر وسحب يده ، تزامن سحب يده مع شعور دافني باهتزاز قلبها …
“وماذا قلت أنتِ لمساعدكِ؟”
“لم أقل شيئًا…”
“حقاً؟”
سألها سيليستيان بشك ، رمشت دافني بعينيها
فما الذي يمكن أن تقوله هي وميشا وهما معاً؟ كل ما فعلوه كان الحديث عن أمور تافهة مثل وزن الترام الزائد أو اقتراح إنشاء تلفريك برسوم دخول ، دون أي مضمون حقيقي ..
شعرت دافني أن هناك شيئًا غريبًا لكنها لم تستطع سوى أن تقطب جبينها ، لو استمرت على هذا النحو ، ستتفاقم الأمور بلا داعٍ ..
‘لم يكن الوضع هكذا من قبل …’
في الماضي ، كانت دافني تستمتع بمشاعر الإزعاج أو الغضب التي تظهر على سيليستيان
لكنها الآن لم تعد تستطيع التعبير عن مشاعرها المختلطة ، التي كانت تطفو كسخط داخلي ..
نهضت فجأة من مكانها ..
“سيليستيان ، أبعد ساقيك ، سأذهب للنوم.”
“لا.”
“قلت أبعدها.”
“لا.”
رد بنبرة هادئة دون أن ينظر إليها ، متصرفاً وكأنه لا يبالي ، إذا كان لا يريد الاستجابة ، فلماذا يكلف نفسه عناء الرد؟ شعرت دافني بالدهشة ، وراحت تحدق في جانبه الجميل وثقب شحمة أذنه ..
‘يا إلهي …’
مرة أخرى ، شعرت دافني بمعدتها تضطرب ، فقبضت على يديها بإحكام ، كلما فكرت في الأمر ، كانت ترى أن هذه الساقين الطويلتين كان يجب أن تُقطع منذ البداية ..
“إذا كنت تعتقد أنني لن أتمكن من الخروج لأنك لا تريد إبعاد ساقيك ، فأنت مخطئ ..”
كانت تفكر في كيفية العبور فوق فخذيه بطريقة غير محرجة عندما فتح باب الفندق الكبير ببطء ، مما أحدث بعض الضوضاء ..
مع تلك الضوضاء ، ظهر حشد كبير من الناس ، وكل منهم كان يرتدي فساتين أو بدلات ملونة أنيقة ..
“أوه…”
واحد من بين هذا الحشد استدار ، وكأنه شعر بنظرات دافني ، عندما اكتشفها ، أضاء وجهه بابتسامة عريضة مليئة بالفرح ..
كانت ملامح الشخص بسيطة وغير رسمية ، مما جعله يبدو بعيدًا عن طبقة النبلاء العليا ..
عند التدقيق أكثر ، عرفت دافني أنه الشخص الذي رأته مرارًا في الصحف …
‘جيرينيسيس هيربون …’
إنها الدوقة الشابة لدوقية هيربون ، المعروفة بسياساتها الجريئة والحكيمة التي جلبت لها شهرة حتى في الخارج ..
دفعت دافني بركبتيها فخذ سيليستيان ، مشيرة له ، في محاولة لجذب انتباهه ، رفع الأمير رأسه نحوها ، وما زال وجهه غاضباً ..
لوّحت له بيدها مرة أخرى ، كأنها تطلب منه الوقوف ، لكن بدلًا من الاستجابة ، أمسك سيليستيان بيدها وسحبها بقوة ناعمة ، مما جعلها تلتصق به عن غير قصد …
“… ألست أنت من قال لي أن ألتزم بالآداب؟”
انتقدته دافني بحدة ، لكنه تجاهل كلامها وأدخل أصابعه بين أصابعها المتشابكة ، كان قد أمسك بيدها المغطاة بالقفاز بإحكام ، مما جعل دافني تشعر باضطراب في معدتها مرة أخرى …
“ليس عليكِ أن تنهضي ..”
“هل تعرف من هذا الشخص؟”
“بالطبع أعرف.”
“إذن قف…”
بينما كانا يتجادلان بلا طائل ، اقتربت الدوقة بالكامل منهما ، وضعت دافني ابتسامة رسمية على وجهها بسرعة …
“دوقتي العزيزة…”
“ومن لدينا هنا؟ أليس هذا دوق تيريوسا؟”
لكن الدوقة تجاهلت دافني تمامًا ووجهت تحيتها مباشرة إلى سيليستيان ، كانت نبرة صوتها مليئة بالمرح ، وكأنها تلتقي بزميل قديم …
“هل يعرفان بعضهما؟ آه.”
تذكرت دافني أن سيليستيان كان ذات يوم أميرًا ، ورغم أنها تناديه بهذا اللقب يوميًا ، شعرت بشيء من الحيرة عندما سمعت شخصًا آخر يناديه بذلك ..
كان سيليستيان قد ألقى نظرة واحدة فقط على وجه الدوقة وأومأ برأسه دون أن يرد بكلمة ، أثار هذا التصرف الجريء دهشة دافني ، التي نظرت إلى جيرينيسيس بنظرة فضولية …
“سمعت عن معاناتك ، وأعلم الكثير عن صبرك وجهودك ، ومع ذلك ، ما زلت تبدو رائعًا يا دوق …”
على عكس مخاوف دافني ، تحدثت الدوق بلطف مع سيليستيان ، ربما كانت تشير بـ”المعاناة” إلى الخيانة التي تعرض لها؟
“همم…”
استعادت دافني ذكرياتها حول الجهد الكبير الذي بذلته للحفاظ على سمعته في الخارج من خلال رشوة الصحف ، رؤية دوقة هيربون تعامله كشخص مهم جعلها تشعر بنوع من الرضا ، وظهر ذلك على شفتيها التي ارتسمت عليها ابتسامة خفيفة ..
“كل ذلك بفضلكِ ، جيرينيسيس.”
“هاها، لا تقل ما لا تعنيه.”
رد سيليستيان بابتسامة صغيرة وعينيه تلمعان ، بينما كان ما زال يمسك بيد دافني ويضع ساقًا فوق الأخرى ، ثم أشار إليها بنظرة عابرة ، وكأنه يدعوها لتحية الدوقة ..
‘ما هذا الغرور؟ ..’
نظرت إليه دافني بحاجبين مرفوعين بامتعاض ، لكنها استدارت نحو الدوقة لتقديم تحيتها ، عندما فتحت شفتيها لتتحدث ، قطعتها الدوقة بابتسامة مشرقة ..
“يا إلهي ، أليست هذه آنسة بوكاتور؟”
فوجئت دافني عندما وجهت الدوقة كلامها إليها مباشرة ، محركًة عينيها بين سيليستيان ودافني قبل أن ترسم ابتسامة متفهمة على وجهها …
“مر وقت طويل منذ آخر لقاء لنا ، أليس كذلك؟”
كادت دافني أن تقفز من مكانها دهشة ، لم تستطع استيعاب فكرة أن شخصًا بإنجازات دوقة هيربون قد يقدم لها تحية بكل هذا الاحترام ، متجاوزًا كل الفوارق الطبقية ..
حاولت دافني الوقوف مرة أخرى لتقديم يدها للمصافحة ، لكن سيليستيان منعها من ذلك ..
شعرت بالارتباك ، لكنها اكتفت بتعديل وضع كتفيها وظهرها لتبدو أكثر أناقة وابتسمت قائلة:
“سيدتي الدوقة ، أنا دافني من عائلة بوكاتور ، هل كنتِ بخير طوال هذه الفترة …”
ابتسمت جيرينيسيس بلطف وقالت:
“كما ترين من مظهري ، أنا الآن في وقت فراغ ، لذا يمكنكِ مناداتي جيرينيسيس ، أو حتى جيرين ، كما تفعلين مع حبيبكِ …”
فتحت دافني شفتيها دون أن تخرج أي كلمة ، إذ أربكها حديثها المفاجئ ، بما أنها أكدت أنها في وقت فراغ ، بدا واضحًا أن الأوراق التي طلبها والدها يجب أن تُسلم في وقت لاحق …
تابعت جيرينيسيس حديثها قائلة بابتسامة مرحة:
“أما عني ، فأنا بخير بفضلكِ ، آخر مرة التقينا كانت أثناء عرض باليه شاي ، أليس كذلك؟ لقد نضجتِ لتصبحي شابة جميلة حقًا.”
“هل تذكرين ذلك؟ شكراً لاهتمامكِ بي ، سواء حينها أو الآن. ..”
باليه شاي … كان ذلك منذ أكثر من عشر سنوات ، شعرت دافني بتوتر طفيف يسري في وجهها ..
“لا بد أن هناك من يقول كثيرًا إنكِ تشبهين روز …”
“نعم ، هاها…”
“حتى الدوق هنا حدثني عن ذلك مرارًا ، لكن لم أكن أعلم أن تلك الفتاة الجميلة التي سمعت عنها هي الآنسة دافني بوكاتور ، على الجزيرة…”
“جيرين …”
قاطعها سيليستيان بنبرة ودودة ، مما دفع دافني للنظر إليه بدهشة ..
‘جيرين…؟ هل اختصر اسمها للتو؟
كان سيليستيان يضع إصبعه أمام شفتيه كإشارة للصمت ، وفهمت جيرينيسيس الإشارة فورًا وتوقف عن الحديث …
‘هل يتحدث عني كثيرًا؟ متى؟ هذا كذب ..’
رغم محاولات جيرينيسيس لجعلها تشعر بالرضا ، بدا واضحًا أن كلماتها مجرد مجاملات خالية من الصدق ، وبينما كانت دافني تنقل نظراتها بين سيليستيان وجيرينيسيس ، شعرت بخيبة أمل طفيف تُثقل قلبها ..
ترجمة ، فتافيت …