After the ending, I saved the villain with money - 77
ها قد أتى الدور الرابع ..
كان الرجل بزي أسود ، المعروف باسم “سیلیستیان” ، يضع سيفه على صدره الأيسر ، ثم يخفضه كما لو أنه يمزق الهواء ، قبل أن ينحني بخفة ، لقد كان تحية مثالية من فارس يتقن آداب الفروسية ..
الفارس الذي بدا في منتصف العمر ، توقف للحظة ثم ضحك بصوت عال ، ورد على تحية سيليستيان بالمثل بانحناءة تعكس الاحترام ذاته ..
دافني ، التي تابعت المشهد بعينيها ، كادت تطلق تنهيدة إعجاب لا إرادية ، لكنها عضت شفتيها لمنع ذلك ..
مجرد استعراض ، لماذا الحفاظ على هذه اللباقة في معركة تبدو أشبه بمعركة شوارع؟ لأنه كان أميراً سابقاً …؟
بما أن سيليستيان كان قد خاض عدة معارك متتالية في الحلبة ، فقد تم وضع عقبات إضافية على الساحة ، طاولات حجرية ، حصى متناثرة وتلال رملية مرتفعة ..
“إنهم يقيمون طقوساً لسقوط سيل .”
“يبدو أنكِ تأملين في خسارته ..”
أجاب مارييوس ، الذي كان بجانبها ، على كلماتها ، ما جعلها تهز رأسها بقوة وكأنها تنكر ذلك ..
تبدلت مواقع سيليستيان والفارس متوسط العمر مما جعل دافني ترى وجه سيليستيان بوضوح بدا وجهه مشرقاً ، ربما بسبب تأثير الشراب أو انتصاراته المتتالية التي رفعته إلى ذروة الحماسة مما جعله يبدو كطفل مبتهج ..
عيناه الخضراوان تألقتا كأنهما أضواء زينة عيد الميلاد ..
“مزعج للغاية.”
رغم أن دافني قبضت يديها بشدة لتخفيف انزعاجها ، كانت هناك لحظة صمت عندما التقت أطراف سيفي الأمير والفارس في منتصف الحلبة ، مع صوت الاحتكاك الحاد الذي صدى في المكان الهادئ ..
حتى اللحظة ، لم يتمكن أي من المشاركين من الاقتراب من سيليستيان لكن هذا الفارس بخبرته بدا مختلفاً تماماً عن غيره ..
توالت أصوات الاحتكاك بين سيوفهما ، وفي بعض الأحيان اشتعلت شرارات نتيجة الاصطدام القوي ..
كانت المعركة محتدمة وصاخبة لدرجة أن الجميع لزموا الصمت ، ممسكين بأيديهم يتابعون المشهد بحماس ..
هل يعرفانه بعضهما من قبل ؟”
فکرت دافني فجأة ، لم تكن تحركات سيليستيان كما كانت في السابق ، مجرد محاولات للسيطرة على خصمه ، بل بدا وكأنه يستمتع بتحدي السيف نفسه ..
“آه”
صرخت دافني فجأة عندما أصيب سيليستيان على رأسه بضربة من ظهر السيف ، مما جعله يتراجع بشكل ملحوظ ، كان الصوت عالياً لدرجة أنها فكرت أنه لو كانت الضربة من النصل ، لكان الرأس قد شق ..
لم يفوت الفارس الفرصة ، وبعينيه المشتعلتين استدار وهاجم الجانب السفلي من جسد سیلیستیان بسيفه مما تسبب بجرح واضح
تراجع سيليستيان للخلف بعد أن ظهرت بقعة من الدم على ملابسه الممزقة ..
من طلب رؤية الدم ؟”
تجمدت دافني في مكانها ، بدا أن الجرح ليس عميقاً جداً ، حيث لم يظهر عليه الألم الشديد ..
“ألم أقل ذلك…؟”
“ماذا؟”
تساءل مارييوس برأس مائل ، بينما لوحت دافني بيدها وكأنها تشير إلى أنه لا شيء ..
كانت قد تمتمت بكلمات معتقدة أن سيليستيان سيفوز بسهولة كالعادة ، لكنها شعرت وكأن كلماتها قد تحققت ضد رغبتها ..
ألقى سيليستيان نظرة خاطفة نحو دافني ، مما جعلها تغلي من الغضب ، هل هذا وقت النظر إلي؟ ..’
مع كل نظرة منه ، شعرت دافني بحرارة مفاجئة تجتاحها ، بينما كان رأسها يدور بسبب تأثير الكحول ، تنحنحت بصوت عال لإخفاء ارتباكها ..
صرخ الفارس متوسط العمر على سيليستيان ليحافظ على تركيزه ، وانقض عليه مرة أخرى لاستعادة زمام المعركة مختزلاً المسافة بينهما بخطواته الطويلة ..
قبل أن يتمكن سيفه الطويل من إصابة جسد سیلیستيان ، خفض الأخير جسده بمهارة كبيرة وكأنه ينزلق نحو الأرض ، وضرب كاحل الفارس ثم نهض سريعاً ووجّه ضربة نظيفة إلى ظهره ..
مع هذه الحركة المثالية ، اهتزت الساحة بأصوات الحماس والتهليل ..
كان الجميع ، بما فيهم دافني ، مندمجين في أجواء المعركة كأنهم في حالة سكر جنوني ..
تراجع الفارس المصاب قليلاً محاولاً الحفاظ على توازنه ، لكنه كان واضحاً أنه لن يستطيع الاستمرار …
توقف سيليستيان وأعطى الفارس الوقت الكافي للوقوف ، لكن الأخير رفع يديه في النهاية وضحك بصوت عال: “يبدو أنني خسرت!”
كان من مبادئ الفارس ألا يتخلى عن القتال في أي وقت ، حتى لو كلفه ذلك حياته!
ولكن ، أليس من السهل عليه التخلي عن الفوز بهذه الطريقة؟
‘هل لأنه تعرض لضربة في الكاحل؟ ..’
تساءلت دافني ، وهي تميل برأسها ، كانت قد رأت سيليستيان يركل ساق الفارس ، ولكن الأمر كان لحظياً ولم تسمع أي صوت يدل على كسر أو شيء كبير كهذا ..
“لقد كُسرت قصبة ساقه.”
“قصبة الساق؟ حتى لو كان كذلك ، أليس من المفترض أنه فارس محترف؟”
“من الأفضل أن يتجنب المبالغة في التحدي ، حتى لا ينتهي به الأمر معاقاً تماماً.”
أجابها مارييوس برفق ..
اتجه الفارس متوسط العمر ، وهو يعرج ، نحو المدرجات ، وقام بتقبيل يد زوجته ، ثم تبادل معها قبلة عميقة ، تحول همس الجماهير إلى صيحات تشجيع صاخبة ..
كان الدم يتساقط من الجرح العميق الذي شق ظهره البرونزي بشكل قطري ..
عبست دافني بتعاطف ، متخيلة الألم الذي يشعر به ، ولكن بدا أن سماكة عضلاته الكبيرة حالت دون تدفق الدم بغزارة ..
حتى سيليستيان كان يراقب الفارس وزوجته باهتمام ..
❖❖❖
كانت دافني تلوح بكفيها في محاولة لتخفيف حرارة المكان ، حتى مارييوس كان قد خلع سترته وعلقها على الحاجز منذ وقت طويل ،
كان الجو حاراً ، رطباً ، وصاخباً ..
“هذا ممتع جداً!”
كانت الأجواء في الساحة أشبه بمهرجان كبير ..
حسبما تتذكر دافني ، كان كيشا قد فاز بخمس مباريات متتالية فقط ، ولكن سيليستيان تجاوز ذلك بفوزه السهل والمستمر ،
لقد حقق الآن انتصاره الثامن …
وبالتالي ، تلقى لتوه كأسه الرابع ..
حتى المباريات السابقة ، كان وجهه الجميل يبدو مستاءً وهو يشرب الكأس ، لكن الآن ، شربه دون أن يرف له جفن ..
بدت عيناه الخضراوان وكأنهما تائهتان ، ربما بسبب تأثير الكحول ..
لم يكن من الصعب عليه هزيمة خصومه ، لكنه الآن في معركة مع نفسه للحفاظ على رباطة جأشه ..
استندت دافني على الحاجز وهي تضحك لنفسها ..
بقدر عدد الانتصارات التي حققها سيليستيان، كانت هي أيضاً قد شربت ، وربما كأسين أكثر منه ..
صعد عمال الساحة لإعادة ترتيب الأرضية الترابية ..
تنفس سيليستيان بعمق ثم اتجه نحو دافني ، كان يمشي بخطوات ثابتة ، رغم أن أي شخص آخر في حالته كان سيتمايل بسبب الكحول ..
“مرحباً ، دافني ..”
“رائحتك تفوح بالكحول ..”
“وكذلك أنتِ.”
كان وجهه ما زال متوهجاً كما كان من قبل ..
‘بعد كل هذه الانتصارات ، وصيحات التشجيع…’
رغم أنه قضى وقتاً طويلاً في التراب ، كان لا يزال يبدو وسيماً ، مما جعل دافني تضحك معه ..
ثم انحنى سيليستيان قليلاً وربت على جانب فمه مرتين ، رمشت دافني بعينيها الذهبيتين ..
‘هل يريدني أن أضربه؟ ..’
لكن ، بالنظر إلى رأسه المائل ، بدا الأمر وكأنه شيء آخر ..
لم تفهم دافني ما يعنيه ، فأمالت رأسها بحيرة.
“هل أنت مخمور؟”
“ربما…”
ربت على خده مرة أخرى ..
“سيل ، أليس من الممل الفوز دائماً؟”
“…”
“إذا كنت مخموراً ، انسحب واذهب للراحة.”
باقتراح دافني البسيط ، ظهرت على وجه سيليستيان ملامح غير راضية ..
في تلك اللحظة ، بدأ الجميع في الهتاف والنظر إليهم ، لم تستطع سماع الكلمات بوضوح بسبب الضوضاء العالية ..
“قبلة! قبلة!”
أعادت دافني كلماتهم في رأسها مرة أخرى لتفهم …
‘هل يظنون أن هذه ساحة لعبة؟…’
“هل يجب أن أخسر لأعطيكِ ما تريدين؟”
“هاه؟”
تذكرت دافني عندما خسر الفارس متوسط العمر وذهب إلى زوجته ليتبادل معها قبلة عميقة ، كما عادت إلى ذهنها الكلمات الغامضة التي قالها سيليستيان ذات مرة وهو مستلقٍ على السرير ، وقد استبد به السكر ..
‘لو كنت ستسكر ، فافعلها بطريقة لائقة على الأقل …’
لكن دافني نفسها كانت في حالة من السكر ، مما جعل أفعالها تختلف عن أفكارها ، انعكست أضواء على قرطها المتدلي من أذنه ..
‘حسنًا ، الجو العام… الجو العام مناسب …’
أمسكت دافني بذقنه بيدها المغطاة بالقفاز ، وكأنها تمنّ عليه بلفتة بسيطة ، لم يكن من الصعب عليها أن تطبع قبلة على خده ، فقد فعلت ذلك سابقًا بالفعل!
في تلك اللحظة ، شعرت برغبة مفاجئة في التعبير عن امتنانها لشخص ما ، قررت أنه في أحد أيام الأحد المقبلة ، ستتبرع بسخاء لجمعية خيرية باسم سيليستيان ..
“إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة؟”
لكن يبدو أن وجود المتطفلين لم يكن محسوبًا …
“آه.”
دُفع وجه سيليستيان بقوة من قبل مارييوس ، الذي استغل وضعه غير المستعد أمام دافني ، سقط الأمير على الأرض بشكل مضحك ، مغطيًا ملابسه السوداء الممزقة وركام
بنطاله بالتراب ..
لم ينهض سيليستيان فورًا ، نظر إليها ببطء وهو يرمش ، بينما الجميع كانوا ينظرون إلى هذا المشهد ، يضحكون على الأمير الساقط ، حتى مارييوس كان يضحك بخفة ..
لكن دافني كانت الوحيدة التي لم تضحك ..
احمرت وجنتاها بشدة ، كأنهما اشتعلتا ..
‘لماذا أشعر بحرارة تتصاعد؟ ..’
حاولت التظاهر وكأنها لم ترَ شيئًا ، محولة نظرها إلى سقف الساحة ..
❖ ❖ ❖
“يبدو أن الفوز سيؤول إلى الدوق تيريوسا!”
لم يعد آدم يشير إلى سيليستيان بلقب “الدوق الشبح”، بل أصبح يسميه “الدوق تيريوسا”.
لم يكن من المبالغة القول إن جميع صرخات المتفرجين كانت تتراكم تحت اسم سيليستيان …
ربما سيبدأ عامة الناس قريبًا في مناداته بـ”رجل الانتصارات الكاملة ، الأمير الذي لا يُهزم!
“وأيضًا.”
سعل آدم بخفة ليكمل كلامه:
“بناءً على طلب أُرسل مع تبرع مجهول ، سيتم تغيير قواعد المباراة النهائية ، والمشارِك التالي يدخل الآن ، إنه إيغليوس!”
دوم ، دوم ..
“هل هذا صوت خطوات؟”
تساءل أحدهم خلف دافني بصوت خافت ..
“هل سيدخل وحيد القرن؟”
رد آخر ممازحًا ..
كما قالوا ، كانت أصوات الخطوات القادمة من الأسفل تشبه قرع الطبول ..
ظهر على الساحة رجل ضخم يتجاوز طوله المترين ، ببشرة برونزية اللون ، كان جسده هائلًا ، وكأنه ضعف حجم سيليستيان تقريبًا ..
“هل هو من أزينتار؟ ربما من ليفيان؟”
ركزت دافني على لون شعر إيغليوس الأبيض الناصع ، الذي بدا وكأنه مصبوغ ..
“إنه ضخم حقًا ، كما سمعت.”
“لو كانت لعبة قتال ، لمات خصمه بضربة واحدة.”
“لكن أليس من الواضح أن الدوق يتمتع بميزة؟ القتال يعتمد في النهاية على السرعة.”
رغم ضخامة جسده ، توقع الجميع أن يفوز سيليستيان ..
” لكن سيتعين عليه ترك سيفه خلف خصمه ولا يسمح له باستخدامه الا بعد السيطرة الكاملة عليه “
أثارت القواعد الجديدة ارتباك دافني ..
“كما يعلم الجمهور ، جميع المشاركين في هذه البطولة ارتكبوا جرائم لا تُغتفر في تاريخ سيكراديون ، لذا…”
نظرت دافني إلى والدتها ، أمبر غرين ، التي كانت ما تزال جالسة في مكانها السابق ، تبتسم بخفة عندما التقت عينيهما ..
ثم بصوت كئيب ومخيف ، نطق آدم الجملة التي كانت كالصاعقة:
“الفائز النهائي هو من يبقى حيًا.”
ترجمة ، فتافيت …