After the ending, I saved the villain with money - 80
دافني رفعت يدها وتحسست خصر سيليستيان ، لم يكن هذا اللمس يحمل أي دلالات مغرية أو نوايا خفية ..
لو كان شخصًا عاديًا ، لربما تألم خصره ، أو على الأقل دفع يدها بعيدًا متألمًا فور لمسها له
لكنها حتى عندما ضربته بقبضتها لم تظهر عليه أي ردة فعل ..
نظرت إليه دافني بقلق ، وبدت كأنها تحاول تبرير أفعالها ، سيليستيان ، الذي كان مائلًا برأسه وكأنه يسألها ماذا تفعل ، جعل الاقراط المتدلية من أذنيه تتمايل بلطف ..
“كنت أريد التأكد إن كان يؤلمك.”
قالت دافني وكأنها تعتذر ، على الرغم من أن مشهد الاقراط كان يزعجها من قبل ، إلا أن قربها منه الآن لم يكن مزعجًا كما توقعت ..
“عندما تلمسينه أنتِ ، يؤلمني..”
“آه ، آسفة ..”
سحبت دافني يدها بسرعة ، لو لم يكن مصابًا ، لما كان ملفوفًا بتلك الضمادات الكثيرة ، نظر سيليستيان إلى يدها التي أصبحت تلوح في الهواء …
“لماذا تعمل بجد؟ ألم أخبرك من قبل أن تعود للمنزل؟”
“ماركيزة بوكاتور قال إنكِ جائزتي …”
قال سيليستيان بنبرة غاضبة بعض الشيء ، مما جعل دافني تشعر بشعور غريب ، كلماته حملت تلميحًا بأنه بذل كل هذا الجهد ، وتعرض للإصابة ، فقط من أجلها ..
“في الحقيقة ، إنه مجرد يوم موعد… أعترف أن كلمة ‘جائزة’ قد تكون مزعجة بعض الشيء ، أمي دائمًا تعتبر مثل هذه الأمور
مجرد مزحة…”
على الرغم من توضيحها ، بقي سيليستيان متجهمًا ..
“هل تعتقد حقًا أن يوم الموعد يعني موعدًا حقيقيًا؟”
“وماذا يكون إذن؟”
رفع سيليستيان حاجبه الأيسر وهو يسألها ، والنقطة الصغيرة فوق حاجبه المكشوف بدت وكأنها توبخها لعدم التوضيح ، شعرت دافني للحظة أنها عاجزة عن الرد ..
الشرح كان بسيطًا ، يوم الموعد هو مجرد يوم يُحدد لشراء كل ما يطلبه الشخص الآخر دون وجود أي مشاعر خاصة ..
‘كان بإمكاني شرح ذلك ببساطة…’
لكن دافني كانت انتهازية بالفطرة ، إذا أوضحت الأمور الآن ، فقد لا ترى تلك النظرة الغريبة ، التي توحي بالغيرة ، على وجه سيليستيان مرة أخرى ..
‘بالإضافة إلى ذلك…’
كانت هذه فرصة مثالية لتذهب في موعد علني مع سيليستيان!
شعرت دافني بحرارة تتصاعد إلى جبهتها ، ربما بسبب الكحول أو ربما لأسباب أخرى ، وبدأت بفك شريط قفازها بخجل ، مدّت يدها نحوه بتردد وقالت بصوت منخفض:
“صاحب السمو ، إذن… هل ترغب في…”
صرير!
سيارة توقفت فجأة بجانب الطريق حيث كانا واقفين ، سحبت دافني يدها بسرعة ووضعتها خلف ظهرها ، بينما بقي سيليستيان للحظة وكأنه يمسك بالهواء ..
“آنسة دافني ، هل انتظرتِ طويلًا؟”
فتح السائق باب السيارة بسرعة ونزل ، ثم سار إلى مقدمتها بخطوات سريعة ، بدت عليه علامات الإحراج بسبب النظرات الحادة التي تبادلتها الآنسة والشاب بجانبها ، لكنه استعاد رباطة جأشه بسرعة ..
“الوقت متأخر ، يرجى الركوب!”
فتح السائق الباب الخلفي وأشار إليها بالدخول ، أطلقت دافني ضحكة خفيفة قبل أن تصعد إلى السيارة ..
❖ ❖ ❖
كانت دافني تئن بهدوء بينما تضغط رأسها على نافذة السيارة ، متأثرة بالغثيان الذي أصابها بسبب الكحول الذي تناولته في وقت سابق ..
طلبت من السائق أن ينزلها أمام بوابة قصر ماركيز بوكاتور ، وقالت إنها ستصعد إلى غرفتها سيرًا على الأقدام ، وافق سيليستيان على مرافقتها دون أي جدال ..
كانت أصوات الحشرات الليلية ، وصوت جريان نهر أنجيل الطويل بجانب الطريق ، تضفي على الجو نوعًا من الضوضاء اللطيفة ..
كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل ، ولم يكن هناك أي أثر للحياة ، حتى الأضواء عبر النهر كانت مطفأة ، وحده ضوء القمر المكتمل كان يضيء الطريق ..
كان سيليستيان يمشي بخفة ، دون أن يصدر أي صوت تقريبًا ، بينما كانت خطوات دافني هي الوحيدة التي تُسمع ..
لأن العائلة المالكة تحرص بشدة على رقيها ، فإنهم يعتبرون حتى صوت الخطوات أمرًا مبتذلًا ، ولهذا السبب ، يتعلمون كيف يأكلون ويمشون بصمت ، وكأنهم مجموعة غريبة الأطوار ..
‘كنت أتعرض كثيرًا للنقد على مثل هذه الأمور عندما كنت صغيرة…’
لكن “الأمير المستعاد” هذا ، أليس أصله من الشوارع؟
‘آه ، صحيح ..’
كادت دافني أن تنسى أنه الآن يعيش حياة ثانية ..
‘…إذًا ، هل تعلم هذه الأمور مرتين؟ ..’
تعليم “الآداب الملكية” في القصر كان صارمًا للغاية ، أحيانًا كانت دافني تتساءل عما إذا كان روميو رودريغيز قد انضم إلى الجيش طواعية بسبب شعوره بالإرهاق من تلك التدريبات الملكية ..
” شبح ..”
شعرت دافني بقشعريرة ، فدست إصبعها نحو خاصرة سيليستيان لتضغط عليه بلطف ، توقف سيليستيان الذي كان يسير بصمت ، ثم التفت ليقابل عينيها ..
كانت دافني قد تجاوزته بخطوة واحدة قبل أن تدرك أنه توقف ، فاستدارت بسرعة ، الآن ، بات جسدها يعرف تلقائيًا إلى أي مستوى عليها أن ترفع رأسها لرؤية وجهه بوضوح …
الأمير ذو الملامح الدقيقة والواضحة ، ملامحه الخالية من التعبير بدت باردة تحت ضوء القمر الباهت ..
“وجدت أنه أمر غريب ألا تُصدر خطواتك أي صوت ، لذا أردت التأكد ..”
قالت دافني ، ثم أمسكت بمعصمه ورفعته ، كان جلده دافئًا ، ووزنه ملموسًا بوضوح ..
‘جسده دافئ ، ونبضه مسموع بوضوح…’
هزت دافني رأسها سريعًا ، ربما بسبب انشغالها طوال اليوم ، عاد إلى ذاكرتها فجأة مشهد معانقتها له في وقت سابق من ذلك النهار ..
جعلها ذلك تشعر بحرارة مفاجئة في وجهها ..
رفع سيليستيان حاجبه وكأنه يشعر أنه قيد التحقيق ، وقال:
“ثم ، تعتقدين أيضًا أنني أشبه شبحًا؟”
أدركت أنه اكتشفتها …
“هل تعيش حياتك دون النظر في المرآة؟ مهما نظرت إليك ، الأمير ، فأنت أقرب إلى ملاك!”
قالت دافني ذلك بنبرة حازمة ، وكأنها تنتقده ، بينما أبقت على ملامح وجهها ثابتة ، بدا أن ردها أرضاه ، حيث رسم على شفتيه ابتسامة خفيفة ومد يده اليسرى نحوها ..
“ما كنتِ على وشك قوله من قبل.”
“همم؟”
رفعت دافني حاجبها ونظرت إلى يده الكبيرة بتساؤل …
“فلنخرج في موعد …”
في تلك اللحظة ، سمعت صوت شيء يسقط قرب أذنها ..
‘يا إلهي… أشعر بدوار ..’
كانت كلماته وحركته كفيلة بإثارة أي سوء فهم ، ربما كان سيليستيان فقط ينقل ما حاولت دافني قوله سابقًا ، لكن دافني ، بصفتها انتهازية بالفطرة ، لم تضيع الفرصة ..
وضعت يدها على يده بخفة ، وابتسمت بخبث ، ثم قادته بخطوة إلى الأمام كما لو كانت تجرّه معها ..
“آه ، يبدو أن هذه هي الطريقة التي يطلب بها الناس موعدًا في تيريوسا ..”
لم يعترض ، بل اكتفى بإغماض عينيه قليلاً ، معبرًا عن رضاه ..
“لن ترفضي؟”
“لماذا أرفض؟ لقد حققت فوزًا ساحقًا ، لذا يحق لك أن تخرج معي ..”
قالت دافني بجدية وهي تنظر إلى الأمام ، كانت قد تجاوزت الدفيئة الزجاجية بالفعل ، وأصبحت غرفتها مرئية الآن ..
“آه ، لكن لدي جدول صباح الغد ، فلنلتقي بعده …”
“إلى أين ستذهبين؟”
“طلب مني والدي زيارة هيربورن ، ستأتي معي أيضًا …”
“أنتِ وأنا ، وحدنا؟”
“سنذهب جميعًا مع الأطفال ، في الصباح ، سأتوقف قليلاً في محل الخياطة مع ميشا ، آه ، وسآخذ كيشا أيضًا ، كيشا لديه ذوق رائع في اختيار الملابس المناسبة للحفلات ، لذا سيختار بدلة جميلة…”
شدت يد سيليستيان الدافئة التي كانت ممسكة بيد دافني قليلاً ، وعندما نظرت إلى جانب وجهه بدهشة ، بدا وكأنه يشعر بالملل بطريقة ما ..
“هل لا تحب هيربورن؟”
لكن الرأي العام في الدوقية كان ودودًا للغاية تجاه سيليستيان ، سمعت دافني من والدها في وقت سابق أن الدوق نفسه ذكر أنه سيكون من الأفضل أن يأتي سيليستيان
معهم ، لذا بدا من الضروري اصطحابه …
لحسن الحظ ، هز رأسه إشارة إلى النفي ، وتدلت أقراطه قليلاً مرة أخرى ..
“أعتقد أنه حان الوقت لإزالتها.”
مدت دافني يدها لإزالة الأقراط المعلقة في أذنه ، في تلك اللحظة ، وضع سيليستيان يده اليمنى على صدره بتردد ، كانت حركة غريبة للغاية ..
“أنا أشعر بالألم.”
“آه…”
كانت منشغلة بالنظر إلى وجهه الوسيم لدرجة أنها نسيت تمامًا أنه تعرض لجروح في صدره بالسيف وتلقى العديد من اللكمات القوية …
تجعد جبين دافني قليلاً وقالت بامتعاض:
“بالطبع ستشعر بالألم ، لقد قلت ذلك من قبل ، أليس كذلك؟”
تذكرت سيليستيان عندما اشتكى من الألم بعد أن تعرض للضرب على يد إيغيلوس ، لم تكن دافني ، التي كانت تشكو حتى من جروح صغيرة بأصابعها عند تقطيع الورق ، تتوقع أن يكون هناك شخص لا يتألم بعد أن يُجرح بسيف طويل في صدره …
“هل يجب أن نستدعي طبيبًا ليليًا؟ أو ربما يكون الذهاب إلى المستشفى أسرع ، ألم أقل إنه كان يجب أن تعود للمنزل قبل أن تتعرض للضرب أكثر؟”
“كيف يمكنني فعل ذلك وأنتِ معروضة كجائزة؟”
رفع سيليستيان حاجبيه وكأنه يشعر بالظلم ، لكنه في الوقت ذاته بدا وكأنه يكتم ابتسامته، إذ ارتعشت وجنتاه قليلاً …
لم تهتم دافني كثيرًا بما قاله ، واستمرت في تفحص وجهه وصدره بعناية ، وبينما كانت يدها تتردد في الهواء قرب صدره ، قالت:
“لقد ركنت السيارة في الخلف ، آه ، لكنني لا أجيد القيادة ، ربما عليّ إيقاظ ميشا لنذهب…”
“دافني ..”
لم يكن سيليستيان هو من نادى عليها ، كان الصوت الناعم ولكنه حازم ، مع نبرة متقطعة قليلاً ، ينتمي لشخص تعرفه دافني جيدًا ..
“سايكي؟”
أخذت دافني نفسًا عميقًا وكأنها تريد التخلص من تأثير الكحول فجأة ، نظرت عين سايكي الزرقاء إلى الأسفل للحظة ..
أرخَت دافني قبضتها قليلاً ، محاولة سحب يدها ، لكن سيليستيان شد قبضته أكثر ، مما منعها من الإفلات ..
“لماذا أنتِ هنا في هذا الوقت؟”
“دافني ، لقد وصلت في المساء ، أرسلت رسالة تخبركِ أنني سأصل اليوم …”
“هل أرسلتُ ردًا؟”
حاولت دافني جاهدة ألا تعبس ، لكنها بدت وكأنها تتصارع مع تعابير وجهها ..
أغلقت سايكي شفتيها الوردية للحظة وكأنها تفكر ، ثم أنزلت عينيها قليلاً ، قبل أن تمد يدها بما كانت تحمله:
“لكن الدوق ترك هذا في قصري ، وكان من الغريب أن أحتفظ به.”
ترجمة ، فتافيت …