After the ending, I saved the villain with money - 69
”امرأة أحبها.”
عند سماع كلمة امرأة أحبها”، عبر سيلستيان عن انزعاجه بوضوح من خلال تقطيب حاجبيه ..
“لماذا؟ هل يزعجك سماع مثل هذا الكلام ؟”
“يبدو أنك تعرف ذلك جيداً ..”
”لو كنت تعرفني ، لما كان عليك الشعور بهذا النوع من الإزعاج ، هذا مؤسف …”
جعد الرجل أنفه ونقر لسانه مرة قبل أن يبتسم مرة أخرى ، وكأنه يجد الأمر مثيراً للاهتمام ..
شعر سیاستیان برغبة قوية في إلقاء الرجل من العربة لكنه لم يتمكن من فعل ذلك ..
”دافني فتاة رقيقة وجميلة ، وقد تربت بشكل جيد للغاية ، لا يوجد أي عروس في سيكراديون يمكن أن تضاهيها …”
كانت ملامح الرجل المتنوعة تشبه ملامح دافني بشكل لا يمكن تجاهله ..
“لهذا السبب ، من المستحيل أن يوجد رجل في القارة لا يحب فتاة مثلها ، وأنا لست استثناء ، أليس كذلك؟ لكن تلك الفتاة ، دافني ، أنت…”
شعر سیلستيان بنظرة الرجل تتفحص ساقيه للحظة ، ثم سعل الرجل بهدوء قبل أن يكمل
حديثه ..
“جعلتها تحمل ..”
استدار رأس سيلستيان بحدة نحو الرجل ، ورفع حاجبيه قبل أن يقطب وجهه ، كان مقتنعاً بأنه لم يسمع الكلمات بشكل صحيح ..
“ربما سمعت خطأ.”
“لذلك ، حتى لو قتلتك هنا بيدي ، لن يكون لديك ما تقوله ..”
“ماذا؟”
رد سيلستيان بغباء ، بينما كانت عينا الرجل الزرقاوان تنظران إلى مقبض العصا المعدنية بين يديه بابتسامة ساخرة ..
“لا ، لا ينبغي أن أقول شيئاً ، هل تدرك ما الذي فعلته ؟ كيف يمكن أن تفعل هذا بشابة لم تتزوج بعد؟”
قبل أن يتمكن سيلستيان من الرد ، اخترقت نهاية العصا الحادة مقعد العربة الجلدي بجانب وجهه لو تأخر الرجل لحظة واحدة ، لكان وجه سيلستيان قد أصيب …
صوت الجلد وهو يتمزق كان عالياً ، وبقيت العصا مستقرة في مكانها بقوة ..
في لحظة حاسمة ، ركله سيلستيان في بطنه ، مما جعل الرجل يتنفس بصعوبة ، كانت العربة واسعة بما يكفي للحفاظ على الوضع تحت السيطرة ، وإلا لكانت الفوضى أكبر ..
لم يحاول سيلستيان لمس الرجل وهو يستجمع أنفاسه ، كان لون عينيه الخضراء يتحرك كأنه يحاول التفكير في شيء ما ..
“اللعنة ، مع أنك لم تأكل شيئاً ، لماذا لديك كل هذه القوة؟ يؤلمني كثيراً.”
“لم أفعل ذلك …”
“ماذا لم تفعل ؟”
“أنا ، مع دافني… لم…”
تحدث سيلستيان بصوت مذهول ، وكأن الكلمات تهرب منه ، كانت جميع القصص التي تحدث عنها الرجل تدور حول دافني ..
سواء أكانت عن امرأة أحبها” أو أي شيء آخر ، فإن كلمة “حمل” لم تكن منطقية على الإطلاق كانت جميع القصص تبدو مثل قطع أحجية لا تتناسب مع بعضها البعض ..
“إذن الطفل ليس طفلك؟”
” ….”
“لماذا لا تجيب ؟ هل أصابك الخرس فجأة؟”
“ربما لأنني أجنبي ، لم أفهم كلامك مطلقاً ، هل يمكنك شرح الأمر بوضوح ؟”
سعل الرجل مرة أخرى ، وضبط صوته قبل أن يتحدث ، كانت العربة التي كانت تسير بسلاسة تهتز فجأة ، في تلك اللحظة ، شعر سيلستيان وكأن شيئاً ما ينهار داخله … “أنا؟ متى؟
* *. *.
في حديقة الزجاج التابعة لعائلة بوكاتور ، كان صوت سيمفونية قوية يخرج من الفونوغراف
بصخب ، فتحت ناريد باب الحديقة المزدوج وهي تصرخ بوجه متهلل …
“آنستي ، وصلت برقية من سكرتير الماركيز
بوكاتور ، يقول إن سيادته عاد إلى البلاد ..”
“أبي؟ متى؟”
“وصل الليلة الماضية على متن السفينة ..”
كانت دافني جالسة على ظهر كيشا ، الذي كان مستلقياً على الأرض مع وضع يديه خلف ظهره ، واضعة قدميها على ظهره وهي تمضغ العنب الأخضر ، كان وجهها شاحباً ، إذ كانت تعاني من الغثيان وتبصق ما تأكله باستمرار ..
“لماذا هو في هذا الوضع؟ ..”
“وكأنني لا أشعر بالإحباط بما فيه الكفاية ، هذا الأحمق يشغل موسيقى تهدئة للأطفال ..”
“إذا كنتِ متوترة جداً ، سأحاول مساعدتكِ.”
كان نطق كيشا مشوشاً بسبب وضعه ..
“ابلع العنب ثم تحدث …”
كان كيشا في وضع يجعله مستلقياً على رأسه ، وعنقه منحني بشكل حاد ، مما جعل من الصعب عليه ابتلاع ما في فمه ، شعر داخلياً أن هذا تصرف قاسٍ ، لكنه لم يتمكن سوى من طحن أسنانه غاضباً ..
“آنستي ، إذا تزوجتِ الدوق فعلاً ، فستندمين لاحقاً ..”
“حسناً~ سأفعل ذلك حين يأتي الوقت ، وإذا ندمتُ ، فسأهديكِ ثلاث سيارات فاخرة ، اتفقنا؟”
“ولكن عليكِ أن تفكري بجدية…”
أغلقت دافني الكتاب الذي كانت تقرأه بصوت عالٍ ..
“هل تقولين إن أبي عاد؟ متى سيصل إلى القصر؟”
“بما أنه وصل إلى الميناء الأول ، ربما يستغرق ساعة تقريباً.”
نظرت عينا دافني الذهبية إلى السقف لثوانٍ ، ثم ارتسمت على وجهها ابتسامة مليئة بالمكر ، تنهدت نيريد برفق عندما رأت هذا التعبير ..
“يا فارسي المخلص ، كيشا سيرينادي ، انهض.”
قالت دافني بأناقة بينما أنزلت قدميها ، قفز كيشا على قدميه بسرعة البرق ، وهو يمضغ العنب في فمه ويمسح الغبار عن رأسه ..
“شغل الموسيقى الخاصة بالأطفال التي كنت قد أتيت بها سابقاً.”
“لماذا؟”
“لماذا؟ لأني أريد أن أستغل والدي ، بما أن الأمور وصلت إلى هذا الحد ، سأدعي أنني حامل وأطلب منه فك الحظر المالي عني ، الجميع يجب أن يتعاون معي؛ سنقول إنني حامل …”
“يا آنستي ، أنتِ لا تضيعين أي فرصة!”
ماريوس بوكاتور ..
ابن عائلة بوكاتور المرموقة ، التي يُعرف عنها “الاستقامة” و”الاجتهاد” و”الثروة”. الابن الثاني للماركيز ، ووريث العائلة ، تزوج في السادسة عشرة وأنجب دافني في السابعة عشرة ، وهو أب صغير السن ..
كان والد دافني مشغولاً للغاية ، سواء قبل الزواج أو بعد ولادة ابنته ، بالكاد كان يقضي يوماً أو يومين في السنة في المنزل ، ولهذا ، كانت دافني تشعر أحياناً وكأنها قد تنسى ملامحه ..
لم يكن لديه وعي كبير بأنه “أب”. عندما كانت دافني تبكي طالبة الحب ، كان يشعر بالارتباك ويقول: “إذا أردتِ ، سأشتري لكِ مملكة”.
في البداية ، شعرت دافني بالمرارة حيال
هذا الأمر ، لكنها قررت لاحقاً الاستمتاع به .
“العاطفة أفضل عندما تُعبَّر عنها من خلال المال ، العاطفة قد تختفي ، لكن المال يبقى ..”
بعد عودتها من سيرينادي ، قام والدها بجلب مهندسين معماريين عالميين لبناء “غرفة” خاصة بها على أرض القصر ..
“هذا صحيح ، إنها فرصة ، سأجمع مبلغاً كبيراً وأغادر سيكراديون …”
رغم أنها كانت ما تزال مريضة ، وتشعر أحياناً بالدوار بسبب الحمى ، إلا أنها لم تكن مستعدة لتفويت هذه الفرصة
“آنستي ، تلقيت اليوم أيضاً برقية من وليّة العهد تقول إنها ترغب في رؤيتكِ …”
“آه…”
أخذت دافني الرسالة المعطرة التي قدمتها لها نيريد ، لم تكن قادرة حتى على تخمين محتواها ، كانت صورة لرجل وامرأة شقراوين يتشاركان مظلة تحت المطر ويتحدثان بسعادة تظهر في مخيلتها بشكل مشوه ومبالغ فيه ..
“ربما لأنني حامل ، لا أشعر برغبة في رؤيتها الآن ، أخبريها فقط أنني مريضة.”
“هل أبلغها أيضاً أنكِ حامل؟”
“…لا أريد إثارة المزيد من المشاكل ، قولي فقط إنني مريضة ، فقط هذا ، لا تذكري أي شيء آخر …”
رفعت نيريد أنفها وهزت رأسها ..
❖ ❖ ❖
“ماذا سأفعل؟”
تحت الجازيبو في الحديقة ، حيث كانت طاولة مليئة بالحلوى المفضلة لدافني
جاهزة ، وصل إلى سايكي رد كالصاعقة ..
كانت سايكي تسير ذهاباً وإياباً بقلق واضح ، ولم تهدأ حتى علّقت إحدى الوصيفات قائلة:
“لا تقلقي يا صاحبة السمو ..”
“لكن دافني قالت إنها لن تقابلني ، أليس كذلك؟”
“هذا ليس ما ورد في الرسالة ، كل ما قالته إنها مريضة …”
“هذا هو أسلوب دافني في الرفض دائماً!”
زادت زخارف الأمواج التي تزين الجازيبو من حدة توتر سايكي ، وفي النهاية ، لم تستطع كبح دموعها التي بدأت تتساقط بغزارة ..
كانت سايكي تشعر بالذنب وكأنها قد ارتكبت خطأً كبيراً ..
كانت قد سمعت أن إحدى العاملات في قصر وليّة العهد قالت إن دافني كسرت إناء زهور في غرفة الاستقبال ، قد يكون ذلك بدافع الغيرة ، وهو أمر لم تعطه سايكي الكثير من الاهتمام آنذاك لأنه كان يتماشى مع السيناريو الذي أرادته ..
ولكن ، ماذا لو كانت هذه الحادثة قد أرهقت دافني فعلاً؟
“لا يمكن أن يكون هذا صحيحاً…”
كان القصر الملكي يعج بالأحاديث حول دافني ، في العادة ، إذا كانت الأخبار مجرد شائعات ، كانت دافني تُصدر تكذيباً في غضون يوم ، لكنها هذه المرة ، لم تقل شيئاً ..
لم تحضر إلى مقر عملها منذ ثلاثة أيام ، وكانت تكتفي بالرد على الصحفيين بالقول
إنها مريضة ..
“ماذا لو…”
إذا كانت دافني حامل بالفعل ، فقد يؤدي ذلك إلى عواقب سيئة للغاية ، كان الخطأ خطأ سايكي ، إذ اعتبرت أن مشاعر دافني تجاه ذلك الرجل مجرد نزوة عابرة …
“آلين ، هناك شيء أحتاج إلى مساعدتك به ، هل يمكنك تجهيز بعض الأمور لي؟”
قررت سايكي أن أفضل ما يمكنها فعله الآن هو إعداد هدية تُسعد دافني ..
❖ ❖ ❖
“آتشوو!”
“آنستي ، يبدو أنكِ مصابة بالبرد ، من الأفضل أن تعودي إلى غرفتكِ ، وسأذهب بنفسي لاستقبال الماركيز …”
كان ميشا يضم يديه باحترام ويحاول إقناع دافني بالدخول إلى المنزل ، لكن دافني رفعت يدها مشيرة إلى أنها بخير ، وهزت رأسها .
“لا ، كيف أبدو الآن؟”
“تبدين فعلاً مريضة.”
“ابنة مريضة جداً خرجت رغم حالتها السيئة لاستقبال والدها؟ لو كنت مكانه ، كنت سأرفع الحظر المالي فوراً …”
“آنستي ، حتى لو رفع الحظر ، لن تكوني بحال أفضل ، ما فائدة المال إذا كنتِ ستبقين محبوسة في المنزل طوال الوقت؟”
“لماذا تهتم بصحتي إلى هذا الحد ، وأنت بالكاد أصبحت راشد؟”
“أنا بخير ، لكنني أهتم بصحتكِ أنتِ…”
نظرت دافني إلى ميشا بنظرة تقول: “ولماذا؟” وكأن الإجابة معروفة سلفاً ، احمرّ وجه ميشا قليلاً وشعر بالإحراج ..
“لأنكِ السيدة التي أعمل لديها ، يجب أن تكوني بصحة جيدة كي أتمكن من الاستمتاع باستخدام أموالكِ طوال حياتي ..”
“تتحدث وكأنك ستعمل معي إلى الأبد ..”
“بالطبع ، هذا هو الأمر ..”
كانت عينا ميشا الرماديتان مليئتين بالجدية ،
سعلت دافني بخفة ، وقبضت يدها برفق ..
“ها هو منقذك المالي قادم ، سأستقبله ، ثم أرتاح.”
“…كنت أتمنى حقاً مقابلة الماركيز بوكاتور أيضاً ..”
كان ميشا تيعجب بشدة بوالد دافني ، ماريوس ، الذي كان معروفاً بأعماله الخيرية الكبيرة في مساعدة عبيد الامبراطورية ..
نظرت دافني إلى عربة والدها القادمة من بعيد ، وظهرت على وجهها ملامح جديّة ..
عندما توقفت العربة أمام المدخل الرئيسي وسط سحابة من الغبار ، قفز الماركيز بوكاتور بسرعة من العربة ..
“دافني ، لماذا خرجتِ؟ لو كنتِ استرحتِ ، لكنتُ أتيتُ لرؤيتكِ بنفسي ..”
أمسك ماريوس بخديها بحنو واضح ، وهو ينظر إليها بقلق وكأنها سمكة ذهبية صغيرة ..
“دوووم!”
صدر صوت عالٍ من العربة في تلك اللحظة ،
تجاهل ماريوس الصوت تماماً وواصل تفقد ابنته بحذر ، ممسكاً بكتفيها وذراعيها وكأنه يتحقق من سلامتها ..
“كنتِ صغيرة جداً قبل أيام فقط ، والآن أصبحتِ شابة ناضجة…”
“أوه…”
ضحكت دافني بخفة وهي تهز رأسها باستسلام ..
ثم تكرر الصوت العالي من داخل العربة ..
ترجمة ، فتافيت ..