After the ending, I saved the villain with money - 58
وقف ميشا على منتصف الدرج المركزي في دار الأيتام ، ينظر إلى الأطفال الأيتام المتجمعين حول الموقد المنطفئ ..
“آنسة بوكاتور ، نشكركِ على دعمكِ ، نتمنى لكِ طريقًا آمنًا…”
“آه ، سأبقى حوالي أسبوع فقط ، أود أن أعرف ما يحتاجه الأطفال الذين أدعمهم ، ما أسماء هذين الصبيين؟”
“الطفل الذي كنتِ تبحثين عنها تدعى كيشا ، أما الآخر فهو ميشا ..”
“آه ، فهمت ، حتى الأطفال الكبار تهتمون بهم ، هذا مثير للإعجاب …”
“كما تعلمين ، حسب أصولهم…”
بدت مديرة الدار في غاية السعادة بالدعم السخي من هذا الشخص الثري الجديد ، رغم أن قولها إنها ستبقى لمدة أسبوع أحدث بعض التوتر في تعابيرها ..
“أسماؤهم جميلة ، كأنها أسماء لمحلات مستحضرات تجميل …”
“هاها ، هذه أسماء أهداها لهم أحد الداعمين المجهولين ..”
رُصدت امرأة ذات شعر أحمر ، كانت قد قضت بالفعل أسبوعًا في المكان ، بجانبها خادمة ذات عيون رمادية ، كانت دافني ، تلك المرأة ، تمضي وقتها بشكل غير متوقع في اللعب مع أطفال الدار ، كانت تغسلهم بيدها رغم قذارتهم ، وترسل الفارس والخادمة لشراء ملابس جديدة لهم ، وتجلس لقراءة قصص للأطفال في أحضانها ..
“هذه المرأة جميلة ..”
قالت كيشا ، وهي تنزل من الدرج حاملة سيفًا خشبيًا على كتفها ، أما ميشا ، فقد عبّر عن استيائه:
“استفيقي يا غبية ..”
“ألا تبدو وكأنها ليست من النبلاء؟”
“إنها نبيلة من الواضح ، ما الذي تشاهدينه غير ذلك؟”
“كما لو كانت أميرة ..”
كانت كيشا ، التي لا تقاوم النساء الجميلات ، تتمتم بإعجاب بينما تنظر إلى دافني ..
“يا هذا ، كل هذا تمثيل ، النساء النبيلات يتقنّ التظاهر ، يضحكن أمامك ويشتمك خلف ظهرك …”
“حقًا؟ لا أستطيع ملاحظة ذلك ..”
رغم احتجاجات ميشا ، قررت كيشا إبهار دافني ، وبدأت تتباهى بتحريك سيفها الخشبي على الدرج حيث يمكنها رؤيتها ..
كانت تصرفاتها مكشوفة لدرجة أن ميشا نظر إليهت بعينين ضيقتين بغضب تجاه شقيقته غير البيولوجية ..
“أيتها الأخت ، لديكِ شجرة على ساقكِ! هل هي رسمة؟ متى ستزهر هذه الأزهار؟”
“خشنة! هل هي لعنة الوحش؟ ألا تشعرين بالحكة؟”
كانت الفتيات الصغيرات اللواتي وصفن دافني بدمية كبيرة وجميلة يعاملنها بفضول ، وهنّ يمسكن بجروحها الصغيرة هنا وهناك ..
ضحكت دافني بصوت منخفض على براءة الأطفال ولم تبدُ منزعجة من أسئلتهم ..
مرّت كيشا بجانب ميشا وهمست بتحدٍ:
“انظر ، قالوا إنها لعنة الوحش ومع ذلك هي تضحك ، جميلة جدًا ، ولا يبدو أنها منزعجة حتى …”
“أنتِ مجنونة ، اذهبي بعيدًا.”
دفعها ميشا على ظهرها وكأنه يوشك أن يسقطها من الدرج ..
“هذه ليست إلا جروحًا لا تزهر بأي شيء ، في الحقيقة ، أنا…”
بدأت دافني تحكي عن مدى استمتاعها بالانضمام إلى فرقة الباليه عندما كانت صغيرة وعن الحادث الذي تعرضت له وهي في سن معين ، بصوت دافئ ومريح ، تأثر الأطفال الصغار عاطفيًا وبدؤوا يبدون حزنهم ..
حتى ميشا الذي بدا متأثرًا بشكل واضح ، لكنه سرعان ما أخفى ذلك وعاد يراقبها بنظرات جامدة ..
“بيار ، تذكري ، هذا النوع من الأشخاص ليس جديدًا علينا.”
“مهلاً ، أحب اسمي الجديد ، لذا نادني به.”
“كيشا؟ ألا تخجلين من أن شخصً يُدعى بطل القارة تفتخر بلا خجل؟”
“آه ، نعم ، في الحقيقة ، أنا لم أكن صبيًا أصلًا.”
غمزت كيشا بخفة ، مما جعل ميشا يفتح فمه بغضب ثم يعض على شفتيه ليكشف عن أسنانه المطبقة ، ومع ذلك ، عاد لينظر مرة أخرى إلى النبيلة التي تجلس في الجوار ..
غطت السحب الشمس ، ثم انعكست أشعتها على مؤخرة رأس دافني ، مما جعل شعرها الداكن يبدو أكثر توهجًا بلون أحمر مشتعل ..
“أخي المتغطرس! لا تقف هناك ، تعال واجلس ، هذه الحلوى لذيذة جدًا!”
“هل لديكِ أمير يا أختي؟ أو فارس؟”
“لا أحتاج إلى أمير أو فارس ، لكني أحتاج إلى حارس شخصي وسكرتير ..”
“ما هذا؟ لا أعرف ، لكنه يبدو رائعًا!”
نظرت دافني إلى ميشا بخبث ، ثم غمزت بعينها اليسرى ..
“تلك المرأة وكيشا ، يبدو أنهما يتفاهمان جيدًا ، ربما لستُ بحاجة إلى البقاء هنا.”
أدار ميشا رأسه فجأة ، وتوجه إلى باب الدرج الخلفي ليذهب إلى الحديقة ، لكنه تفاجأ برئيسة الدار تمسك بمعصمه بإحكام ، مما جعل كيشا يتوقف عن الحركة ويندهش بشدة ..
“ميشا ، تعال إلى مكتب المدير ..”
“…حسنًا.”
أخفت دافني تعابيرها بسرعة ، وظلت عيناها الذهبية تتابعان مؤخرة رأس ميشا الفضي حتى اختفى عن الأنظار ..
❖ ❖ ❖
استفاق ميشا فجأة وهو على أريكة تفوح منها رائحة الغبار ..
“أين الأطفال؟”
كانت كيشا جالسًة أمام الأريكة متربعًة على الأرض بجانب الطاولة ، عندما أدار ميشا رأسه ببطء ، لاحظ أن دار الأيتام ، التي عادة ما تكون صاخبة في المساء ، كانت هادئة تمامًا وكأنها فارغة ..
“دافني رحلت اليوم ، ولم تأخذني معها ، ولم تأخذ أحدًا معها …”
“……”
“الأطفال كانوا يبكون حتى تعبوا وذهبوا جميعًا إلى غرفهم …”
“……”
“ماذا سنفعل الآن؟”
كان صوت كيشا ممتلئًا بالاستياء ، بينما نهض ميشا من مكانه وكأن هذا كان متوقعًا ، كان يشعر بألم في عضلات وجهه ..
“ماذا يمكننا أن نفعل؟ لم يتغير شيء حتى عندما حصلنا على داعم جديد ..”
“لكن لم يسبق أن قضى أحد أسبوعًا كاملًا يلهو معنا مثلها ..”
نظر ميشا إلى كيشا وكأنه يسألها: “وماذا تريديني أن أفعل بهذا؟”
“أوه ، اللعنة ، لو أنني ذهبت معها عندما طلبت منا ذلك ، كان العيش كخادم للأميرة أفضل من الموت على يد المدير الحقير …”
“إذن، لماذا لم تذهبين معها؟ أنا لن أعيش حياتي أخدم الآخرين بعد الآن ..”
“كنت أمزح فقط ، دافني قالت إنها ستوظفنا وتدفع لنا أجرًا مثل الناس العاديين ، وتمنحنا إجازات وحتى مسكنًا خاصًا بنا …”
“كذب ، أي امرأة مثلها ستمنحنا نحن مسكنًا؟”
“أنت مجرد عبد عديم الإيمان ..”
كانت كيشا تشعر باضطراب شديد ، تندم على عدم الذهاب وحدها وترك الجميع خلفها ، لكنهل شعرت أن ترك ميشا ، الذي يُستدعى كل يومين ليُضرب ، لم يكن تصرفًا إنسانيًا ..
“لو أخبرتها أنا ، كان عليّ أن أقول لها بنفسي.”
“سيظن الناس أنكِ من تعرضين للضرب ..”
“لماذا تفكر بذلك؟ لهذا السبب تعيش حياة مليئة بالضرب ، كان يجب عليك على الأقل التحدث إليها …”
“لماذا تنادينها باسمها الأول؟ أنتِ لم تتحدثسن إليها بشكل صحيح ، النبلاء لا يحبون هذا.”
“لماذا تهتم بهذا؟ أنت مجرد عبد ، حاول أن تنظر إلى الناس كأشخاص ، وليس كطبقات اجتماعية ، واسمي كيشا ، وليس بيار ، أنا من أحضرت فرصة لنا جميعًا ، فلماذا ترفضها؟ هل تشعر بالغيرة مني؟”
قامت كيشا بفرك شعرها الأحمر المجعد بغضب .
“تتصرفين كأنكِ الفائزة الحقيقية ، رغم أنكِ لم تفوزي بشرف …”
“……”
“بيار ، إذا اكتشفوا أنكِ من أصل ليفيان ، هل تظنين أنهم سيتركونكِ بسلام؟”
“لا أريد أن أؤذيك ، لذا اصمت وعد للنوم ..”
“اسمعيني جيدًا ، إذا عرف أحد أن هناك من يحميك ويحمني ، فإنها أيضًا ستكون في خطر …”
كان ميشا وكيشا طفلين يحملان ماضٍ مظلم:
أحدهما عبد فار من الإمبراطورية يحمل وسم زنبق على عنقه ، والآخر يتيم ذو أصول قراصنة حرب ..
لم يكن من المعقول أن دافني لم تكن تعلم خلفياتهما ، ومع ذلك ، أرادت أن تأخذهما معها ، رغم أن هذا يعتبر خيانة واضحة لقوانين الإمبراطورية ..
“لماذا تستمر في التفكير بالآخرين رغم كل ما تعرضت له؟ نحن أولى ..”
“هل شننتم الحرب لأنكم تضعون أنفسكم أولا بهذا الشكل ؟ أنتم مجرد حمقى أنانيين ..”
“يبدو أنك لم تنل ما يكفي من الضرب ..” .
ابتسمت كيشا ساخرًة ثم أخرجت صندوقا من تحت الطاولة ووضعته على ساقي ميشا ، نظر ميشا إلى كيشا وكأنه يسأل عما يوجد بداخله دون أن يلمس الصندوق .
“دافني قالت أن أعطيك إياه ..” .
تردد ميشا قليلا قبل أن يفتح الغطاء ، كان الصندوق ممتلئا بالكامل بورود ورقية ، كان الأطفال قد قضوا وقتا طويلا في طي الورود الحمراء ، ويبدو أن دافني جمعتها كلها ووضعتها في هذا الصندوق ..
ظهر على وجه ميشا تعابير الامتعاض وعندما بدأ يلمس الورود الورقية بلا وعي ، شعر بشيء بارد وصلب صغير بين أطراف أصابعه ، أخرج ذلك الشيء ليرى مسدسًا فضيا معلقا عليه بطاقة صغيرة مكتوب عليها: “هدية “
”….اوهه “
كان مسدساً …
وصل المسدس سريعًا إلى يد كيشا في الممر المؤدي إلى غرفة المدير ، كان الاثنان يتجادلان بصوت خافت ..
“مهلا ، كيشا القتل… القتل غير مسموح.” .
“قتل؟ هل يبدو لك ذلك الوحش إنسانًا؟ بالنسبة لي ، هو مجرد كائن مقزز ، وكل ما في الأمر أننا نأخذ بثأرنا ، لقد عانيت لسنوات من
ضربه …”
“المسدس لي ، أعطتني إياه دافني ، الأمر يعود
لي.”
“آه ، أنا فقط أريد تجربته ، سأطلق بضع طلقات ثم أعيده ..”
“تسك ، اقتليه بالسيف على الأقل …” .
“السيوف التي تحمل اسمي ؟ لقد باعها هذا
الحقير كلها!”
رغم أن طولهما كان متقاربا ، إلا أن كيشا ، التي كانت تمارس الرياضة وفنون القتال ، كانت ذراعيها أطول من میشا شعر ميشا بالغضب للحظة ..
“لماذا تتصرفين هكذا رغم أنكِ لم تتعرضين
للضرب؟ دعينا نعيش ببساطة ..”
”الليفانيون يحترمون الكنوز والإخوة فوق كل
شيء ، وأنت أخي.”
”كيف يمكن أن نكون إخوة لمجرد أن لدينا
نفس لون العيون؟”
“حتى أسماؤنا باتت متشابهة الآن ، رغم أننا لا
نملك لقبا.”
توقف ميشا للحظة أمام كلام كيشا الجاد ..
“سأسبقك …”
ركضت كيشا بسرعة وفتحت باب غرفة المدير ، رفعت المسدس وصوبته تجاه السرير ، لكن المدير لم يلتفت إليه؛ كان مستلقيًا على السرير بلا حراك ..
“رائحة كريهة…”
اقتربت كيشا ببطء من المدير ، تاركًة میشا خلفه ، مال رأسها قليلاً وهي تهمس:
”ميشا ، هذا الشخص ميت بالفعل.” .
“ماذا؟” .
. “…إنه”
ضغطت كيشا زر المصباح بجانب السرير لتضيء الغرفة ، وقفزت من مكانها وهي تصرخ
“يا إلهي! إنه كابوس حي! لا تنظر ، أنت
ضعيف.”
“أوه ، تبا لك! دعني أرى… أووه!” .
عندما ألقى ميشا نظرة على الجثة ، شعر بالغثيان فورًا ، ولكنه لاحظ كوب قهوة موضوعًا على طاولة جانبية بجوار السرير ، تذكر المشهد قبل ساعات عندما دخلت دافني إلى مكتب المدير بينما كان هو يتلقى ضربًا قاسيًا في الزاوية ، قدمت مغلفا
بابتسامة قائلة:
“إنه شاي من الشرق ، إذا شربته قبل النوم
ستنام بعمق… عميق جدا.”
“إذاً، هذا هو السبب وراء تقديمها للشاي.”
سرعان ما أدرك ميشا من الذي خطط لكل هذا ، بدأ يضحك بخفوت ..
”هناك وقود وولاعة هنا أيضًا…” .
”لكن يا ضعيف ، ألا تعتقد أن الموت بالسم رفاهية لهذا الحقير؟”
قالت كيشا ذلك بصوت بارد بينما رفعت الوسادة ووضعتها على وجه المدير قبل أن يتمكن ميشا من التدخل ضغطت كيشا على الزناد عدة مرات ..
ترجمة ، فتافيت …