After the ending, I saved the villain with money - 85
السيدة الصغيرة المستهترة ..
تنفست دافني الصعداء وهي تضع يدها على صدرها المذعور ..
‘‘رجاءً ، حاول إصدار صوت عندما تقترب!’’
‘‘حسنًا.’’
أجاب سيلستيان ببرود ، دون أي تعبير ، وكأن جوابه لم يكن تأكيدًا بل مجرد رد عرضي …
أشارت دافني برأسها نحو الجانب …
‘‘هل يمكنك أن تبتعد قليلاً؟ أريد المرور …’’
‘’هل لديكِ وقت للذهاب إلى هيربون؟’’
”ماذا؟’’
‘‘أعتقد أن عليكِ تعلم بعض الآداب مجددًا.’’
تراجعت دافني خطوة إلى الخلف ، وشعرت بشعور غريب من البرودة من كلماته …
عندما نظرت إلى الوراء ، لم تجد أي أثر لرفاقها الذين كانوا يأكلون حلوى الماكرون كأنهم يشاهدون فيلمًا ، يبدو أنهم هربوا …
أصدر سيلستيان صوتًا بنقر أصبعيه ، كإشارة تحذيرية لدافني …
”عندما تتحدثين إلى شخص ، انظري إليه ، يا آنسة عائلة بوكاتور …”
”سيلستيان تيريوسا ، لماذا تتصرف هكذا فجأة؟’’
تراجعت دافني خطوة أخرى إلى الوراء ، ورفع سيلستيان حاجبه بنظرة واضحة تدل على استيائه …
❖ ❖ ❖
”ما بال هذا الدوق؟ لماذا هو غاضب؟’’
سألت نارييد وهي تضرب كيشا بلطف أثناء التلصص من مسافة آمنة بعيدًا عن صاحبَي العمل ..
”آه ، لا ، إنه ليس غاضبًا ، لقد أعطيته بعض النصائح عندما ذهبنا إلى محل الملابس ، كتقدير للسيف الجديد …”
”ليس غاضبًا؟’’
احتضن كيشا السيف الذهبي وكأنه كنز ، ودار بجسده وكأنه يريد عرضه ، عبست نارييد بوجهه وابتعدت عنه ..
‘‘وما هذه النصائح؟’’
“الأمر بسيط ، أخبرته أن سيدتي تحب رؤية وجه الدوق وهو غاضب ، لذا حاول أن تتصرف بوقار وأظهر بعض السلطة~”.
“ماذا لو أتى هذا بنتائج عكسية؟ ماذا لو استدعتك كما فعلت في الماضي وطلبت منك السيطرة على الوضع؟ حينها قد ينتهي بك
الأمر بالموت دون أن تُترك حتى عظامك”.
“ناريد ، فكري قليلاً كشخص قضى وقتاً طويلاً بجانب سيدتي ، أليست سيدتي الآن مختلفة قليلاً عن السابق؟”
“…”.
“بالتأكيد أصبحت أكثر ليونة ، لماذا تعتقدين أن هذا حدث؟”
رفعت ناريد رأسها للحظة ، متأملة كلام كيشا وهي تنظر إلى السقف ، ثم رفعت قبضتها الصغيرة مرة أخرى دون أن تنبس ببنت شفة ..
“كما هو متوقع من كيشا سيريناد ، أخي الأصغر ، أنت فعلاً ماكر للغاية”.
“اشترِي لي الماكرون …”.
غمز كيشا بعينه السليمة ، وقرّب قبضته من قبضة ناريد الصغيرة ، ثم عاد الاثنان ، كما لو كانا قد عقدا اتفاقاً مسبقاً ، ليلتصقا بفتحة الباب كحبتي بازيلاء ، يراقبان خلسة سيدتهما داخل الغرفة …
❖ ❖ ❖
دافني ، التي كانت تفكر في كلمات سيليستيان لبعض الوقت ، عبست ملامحها …
‘أن أتعلم الأدب؟…’
كانت دافني مستعدة تماماً للتراجع ، لكنها غيّرت رأيها ، تشابكت ذراعاها أمام صدرها ، ونظرت إلى سيليستيان بتعبير منزعج …
“أنت ضيف في قصري ، يا صاحب السمو ، فكيف تطلب مني أنا ، صاحبة القصر ، أن أتعلم الأدب؟”
“قلتِ هذا من قبل ، إذا لزم الأمر ، يمكنك الابتعاد بنفسك”.
ظل صوته بارداً بلا أي انفعال …
“هاه ، أليس هذا احتجاجاً منك ، يا صاحب السمو؟”
لكن وجه سيليستيان المتجمد كان كافياً ليجعل قلب دافني يخفق بشكل غريب …
“يبدو أن من يحتاج لدروس الأدب هو أنت ، يا صاحب السمو ، آه ، هذا أفضل”.
“…”.
“هذه الفتاة المتمردة يجب أن تذهب إلى هيربون ، لذلك يمكن أن تبقى أنت هنا لتحضر دروس الأدب بدلاً مني ، لقد تعلمت هذه الأمور منذ أن بدأت أمشي ، وهي تثير اشمئزازي بالفعل …”.
خطت دافني خطوة إلى الوراء كما قال سيليستيان ، وتحركت للخروج ، لكنها وجدت طرف فستانها ممسوكاً بيده ، فسحبها لتدور حول نفسها وتسقط تقريباً في حضنه ….
‘يا لها من قوة …’
رغم أن الحركة كانت سريعة ، إلا أن القوة التي جذبها بها كانت ناعمة لكنها قوية للغاية ، والذراع التي أطبقت على ظهرها كانت مشدودة وصلبة …
توقفت دافني للحظة ، ترمش عينيها ببطء وهي تنظر إليه ، كانت البرودة قد اختفت من وجه سيليستيان ، وبدلاً من ذلك ، كانت عيناه الخضراوان مليئتين بالحنين وهو ينظر إليها ..
“قلتِ للتو إنكِ ستتركينني ..”.
“حقاً؟”
استقامت دافني على الفور ، كان الأمير ، الذي لا يزال يمسك بمعصمها الأيسر ، يحدق بها بعينين نصف مغمضتين ، حاولت دافني أن تسحب ذراعها لكنها لم تستطع ، بل جذبها أكثر نحوه …
كانت الآن ملتصقة بصدره تقريباً ، فرفعت رأسها لتنظر إليه ، في الظروف العادية ، كانت لتقفز وتضرب أنفه بجبينها ، لكنها لم تكن “دافني العادية” الآن …
حركت عينيها الذهبية بعيداً لتتجنب النظر إليه مباشرة ، وهمست ، إذ أن شفتيه كانتا قريبتين للغاية …
“إذا تحدثت عن الأدب مرة أخرى أمامي ، سأدفنك في مقبرة سيريناد …”.
مجرد التفكير في دروس الأدب مع كيليان سيريناد كان كافياً ليجعل جسدها يقشعر ، تذكرت لحظات تعليمها على يد معلم الأدب ، وكانت تجربة مرعبة …
“لماذا لا تنظرين إليّ مباشرة؟”
“لأنني لا أريد ذلك …”
“حتى لو لم تريدين ذلك ، يجب أن تفعلين ، فهذا من أبجديات الحديث ، يا آنسة بوكاتور ….”
تخيلت دافني تلقائياً شكل شفتيه عند نطقه كلمة “بيو”. حاولت مرة أخرى أن تسحب ذراعها ، لكنه أمسك بمعصمها الآخر أيضاً …
“من النادر أن يتحدث الناس بهذه الطريقة.”
“لكننا عاشقان ، أليس كذلك؟”
مال برأسه قليلاً ليهمس بصوت منخفض في أذنها ، دافني ابتلعت ريقها دون وعي ، لم تستطع فهم ما الذي أكله في الخارج هذا الصباح ليجعله يتصرف بهذا الشكل …
لكنها سرعان ما تذكرت وجه كيشا سيريناد وهو يبتسم كشيطان ..
“كيشا ، أيها الوغد…”
ما أزعجها أكثر هو أنها لم تكن تكره هذا الوضع على الإطلاق ، رغم أنها كانت مقيدة بهذه الطريقة …
كانت تعرف جيداً أن الحرارة التي تشعر بها في وجهها لم تكن غضباً ، بل شيئاً آخر تماماً ، لذا أغمضت عينيها بقوة …
“لا تحذف الكلمات التي قلتها سابقاً ، يا صاحب السمو …”
“أي كلمات؟”
“السطحية.”
“آه ، تلك…”
حاولت دافني السيطرة على مشاعرها الغامرة ، وخفضت رأسها لتجنب ارتعاش شفتيها …
“معصمي يؤلم ..”
لم تكن ترغب في رفض هذا الموقف تماماً ، لكن حفاظاً على مظهرها الخارجي ، همست بهذه الكلمات بخجل ، خفف سيليستيان قبضته قليلاً ، لكنه لم يتركها تماماً …
ــ الجميع يستطيع أن يرى بوضوح أن
هذا الرجل يحبكِ الآن ..
رنّت كلمات لورين في أذنها كصوت إلهي ،
كانت حرارة جسده الملاصق لها دافئة للغاية ، لدرجة أنها شعرت برغبة عارمة في الاستسلام لهذه اللحظة …
‘أوه ، هل أقوم بتقبيله مرة واحدة وأهرب متظاهرة وكأن شيئاً لم يحدث؟ …’
أدركت دافني بسرعة أن هذا الوضع برمته مجرد مزحة منه ، مما جعلها ترغب هي الأخرى في القيام بعمل “مزحة” مماثلة تحت غطاء هذا التبرير …
جمعت شجاعتها لعدة ثوانٍ ، ثم نظرت إلى شفتيه ..
“آنسة ، كل شيء جاهز ، يجب أن نستعجل لنلحق بالقطار …”
“آه ، حسناً!”
فتح الباب الخلفي فجأة ، مما جعلها تدفعه بعيداً بسرعة …
نظر ميشا إلى سيليستيان ، الذي بدا عليه الانزعاج ، وإلى دافني ، التي كانت تضغط بكلتا يديها على صدره لتدفعه بعيداً ، بالتناوب …
“ماذا كنت تفعل بسيدتي؟”
“لا شيء.”
في الواقع ، ما كانت تنوي فعله دافني هو ما كان يستحق السؤال …
“لا تكذب! أيها الخائن الحقير ، ليس لديك أي مشاعر تجاه سيدتي ، ومع ذلك…”
رفع ميشا صوته قليلاً وعبس بحدة ، ثم بدأ في التقدم نحو سيليستيان بغضب ، لكن كيشا، الذي ظهر فجأة ، وضع ذراعه حول رقبة ميشا ومنعه …
“يا أخي الصغير ، أنت مساعد سيدتك ، أليس كذلك؟ لماذا تفتقر إلى أي إحساس في هذه الأمور؟”
“بالضبط ، تفتقر تماماً إلى الإحساس ، لماذا؟ لماذا أنت الوحيد بيننا الذي لا يفهم؟”
بدأ ميشا يختنق وهو يحاول التنفس ، وبدأ يرفرف بذراعيه يائساً ويضرب كيشا لإنقاذ نفسه …
❖ ❖ ❖
عندما صعدت دافني ورفاقها بسلام إلى القطار المتجه إلى هيربون ، كانت ماريل تنظف إبريق الشاي في قصر بوكاتور …
استدارت عند سماع صوت خطوات ..
“صاحبة السمو وليّة العهد ..”
“كيف حالكِ ، يا رئيسة الخدم؟”
“ألستِ عائدة إلى القصر بعد؟”
وقفت ماريل مستقيمة وهي تنظر إلى سايكي الواقفة عند باب المطبخ …
كانت تقف هناك بلا حراك ، بوجه متورم إلى حد ما ، وشعر ليموني اللون يبدو غير مرتب قليلاً ، مرتدية نفس الملابس التي جاءت بها بالأمس ، لم يكن مظهرها يوحي بأي حال من الأحوال بأنها وليّة عهد المملكة المهيبة ، بدا وكأن سايكي تدرك ذلك ، حيث مررت يدها على شعرها في محاولة لتسويته وهي تسأل بلطف:
“… مؤخراً أصبحت أنام كثيراً ، وماذا عن دافني؟”
في الليلة الماضية ، قررت سايكي ألا تعود إلى القصر الملكي وتختار النوم في غرفة الضيوف ، قائلة إنها ستتحدث مع دافني مرة أخرى في الصباح ، لم تكن بحاجة إلى إذن أحد للقيام بذلك ..
لكن دافني لم تقل لها سوى “وداعاً”، دون أن تحدد موعداً للقاء لاحق ، تذكرت سايكي وجه دافني الذي بدا مرهقاً ومليئاً بالضجر ، وكأنها تريد التخلص منها بأسرع وقت ممكن ، مما جعل سايكي تشعر بدوار طفيف …
“رجاءً ، استدعوا دافني ، لا يمكنني الذهاب إلى غرفتها بنفسي ، أليس كذلك؟”
“صاحبة السمو ، إذا لم يكن لديكِ موعد محدد مع الآنسة دافني ، ألا تعتقدين أنه من الأفضل العودة إلى القصر الآن؟”
شعرت سايكي بضغط من كلمات ماريل التي بدت وكأنها توبخها ، لتخفيف هذا الشعور ، أخذت نفساً عميقاً وهي تنظر إلى السجادة الحمراء أسفلها …
“بالإضافة إلى ذلك ، غادرت الآنسة دافني إلى الخارج في رحلة عمل عند الظهر …”
“ماذا قلتِ الآن؟”
لم تكن الكلمات التي تسللت إلى أذني سايكي هي الإجابة التي كانت تنتظرها ، رفعت رأسها لتحدق مباشرة في ماريل ، عابسة بشدة ..
ترجمة ، فتافيت …