After the ending, I saved the villain with money - 81
يُقال إن من يحبّ يصبح شبيهًا بمن يحب ..
نظرت دافني إلى الشيء الذي أعطته لها سايكي …
‘لماذا هذا معها؟’
كانت ساعة يد ، وهي نفس الساعة التي أهدتها دافني لسيلستيان يوم زيارته الأولى إلى هذه الغرفة ، في اللحظة التي أدركت فيها الأمر ، شعرت وكأن حملًا ثقيلًا من الرصاص قد هبط على قلبها ..
ثم أخذت تتذكر بوضوح سيلستيان وسايكي وهما يتشاركان مظلة في وسط متاهة قصر ولية العهد ، تخيلاتهما وهما يضحكان معًا ، عادت لتضربها بقوة ..
‘أوه ، اللعنة.’
هزت دافني رأسها محاولة التخلص من تلك الأفكار ..
“لماذا هذه معكِ؟”
“كما قلت ، لقد تركته في قصري …”
ابتسم سيلستيان بسخرية وهو ينظر إلى الساعة في يد دافني ، فردت سايكي ببرود وكأنها لا ترى داعيًا للسؤال ..
كانت دافني منشغلة بتجعيد جبينها ولم تنتبه إلى أن الشقراء الأخرى كانت تتحدث معه بنبرة عدائية ، شدّت قبضتها وأسقطت يد سيلستيان الدافئة عنها …
“وبالمناسبة يا دافني ، يبدو أنكِ تنسين كثيرًا مؤخرًا…”
ترددت سايكي للحظة ، غير قادرة على النظر في عيني دافني مباشرة …
“… أنا ولية عهد سيكراديون ، ولم يعد علي أن أطلب الإذن عند زيارة أي مكان ، بل على العكس ، تصرفكِ هذا يشبه تجاهلًا لي.”
شعرت دافني وكأنها سمعت هذا الكلام من قبل ، فاجتاحت ذاكرتها للحظة ، وفجأة برزت صورة في ذهنها ، مما جعلها تضغط شفتيها وهي تنظر إلى سايكي …
‘أعلم أن من يحبّ يصبح شبيهًا بمن يحب ، لكن لا داعي لتشابه كهذا.’
كان هذا هو نفس العذر الذي كان يستخدمه زوج سايكي كلما اقتحم غرفة دافني دون سابق إنذار أو قام بأمور طفولية ..
“لذلك يا دافني ، اعتذري لي على الفور لأنكِ تركتني أنتظر …”
“يا للعجب.”
تفاجأت دافني للغاية لدرجة أنها وضعت يدها على فمها ، كان ذلك قمة الوقاحة …
تجاوزت الساعة منتصف الليل ، وكان هناك زائر غير مدعو ينتظر أمام غرفة دافني ، ومع ذلك لم يكن هناك سبب يستحق الانتقاد أكثر من…
‘هذه الصداقة الملعونة.’
تنهدت دافني بخفة ودفعته بيدها عند خصره برفق ، التفتت عيناه الخضراوان نحوها فورًا ، أشارت برأسها إلى الداخل ، كأنها تطلب منه الدخول أولًا …
“ناريد لن تكون نائمًة بعد ، اطلب منها العلاج.”
“وأنتِ؟”
“سأتحدث مع ولية العهد ، ثم أعود ..”
ردت دافني ببرود وهي تضغط على الساعة التي كانت في يدها ، ومع ذلك ، مرت بضع ثوانٍ دون أي استجابة من سيلستيان ، الذي بقي في مكانه وكأنه جذور شجرة عالقة في الأرض ..
“لماذا لا تدخل؟”
“لا أريد أن أذهب وحدي ..”
“أنت….”
نظرت دافني إلى وجه الأمير العنيد ، كان يبدو وكأنه يشعر بالظلم ، حيث ارتفعت حواجب عينيه قليلاً ..
“هل أصبت ، أيها الدوق؟”
سألت سايكي وهي تنظر إلى مظهر سيلستيان، ثم ابتسمت بخفة ، رغم أن كلماتها كانت تبدو وكأنها تعبر عن قلق ، إلا أن نبرتها كانت تحمل شعورًا بالارتياح ..
سحبت دافني ذراعه قليلاً وهمست بصوت منخفض بما يكفي ألا تسمعه سايكي:
“سأتحدث قليلاً مع سايكي ، غادر الآن.”
عندما كررت طلبها ، رفع سيلستيان حاجبه الأيمن بخفة وأمال رأسه إلى الجانب الأيسر قائلاً:
“أعتقد أنني سمعت خطأ ، هل تخبريني أن أخرج؟”
“لم تخطئ السمع يا سمو الأمير ، سمعت جيدًا.”
التفت سيلستيان ببطء وكأنه يحاول كسب الوقت ، متظاهرًا بأنه لم يسمعها بوضوح ، ولكن كان واضحًا لدافني تمامًا أنه يتظاهر ، نظرت إليه بعينين ضيقتين وأشارت إلى الباب مجددًا …
“ادخل ..”
“لا أريد ..”
أجاب سيلستيان بضيق واضعًا يده فوق يد دافني التي كانت تمسك به ، وكأنه يدعوها للذهاب معه ، شعرت دافني بالدهشة وسحبت يدها بسرعة ..
“ما الذي يجعلك تكره ذلك؟ ألست متعبًا؟”
“أنتِ من يبدو أكثر تعبًا ، لذا تعالي معي…”
في اللحظة التي بدأت فيها أعصاب دافني تتوتر بسبب هذا الأمير العنيد ، جاء صوت مرح من النافذة المطلة على الطابق العلوي:
“آنستي ، لماذا تقفين هناك ولا تدخلين؟”
نظرت دافني وسيلستيان معًا نحو الصوت
كان كيشا وميشا وناريد يطلون بوجوههم فقط ، متجمعين كحبات البازلاء …
“سمعنا الأخبار! سمو الدوق ، لقد انتصرت ، أليس كذلك؟”
“سمعت أن لديك هدية لي ، سيف ذهبي خالص.”
“آنستي ، لا تنامي الليلة ، دعينا نقيم حفلة طوال الليل!”
“أما أنا ، فأريد أن أنام ، لدي عمل غدًا…”
بدت وجوههم متوهجة قليلًا ، وكأنهم كانوا يمرحون أثناء انتظارهم دافني ، التي تأخر وصولها أكثر مما توقعوا ، كان وجه ميشا المتورم يوحي بأنه مرهق ويريد النوم بشدة
“آنستي! من هذا الذي يقف معكِ؟”
“أغبياء ، إنها الآنسة سايكي ..”
“يا للسخافة ، لماذا ستكون ولية العهد هنا في هذا الوقت؟ اذهبوا للنوم.”
“لكنها هي…”
بمجرد أن تعرف الثلاثي المرح على سايكي ، ساد الصمت بينهم وكأن دلوًا من الماء البارد سكب عليهم ، وسرعان ما أخذت أعينهم الست تفحص المجموعة المكونة من دافني وسيلستيان وسايكي ..
‘إذا فكرت في الأمر بشكل موضوعي…’
من المؤكد أن الثلاثة الواقفين في الأسفل سيبدون غريبين جدًا لأي شخص يراهم ،
وضعت دافني أصابعها على صدغها بإحباط ، ثم أشارت إليهم بيدها ليصعدوا ..
“أنتم الثلاثة ، تعالوا وخذوا هذا الأمير العنيد.”
وأشارت بحزم إلى سيلستيان ، أومأ الثلاثة برؤوسهم قبل أن يختفوا بسرعة من النافذة
“دافني …”
التفتت دافني على الفور عندما سمعت صوت سايكي الناعم يناديها ، اقتربت سايكي منها بابتسامة خفيفة ولامست خدها برفق ..
“الوقت متأخر ، لذا سأبيت هنا ، سأنام في المبنى الرئيسي معكِ ، أليس كذلك؟”
❖ ❖ ❖
كانت دافني تسير مع سايكي نحو المبنى الرئيسي وهي تتذكر لقائهما الأول ..
“أريد أن أكون صديقتكِ يا آنسة دافني ، أنا جادة بذلك.”
كانت سايكي دنفر ، بشخصيتها الجريئة وعينيها الزرقاوين اللامعتين مثل الجواهر ، تعرف كيف تعبر عن رغباتها بثقة …
دخلت سايكي دنفر المجتمع الراقي في العاصمة كإعصار عاصف ، تحت لقب جميل “الياقوتة الزرقاء”. التقت دافني بها لأول مرة في نادي القراءة ..
كان وجهها الصغير مليئًا بملامح جميلة ومميزة ، مع شعر بلون الليمون النادر في المملكة ، وبشرة لامعة وناعمة كحبة لؤلؤ ..
وعندما تبتسم ، يخيل للجميع أن المكان يضاء ..
كانت تلك المرأة الجميلة بطلة هذا العالم ..
“الآنسة دنفر ، أنتِ جميلة جدًا رغم صغر سنكِ ، كزهرة متفتحة ، مع أنكِ لا تبدين كشخص يستطيع الحصول على عناية
خاصة ، هل هو أمر فطري؟”
“آه… نعم.”
“هل هذا كل ما لديكِ لتقولي؟”
“نعم.”
كانت سايكي قادرة على جعل النبلاء الذين يخلطون بين الإطراء والتهكم يشعرون بالحرج الشديد بإجابة بسيطة بـ”نعم” دون أي مجاملة أو رفض ..
‘في ذلك الوقت ، كانت حقًا ظاهرة فريدة.’
كلما تعرفت عليها أكثر ، أعجبت دافني بشخصية سايكي القوية والمصقولة ، كانت أحيانًا تتعامل مع المواقف بجرأة تفوق جرأة دافني نفسها ، مما جعلها تعجب بها أكثر ..
‘رغم أن تصرفاتها غير المتوقعة قد تزعجني أحيانًا…’
مثل اقتحامها منزل دافني في منتصف الليل دون دعوة ، كما حدث الآن ..
كانت الضفادع التي غنت بمرح منذ قليل قد صمتت تمامًا ، ولم يكن يُسمع سوى صوت تدفق النهر الهادئ ..
عندما أساءت سايكي وروميو فهم بعضهما بشدة ، كان المكان الذي فرت إليه هو منزل ماركيز بوكاتور ..
قبل بضعة أشهر فقط ، كانت سايكي بلا مال ولا منزل ، وكان مكانها الوحيد للمبيت والعمل هو دار الأيتام ، ولكنه كان يقع ضمن دائرة بحث روميو …
_لم يخطر في بالي أحد سواكِ
“همم.”
لكن هذه الذكريات العابرة لم تكن سوى أفكار عابرة لا أكثر في هذا الموقف …
‘هل تشاجرت مع روميو مجددًا؟ لا ، حتى لو تشاجرت ، أصبح لديها الآن أماكن كثيرة تذهب إليها ، فهي الملكة المستقبلية.’
يمكن القول إن سايكي تمتلك الآن كل شيء.
قصر فاخر محاط بحديقة متاهة ، وصندوق ائتمان بمبلغ محدد خاص بالملكة المستقبلية ، بالإضافة إلى السلطة الكافية للسيطرة على المجتمع الراقي ، وقطعة من الأراضي الصغيرة ، وأخيرًا خطيبها ولي عهد مملكة سيكراديون ، الذي يعد أفضل عريس في المملكة ..
بفضل تلك المرة التي هربت فيها سايكي باكية ، وحذرتها دافني بحدة قائلة: “إن دخلتِ غرفتي دون إذن مرة أخرى ، سأقطع علاقتي بكِ فورًا”، أصبحت سايكي تتجنب دخول غرفة دافني دون إذن ، حتى بعد أن أصبحتا صديقتين حقيقيتين ..
‘يبدو أن الاطفال لا يعلمون حتى أنها هنا.’
إذا كان الأمر كذلك ، فمن المؤكد أن سايكي تصرفت بطريقتها المعتادة ، وقفت خارج الباب بصمت ، تنتظر بإصرار حتى مغيب الشمس ، دون أن تطرقه …
‘حقًا ، لا أستطيع تحديد إن كانت غبية أم عنيدة إلى حد الجنون.’
“دافني ، يبدو أنكِ تأخرتِ في العودة.”
قطعت سايكي الصمت الغريب وبدأت الحديث ، أطراف فستان الشيفون الذي ترتديه ، والذي بدا مألوفًا لدافني ، تمايلت برقة …
“……”
“سمعت من الآخرين أنكِ كنتِ في ساحة المبارزة…”
صوت سايكي هذه المرة كان مختلفًا تمامًا عن النبرة التي استخدمتها قبل قليل عندما كانت تتحدث بحدة مع دافني ، عاد صوتها الناعم واللطيف المعتاد ، الذي كان يبدو بريئًا ولطيفًا.
‘ما الذي يجري؟’
توقفت دافني فجأة عن المشي ..
“صاحبة السمو ، ولية العهد ..”
“نعم؟”
“لقد قلتِ إنكِ لم تأتي كصديقة لي اليوم، بل كولية عهد …”
“……”
“لا بد أن هناك سببًا ملحًا دفعكِ لزيارتي دون أي سابق إنذار ، أعتذر لتأخري في السؤال ، لكن تفضلي وقولي ما لديكِ الآن.”
توقفت سايكي تمامًا عن الحركة ، وبدا كأنها شعرت بالخوف عندما واجهتها دافني ، نظرت عيناها الزرقاوان بارتباك إلى السماء للحظة ، ثم جمعت يديها وأخذت تحك ظاهر يدها بخجل ..
“كما قلتُ ، جئتُ لأعيد الساعة.”
“صاحبة السمو ، أعلم جيدًا مدى كرهكِ لذلك الرجل ، إذا كنتِ تعتقدين أنني سأشك بولية العهد بسبب مثل هذه الحيلة السخيفة ، فأنتِ ترينني بشكل خاطئ.”
رغم أن كلمات دافني كانت واثقة ، إلا أن بعض الشكوك بدأت تتسلل إلى عقلها ..
كيف خرج سيلستيان تيريوسا ، الذي كان يجب أن يكون محتجزًا في زنزانة القصر ، ليظهر في قصر سايكي رودريغيز؟
وكيف وصلت ساعته إلى يد هذه الفتاة؟
‘هل يوجد شيء بينهما؟’
بدأت أفكار مرفوضة ومزعجة تتسلل إلى ذهن دافني لبرهة ، لكنها سارعت لطردها.
“صاحبة السمو ، قولي ما لديكِ.”
“لم آتِ بصفتي ولية عهد ، قلتُ ذلك فقط أمام تيريوسا لأنني اعتقدت أنكِ لن تتحدثي معي إلا إذا تصرفت بهذه الطريقة.”
هذا يعني أنها اختارت الادعاء بالتصرف كفرد من العائلة المالكة لأنها شعرت أن دافني ستتجاهلها إن لم تفعل ..
‘يا للوقاحة ..’
لم تحتج دافني إلى وقت طويل لفهم أسلوب سايكي الأرستقراطي في الحديث ، ورغم أنها شعرت بخيبة أمل من صديقتها ، حاولت إخفاء ذلك بابتسامة عريضة ..
هبّت ريح باردة من نهر آنجيل خلفهما ، تحمل معها صوتًا كئيبًا. .
ترجمة ، فتافيت …