After the ending, I saved the villain with money - 59
“ليس لدينا سوى بعضنا البعض ..”
وقفت كيشا وميشا على مسافة بعيدة ، ينظران بوجوه مصدومة إلى دار الأيتام وهي تتهاوى تحت وطأة النيران المتصاعدة بصوت طقطقة عالٍ ..
“لقد أشعلنا النار في تلك الغرفة فقط ..”
“لماذا تزداد الأمور سوءًا هكذا…؟”
“من أراق الوقود على الأرض؟”
قبل إشعال النار ، كان الاثنان قد تجولا في أنحاء المكان بحثًا عن الأطفال لإنقاذهم ، لكن جميع الغرف كانت فارغة ، كان الأمر مطمئنًا نوعًا ما ، لكن الأطفال قالوا إنهم ذاهبون للنوم ، ولم يعرف أحد إلى أين اختفوا ، في تلك الأثناء ، كانت النيران تبتلع دار الأيتام بشراسة ..
“يا ترى ، أين سنعيش الآن؟”
“أطرافنا سليمة ، سنجد عملًا يدويًا في مكان ما …”
“تبًا! كان علينا الذهاب مع تلك السيدة الغريبة.”
نظرت كيشا وميشا إلى وجوه بعضهما ، المغطاة بالسخام ، في حيرة مما إذا كان عليهما الضحك أم البكاء ، وفي تلك اللحظة ، انطلق صوت إنذار يخترق الغابة ، شعر كلاهما بالبرودة تتسلل إلى صدريهما …
لم يكن هناك مجال للشك؛ هذا هو صوت فرقة التفتيش المحلية ..
❖ ❖ ❖
هربت كيشا وميشا بسرعة في عمق الغابة ،
لكن القبض عليهما من قِبل فرقة التفتيش المحيطة بالمنطقة كان مسألة وقت لا أكثر ..
وجد الاثنان نفسيهما في زنزانة مضاءة بمصابيح بيضاء قوية ، حيث طلب منهما ملء استمارات تتضمن معلومات شخصية ، كانا يرتجفان من الخوف غريزيًا ..
الاسم ، العمر ، الأصل ..
هذه فقط المعلومات المطلوبة ..
كان بإمكانهما كتابة أسمائهما الجديدة كما هي ، والعمر كما هو ، والأصل “لا نعرف ، لأننا أيتام.” لكن ما أخرهما عن الكتابة هو سماعهما لعبارة:
“علينا إعادة التحقيق في دار الأيتام المحترقة …”
في تلك اللحظة ، تخيل الاثنان جثة المدير التي لا بد أنها احترقت بالكامل ..
تبادلا الهمس بصوت خافت:
“إذا حدث هذا ، سنصبح نحن المتهمين بقتل المدير ، أليس كذلك؟ القتل في سيكراديون عقوبته الإعدام!”
“الإعدام؟”
“نعم ، شنقًا ، حبل حول الرقبة.”
لم يكن خوفهما ناجمًا عن الشعور بالذنب ، بل من احتمال أن يتم إعدامهما على جريمة لم يرتكباها ، وبينما كان ميشا يكتب اسمه ببطء شديد نيابة عن كيشا التي لم تكن تعرف الكتابة ، بدأ الضجيج بالخارج ..
“ماذا يحدث؟!”
ارتفع صوت صخب من خارج الزنزانة ، تلته صيحة مألوفة:
“كيف تحترق عمارتي الريفية؟!”
“سيدتي ، من فضلكِ ، اهدئي!”
“كيف أهدأ؟! من الذي فعل ذلك؟!”
وضع ميشا وكيشا أقلامهما واقتربا من قضبان الزنزانة ، ظهرت دافني بوكاتور وهي تمثل وكأنها في قمة الصدمة ، وجهها يعكس عبارة “أنا غارقة تمامًا في دوري الآن.”
كانت ترتدي فستانًا بلا أكمام يظهر كتفيها وذراعيها بالكامل ، مزينة بأقراط وعقود وأساور ودبابيس تبدو باهظة الثمن ..
“أليست هذه الآنسة من عائلة غرين؟”
اقترب قائد فرقة التفتيش منها ، خالعًا قبعته بإجلال:
“بلى ، أنا دافني ، من عائلة بوكاتور وغرين ، كما أنني ابنة أخت الملك رودريغيز …”
بدا قائد فرقة التفتيش وكأنه كان على دراية مسبقة بالأمر ، فأومأ برأسه قائلاً:
“حاليًا ، تشغلين منصب الكونتيسة في مقاطعة سيرينادي …”
كان تقديمًا مطولًا بعض الشيء ، لكن دافني أكدت بقوة في عبارتها الأخيرة على أنها ليست مجرد ابنة لشخصية ما ، بل تحمل لقبًا نبيلًا بحد ذاتها ..
“حقًا؟ نأسف لإزعاجكِ بهذا القدر ..”
“يا إلهي! هل يعقل أن يكون هذا من فعلهم؟ لا أستطيع تصديق ذلك …”
“هل تعرفين هؤلاء الأطفال؟”
“نعم ، بالطبع ، هؤلاء هم الأطفال الذين كنت أفكر في توظيفهم للعمل في قصري ..”
“هؤلاء الأيتام؟”
كان صوت دافني القوي والواضح يصدح في أرجاء مركز التحقيق ، إلى جانب خادمتها ، كان مجموعة من الأطفال الأيتام يقفون متكدسين بجانبها ..
“رأيتهم يأخذون زجاجات زيت الطبخ أو شيء من هذا القبيل!”
“ليس زيت طبخ ، بل وقود! وقود!”
تنهد ميشا بعمق ، الآن فقط فهم سبب عدم وجود الأطفال في غرفهم؛ لم يكن يعرف متى تم إخراجهم بالضبط ، بينما تمتم كيشا بعبارة “المنقذة”، ليقوم ميشا بضربه بالمرفق.
“كيف يكون هذا المكان ملكًا لكِ؟ كان ذلك المكان…”.
“لقد اشتريته من ذلك الرجل قبل فترة ، بمبلغ 40 مليار ليون ..”
رغم أن الأمر لم يكن منذ فترة طويلة ، بل بالكاد ثلاثة أيام ، إلا أن دافني أشارت إليه ببساطة على أنه من الماضي البعيد …
“حقًا؟ لقد اشتريتِ ذلك المبنى المتهالك بهذا السعر؟”
“نعم ، اعتقدت أن له قيمة تستحق هذا المبلغ.”
نظرت دافني بالتناوب إلى كيشا وميشا ، ثم قالت:
“ولكن الآن احترق قصري الأول بالكامل واختفى ، أشعر بحزن شديد ، حتى أنني كدت أفقد الوعي عندما سمعت الخبر ، يا للأسى!”
“آه ، يا سيدتي المسكينة والضعيفة! تماسكي!”
وضعت دافني ظهر يدها على جبينها كما لو كانت تشعر بالدوار ، بينما دعمتها خادمتها ذات الشعر العسلي من الخلف ، متظاهرة بالقلق
للحظة ، شعر كيشا أن عينيها الذهبيتين تشبهان ثعبانًا رآه ذات مرة في البحر ..
“لقد كان قصري الأول ، الذي اشتريته بشجاعة من ميراث جدي الكبير ..”
واصلت دافني كذبها بإتقان ، وهي تضغط بمنديل أخضر فاتح على زوايا عينيها ..
“هل اشترته حقًا بالميراث؟”
رغم أن ميشا رأى بوضوح أنها لم تكن تبكي ، إلا أن الجميع من حولها كانوا يشعرون بالأسف تجاهها ..
“سيدتي الكونتيسة في سيرينادي ، ما الذي تودين فعله؟ هل نسلم هؤلاء الأيتام إلى شرطة العاصمة؟”
ترددت دافني للحظة ، كما لو كانت تشعر بالإحراج من اللقب ، ثم سعلت خفيفًا قبل أن تقول:
“لا ، الأطفال قد يخطئون أحيانًا ، أطلقوا سراحهم ، سأصطحبهم معي ..”
“ماذا؟”
“عادة ما تكون العلاقات التي تقوم على الديون هي الأقوى …”
ابتسمت دافني وهي تقول ذلك ، ضحك ميشا بسخرية ، بينما عادت دافني للتحدث بثقة تفوق الحد ..
“لكن بالمقابل ، ستعملان معي حتى تسددان الدين بالكامل …”
❖ ❖ ❖
واصل الثلاثة الحديث عن الماضي بينما كانوا في طريقهم إلى قصر بوكاتور ، لكل واحد منهم ذكريات مختلفة: بالنسبة لدافني ، كانت أيامًا جيدة ، بينما استعاد ميشا ذكريات غريبة وغير مألوفة ..
“في ذلك الوقت ، كنتِ تبدين كالمجنونة.”
“خصم من راتبك مباشرة ..”
رفع ميشا كتفيه بلا مبالاة وقال:
“على الأقل تغيرتِ الآن وأصبحتِ أكثر نضجًا.”
“هل تعتقد أنني أقل شأناً لأنني أقصر منك؟ تذكر أنك أصغر مني بعامين ..”
“عندما أسدد ديوني بالكامل…”
“أنا لا أجبر أحدًا على البقاء ، لكن لا تنسَ أنك ما زلت مدينًا بـ30 مليارًا ..”
وافق الأخوان شا على تحمل مسؤولية حريق قصر دافني ، وتم تقسيم الدين بينهما ليصبح 20 مليارًا لكل منهما ..
كانت الرواتب التي يدفعها العمل مع دافني مجزية ، إضافة إلى أنها كانت تمنحهما أحيانًا نقودًا إضافية قائلة: “اشترِ ما تحتاجه.” كانت تعاملهم كما لو كانوا جزءًا من عائلتها بالفعل
كيشا لم يكن يبذر الأموال إلا عندما يخرج للقاء صديقاته ، كان يدخر الأموال التي يحصل عليها ويستخدمها في سداد ديونه بانتظام ، حتى إنه كان يجلب الجوائز التي يفوز بها في مسابقات المبارزة ويقدمها لدافني دون تردد …
على النقيض ، كان ديْن ميشا يتزايد يومًا بعد يوم بطريقة غريبة ، ورغم تكراره يوميًا أنه سيترك العمل بمجرد سداد ديونه ، كان يبدو وكأنه جاد بالفعل ، جرّب ميشا العديد من الطرق لتحقيق ثروة كبيرة ، من بينها المقامرة والاستثمار ، لكنه فشل دائمًا وانتهى به الأمر بخسائر فادحة …
“تبًا.”
كانت دافني مستلقية على الأريكة في غرفة الجلوس ، وهي تحمل كتابًا روائيًا بيدها ..
“هناك شيء يثير فضولي ، سمعت أنكما لم تكن لديكما أسماء أصلًا ، أليس كذلك؟ بحر وعهد؟”
“لم يكن ‘عهد’. كان ‘ميثاق’.”
“ميثاق؟”
توقفت دافني لبرهة قبل أن تنفجر ضاحكة ..
“ميثاق؟ مثل حفل الميثاق الذي أقيم في منطقة دنفر؟ هل كنتما هناك عندما التقطكما ذلك المدير الملعون ، تنزين؟”
لكن يبدو أنها لم تكن مهتمة بسماع الإجابة ، رأى ميشا شعرها الأمامي يندفع للأمام كما لو كان مشدودًا ، ثم لم يعد إلى مكانه ، فأطلق ضحكة خفيفة مجبرًا ..
“هل تعرف من منح اسماء؟ كيشا وميشا.”
بعد أن انتهت من الضحك فجأة ، مسحت دموعها بأطراف أصابعها وسألت:
“لا أعرف سوى أنه كان أول متبرع مجهول ، لكن مع احتراق ‘قصر الآنسة’ بالكامل بعد عودة كيشا من المسابقة الإمبراطورية ، ضاعت كل المستندات.”
“يا للأسف ، هل تعرفان معنى الاسمين؟ لا أظنهما مأخوذين من متجر مستحضرات تجميل …”
نظر ميشا إليها بنظرة جانبية ، ثم ألقى ببصره نحو الخارج ، كان كيشا يتبارز مع سيليستيان بالسيوف الخشبية في الحديقة …
كان ميشا يتذكر الرسالة الوحيدة التي تلقاها من المتبرع ، حيث كُتب فيها بخط أنيق:
“سأدعم أي شيء تريد القيام به ، عش حياة سعيدة وكن شخصًا تعيش لأجلها فقط …”
لكن الرسالة لم تكن تحمل ختمًا ولا رائحة ..
“قالوا إن اسمي يعني ‘أتوق لرؤيتك’.”
حك ميشا خده بيده ، عندما تلقى اسمه لأول مرة في طفولته ، أو حتى عندما سألته دافني عن اسمه لأول مرة ، لم يتمكن من الرد بسهولة ، لأنه شعر بالحرج ..
“الاسم رومانسي للغاية ، لكنك لم تقابل المتبرع أبدًا ، أليس كذلك؟”
“بالطبع، لم يكن المقصود بهذا الاسم أنا تحديدًا ..”
ردت دافني بلا اكتراث ، ثم وقفت ببطء واتكأت على نافذة ، وهي تتأمل انعكاسات الضوء المبهرة كأنها شظايا زجاج متناثرة ، وعلى الجانب الآخر سيليستيان يتألق تحت الشمس ..
“أعتقد أنني معجبة بذلك الرجل ..”
تمتمت دافني ، وهي تسترجع ذكرى احتضانه القوي الذي لم يسمح لها بالمغادرة ..
خفض ميشا رأسه بنظرة متحفظة قبل أن يرد:
“ولكن يا آنستي ، الدوق تيريوسا…”
فكر ميشا قليلاً قبل أن يكمل حديثه:
“أعتقد أنه يحمل لكِ بعض المودة ، لقد حاول مساعدتكِ عدة مرات ، لكن…”
توقف للحظة ، صحيح أنه شعر بالامتنان الكبير عندما تخلص من الكونت بولدوين نيابة عنه ، لكن قبل ذلك ، عندما كانت دافني طريحة الفراش بعد إصابتها بطلق ناري ، كان ذلك الرجل قد تحدث مع سايكي وغادر بسرعة دون أي تردد ..
بينما كان ميشا يحدق في الأرض ، رفع رأسه فجأة ليجد دافني تحدق به مباشرة بلا أي تعبير على وجهها ، أدرك فورًا أنه قال شيئًا خاطئًا ، فشعر بقشعريرة تجتاح جسده …
ترجمة ، فتافيت …