After the ending, I saved the villain with money - 87
غرفة دافني …
في تلك الأثناء ، تمكنت سايكي من الدخول إلى الغرفة دون أي عائق ..
لم يكن لمدخل غرفة دافني أي قفل ، مما سهل الأمر عليها ..
كان من الواضح أن القيام بمثل هذا الفعل دون إذن صاحبة الغرفة هو تصرف سيئ ، ولذلك كانت دقات قلبها متسارعة ..
“هذه غرفة دافني ..”
كانت الحكاية عن أن الماركيز بوكاتور قد صمم الغرفة وأهداها إلى دافني بعد انتهاء ثلاث سنوات من حياتها في سيرينيد ، مشهورة لدرجة أنها احتلت أسفل الصفحة الأولى من الصحف …
للمرة الأولى ، وقفت سايكي داخل هذه الغرفة ، تدير عينيها الزرقاوين وكأنها ترى عالماً جديداً ، كانت المساحة الشخصية لدافني نظيفة ومنظمة للغاية ، لدرجة أنه لا يمكن أن تُشعر بوجود حتى أصغر الحشرات …
كانت دافني ، التي تعبر دائماً عن مشاعرها دون إخفاء ، قد أبقت هذه الغرفة الوحيدة مخفية عن الجميع ، ولهذا السبب ، كانت سايكي تتمنى أن تتم دعوتها رسمياً إلى هذا المكان أكثر من أي شيء آخر ، كصديقة لدافني ..
ومع أنها بدأت بالفعل في ارتكاب خطأ ، قررت سايكي المضي قدماً حتى النهاية ، تحركت هنا وهناك ، وكان أول مكان تقصده هو الباب الكبير في منتصف الرواق الأيسر ، من خلال النافذة الكبيرة التي تطل على الحديقة ، استطاعت سايكي أن تخمن أنها غرفة النوم الرئيسية …
“مقفلة.”
لكن ، مهما حاولت أن تفتح المقبض ، بقي الباب مغلقاً بإحكام ، وكان هذا الحال مع كل الأبواب الأخرى في الطابق الأرضي ..
لم تجد سايكي خياراً سوى تفقد اللوحات المعلقة في الممر واحدة تلو الأخرى ، قبل أن تتوجه إلى غرفة الاستقبال المفتوحة وتتجول فيها قليلاً ، ثم استعدت للصعود على الدرج ..
“سمو الأميرة!”
سمعت سايكي صوتاً مألوفاً يناديها من خارج مدخل غرفة دافني ..
“إنه صوت ألين …”
على ما يبدو ، جاء ليصطحبها بعدما تجاوزت الوقت المحدد للعودة إلى القصر ، صعدت سايكي الدرج بسرعة ، لكن ، من بين الأبواب الأربعة في الطابق العلوي ، لم يكن هناك أي باب مفتوح …
“سمو الأميرة!”
استمرت الأصوات المقلقة بالنداء عليها من الخارج ، ومن استمرار الأصوات لفترة دون أن تدخل إلى الغرفة ، استنتجت سايكي أن ماريل كانت تمنعهم من الدخول إلى غرفة دافني ..
بفضل ذلك ، تمكنت سايكي من الوصول إلى المقبض الأخير المتبقي ..
“آه؟”
فتح الباب الأخير بسهولة ، دخلت سايكي الغرفة وأغلقت الباب بسرعة ثم قفلته ، حبست أنفاسها تماماً ، فقد سمعت حركات خارج الباب …
في طفولتها ، تعلمت سايكي من والدتها كيف تميز أصوات البشر وتخفي أثرها ، كانت تلك المهارات مفيدة جداً لها في الماضي للهروب من والدها ، وعادت الآن لتثبت فائدتها من جديد …
استطاعت سايكي التعرف على أن من يتحرك بهدوء في الممر بالطابق العلوي هو ماريل ..
بعد قليل ، سمعت صوت مقبض الباب يتحرك ،
خفق قلبها بشدة ، وضعت يدها المرتجفة على صدرها في محاولة لتهدئة نفسها ، غادرت ماريل بهدوء دون إصرار على فتح الباب …
اقتربت سايكي من النافذة بحذر ، من هناك ، رأت وجوه أفراد القصر المألوفة ، الذين كانوا يحملون ملامح مليئة بالقلق ، بعد أن انضمت ماريل إليهم وتوجهوا نحو الحديقة ، تنفست سايكي الصعداء أخيراً ..
“لحسن الحظ أن زوجي لم يأتِ …”
كان انشغال روميو الشديد في الفترة الأخيرة نعمة بالنسبة لها ، لو كان قد حضر ، لكان قد اقتحم الباب بلا تردد …
“أنا فقط سأقوم بتفقد سريع وأغادر ، يا دافني …”
رغم أنه لم يكن هناك من يسمعها ، تمتمت سايكي وكأنها تُعطي وعداً لنفسها ، بعد أن استرخت ، بدأت تنظر حولها في الغرفة ، كانت عيناها الزرقاوان تتلألآن وهي تتفحص المكان
كانت الغرفة مزينة بلوحات زيتية بدرجات من الوردي والأصفر الفاتح ، مما أعطاها مظهراً أشبه بغرفة مخصصة لطفل ، السماء المرسومة على السقف ، والمقاعد الأرجوانية الفاتحة ، وكل تفاصيل التصميم الداخلي ، كانت تشع بجو من الجمال والبراءة …
“هل هذه غرفة طفل؟”
عندما وصلت إلى هذا الاستنتاج ، شعرت سايكي بصدمة في قلبها ، أمسكت يديها بتوتر وبدأت تعبث بهما ..
بينما كانت تنظر إلى الأسفل ، خطرت لها فكرة لم تفكر بها من قبل: “ابنة أخت”.
لو كانت تشبه دافني ، فستحبها دون تردد ، وستنسى كل شيء آخر لتعتني بها …
“بالتأكيد ستكون جميلة ، لكن…”
لكنها فكرت ، إذا كانت تشبه والدها ، فكيف ستتعامل مع الأمر؟ بدأت هذه الفكرة تقلقها.
تقدمت سايكي نحو خزانة الملابس الأرجوانية ، وفتحتها بلا وعي ..
كانت الصناديق المتراكمة مكدسة بشكل فوضوي هنا وهناك ، وكأنها ألقيت عشوائيًا دون ترتيب ، كان من الواضح أن أي خادم لم يجرؤ على تفقد ما بداخلها ، وأن دافني وحدها كانت تعبث بها …
على أحد الجوانب ، كُتبت أسماء بشكل غير منظم على الصناديق المسطحة التي لا تحتوي على أغطية ، ربما لمحاولة تصنيف محتوياتها:
“أشياء لا يجب التخلص منها”
“لطافة – سأرد عليها يومًا ما”
“العرّاب المزعج – لا أريد رؤيته”
“دليل على شعبيتي – ما هذا بحق السماء؟”
كانت الخطوط المكتوبة بعجلة تعكس شخصية دافني تمامًا …
“هذا يشبه دافني كثيرًا.”
قهقهت سايكي بابتسامة ..
“أوه…”
أول صندوق وقع في يدها كان الصندوق الأصفر المكتوب عليه: “لطافة – سأرد عليها يومًا ما”. داخل الصندوق ، كانت هناك مظاريف مألوفة ، وكلها تحمل آثار تمزيق بالمقص الورقي …
“إنها رسائلي ..”
كانت تلك الرسائل التي أرسلتها سايكي إلى دافني ، لم تحصل سايكي أبدًا على رد عليها
وعندما كانت تسألها بشكل غير مباشر عن السبب ، كانت دافني ترد بجفاء: “لم أقرأها حتى ، مزقتها فقط.”
كان هذا الرد يثير عناد سايكي ، مما دفعها إلى كتابة المزيد وإرسالها ، مرت سنة الآن منذ أن توقفت عن إرسال الرسائل ، ولم تعد تتذكر عددها ، لكنها أدركت أن جميع رسائلها كانت محفوظة داخل هذا الصندوق …
اغرورقت عينا سايكي بالدموع ..
“دافني… إنها شخص لا يمكن كرهه أبدًا.”
بعد أن تنهدت وهدأت نفسها ، أعادت سايكي ترتيب الرسائل وأغلقت الصندوق ، وأعادته إلى مكانه داخل الخزانة ..
انتقل نظرها إلى صندوق آخر مكتوب عليه:
“دليل على شعبيتي ..”.
كان الصندوق مزينًا بشكل جميل بأشكال الزهور ، وممتلئًا بالرسائل لدرجة أنه بدا ثقيلًا ، ربما كان يحتوي على مجوهرات أيضًا ، لم يكن من المفترض أن تفتح هذا الصندوق ، لكنها لم تستطع مقاومة الفضول …
بدأ الصراع الداخلي بين صوت الشيطان الذي يحثها على فتح الصندوق ، وصوت الملاك الذي يطلب منها التراجع …
“سألقي نظرة على رسالة واحدة فقط ، فقط واحدة.”
أغلقت سايكي عينيها بإحكام وسحبت رسالة واحدة ، كانت الورقة ثقيلة وذات رائحة عطرة ، مما يشير إلى أنها من نوع فاخر ..
“همم…”
كانت الجملة الأولى مكتوبة بلغة ليست لغة سيكراديون ، ولا حتى اللغة المشتركة المستخدمة في القارة ، بل بلغة مختلفة تمامًا:
“إلى دافني العزيزة.”
“آه ، لهذا السبب كتبت دافني ‘ما هذا بحق السماء؟’ على الصندوق …”
فقدت سايكي اهتمامها بسرعة وأعادت الرسالة إلى مكانها ، لكنها أدركت فجأة أنها كانت قادرة على قراءة تلك اللغة الغريبة بسهولة …
رفعت الرسالة مرة أخرى ، وبدهشة ، بدأت الكلمات تتدفق أمام عينيها بسلاسة ، كانت الجمل أنيقة ومزينة بخط جميل ، وفي نهايتها..
شعرت سايكي بغثيان مفاجئ ، اجتاحها غضب لا تعرف مصدره ، ووصل إلى قمة رأسها …
“سيليستيان تيريوسا ، تتظاهر بالبراءة بعد هذا؟ مقزز…”
❖ ❖ ❖
كانت مدينة هيربورن تبدو وكأنها خرجت من إحدى القصص الخيالية ، مليئة بالمباني الصغيرة المتناثرة بطريقة جذابة ، كان الأفق البرتقالي للشمس الغاربة يجعل السماء تبدو أكثر اتساعًا ..
كان الثلاثي المقرب من دافني مذهولًين ، يطلقون تعليقات مثل: “واو”، “رائع”.
سكان هيربورن ، المعروفون بلطفهم ، كانوا يحيون الزوار بحرارة ، ويتبادلون معهم الأحاديث الخفيفة قبل أن يتابعوا طريقهم …
“الجميع هنا ودود للغاية.”
تمتمت ناريد بنبرة إعجاب ..
نظرت دافني إلى الرجل الطويل بجانبها تحت ظل يدها ، على الرغم من أن الشمس لم تكن قوية ، أشعة الشمس الغاربة كانت تضيء شعره الذهبي ، وعيناه الخضراوان كانت موجهة نحوها فقط ..
“ما الذي تنظر إليه؟”
لو كانت نظرته أشعة شمس ودافني ورقة ، لكانت قد احترقت منذ وقت طويل …
عندما سألته بغضب ، أمال رأسه قليلاً وكأن السؤال غامض بالنسبة له ، لكنه لم يرد بصوت.
هذا التصرف زاد من استيائها …
“التصقي بالدوق واظهروا وكأنكما عاشقان.”
صوت لورين تردد في عقل دافني كأنه صوت حاكم ، وفي تلك اللحظة ، بدأ الناس يتجمعون حولهم كما لو كانوا يعبرون ممرًا مشاة …
لاحظت دافني أن يد سيليستيان الكبيرة بدت وكأنها بلا حراك ..
‘هل أمسك بها؟ ..’
شعر سيليستيان بنظراتها ، فرفع راحة يده الكبيرة التي كانت تحمل ندبة بدت وكأنها تقول لها: “مرحبًا؟ جربي الإمساك بي”.
“…ما هذا؟”
“هل كنتِ تحدقين بها لأنكِ تريدين الإمساك بها؟”
لقد كشف أمرها ..
“كنت أنظر فقط لأتأكد إن كنت ترتدي قفازات أم لا.”
ردت دافني ببرود ، ورفعت يدها التي كانت ترتدي قفازًا لتريه ، ثم حولت نظرها للأمام
بينما بدا أن الثلاثي المرح لم يلاحظ شيئًا ، إذ استمروا في الابتعاد والعودة كما لو كانوا يتبعون خطًا للسكك الحديدية …
“متى سيأتي هذا الشخص؟”
كل ما كان يشغل بال دافني هو موعد وصول الخادم الذي سيصطحبها إلى قصر والدها الصيفي ..
“سيدتي ، قلتِ إن قصر الماركيز يقع فوق الشلال ، أليس كذلك؟”
“نعم ، وقصر دوق هيربورن قريب منه أيضًا ، إنهما صديقان.”
عندما سأل ميشا ، أجابت دافني على الفور ، نظر كيشا وناريد معًا باتجاه الشلال ، ورغم أن شلال شامباخ كان بعيدًا جدًا ، إلا أن قوس قزح الذي تشكّل منه كان يظهر بوضوح حتى هنا …
“واو!”
“رائع!”
“لقد أجريت بعض البحث قبل أن آتي إلى هنا.”
“عن ماذا؟”
“ما هو الأرجح إذا قفز شخص من شلال هيربورن؟ هل سيموت غرقًا أم بسبب السقوط؟”
دفع ميشا نظارته قليلًا للأعلى وألقى السؤال وكأنه مزحة ، لكن الاثنين الآخرين ، اللذين كانا يحدقان في الشلال الضخم ، انفجرا ضاحكين عليه ..
“ولا هذا ولا ذاك ، بل بنوبة قلبية ، من المجنون الذي قد يقفز من هنا؟”
“ربما شخص يريد أن يصبح شبحًا.”
“يقولون إن أول شخص يقابل شبح هيربورن تُحقق له أمنيته.”
“ستطلب أن تصبح ثريًا ، أليس كذلك؟ أنت دائمًا متوقع.”
“يقال أيضًا إن هناك العديد من الأشباح الجميلات هناك ..”
تفاعل كيشا مع الجملة الأخيرة من ميشا قائلاً:
“واو!”.
“يقولون إنه لا يجب أن تكون وحيدًا بعد منتصف الليل ، الأشباح تأتي لتلعب.”
“إذا كان الشبح جميلًا ، فهذا ليس سيئًا.”
“أوه ، لا أعلم بشأن ذلك ، كل ما أريده هو الصعود والراحة بسرعة.”
قطعت ناريد الحديث بهذه الجملة ، وبدا الثلاثي كأنهم مسحورون ، يبتعدون مجددًا تاركين دافني خلفهم …
“مهلاً! توقفوا عن التجول هنا وهناك ، ستضيعون!”
صرخت دافني بصوت مرتفع ، غير قادرة على تحملهم وهم يتجولون بلا هدف ، شعرت أنهم يشبهون حالتها المزاجية المتقلبة …
“جلالتك ، لماذا تقف بجانبي طوال الوقت؟”
“لأنكِ أنتِ من كان يقف بجانبي …”
بلهجته الأنيقة ، أجاب سيليستيان وهو يميل رأسه قليلاً وكأنه يسألها إن كان على حق ..
عندما رفعت دافني عينيها لتلتقي بنظراته ، عجزت عن الرد ..
“إضافة إلى ذلك ، نحن…”
“…”
“عاشقان… واتفقنا على موعد …”
كانت كلمتا “موعد” و”عاشقان” تنطقان برقة عبر شفتيه الحمراء ..
دافني ، التي شعرت بأنها قد تجاوزت حدودها بالاستماع إليه ، تحركت بسرعة نحو ناريد التي كانت تقف بعيدًا ، لطالما تعلمت منذ صغرها أن النظر في العيون أثناء الحديث هو من قواعد اللباقة ، لكنها الآن ..
‘لماذا لا أرى سوى شفتيه؟ …’
ربما بسبب فكرة عابرة خطرت على بالها: “هل أقبّله وأهرب؟”. كان وجه دافني قد احمرّ بالفعل ، بنفس لون شعرها ..
ترجمة ، فتافيت …