After the ending, I saved the villain with money - 66
كانت السماء تمطر بغزارة فجأة ..
خلال الخروج من العاصمة وحتى الوصول إلى القصر ، كانت أضواء الشوارع مضاءة هنا وهناك فقط ..
“أشعر بالاختناق ..”
“هل تشعرين بالتعب؟”
“كان هناك حفل للعجول ، كنت على وشك الموت بسبب الرائحة …”
بما أن السائق تجاوز وقت انتهاء دوامه ، استقل الاثنان عربة ملكية استعاراها من سايكي ، بدت دافني وكأنها تعاني من دوار خفيف وهي تضغط على صدغها ..
“إذن ، أنت تقول إن من اختطف سيليستيان لم تكن العائلة المالكة بل سايكي ، هذا ما قاله المستشار بنفسه ..”
“نعم ..”
“سيليستيان كان يعلم ، ومع ذلك…”
وصل سؤال “هل ذهب وهو يعلم؟” إلى حلقها لكنها ابتلعت كلماتها ، لم تكن متأكدة من الإجابة التي ستتلقاها ، لذا قررت دافني أن تلتزم الصمت ..
نظر كيشا إلى دافني الجالسة في الجهة المقابلة له ، وأجاب ببراعة على السؤال الذي كان يشغل بال دافني دون أن تسأله ..
“لم يُظهر أي رد فعل حتى ركب العربة ، ولكن…”
“فهمت ..”
قبل أن يكمل كيشا قوله بأنه حاول تحطيم باب العربة ، قطعت دافني المحادثة ، شعر كيشا بشيء غير عادي ، لكنه فهم أن دافني لا تريد التحدث أكثر ، لذا اختار الصمت ..
لم يُسمع سوى صوت قطرات المطر التي تضرب نافذة العربة ، وصوت ارتطامها بالطريق الترابي ، مما أحدث اهتزازات ، كان داخل العربة مظلماً لدرجة أن ملامح وجه دافني لم تكن واضحة ..
كانت دافني غير قادرة على التحكم في رأسها، فاستمرت في الاصطدام بنافذة العربة ، نقل كيشا نفسه بجانب دافني وجلس قربه ، بحذر ، جعل رأس دافني يستند على كتفه ..
سمع كيشا صوت ضحكة خفيفة قريبة من أذنه ..
“كتفك يبدو أكثر راحة الآن ، هل أنا أتخيل؟”
“آه ، ذلك لأنني أكلت الكثير من الأشياء التي أحبها…”
“رغم أنك تحت الإقامة الجبرية ، تأكل كثيراً؟ هكذا ستشاع عني سمعة سيئة كصاحبة عمل تستغل العاملين لديها وتمنعهم حتى من الطعام …”
“أوه ، ماذا سنفعل إذاً؟”
أطلق كيشا ضحكة خفيفة ، ضحكت دافني أيضاً بصوت عالٍ ..
“حتى لو انتشرت شائعات بأني شخص قاسٍ ، فلن يؤثر ذلك عليّ كثيراً ، على أي حال ، إذا كنت تحب شيئاً معيناً ، أخبر الطاهي لتحصل عليه بكثرة في المنزل …”
“…”
“الآن وقد فكرت في الأمر ، لا أعرف ماذا تحب ، بخلاف السيوف والنساء ، ماذا أكلت لتكتسب الوزن؟”
“أمم ، دعيني أفكر… لحم الخنزير؟”
بما أن دافني لا تأكل اللحوم ، لم يكن أمام من يعيشون معها خيار سوى تناول الأطعمة الدهنية نادراً ، تردد كيشا قليلاً ثم حكّ خده ..
“يمكنك تناول تلك الأشياء في الحديقة دون تردد …”
“أنا لا أتوتر عادةً ، ولكن ، سيدتي ، يبدو أنكِ تستندين أكثر فأكثر ، هل هذا وهم؟”
“ذلك لأنني أشعر بالاسترخاء التام الآن ..”
فتح كيشا ذراعيه للسماح لها بالاعتماد عليه أكثر ، بعد أن تململت دافني قليلاً ، استقرت في وضع مريح وتوقفت عن الحركة ..
“هل كنتِ متوترة؟”
“نعم ، الأيام القليلة الماضية كانت مرهقة ، لكنني أدركت الآن أنه لم يكن عليّ التوتر ، لا يوجد سبب يدفعني للتدخل لمساعدته ، وفكرت في ذلك أشعر وكأن طاقتي قد تلاشت …”
تمتمت دافني ، كان حديثها متقطعاً لدرجة أن كيشا كان بحاجة إلى التفكير قليلاً لفهم ما قالته ، بالكاد فهم كيشا كلماتها ، لكنه لم يعرف كيف يرد ، فاختار الصمت ..
“سيدتي ، يبدو أن حرارتكِ مرتفعة.”
“أنا امرأة ساخنة ، أليس كذلك؟”
“لا ، أعني أنكِ مبللة ، هل تبكين؟”
“أنا أضحك ..”
مدّ كيشا يده ليتحسس رأس دافني ، ثم وضع يده على جبينه ..
“من سمح لك بلمسي؟ هل تريد الموت؟”
“أعتقد أنني فقدت عقلي بسبب الاقتطاعات من راتبي ، على أي حال ، سيدتي ، يبدو أن لديكِ حمى ..”
“ربما.”
رفعت دافني يدها لتلمس جبينها وخديها ، وأحست بالحرارة والعرق البارد ..
“أوه ، يبدو أنني سأمرض فعلاً.”
“حقاً؟ هل يجب أن نذهب إلى المستشفى؟”
“لا بأس ، يبدو أنه مجرد إرهاق ، أخبرتك ، إنه بسبب الاسترخاء …”
كانت دافني من النوع الذي يتمتع بصحة جيدة ، لكنها عندما تمرض ، فإن مرضها لا ينتهي بسهولة ، مجرد التفكير بأنها قد تعاني من كوابيس جعلها تبتلع ريقها لا إرادياً ..
“كيشا.”
“نعم ، سيدتي …”
“سيليستيان ، مهما كان الأمر ، هو ملكي ، لقد قررت أن أتحمل المسؤولية عنه …”
كانت كلمات دافني غير مترابطة ، لكن كيشا لم يعترض واكتفى بهز رأسه بهدوء ..
“يجب أن أجده بأي طريقة ، سأعيده ، وسواء كسرت كاحله أو فعلت شيئاً آخر ، ذلك شأني ، سأحطم وجهه المزعج ذاك… تفهم قصدي.”
“نعم ، سيكون ذلك مشهداً مثيراً ، هل يمكنني أن أشارك بضربة واحدة؟”
أومأت دافني برأسها ، فقال كيشا بنبرة جادة إلى حد ما:
“سأفعل كل ما بوسعي لإحضاره ..”
“أعلم أنه يحب سايكي ، ولكن هل هذا هو الوقت المناسب لذلك؟ هذا الوغد …”
أمال كيشا رأسه في حيرة ..
“من الذي يحبه الدوق؟”
أراد أن يصحح لها فوراً ، لكنه تردد ، لا يجب التدخل في علاقات الآخرين العاطفية ، وبأي حال ، حتى لو أخبرتها ، فلن تصدق دافني ما لم ترَ بعينيها ..
عضّ كيشا شفتيه وتظاهر بعدم المعرفة ،
ولكن مع الأخذ في الاعتبار أنهما حضرا حفل زفاف ملكي سوياً دون أي تقدم ملحوظ ، والآن ينشأ مثل هذا الفهم الخاطئ ..
‘يبدو أن المشكلة تكمن عند الدوق ، مجدداً ..’
كان شعور كيشا بالانزعاج واضحاً ..
“الوضع الحالي في ساتورنيميريال يزداد سوءاً ، ولدي الكثير من العمل ، حتى دلفينيوم ، لا أعرف ما الذي تفكر فيه ، المهم أنني لا أستطيع أن أمرض الآن ..”
كانت دافني عابسة ، على ما يبدو وهي تفكر في أمور تتعلق بالفندق والعقود المختلفة ، وبدأت تتمتم عن كل تلك الأمور ..
“عادة ، الشخص يتخلى عما لا يستطيع الحصول عليه ليشعر بالراحة ، ربما يجب أن أستسلم… فقط …”
كانت تتمتم كأنها نسيت أنها تتحدث ..
“سيدتي ، نحن على وشك الوصول ، هل يمكنني أن أحملكِ إلى الداخل؟”
أومأت دافني برأسها بخفة ..
“أنا حقاً… ليس لدي مكان أستند إليه.”
“كيف تقولين شيئاً محزناً كهذا؟ أنا هنا ..”
ابتسمت دافني بصعوبة وكأنها ممتن ة ، ثم أغلقت عينيها ..
❖ ❖ ❖
كانت عيناها الذهبيتان اللامعتان عادةً باهتتين تماماً ، وهي تحدق في السقف بتشتت ، كانت في غرفة مألوفة وغريبة في الوقت نفسه ..
لقد كان حلماً عن أيامها في سيرينادي ..
— “أخشى أن الأدوية التي أتناولها قوية للغاية وقد تؤذيني ..”
— “لا خيار آخر ، كان الأمر عاجلاً ، لقد أرسلنا برقية إلى غرين أيضاً ، وستصل الأدوية التي تحتاجينها صباح الغد ، بالإضافة إلى ذلك ، راجعتُ مكونات الأدوية مرتين بنفسي ، ستكونين بخير ، سيدتي …”
كان كيليان يقف بجانب سرير دافني ، ينظر إليها بقلق ..
— “أشتاق إلى أمي .”
— “سأحضر رسالة هذه المرة بالتأكيد ..”
كان الشتاء في سيرينادي قاسياً ، وبما أن دافني وُلدت في الصيف ، لم تعتد على الشتاء من قبل ، وكانت تكافح بشدة ضد نزلة البرد الأولى لها ..
— “سيدتي ، هل يمكنني حملكِ؟”
همست ناريد وهي لا تزال قلقة ..
— “ستلتقطين العدوى .”
— “لدي مناعة قوية لدرجة أنني لن أصاب بالبرد حتى لو تدحرجت عارية في الثلج ، لا تقلقي …”
— “ليس عليكِ القيام بهذا ، لستِ خادمة.”
— “أوه؟ لقد انتهى وقت العمل ، أنا الآن مجرد ناريد …”
لم تنتظر ناريد إذناً من دافني ، وكأنها سألت من باب الشكل فقط ، فتحت الأغطية واستلقت بجانب دافني ..
رغم تردد دافني في البداية ، إلا أنها سرعان ما اقتربت منها ، وكأن دفء ناريد لم يكن سيئاً
— “لدي امتحان غداً ..”
— “أوه ، لقد أصبح الوقت متأخراً ، لكن سيدتي ، بحالتكِ هذه ، لن تتمكني من الذهاب إلى المدرسة ، ناهيك عن أداء الامتحان …”
— لا يمكنني تفويت الامتحان ..
— ولمَ لا؟ من الطبيعي أن يأخذ الإنسان راحة عندما يكون مريضاً …
— إذا أردتُ أن أجد زوجاً جيداً في سوق الزواج ، عليّ أن أحصل على تعليم جيد بالإضافة إلى ذلك ، أمي قالت إنها ستعطيني ما وعدت به فقط إذا حصلتُ على المرتبة الأولى هذا العام ..
كانت دافني تنكمش على نفسها باستمرار وكأنها تشعر بالبرد الشديد ، بينما كانت ناريد تحتضنها ، بدت مصدومة ، لم يكن هذا النوع من القلق يناسب فتاة أصغر منها سناً ..
فتح كيليان ، الذي كان يراقب بصمت ، فمه أخيراً ..
— لا حاجة للزواج الآن ، لا تضيعي طاقتكِ على أمور بلا معنى ، هذه المرة… كل ما تحتاجينه سأقوم به أنا…
توقف فجأة عند هذه الكلمات ..
— يبدو أن أذني بها مشكلة ، لم أسمع ما قاله عمي جيداً…
كانت دافني ، بسبب مرضها ، تعتقد أنها لم تسمعه جيداً ، لذا استمرت في التحديق به وتطلب منه أن يكرر كلامه ..
جلس كيليان على الكرسي بقوة ، وسحبه نحوها قليلاً ، ثم وضع يده الكبيرة المليئة بالندوب على رأس دافني بحنان وكأنه يخشى أن يؤذيها ..
— عندما تكونين مريضة ، عليكِ أن ترتاحي ، لا تفكري في أي شيء ..
❖ ❖ ❖
استيقظت دافني من نومها وهي تشعر بقشعريرة باردة تسري في جسدها ، نظرت حولها غريزياً لتجد نفسها في غرفة نومها الرئيسية المألوفة ، لم يكن هناك سوى مصباح واحد ذو ضوء أبيض باهت مضاء بالكاد ، ولم يكن هناك أحد جالس في الغرفة ..
“مرة أخرى ، هذا الحلم السخيف ..”
صدر صوت خشن من حلقها ، جلست دافني وهي تفرك ذراعيها العصبيتين اللتين غطتهما القشعريرة …
وكانت الغرفة ، للأسف ، هي نفسها التي…
— أليست جميلة؟ أحب النساء اللاتي يبكين هكذا ..
كان هذا هو السرير الذي استلقى عليه سيليستيان ليضايقها ..
من خارج الغرفة ، على بُعد عدة خطوات ، كان يمكن سماع أصوات منخفضة ، كانت تخص ميشا وناريد ..
“يجب أن نتواصل مع جلالته…”
“حسناً ، سأفعل على الفور…”
“لكن… لا أعتقد أنه سيأتي بسبب أمر بسيط كهذا…”
“… لا خيار آخر…”
سعلت دافني بوضوح لتنقية حلقها ، كان البرد يخيم على جسدها بأكمله ..
“ناريد سيرينادي!”
“سيدتي ، هل استيقظتِ؟”
اندفعت ناريد بسرعة لتفتح الباب ، مما جعل الضوء البرتقالي الدافئ يغمر الغرفة ، أغلقت دافني إحدى عينيها بسبب الضوء ، اقتربت ناريد على الفور من السرير ..
كانت دافني جالسة تحتضن ركبتيها ، شعرها الأحمر المبعثر وعيناها الذهبية المتألقة محملتين بالعتاب ..
بدت كأنها وحش صغير فقد فريسته أو شيئاً يملكه ، لكنها كانت تعرف جيداً أنها وحش ، وقد تدرّبت ألا تبكي مهما كانت الظروف ..
“يا إلهي.”
“أنتِ… أنتِ.”
عرفت ناريد على الفور أن القنبلة على وشك الانفجار ، ورغم أنها كانت معتادة على مثل هذه المواقف ، إلا أنها لم تكن مرتاحة ، لذا سارعت لاحتضان دافني ..
لكن محاولتها لتجنب الانفجار باءت بالفشل ..
لم يكن بإمكان ناريد التفوق على دافني ..
ترجمة ، فتافيت ..