After the ending, I saved the villain with money - 65
“فستان أحمر؟ هل هو نوع من المزاح؟”
كان الفستان الذي أعده القصر الملكي لدافني فخمًا للغاية ، مزينًا بالياقوت الأحمر الباهظ ، ويجسد كل شيء تكرهه دافني بشدة عن
اللون الأحمر ..
“أوه…!”
تنهدت بعمق ، وهي تتأمل أنها تفضل ارتداء بدلة رسمية بدلًا من هذا الفستان ، أو حتى عدم الحضور مطلقًا والعودة إلى منزلها ، لكنها اصطدمت بجواب حاسم من إزميل:
“إنه أمر ، يا سيدتي ..”
“أمر؟ أمر من؟”
كانت رغبتها في التمرد كبيرة ، بل كانت ترغب في الهروب من هذا القصر الكئيب الذي لم يجلب لها سوى مشاهد لا تُطاق ..
بينما كانت تسير على طول الرواق ، عادت صورة مؤخرة رأس سلستيان المذهبة لتطفو في ذهنها ، مجرد التفكير فيه جعل ضغط دمها يرتفع ..
مدت يدها لتعبث بشعرها ، لكنها توقفت عندما أدركت أن خادماتها قد قضين ساعات في تصفيفه بعناية …
كانت تقف بمفردها في الرواق ، بينما يمر بجانبها الضيوف ، ينظرون إليها بنظرات مريبة ، فهي الوحيدة التي حضرت دون شريك ، الكل أتى برفقة شركائه ، مما جعلها تفكر للحظة في الاختباء في أي مكان بعيد ..
‘أخبروني أن أنتظر هنا ، فماذا عساي أفعل؟ ..’
لكن هذا المكان كان القصر الملكي ، رمز السلطة الأعلى ، وبالنسبة لدافني ، في هذا الوضع ، كانت الأوامر تتمتع بقوة لا يمكنها تحديها ..
“سيدة ساتورنميريال ، من الجميل رؤيتكِ مجددًا ، أنا لورين ديلفينيم من صحيفة ‘ليديز’ …”
كانت أول من تحدث إليها هو وجه مألوف ، لورين ، الصحفية البارزة التي تمثل الصحيفة التي تنتظر دافني كل أسبوع لاستلام نسختها منها ..
“مراسلة ديلفينيم ، سعيدة برؤيتكِ مجددًا.”
” آنسة دافني ، هل حضرتِ بمفردكِ؟ وماذا عن سلستيان تيريوسا؟”
“إنه…”
“آه ، ربما يكون محبوسًا في أحد أقبية هذا القصر ، أليس كذلك؟ لهذا وجهكِ يبدو شاحبًا اليوم؟ آه ، أعتقد أنني قلت شيئًا في غير محله ، أعتذر.”
قالت ديلفينيم كلماتها باستهزاء واضح ، وكأنها تضرب الطبل وتقرع الصنج بنفسها ، ثم استدارت دون أن تنتظر رد دافني ، ودخلت قاعة الحفل ..
“يا لهذه الوقاحة…”
اشتعل الغضب في قلب دافني للحظة ، وكادت تلحق بها لتلقنها درسًا بضربة على مؤخرة رأسها المتعجرفة ، لكنها قررت تجاهلها ..
فصحيفة “ليديز”، التي يمكن وصفها بعرابة الشائعات في القارة بأسرها ، لم تكن في يوم من الأيام صديقة للعائلة الملكية أو الأرستقراطيين ، بل إنها سبق وأن دعمت سيلستيان في حملته ضد العائلة المالكة ، مقابل أموال دافني ..
‘ديلفينيم الآن تدعم بكل وضوح الأميرة ولية العهد ..’
فهي الصحيفة التي لطالما مدحت البطلة “الشعبية” التي أتت من خلفية متواضعة ، ولا شك أن ظهور دافني بهذا الفستان الأحمر الباهظ سيشعل شائعات جديدة تملأ المملكة
‘أوه ، كان يجب أن أقبل أن أصبح ملكة ، مهما كان الثمن ..’
نظرات الضيوف التي تفحصتها بجرأة لم تكن جديدة عليها ، لكنها ظلت مزعجة ، فمنذ طفولتها ، اعتادت على مثل هذه النظرات ، لكنها دائمًا كانت ترفض الاعتراف بأن أحدًا يملك الحق في النظر إليها بهذه الطريقة …
عادت إلى ذهنها كلمات أمبر التي قالت إن ما تنازلت عنه بسبب رجل لا يبادلها المشاعر كان خطأ ..
تذكرت مظهر سيلستيان من الخلف ، ذلك الشعر الذهبي الذي لم ترَ تعبيراته ، تساءلت بغضب إن كان قد ابتسم بشكل ماكر ، متجاهلًا كرامته ..
شعرت بدوار مفاجئ كاد يجعلها تسقط ، لكن يدًا دافئة أمسكت بذراعيها بحزم ..
“دافني ، هل أنتِ بخير؟ هل انتظرتِ طويلًا؟”
استدارت لتجد سايكي تنظر إليها بقلق ، لكن أول ما لاحظته كان طولها:
‘لماذا أصبحت أطول؟ ..’
نظرت دافني إلى قدميها ، لكنها لم تستطع رؤية الحذاء بسبب الفستان الذي يغطيه ..
“لقد استغرقت بعض الوقت في التحضير ، اليوم هو أول حفل رسمي لي كأميرة ولية العهد ، لذا أردت أن يكون كل شيء مثاليًا.”
قالت سايكي بابتسامة خجولة ، تبدو وكأنها تشع بهالة مشرقة ، جعلت تلك الإشراقة دافني تغلق عينيها لوهلة .
“هل أنتِ بخير؟ ..”
كان فستان سايكي بسيطًا ، لكنه كان جميلًا للغاية ، مما جعل دافني تشعر بعدم الارتياح أمامها دون أن تدري ..
”هل تعمدتِ السخرية مني؟ ..”
كانت تنوي مدح جمال سايكي ، لكنها ، وقد تشتت ذهنها ، نطقت بما يخالف نواياها
“ماذا؟”
ظهرت ملامح الارتباك على وجه سايكي ، وعينيها الزرقاوين اللامعتين بدتا وكأنهما تتساءلان ..
“آه ، لقد أخطأتُ في التعبير ، كنت أنوي القول إنكِ جميلة جدًا اليوم ، لكنني لستُ في أفضل حالاتي ، هل يجب أن أخاطبكِ بلهجة رسمية الآن؟”
حاولت دافني تدارك الأمر والتغطية على كلامها ، فقد اعتادت على التعامل مع مثل هذه المواقف المحرجة ، لكنها شعرت بحرارة تتصاعد إلى وجهها هذه المرة ..
كانت ترغب في سؤالها عن السبب الذي جعل سيلستيان ، الرجل المحتجز ، يظهر معها ، لكنها شعرت أن اللحظة لم تكن مناسبة ، لا سيما مع وجود آذان كثيرة تسترق السمع ..
“أشعر أنني لستُ بخير بالفعل ..”
لوحت بيدها محاولة تهدئة نفسها ، فرأتها سايكي وأظهرت ملامح القلق ، وأشارت لإحدى خادماتها التي سارعت بإحضار مروحة صغيرة.
“الطقس حار ، أليس كذلك؟ يبدو أن المطر زاد من الرطوبة ، كنت أفكر في تأجيل الحفل ، لكنني شعرت أن اليوم هو الأنسب.”
حاولت سايكي أن تهوِّي وجه دافني بالمروحة، لكن الأخيرة أمسكَت يدها فجأة:
“ماذا تفعلين؟”
سقطت المروحة من يد سايكي على الأرض ، نظرت دافني بسرعة حولها لتتأكد من أن أحدًا لم يلاحظ ما حدث ، رغم أن القليل من الضيوف كانوا يرمقون الموقف بتعجب ..
“لا حاجة لذلك يا صاحبة السمو ، شكرًا على لطفكِ …”
انحنت دافني لتلتقط المروحة من الأرض ، وفي تلك اللحظة شعرت بوضوح بنظرات مسلطة على قمة رأسها ..
استقامت في وقفتها ، وشعرت أن رؤيتها أصبحت مشوشة قليلًا ، كانت سايكي ما زالت تنظر إليها من ارتفاع طفيف ، وكأنها تقلق بشأنها ..
‘هل كانت ترتدي حذاء بهذا الكعب العالي قبل قليل؟ ..’
لكنها بالتأكيد ما زالت أقصر من سيلستيان ، ذلك الرجل الذي لو فتح ذراعيه ، ستبدو وكأنها ستُحتضن بالكامل بداخله ..
‘تبا ، هذا لا يبدو صحيحًا ..’
فكرت دافني أنها بحاجة لافتعال مشهد درامي بالاندفاع في حضن سايكي وشكرها بحرارة لتحسين الأجواء ، في النهاية ، صديقتها الآن هي أرفع امرأة مكانة في هذا المملكة ..
أما دافني ، فهي..
“قالوا إنها أقسمت بألا تطأ قدمها القصر الملكي مجددًا بعد فسخ خطوبتها.”
“هل تمت دعوتها بشكل رسمي؟ لقد سمعت أنها أصرت على حضور الزفاف الملكي أيضًا.”
“عائلة بوكاتور بحاجة إلى تحقيقات إضافية ، يجب مراقبة أفعالهم.”
كانت دافني تعيش مع هذه الهمسات والاتهامات منذ عامين ..
“فستانها يبدو مبالغًا فيه.”
حتى ما لم تقصده كان يُفسَّر بشكل خاطئ ، ووجدت نفسها تحت الأضواء دون أن تسعى لذلك ..
كانت نغمات البيانو في قاعة الحفل تذكرها بموسيقى الحدائق الترفيهية ، هادئة وسلمية ، لكنها بالنسبة لدافني كانت أشبه بموسيقى أفلام الرعب ..
لم يكن الأمر مخيفًا بقدر ما كان شعورًا مألوفًا وغير مريح يتسلل من أسفل ظهرها إلى عمودها الفقري .
كانت سايكي تقف بجانبها ، متوترة ولا تدري ما تفعل ، حتى استدعتها مجموعة من الأشخاص ، فاضطرت لترك دافني بمفردها ..
مع بدء الحفل رسميًا ، دخل الخدم حاملين أطباق المقبلات ، نظرت دافني إلى الدرج ورأت سايكي تقف هناك ، تبدو فخورة وهي تتفقد القاعة ..
“أشعر بالصداع.”
رغم أن المطر لم يبللها ، شعرت دافني بالبرد ، وكانت رؤيتها مشوشة ، بينما أصبحت حواسها الأخرى حساسة بشكل مزعج ، أصابها الغثيان وشعرت بعدم الراحة ، ولم تستطع التوقف عن التنهد ..
اقتربت ديلفينيم من جانبها حاملة طبقًا ممتلئًا باللحم ..
“آنسة دافني ، تبدين أكثر نحافة مؤخرًا ، لا بد أن اختطاف حبيبكِ كان له تأثير كبير عليكِ..”
“أوووه.”
شعرت دافني بغثيان فوري من رائحة اللحم النفاذة ، مما جعلها تهم بالتقيؤ ..
في اللحظة ذاتها ، توجهت جميع الأنظار نحوها ..
“ماذا؟”
مدت دافني يدها لتبعد الطبق الذي كان قريبًا جدًا من وجهها ، لكن الرائحة ظلت تبدو كأنها تحيط بها ..
“أوووه.”
“آنسة دافني ، ما خطبكِ؟”
“الرائحة… إنها بسبب اللحم ، أرجوكِ ، أبعديه.”
“اللحم؟ ما به؟”
كانت عينا ديلفينيم تلمعان كما لو أنها عثرت على سبق صحفي مذهل ، نظرت إلى وجه دافني الشاحب بعينين تحملان مزيجًا من القلق والاستمتاع ..
تقيأت دافني مرة أخرى ..
“يا إلهي ، آنسة دافني! ما الأمر؟”
بدأت دافني تتلمس الطاولة بحثًا عن أي شيء تضعه في فم ديلفينيم لتوقفها عن الحديث ، لكنها لم تجد شيئًا ..
كبطلة مأساوية ، غادرت دافني القاعة ، متجاوزة رائحة اللحم ، لتستنشق الهواء المحمّل برائحة الأرض المبللة بالمطر ..
“دافني ، هل يمكن أن تكوني…؟”
“يا إلهي! لقد أفزعتني ، لماذا تبعتني؟”
خفضت ديلفينيم صوتها وهي تتحدث ..
“أشعر أن علي تهنئتكِ …”
ضيّقت دافني عينيها ، معتقدة أنها سمعت خطأ ..
“تهنئتي على ماذا؟”
نظرت إليها دافني كما لو أن كلامها هراء ، محاولة تفسيره ..
كانت نظرة ديلفينيم مزيجًا من القلق والجنون وهي تمرر يدها برفق على ظهر دافني ، ابتعدت دافني خطوة إلى الوراء ، شاعرة بعدم الراحة ..
“لا تقولي شيئًا ، أيتها العزيزة ، أنا أستطيع أن أعرف كل شيء …”
“ماذا؟”
قالت ديلفينيم ، وهذه المرة انبعثت منها رائحة خفيفة للكحول ، فكرت دافني لوهلة فيما إذا كان من اللائق للصحفية أن تشرب أثناء العمل ، لكنها قررت عدم التعليق ، فهذا الأمر لا يعنيها ،
لكن رائحة الكحول كانت مقززة بالنسبة لها على غير العادة ، رغم علمها بأنه من غير اللائق أن تظهر ذلك أمام شخص آخر ، لم تستطع منع نفسها من التقيؤ الوهمي ..
“أوهه.”
قفزت ديلفينيم تقريبًا إلى الوراء وكأنها صُدمت ، واهتز شعرها القصير الناعم ..
“أنا آسفة ، هل هو عطري؟ يا إلهي ، حقًا… أنا آسفة جدًا.”
مع كل كلمة ، كانت ديلفينيم تخطو خطوات إلى الوراء ، مستخدمة إيماءات مبالغ فيها بدت كأنها أداء مسرحي ، شعرت دافني بالارتباك أمام هذا السلوك الغريب ..
“لورين ديلفينيم ، لا أفهم مطلقًا ما تقولينه.”
مدّت دافني يدها في محاولة لإيقافها ، لكنها لم تتمكن من ذلك ..
“أنا أعرف كل شيء ، لا تقلقي أبدًا.”
“ماذا؟”
للحظة ، توقفت دافني ، متسائلة ما إذا كانت ديلفينيم تعني أنها تعرف حتى ذوقها في الطعام ..
“حتى لو لم أكن أدرك ذلك من قبل ، الآن أنا أعرف ، حقًا.”
كانت ديلفينيم تتحدث وكأنها تغني ، متراجعة بخطوات راقصة إلى الخلف ..
“أوه ، تهانينا مجددًا ، وأكرر ، لا تقلقي بشأن أي شيء ، سأحرص على مساعدتكِ في هذا الوضع …”
لوحت ديلفينيم بيدها عدة مرات ، ثم وضعت يدها على صدرها مع نظرة عازمة في عينيها
ثم ، وكأنها تخبر دافني بالبقاء حيث هي ، وضعت يدها على جبهتها وحاجبيها بتوتر ، قبل أن تغادر القاعة في اتجاه مختلف ، ربما متجهة إلى عربة تنتظرها ..
“مساعدتي؟”
وقفت دافني بمفردها ، متسائلة عما حدث للتو ، أفعال ديلفينيم المبالغة أشغلت ذهنها لدرجة أنها نسيت كل التوتر والضغط الذي شعرت به في الحفلة ..
“إذن ، ماذا… تعني بالضبط؟”
ترجمة ، فتافيت ..