After the ending, I saved the villain with money - 82
“الحب أم الصداقة؟”
لو كانت الأمور كالمعتاد ، لكانت دافني قد امتدحت سايكي ووصفتها بالذكاء ..
‘لأنني أنا من أخبرها دائمًا أن تستغل كل شيء يمكنها استغلاله.’
ولكن الوضع الآن مختلف تمامًا ..
أول حب له ، التي ظهرت في منتصف الليل حاملًة الساعة التي قدمتها دافني لأول مرة إلى “حبيبها الشكلي”.
مجرد التفكير في هذا السيناريو كان كافيًا لتجعل دافني تتنهد بعمق ، فما بالك بحدوثه على أرض الواقع؟ لقد كان شعورًا مزعجًا لا يمكن إنكاره ..
‘هذا خطأي ، أليس كذلك؟’
قررت دافني أن تعتبر أن ما يحدث هو عقاب عادل لعدم ردها على رسائل سايكي …
سايكي ، التي كانت تضم يديها بحرج ، قامت بفك قبضتها وأقامت ظهرها بشكل مستقيم ..
“أشعر بخيبة أمل صغيرة لأنكِ لا تستمعين إلي إلا عندما أستخدم سلطتي كولية عهد …”
كما حدث في الحفلة السابقة ، رفعت سايكي بصرها قليلًا لتنظر إلى دافني من الأعلى ، دفع هذا دافني إلى خفض نظرتها للأسفل فورًا ..
لاحظت أن سايكي كانت ترتدي حذاءً مسطحًا يشبه أحذية الباليه ..
“سايكي ، لقد ازداد طولكِ ، أليس كذلك؟”
رغم أن طرح مثل هذا السؤال كان يُعتبر وقاحة ، إلا أن دافني لم تستطع منع نفسها من ملاحظة أن سايكي أصبحت أكثر إشراقًا وأن وجهها وذراعيها أكثر امتلاءً ..
“ماذا؟”
“أنتِ الآن تنظرين إلي من الأعلى ..”
في الحفلة الأخيرة ، شعرت دافني أن سايكي كانت تنظر إليها نظرة متعالية بشكل غير معتاد ، ربما كان ذلك بسبب الحدث الذي شاهدته قبل الحفلة مباشرة ..
“آه، لقد قمتُ بتصحيح وضعيتي… فربما ازداد طولي قليلًا.”
تبددت نظرة الفخر على وجه سايكي ، لتحل محلها نظرة امتنان صادق ..
‘هل أشعر بالنقص أمامها؟’
سايكي الآن تجلس في المكان الذي كانت دافني تطمح إليه منذ طفولتها ، وبغض النظر عن إرادتها ، باتت سايكي تشغل مكانًا أكبر في عقل دافني مما كانت عليه في السابق ..
والآن ، الرجل الذي تنازلت عنه دافني بنفسها قد يكون ما زال معجبًا سايكي …
‘تبًا! ما هذا التفكير يا دافني بوكاتور؟ هل تغيرت أولوياتكِ؟’
في الماضي ، شعرت دافني وكأنها تتطفل على حب الأبطال الصادق عندما أصبحت طرفًا ثالثًا ، لكن ، عندما أدركت حياتها السابقة بمحض الصدفة بفضل أحد الأمراء ، قررت التراجع خطوة إلى الوراء …
لم تكن لتتخلى عن أهدافها بسبب رجل ،
كما أن الشعور بالغيرة من صديقتها المفضلة بسبب رجل أمر لا يمكن أن تسمح به أبدًا ..
‘هذا مستحيل تمامًا!’
في حياة دافني ، مثل هذا الشعور كان مرفوضًا ..
“هل لاحظتِ أنني ازددتُ طولًا؟”
حتى عندما طرحت دافني سؤالها للتأكد فقط ، أظهرت سايكي حماسة بالغة في رد فعلها ..
وأخذت تثرثر ، قائلة إن زوجها دائمًا ينظر إليها من الأعلى ، لذا يبدو أنه لم يلاحظ أنها أصبحت أطول ..
“ربما عليّ العودة إلى الباليه.”
“فكرة رائعة ، منذ أن أخبرتني أنكِ كنتِ تمارسين الباليه ، أصبحت أرغب في تعلم الرقص.”
ما كانت دافني تنوي سوى التلميح برغبتها في الطول مجددًا ، لكن سايكي أخذت كلماتها على محمل الجد مرة أخرى ، مما زاد من ارتباك دافني ..
“لنذهب وننام بسرعة.”
شعرت سايكي أن الوقوف في مكان واحد لفترة طويلة أمر غريب ، فبدأت تمشي أولًا
“أنتِ…”
أرادت دافني أن تسأل مباشرة لماذا كانت سايكي مع سيلستيان في قصر ولية العهد ، لكنها أغلقت فمها بسبب شعور غامض أثقل على حنجرتها ..
عندما فكرت في سيلستيان اليوم ، كان يتصرف وكأنه حبيبها الحقيقي أكثر من أي وقت مضى ، شعرت وكأن الجميع في ساحة القتال كانوا يشجعون حبها …
‘ما الذي يحدث؟’
كان المشهدان يتداخلان باستمرار في ذهنها ، مما جعلها تشعر بالارتباك ..
“ماذا؟”
“يبدو أن الآخرين لا يعلمون أنكِ هنا.”
“قلتِ إنكِ لا تحبين أن يدخل أحد غرفتكِ دون إذن ، ولأنكِ لم تدعيني رسميًا بعد ، انتظرتُ في القصر الرئيسي ..”
“لكن قبل قليل قلتِ إنكِ تستطيعين الذهاب إلى أي مكان تريدين.”
“قلتِ إنكِ لن تري وجههي مجددًا إن اقتحمتُ غرفتكِ دون إذن.”
سايكي دائمًا ما تفي بوعودها مع دافني مهما كانت الظروف ..
أما دافني… فقد طأطأت رأسها لتنظر إلى طرف حذائها البيج ، حيث كانت الأعشاب مهشمة وملطخة بخضار طفيف ، فيما تتصارع داخلها مشاعر مختلطة تجعلها تشعر بالغثيان ..
“لدي سؤال ، يا دافني.”
قالت سايكي وهي تسبقها بخمس خطوات وتضع يديها خلف ظهرها بخفة ، رفعت دافني رأسها لتلقي نظرة على سايكي ، التي أضاءت أكثر تحت ضوء القمر وبدا جمالها أكثر تألقًا
“هل يُسمح للمرء بمشاهدة مناظر عنيفة في ساحات القتال وتناول مشروبات كحولية قوية؟”
“ولِمَ لا؟”
“سمعتُ أنكِ حامل بطفل من تيريوسا.”
“ماذا؟”
استيقظت فجأة على حقيقة كانت قد نسيتها ، وفي وسط إرهاقها، شعرت دافني بعبء إضافي يثقلها ..
“أعتقد أن جميع سكان المملكة ، وليس العاصمة فقط ، يصدقون ذلك ، هل هذا لا يزعجكِ؟”
ومما زاد إرهاق دافني أن سايكي تتحدث وكأنها تملك نقاط ضعفٍ ضدها ، دون أن تستطيع تفسير السبب ..
“على أي حال ، يا دافني…”
“سايكي ، أنا متعبة قليلًا الآن.”
ارتبكت سايكي للحظة ..
اقتربت بخفة من دافني وأمسكت بمعصمها برفق ، ثم نظرت إليها بعينين متسعتين بشكل يثير الشفقة ..
“داف ، هل أنا من أزعجكِ؟”
“لا، بل جسدي هو المتعب ، لقد عانيت اليوم منذ الصباح وحتى الآن مع والدتي…”
“حتى روميو لم يعد يقول إنه متعب أمامي ..”
وماذا بعد؟
“لماذا تُصرين على وضع روميو وأنا في نفس القارب؟ فكري جيدًا يا سايكي ، أنتِ من في ذلك القارب ، أليس كذلك؟”
“دافني ، هل…؟”
خفت بريق وجه سايكي المشرق فجأة كما لو أن مصباحًا قد أُطفئ ..
“هل تغضبين مني الآن؟ هل لا ترحبين بي؟ لقد أحضرت هدية لكِ ، يا دافني.”
“ومن قال إني أريدها؟ لم أطلب منكِ الحضور أصلًا.”
بدت ملامح الحيرة واضحة على وجه دافني ، فبالرغم من تحدثهما بنفس اللغة ، شعرت وكأن حديثهما لا يسير في نفس الاتجاه ، ضيقت سايكي حاجبيها مرة أخرى بتوتر واضح ..
‘لماذا تتصرف بشكل متذبذب هكذا؟’
في تلك اللحظة ، أُضيء مدخل القصر الرئيسي ، ويبدو أن أحدهم لاحظهما ، لم يمضِ وقت طويل حتى ظهرت ماريل ، مرتدية زي الخادمة التقليدي ..
لوحت دافني لها لتحييها ، فسارعت ماريل بالاقتراب منهما ..
“ماريل ، هل يمكنكِ مرافقة صاحبة السمو ولية العهد؟”
“…”
“سواء كانت إلى غرفة الضيوف في القصر الرئيسي أو عودتها إلى القصر الملكي ، سيكون من الأفضل أن تنام مع زوجها ، لكن الوقت متأخر ، فامنحيها الخيار …”
أومأت ماريل برأسها دون أن تنطق بكلمة ، بينما بدا الارتباك واضحًا على وجه سايكي
“ماذا تعنين؟ قبل قليل قلتِ إننا سننام معًا.”
“أنتِ من قال ذلك ، أنا لم أوافق عليه.”
لوحت دافني بيدها مستبعدة الأمر كما لو أنها لا تعني ما تقوله ، مما دفع سايكي إلى رمش عينيها بسرعة ..
“داف…”
بدا وكأنها قد استنفدت طاقتها تمامًا ، حتى إنها نسيت كيف يمكنها تهدئة دافني ..
“فقط عودي وانامي مع زوجكِ ، سأفعل الشيء نفسه مع خطيبي ، تفهمينني ، صحيح؟ أنا حامل ..”
لجأت دافني إلى استخدام الأعذار ، وهو أمر لم تكن تفضله ، لكنها شعرت أنه الحل الوحيد في الوقت الحالي ..
بغض النظر عن قوة الصداقة ، فإنها غالبًا ما تصبح متباعدة بمجرد الزواج ، حيث ينشغل كل شخص بحياته الجديدة ، خاصةً إذا كانت الصديقة هي ولية عهد المملكة ..
بررت دافني لنفسها هذه الأعذار على أنها ضرورة لا مفر منها ..
—”داف ، عمتكِ … كل يومٍ حفلة ، وكل يوم وليمة ..
—”كل يوم… كل يوم…”
‘آه ، لماذا تذكرت عمتي فجأة بهذا الشكل المزعج.’
حكت دافني وجنتها بإحراج ..
لم يكن واضحًا تمامًا ما إذا كان السبب الحقيقي وراء قدوم سايكي إلى دافني في هذه الساعة المتأخرة بعد يوم مزدحم بالفعل يتعلق حقًا بـ”الطفل”.
‘يبدو أن لديها أمرًا مع سيلستيان ، لكن لماذا يجب أن أكون أنا من يتأثر بكل هذا؟’
نظرت دافني إلى الساعة التي كانت تمسكها طوال الوقت ، كان المعدن الفضي دافئًا بسبب حرارة يدها ، مما جعلها تشعر بالضيق ..
‘سألقيها في النهر.’
لوحت دافني سريعًا لسايكي التي كانت ما تزال في حالة من الارتباك تحاول أن تمسك بها، ثم استدارت عائدة ..
“دافني ، دعينا نتحدث مجددًا في الصباح ، سأنتظركِ …”
لكن كلمات سايكي لم تصل إلى دافني التي أغلقت أذنيها تمامًا ، لم تعد ترغب في التفكير بها سواء نامت سايكي في القصر الرئيسي أو عادت إلى القصر الملكي في هذا الليل ..
عندما دخلت غرفتها ذات الإضاءة الخافتة والجو الهادئ ، شعرت أخيرًا بالارتياح ، كما لو أن كل طاقتها قد نفدت ..
‘يبدو أنه يجب أن أتحدث مع سيل مرة أخرى.’
لكن حتى فكرة البحث عنه داخل الغرفة شعرت بأنها مجهدة للغاية ، جلست دافني على الدرج للحظة ، ولم تلبث أن غفت في مكانها ..
❖ ❖ ❖
“لماذا تنام الآنسة مجددًا على الدرج؟”
“كنت أظن أنها ستبيت في القصر الرئيسي ..”
“لقد انتهينا من تجهيز غرفة النوم في الطابق الأول بالكامل أيضًا…”
كان ميشا وناريد يقفان حول دافني النائمة في وضعية غير مريحة تمتد عبر عدة درجات ، يتناقشان حول ما إذا كان يجب عليهما إيقاظها أو حملها إلى مكان آخر ..
“أين الدوق تيريوسا؟ في الغرفة الرئيسية؟ سأذهب لإحضاره.”
“لماذا؟ سأحملها بنفسي ..”
كيشا ، الذي كان يقف بعيدًا ، تقدم نحوهم متذمرًا ، لكن ناريد أوقفته ..
“أهي حقيبة أمتعة لتقوم بحملها؟ كما أنك قلت إن عينيك تؤلمانك وتشعر بالدوار ، إذا تعثرت وأسقطتها، ستُصاب الآنسة بأذى.”
“ناريد ، دعينا لا نتكلم ، إنها خفيفة النوم وقد تسمع كل شيء …”
“ماذا قلتُ؟ على الأرجح أنها تغط في نوم عميق الآن ، لو لم تكن كذلك ، لما كانت تنام في هذا الوضع غير المريح …”
“لكن أين ننقلها؟ الطابق الثاني؟ الغرفة الرئيسية مشغولة بالدوق الآن ..”
“لا ، إلى غرفتي …”
“كيشا ، ناريد ، أعتقد أن إيقاظ الآنسة سيكون أسهل طريقة.”
بينما كان ميشا يهمس بين كيشا وناريد ويتقدم نحو دافني بملامح جادة ، قطع حديثهم صوت غير متوقع ..
“ماذا تفعلون؟”
فزع الثلاثة والتفتوا جميعًا إلى اليسار ..
كان سيلستيان ، مرتديًا قميص النوم ، يقف مستندًا باسترخاء إلى الزاوية ..
“دوق ، لقد تجاوز الوقت منتصف الليل ، إن تحركت دون إحداث صوت ، سيعتقد المرء أنك شبح.”
“مم.”
رد سيلستيان بغير اكتراث وهو يقترب بخطوات واسعة ، تنحى الثلاثة ليفسحوا له الطريق ، وهم يتوقعون كيف سيحمل الأمير السابق دافني ..
لكن ، كما لو كان اعتادت على الأمر ، فتحت دافني عينيها فور أن اقتربت منها رائحته المألوفة ..
“ما هذا…”
نظرت حولها إلى الوجوه التي كانت تحدق بها، ثم قالت بمزاح وهي لا تزال تحت تأثير النوم:
“هل ستدفنونني حيّة؟”
بعد أن ألقت هذه المزحة بصوت نعسان ، نظرت إلى السقف للحظة ، أو بالأحرى إلى سيلستيان الذي بدا وكأنه معلق فيها ، عندما تلاقت نظراتهما تمامًا ، عبست دافني بوجه منزعج ..
بذكاء ، اقتربت ناريد ومدت يدها نحو دافني ..
“هل أنتِ غير مرتاحة؟ قومي لتغسلي وجهكِ وتنامي بشكل صحيح ، آنستي …”
“لكنني كسولة جدًا للقيام بذلك…”
أمسكت دافني بيد ناريد ونهضت بتثاقل ، لا تزال تتذمر قليلاً وكأنها لم تستيقظ تمامًا ..
وبينما كانت ناريد تنظف طرف ثوبها برفق ، أضافت بلطف:
“يمكنكِ النوم على الأرض إذًا.”
“لكنني لا أريد ذلك أيضًا…”
تعلقت دافني بذراع ناريد واتكأت عليها بينما كانت تتجه نحو الحمام ، أما الإخوة كيشا وميشا ، فقد بقوا جامدين في مكانهم ، ينظرون إلى الدوق الذي كان ما يزال يحدق في مكانها الفارغ …
“سأمنح هذا التمثال عنوانًا.”
“قد يكون مربحًا لو تم بيعه ، ما هو العنوان؟”
حرك كيشا شفتيه بابتسامة خفيفة قبل أن يسعل بجدية ..
“الأمير الذي لا يُهزم… إلا أمام محبوبته.”
ترجمة ، فتافيت …