After the ending, I saved the villain with money - 86
“بالتأكيد سمعتِ جيداً ، صاحبة السمو …”
أغلقت ماريل شفتيها بإحكام بعد أن أكدت كلامها ، فلم تكن من النوع الذي يكرر ما تقوله مرتين ، الندبة التي عبرت شفتيها بشكل مائل أضافت صرامة إلى مظهرها ..
“حتى بعد أن أخبرتها أنني أريد التحدث معها هذا الصباح؟ هل غادرت فجأة؟ إلى أين؟”
تجعد وجه سايكي الجميل ، المزيج بين الغضب والارتباك واضح عليه ، لكن رغم استفسارها اليائس ، لم تأتِ ماريل بأي إجابة ..
“لا أريد ملاحقتها ، هل أبدو مجنونة لألحق بصديقتي إلى هناك؟ ليس هذا ما أعنيه ، أنا فقط فضولية …”
“لا يمكنني إخباركِ ..”
“هل يبدو الأمر وكأنه طلب؟ إذاً ، دعيني أغير صياغة كلامي ، إنه أمر ، أخبريني إلى أين ذهبت دافني …”
خرج صوتها مبحوحاً إلى حد ما ..
منذ أيام قليلة ، وتحديداً منذ أن علمت بخبر حمل دافني ، كانت مشاعر سايكي متقلبة بشكل غريب ، لكنها بررت ذلك بأن كل
هذا بسبب تجاهل دافني لها …
لم يكن من المفترض أن تظهر مشاعر سيئة تجاه شخص آخر ، خاصة ممن لا يعرفون العلاقة المتوترة بينها وبين دافني ، ومع ذلك ، كانت تشعر بالغثيان كلما رأت ماريل تتعامل معها بتجاهل …
“أنا آسفة ، صاحبة السمو ، لكن لدي سيدة أخرى أعمل تحت أمرها …”
“حتى لو كانت تلك السيدة هي صديقتي؟”
حدقت عينا ماريل الخضراوان بثبات في سايكي دون أن تتزعزع …
“… الهدايا التي أحضرتها؟ هل وصلت إلى دافني؟ كيف كانت ردة فعلها؟”
“صاحبة السمو …”
ارتفع صوت سايكي أكثر ، ونَفَسها بدأ يتسارع ، شعرت ماريل بالتغيرات في حالتها …
“سأجهز عربة لإعادتكِ إلى القصر ، هل يمكن أن تنتظري في غرفة الاستقبال قليلاً؟”
“أنا بخير ، فقط أخبريني بسرعة إلى أين ذهبت دافني…”
“من فضلكِ ، تفضلي …”
اقتربت ماريل وأخذت سايكي إلى غرفة الاستقبال ، لم تكن سايكي تتوقع أن تستجيب ماريل لطلبها بهذه السهولة …
مرت بضعة أشهر فقط منذ أن قالت لها دافني إنها تعتبرها أقرب صديقة لها ، بل كأخت ..
كان وعدهما أن تصبح سايكي ملكة محبوبة مثل دافني ، تعيش حياة سعيدة مع روميو ، زوجها ، محاطة بالحب ..
حين نظرت إلى أسفل قدميها ، لاحظت سايكي صورة ساقطة تحت الأريكة ، لكنها لم تهتم بالتقاطها ..
كانت الصورة لدافني وسيلستيان يتحدثان ويبتسمان أمام عربة ..
“هذا الرجل اللعين… إنه من تدخل ، لقد استغل ضعفي ليخطط لأمر ما مع دافني…”
ضغطت سايكي على أسنانها بشدة وداست على الصورة ، الورق الرقيق تمزق تحت قدميها ، ممزقاً بين الشخصين في الصورة ..
ولأول مرة منذ فترة ، شعرت بالدموع تسيل على وجنتيها ..
“لماذا أبكي؟ هذا ليس موقفاً يستحق البكاء …”
في الأيام الأخيرة ، كانت تقلبات مزاجها شديدة ، راحت تفرك يديها المنتفختين بوعي ..
إن كان سبب تغير دافني هو الحب ، فلا خيار لديها سوى قبول ذلك ..
سايكي نفسها اختارت أن تتغير من أجل حب روميو ، حصلت على مكانة كانت من المفترض أن تكون لدافني ، فقط لأنها كانت محبوبة منه …
كانت دافني دائماً تدعمها ، وتعلمها أشياء مفيدة ..
“قالت لي أن أكون مثلها ، أن أعيش بالطريقة التي تريدها ، وكأن ذلك سيكفي …”
تذكرت سايكي ما حدث قبل أيام في حديقة المتاهة …
منذ وقت ليس ببعيد ، كانت ترى روميو ودافني دائماً معاً أمام عينيها ، والآن أدركت أن ما كانا يفعلانه لم يكن سوى محاولة لإثارة غيرتها …
كم مرة كان عليها تهدئة نفسها حتى لا تشعر بالخيانة من قِبلهما ، من أجل الحب الذي تعتقد أنه يجمعهما؟
“كنت أعرف كل شيء ، ومع ذلك ابتسمت ..”
كل ما حدث في الأيام القليلة الماضية كان دليلاً على أن صديقتها بالغت في التعامل معها ، لذلك ، كان من المنطقي أن تغفر دافني لسايكي عدة مرات على الأقل مقابل تلك الوعود التي خرقتها ..
ـ “قومي بالرد على كل ما تلقيته ، لا تبقي صامتة وكأنكِ عاجزة.”
ـ “سأتحمل المسؤولية.”
“إنها غلطة دافني…”
نهضت سايكي من مكانها دون انتظار ، كان الممر المؤدي إلى المبنى الرئيسي فارغاً تماماً ، دون تردد ، توجهت بخطوات سريعة نحو غرفة دافني …
❖ ❖ ❖
كانت دافني تختبر بنفسها مدى قدرة مسافة ست ساعات بالقطار على إفساد مزاج الشخص …
‘حتى إلى سيريناد كان يكفي ساعتين فقط ..’
ما وصلها من والدها عبر ميشا كان تذكرة لخط مباشر لا يتطلب التبديل إلى قارب في المنتصف ، ومع ذلك ، كانت التذكرة لقطار سريع عادي لا يوفر درجات متفاوتة من الراحة ….
كان قد مر بالفعل خمس ساعات منذ ركوب القطار ، وبما أنه كان متجهاً نحو الغرب ، لا يزال المشهد من النافذة يعكس ضوء النهار المشمس ..
“يبدو أنني بحاجة إلى طائرة.”
“طائرة؟ ما هذا الشيء؟”
التقط ميشا كلماتها العفوية ورد عليها ، حاولت دافني كتم ضحكتها بالضغط على شفتيها ..
‘لقد كان مضحكاً حقاً في وقت سابق ..’
كان سيلستيان يرغب بأن يجلس الى جانبها لكن ميشا الذي كان مشغول بترتيب الأمتعة ، منعه من ذلك …
“ابتعد فوراً!”
وبدا الأمر وكأنه ألقى بجسده كله لمنعه ..
وجه ميشا ، الذي كان يائساً لدرجة دفع سيلستيان بعيداً ليجلس بجانب دافني ، كان يجب أن يُلتقط في صورة تُستخدم للتهكم عليه طيلة حياته …
“هل ما زلتِ تضحكين؟”
“لا، لا… آه ، لا أستطيع التوقف عن التفكير في الأمر.”
حدقت في عيني ميشا الرماديتين ، التي أظهرت ظلماً واضحاً ، وحاولت السيطرة على مشاعرها قبل أن تجيبه …
“الطائرة شيء يشبه سفينة الركاب ، لكنها تطير في السماء ، لا بد أن هناك من سيخترعها يوماً ما …”
“هل تقصدين منطاد الهواء الساخن؟ هذا موجود بالفعل في الإمبراطورية …”
“لا، لا ، تخيّل قطاراً مثل هذا يطير في السماء …”
“ماذا؟ سيدتي…”
تحولت نظرة ميشا إلى تلك التي يوجهها لشخص مجنون ، فكرت دافني للحظة في ضرب أنفه بسبب وقاحته ، لكنها تمالكت نفسها ، كانت تعلم أن ما قالته يبدو سخيفاً لشخص لا يعرف شيئاً عن الأمر …
“سأعطيك فكرة مربحة.”
“فكرة مربحة؟”
اقتربت بشفتيها من أذنه وهمست بهدوء ، عندما سمع كلمة “استثمار”، تركزت نظرات ميشا على الفور …
“إذا تمكنت من العثور على المخترع والاستثمار فيه أولاً ، ميشا…”
أضافت بصوت خافت:
“يمكنك أن تصبح أغنى شخص في العالم ، وليس فقط في المملكة …”
“سأبدأ البحث فور عودتنا من هذه الرحلة …”
“حظاً موفقاً.”
نظرت دافني إليه بحماس ، وضغطت قبضتها لتشجيعه ، وميشا بدوره أومأ بعزم ..
منذ أن استعادت ذكريات حياتها السابقة ، كانت دافني تبحث بنشاط عن أشخاص يمكنهم تحويل “تقنيات العالم الحديث” التي تعرفها إلى اختراعات مفيدة ومربحة …
كانت معظم الأجهزة التي تعتمد على الكهرباء موجودة بالفعل في هذه المملكة ، لكن بالنسبة للطائرات ، التي لم يرَ أحد مثلها من قبل ، كانت محاولاتها للعثور على مخترع مجدية ، لكنها لم تحقق أي تقدم يُذكر …
تقلبت في مقعدها مرة أخرى ، هذه المرة شعرت بخدر في ساقيها ..
“استندي قليلاً إلى ظهر المقعد ، الجلوس بهذا الشكل المستقيم لمدة ست ساعات لا بد أنه متعب للغاية. ..”
“إذا فعلت ذلك ، قد يتقوس ظهري وأخسر طولي …”
تذكرت دافني سايكي ، التي رأتها الليلة الماضية بظهر مستقيم وكتفين مرفوعتين ، مما جعلها تبدو أطول منها ، التفكير فيها جعل دافني تشعر بضرورة الجلوس بشكل أكثر استقامة ، لم يكن أمام ميشا خيار سوى تقليدها …
‘آه ، صحيح ، سايكي …’
منذ الصباح ، شعرت بشيء يزعجها ، وكأنها نسيت شيئاً ، فجأة ، تذكرت كلمات سايكي من الليلة الماضية ، حين قالت إنها ستنتظرها …
ومع ذلك ، كانت سايكي دينفر التي تعرفها دافني شخصًا يلتزم بكلمته مهما كانت الظروف ، سواء كانت السماء تمطر أو تثلج ، حتى الليلة الماضية ، كانت سايكي تنتظر بهدوء أمام غرفتها ، مُصرّة على الوفاء بوعدها مع دافني ..
“ما المشكلة إذن؟”
بدأت تتداخل في عقل دافني الصور: اثنان بشعر أشقر يتبادلان نظرات غامضة ، ولورين ديلفينيوم التي أنكرت بشدة أي علاقة بينهما ، اختلط الثلاثة في ذهنها بصورة فوضوية ..
انحنت دافني قليلاً ونظرت إلى الجهة المقابلة من الممر ، حيث كان سيلستيان يجلس وحده ، كان يجلس بصعوبة ، مثنيًا ساقيه الطويلتين في مساحة ضيقة ..
شعر سيلستيان بنظراتها فالتفت نحوها ، حاولت دافني التلويح له بإحراج ، لكن ظهر ميشا الذي نهض فجأة حجب الرؤية عنها ..
“لا تنظر إلى سيدتي ..”
“وكأن النظر سيؤذيها ..”
ردّ سيلستيان بامتعاض ، كان صوته ، الذي سمعته بعد ست ساعات ، خافتًا قليلاً وكأنه متعب ..
“نعم ، النظر إليها يؤذيها ، لذا لا تنظر ..”
“يا إلهي ، ما خطبك اليوم؟ حقًا؟”
ضربت دافني ظهر ميشا بخفة وحوّلت نظراتها إلى النافذة ، بدأت ترى من بعيد المنازل الملوّنة في هيربون ، التي زارتها عندما كانت طفلة مرتين أو ثلاث مرات ، شعرت أن لحظة نزولها من القطار باتت قريبة وأطلقت تنهيدة ارتياح …
‘ما الذي يحدث معها؟…’
لم تكن سايكي ضعيفة نفسيًا ، صحيح أنها عندما تصاب بالذعر ، كغيرها من الناس ، تستغرق عدة ساعات لتستعيد توازنها ، لكنها لم تكن تعرفها تستمر في ذلك لأكثر من يوم ،
بالإضافة إلى ذلك ، لم يسبق أن رأتها تُظهر توترها علنًا أو تتصرف بشكل متقلب أمام الآخرين ، بدا واضحًا أن هناك شيئًا ما يحدث مع سايكي …
‘ما الذي يجعلها قلقة؟… لم أرَها تخدش يديها بهذا الشكل منذ مدة ..’
كانت سايكي ، في نظر دافني ، فتاة مستقيمة لكنها غريبة الأطوار ، لطيفة لكنها غير متوقعة ..
لم يكن هناك أي خلل واضح في علاقتها العاطفية مع روميو ، لو كان هناك خلل ، لكان روميو هو أول من يلاحق دافني ليبث شكاواه ..
‘هل للأمر علاقة بسيلستيان؟ مستحيل ، أممم ..’
واصلت دافني التفكير في هذا اللغز الذي
بدا وكأنه بلا حل ، وهي تخدش خدها بتردد …
ترجمة ، فتافيت …