After the ending, I saved the villain with money - 63
( اعراض الانسحاب ..)
التقت أعين الشابين الجميلين ذوي الشعر الأشقر ، وما إن حدث ذلك حتى عبسا في نفس الوقت ..
“تتنقل هنا وهناك تاركا هذا القصر الرائع ، عجيب حقاً …”
قالت ذلك بعينين زرقاوين تفتقدان النور ، بينما ابتسم سيلستيان بسخرية طفيفة ..
“على الأقل ، أنا أنام بجانب زوجي .”
عندما تحدثت عن روميو ، ظهر بريق بسيط في عينيها ، لكنها ما لبثت أن أخفت ذلك البريق عندما نظرت إلى سيلستيان بازدراء ..
ورغم ذلك ، سمع سيلستيان شيئاً لم يكن مهتماً بمعرفته ، رفع يديه المقيدتين ، ومسح أذنه اليسرى بظاهر كفه ..
“إذاً لماذا عدلتِ كل هذا القصر بهذه الفخامة؟”
“هذا كان هدية زفافي من دافني ..”
“كنت أعني أنها جميلة جداً.”
سرعان ما صحح سيلستيان كلماته ..
“تعديل قصر الملكة كان مجرد خطوة رمزية ، رسالة مفادها نسيان الملكة السابقة واستقبال ملكة جديدة …”
“واثقة جداً بنفسكِ ..”
“هذا القصر كان مكاناً محجوزاً لملكات السابقات ، بما في ذلك الملكة روز التي رحلت عن العالم ، لذا ، لا يمكن أن يسمح روميو ودافني لي بالمبيت في مكان كهذا …”
نظر سيلستيان إلى المظلة البيضاء التي تمسكها ..
“لا تمطر ، ومع ذلك تبدين متأنقة للغاية بهذه المظلة …”
“سيبدأ المطر قريباً ، ستصبح مثل حيوان مبلل ، آه ، ولا تهتم بالحذر من البرد ..”
“لن أهتم…”
“آمل أن تصاب بحمى شديدة حتى الموت.”
ردت بهدوء على استفزازاته ، بينما كان هو مستفزاً بنفس القدر ..
“كيف خرجت؟”
“من الباب خلف الدرج ، كان هشاً جداً.”
توقفت سايكي لبرهة ، ثم هزت رأسها بلا مبالاة ..
“سمعت أنك أثرت الفوضى لأن دافني لم تمنحك منزلك الخاص في المدينة ، ما زلت صعب المراس كما كنت دائماً …”
تغيرت ملامح وجه سيلستيان قليلاً عندما شعر بأن غايته باتت مشوهة في نظر الآخرين ..
‘ظننت أن ذلك سيجعلها توافق على البقاء معي …’
لكنه لم يقل ذلك بصوت عالٍ ، إذ اعترف في داخله أن تصرفه كان طفولياً ، وشعر بحرج كبير ، رغم ذلك ، لم يتحرك لتجنب هذا الإحساس ..
“هل هو لأنك خائن أنك تقوم بتخريب ممتلكات الآخرين؟”
“كم مرة عليّ أن أكرر؟ لا علاقة لي بـريفونزو ، الخيانة؟ هذا افتراء بحت ..”
“لكنك قلت إنك أردت أن يعترف بك لتصبح ملكاً ..”
رمش سيلستيان بعينيه الخضراوين بهدوء ، كأنما يحاول تذكر شيء من الماضي ..
لقد كانت فرصة إعادة بناء حياته جزءاً من هدية عيد ميلاده العشرين ، حدث ذلك هذه المرة أيضاً ..
“ربما قلت ذلك عندما كنت صغيراً جداً ، لكن كل أهدافي تغيرت منذ وقت طويل وأصبحت تتمحور حول دافني …”
لم يتذكر الكثير من حياته السابقة قبل عودته بالزمن ..
“هذا ليس أنا الآن ، كما قلتِ.”
ضاقت عينا سايكي قليلاً ، وظهرت علامات الضيق على وجهها ..
“هل ستسمحين لي بالخروج الآن؟”
اشتاق سيلستيان إلى رؤية دافني التي اعتاد أن يراها تتحرك بنشاط في كل مكان ..
عدم رؤيتها في الأيام القليلة الماضية أفقده النوم ، وبدأت أعصابه تنهار ، لم تكن الأيام الثلاثة دون طعام أو نوم شيئاً صعباً عليه عادة، لكن أعراض انسحابه من دافني جعلته يشعر بتوتر لا يُحتمل ..
لو فتح عينيه الآن ، لربما كان بإمكانه أن يخنق هذه المرأة أمامه حتى الموت
لكنه لن يفعل شيئاً يُحبط دافني ..
‘ليس هذه المرة ..’
أخذ نفساً عميقاً ..
“قصري هو أكثر مكان آمن بالنسبة لك ، إذا اكتشف أحد مكانك ، ستُقتل فوراً.”
“أعرف هذا القصر جيداً ، أستطيع المغادرة دون أن يكتشفني أحد ..”
كان سيلستيان سيد هذا القصر في وقت من الأوقات ..
رغم أن الأمور تغيرت ، لم يكن يتوقع أن يصبح المكان مليئاً بكل هذه المتغيرات ..
“لقد تم كشفك الآن ، أليس كذلك؟”
“إذا أغلقتِ فمكِ ، فلن يكتشف أحد شيئاً ، تماماً كما أتجاهل أنا ما أعرفه عنكِ …”
اتسعت عينا سايكي فجأة ، لكن سيلستيان لم يعر ذلك اهتماماً ، وأغمض إحدى عينيه محاولاً استرجاع ذكريات الماضي ..
كانت سايكي دنفر دائماً مليئة بالطموح ، تُخفي نواياها الحقيقية خلف قناع من التظاهر والخداع ..
“هل تحدثت مع دافني عني من قبل؟”
“دنفر.”
“تقصد وليّة العهد ، أليس كذلك؟ لم أعد تلك دنفر المزعجة ، أنا الآن رودريغيز ، الاسم الذي لطالما طمحت أنت إليه ..”
نظرت إليه بوجه بارد كقطعة جليد ..
هبت ريح محملة برائحة الأعشاب ، وأزاحت الصمت للحظات ..
“دنفر ، إذن.”
ابتسم سيلستيان بزاوية فمه ، لم يكن ينوي السخرية ، لكن عيني سايكي الزرقاوين المتجمدتين أظهرتا غضباً متزايداً ..
أدار وجهه بعيداً ، فقد كان يكره رؤية هذا النوع من التعبير على وجوه النساء ، ما عدا دافني ..
“لقد أصبحتِ رودريغيز بفضل دافني.”
“دافني؟!”
نظر سيلستيان إلى سايكي ، متوقعاً ردّاً مليئاً بالكلمات القاسية .
“ربما.”
لكن عكس توقعاته ، خفضت سايكي عينيها الزرقاوين إلى الأرض ، بدا له وكأنها تمثل التواضع ، مما جعله يرفع حاجبه بفضول ..
“سأسألك مجدداً ، هل تحدثت مع دافني عني؟”
أخذت سايكي تعبث بمقبض المظلة بيدها كما لو كانت تشعر بالارتباك ..
راقب سيلستيان تلك المظلة بعناية ، متسائلاً إن كانت مظلة حقيقية ، فقد كان أفراد عائلة دنفر معروفين بحملهم سيوفاً على شكل مظلات ..
“عن ماذا؟”
“أنت تعرف جيداً.”
كان سيلستيان على دراية تامة بسبب ارتباك سايكي ..
الأمر بسيط ..
لقد قتلت سايكي والدها البيولوجي ..
وضعت مهدئاً في مياه الشرب التي يتناولها سكان قصر دنفر ، ثم أشعلت النار في المكان ، مما أدى إلى إبادة الجميع ..
وألقت بكل التهمة على عاتق سيلستيان ..
خدعت الجميع بادعاء أنها ضحية ، بما في ذلك دافني ..
ولأن سيلستيان كان الشاهد الوحيد على الحادثة وقتها ، فإن صمته يعني أن سايكي ستظل في أمان ، محاطة بمن يحبونها ..
أما الطريقة الأكثر أماناً بالنسبة لها ، فكانت التخلص منه تماماً ..
‘لم أكن أرغب حتى في رؤية ذلك ..’
لو استطاع العودة إلى الماضي ، لما سمح لنفسه بالارتباط بأي شكل بـ سايكي ..
‘ربما كان من الأفضل لو ادعيت فقدان الذاكرة ..’
شعر سيلستيان برغبة في ضرب رأسه لإزالة كل تلك الذكريات ..
كان يعتقد أن أحد أسباب سوء فهم دافني لمشاعره تجاهها هو ارتباطه الغريب بسايكي دنفر ..
‘كيف يمكن لـدافني أن تصدق مثل تلك الشائعات الغبية؟ ..’
تنهد سيلستيان وألقى بنظره إلى السماء
الغيوم الرمادية الداكنة كانت تنذر بهطول مطر غزير ..
“ألستِ مدينة لي بالشكر على إبقاء فمي مغلقاً حتى الآن؟”
“مؤسف حقاً ، لو أنك شنقت نفسك حينها ، لكنتَ قدمت لي خدمة كبيرة.”
“… …”
“كل من يعرف شيئاً عني مات بالفعل ، باستثنائك ..”
لم يرغب سيلستيان في الاستمرار في الحديث مع هذه المرأة المزعجة ..
كل ما أراده الآن هو العودة إلى السجن الذي خلفه ، طواعية ..
نظر إلى سايكي لوهلة ، ثم استدار متجهاً نحو الطريق الذي جاءت منه ..
لكنه وجد نفسه يعود إلى النقطة ذاتها ، حيث تقف ..
“أحمق.”
ابتسمت سايكي بسخرية ، رافعة زاوية فمها الأيسر ..
“أنت مزعج للغاية.”
لم يكن ما تحمله في يدها سيفاً ، بل كانت مظلة حقيقية ..
فتحتها بصوت حاد ، لتقي نفسها من المطر الذي بدأ بالهطول ، بينما ظلّت شفتيها الورديتين تتحركان دون توقف ..
“من المقزز رؤيتك تحدق بـدافني ، إنها صديقتي …”
“وأنتِ أيضاً لستِ بريئة تماماً ، يا دنفر ، تتظاهرين بالبراءة وكأنكِ لا تعرفين شيئاً.”
“لكنني أعرف أنك كنت تراقب دافني سراً.”
قطّب سيلستيان جبينه ..
“هل تظنين أن دافني لم تكن محط أنظار مئات المهووسين؟ أشخاص يختبئون في الظل وينظرون إليها متذرعين بالحب النقي؟”
فجأة ، نظرت سايكي إلى شيء ما خلف سيلستيان مباشرة ، أعلى بقليل من مستوى رأسه ..
ظهرت ابتسامة خفيفة على وجهها ، لكن عندما أمال رأسه ليحجب رؤيتها ، عبست من جديد
“دافني.”
“ماذا؟”
“ما نواياك تجاه دافني؟ ولماذا هي معجبة بك؟ صديقتي لم تهتم بأي رجل قط ، حتى إنها كانت تقول قبل عامين فقط في عيد تأسيس المملكة إنها تريد أن تصبح ملكة.”
كانت مشكلة سايكي دنفر الحقيقية هي كثرة كلامها ..
“إذا كان وجودي يزعجكِ لهذه الدرجة ، فلماذا لا تحملين سيفاً وتنتهين مني؟”
“أوه ، أعتقد أنك تقلل من شأني إذا كنت تظن أنني لم أفكر في ذلك ، لكن إراقة دمائك في مكاني الجديد المثالي؟ مقزز جداً.”
لو كانت سايكي تستطيع قتله فعلاً ، لكان سيلستيان مستعداً لتقديم عنقه بنفسه ..
“هل تعرف ما حدث لـدافني خلال الأيام الثلاثة التي قضيتها هنا محبوساً؟”
أظهرت سايكي تعبيراً حزيناً وهي تجعد حاجبيها ..
عندما سمِع سيلستيان ذكر اسم دافني ، أمال رأسه باهتمام ..
“كيف يمكنني أن أعرف؟ أنا محتجز هنا ، أخبريني ..”
“لا، لن أخبرك ، على أي حال ، لن تتمكن من فعل شيء حيال ذلك ..”
“تباً، ما الذي تريدينه مني؟”
“قلت لك بالفعل ، لا يمكنك حماية دافني ، أنت مجرد خائن …”
بدأ المطر الخفيف يتساقط ..
“كان من الأفضل لك أن تبقى هادئاً.”
أخرجت سايكي قلادة كانت معلقة على عنقها ، وفتحت قيد يديه ..
في اللحظة التي حاول فيها سيلستيان أن يتراجع خطوتين ، أمسكته بقوة من ذراعه ..
“لا تجرؤ على المقاومة ، إذا صرخت ، فسيأتي الأشخاص الموجودون خلفك على الفور ، وحينها ستجلب العار لـدافني بسبب ارتباطها بك ، وبالطبع ، أنا لا أريد ذلك.”
كانت قبضتها على ذراعه قوية بما يكفي لتبقيه في مكانه ..
“لقد أتيحت لك فرصة للذهاب مع دافني ، لكنك أضعتها.”
عبس سيلستيان متسائلاً عن قصدها
تحت ظلال المظلة ، نظرت إليه سايكي بعينيها الزرقاوين القاتمتين قبل أن تخفض المظلة مؤقتاً ..
خلال تلك اللحظة ، غيرت ملامح وجهها ببراعة ، وابتسمت بابتسامة مشرقة خجولة وهي تقترب منه لتشاركه المظلة ..
“كم هو مقلق.”
تمتم سيلستيان وهو يجعد حاجبيه الجميلين ،
نظرت سايكي بجانب عينيها إلى جانب رأسه ، وظل وجهها خالياً من التعبير تحت المظلة ..
“دافني تنظر إلينا.”
بمجرد سماعه لاسم دافني ، استدار سيلستيان بنظرة مليئة بالأمل والحزن ، متوقعاً أن تكون قد جاءت لتبحث عنه ..
ترجمة ، فتافيت ..