After the ending, I saved the villain with money - 57
كيشا وميشا ..
في الصورة بالأبيض والأسود ، كان يقف شاب وفتى ، وبشكل أدق ، كان أحدهما شابًا يافعًا والآخر فتى صغيرًا ، الصغير كان ذا شعر أسود وعينين مستديرتين ..
‘لا يمكن أن يكون هذا الطفل الهزيل هو الفائز …’
تقدمت شفتا دافني قليلًا بامتعاض ..
“الفائز هو هذا؟”
سألت دافني وهي تشير بأصبعها إلى أحدهما ، كان الرجل الذي تحت إصبعها يرفع يده الكبيرة نحو الكاميرا وكأنه لا يرغب في التقاط صور له ..
بسبب ذلك ، لم يظهر وجهه ، لكن بنيته كانت ضخمة وشعره فاتح اللون ، كان يرتدي قميصًا أبيض طوى أكمامه إلى ما فوق المرفقين ، وسروالًا لم يكن عمليًا للحركة ..
“هذا الشخص انسحب ، أما الفائز فهو الفتى الصغير!”
قالت ناريد بنبرة عادية ..
“لماذا انسحب؟ هل خشي الهزيمة؟”
“ربما أراد المركز الثاني؟”
“ولماذا يرغب أحدهم بالمركز الثاني؟”
“ربما كانت جائزة المركز الثاني أفضل؟ مثلما فعلتِ عندما شاركتِ في المؤتمر الأكاديمي لتحصلي على قسيمة ورشة الأحذية ..”
وافقت دافني بسرعة ..
“لكن ، هل هذا الصغير بارع جدًا في استخدام السيف؟”
تأملت دافني الفتى الصغير مرة أخرى ، بدا أصغر منها بسنة أو سنتين على الأقل ، كان يرتدي إكليل زهور ويحمل غمدًا أكبر من نصف حجمه ، مع نظرة بلهاء على وجهه ..
“حسنًا ، لنقم بالتحري عن هذا الطفل ..”
“ماذا؟ ظننتُ أنكِ ستطلبين البحث عن الرجل الأكبر سنًا …”
“أفضل التعامل مع طفل صغير يسهل السيطرة عليه ، وإذا كان يتيمًا ، فسيحتاج إلى شخص يعتمد عليه …”
“هذه جملة قد تُفهم بشكل خاطئ إذا قالها شخص مثلكِ …”
علقت ناريد بنبرة لطيفة مازحًة ، عبست دافني قليلًا ..
كان عرّابها دائمًا يحذرها من معاملة الناس كأنهم مجرد سلع ، لكنها لم تغير طريقتها ، فهي تؤمن أن الثقة تأتي من معرفة نقطة اعتماد الآخرين ، وما هي تلك النقطة؟
بالطبع ، المال ..
❖ ❖ ❖
“اغربي عن وجهي ..”
“ماذا؟”
كانت دافني تضبط أطراف قبعتها الواسعة عندما توقفت فجأة ، نظرت إلى الأسفل لتجد صبيًا ذا شعر فضي ، مشهد نادر في سيكراديون ، يحدق بها بتعبير عبوس ..
“هل أنتِ فتاة؟”
“أنا ولد …”
“أوه ، عذرًا على سوء الفهم…”
“طالما أنكِ تعتذرين ، فارحلي ، استقلي تلك السيارة الفاخرة الصفراء التي أتيتِ بها.”
وأشار بيده إلى المركبة الصغيرة التي ركبتها دافني ، وعندما رفع ذراعه ، ظهرت أكمامه الفضفاضة قليلاً ، وكانت ذراعه النحيفة مغطاة بالسخام ..
“آه.”
لاحظت دافني أن ما على ذراعه ليس مجرد سخام عادي ، عندما شعر بنظرتها ، أسقط الصبي ذراعه بسرعة وعاد ليحدق بها بغضب ..
“هل تعرف من أنا؟”
“لا.”
كان الجو في تينزين أكثر حرارة ورطوبة مقارنة بسيكراديون ، شعرت دافني بالتوتر ، فقد بدأت تفقد الشعور بالانتعاش الذي كانت تعتاد عليه ، لكنها تماسكت بسرعة ..
كان ذلك لأن عيني الصبي الرماديتين تشبهان عيني العرّاب تمامًا ..
“في الواقع ، لم آتِ لرؤيتك ، أتيتُ للبحث عن
الفتى صاحب الشعر الأسود …”
“ومن قال إنني لا أعرف؟ أخي لم يشارك في مثل هذه المسابقات ليبيع نفسه لتلك الأثرياء الذين يملكون وقتًا فراغًا …”
بالرغم من أن دافني كانت تحاول التحلي بالصبر للمرة الثالثة ، إلا أن طريقة حديثه كانت لا تطاق ..
وضعت يدها على صدرها وتحدثت بصدق:
“أنا لست تاجرة بشر ، لقد جئت لأطلب من ذلك الشخص ، سواء كان صديقك أم أخاك الأصغر ، أن يصبح حارسي الشخصي ،
سمعت أنه فاز في البطولة القارية ..”
لكن دافني قررت أن تتحلى بالصبر مرة أخرى كما علمها العرّاب ، عند النظر عن كثب ، لاحظت وجود بقع صفراء على وجه الصبي ، وكأنها كدمات بدأت تتلاشى ..
“… هل تظنين أن الأثرياء أمثالكِ قلة؟ قلتُ لكِ أن ترحلي ، وبالمناسبة ، هذا ليس أسلوب من يطلب شيئًا من الآخرين …”
“وما بي؟”
“أسلوبكِ أشبه بمن جاء ليشتري خنزيرًا من المسلخ ، تعلمي بعض الأدب ، رجاءً.”
وأشار الصبي بذقنه نحو المكان الذي كانت تقف فيه دافني ، بتصرف متعجرف ، وعند الإصغاء إليه ، لاحظت أن لهجته غير مستقرة.
‘وكأنهم يحمونه بالفعل…’
تذكرت دافني حديث مدير دار الأيتام ، الذي يشبه سمك موسى ، حين تفاخر بطفلين مميزين لديه:
— “أنقذناهما من العبودية في الإمبراطورية ، إنهما يتمتعان بصحة جيدة وجمال رائع …”
وضعت دافني ذراعيها أمام صدرها ونقرت لسانها ، متخيلة كيف يُعامل هؤلاء الأطفال “الصحيون والرائعون” تحت غطاء الحب والرعاية ..
“هل أخوكَ خنزير من المسلخ؟ لا تقلق ، أنا لا آكل اللحوم ..”
تمتمت دافني بذلك ، ثم نظرت إلى الدرج الحجري الذي كانت تقف عليه ، وعندما نظرت إلى الأسفل مجددًا ، أدركت أن الصبي كان يقف على بعد خمس درجات أسفل منها ..
“أنتَ من يتحدث إليّ من هناك ، لماذا تلومني؟ تعال وتحدث إليّ هنا …”
تردد الصبي للحظة عندما سمع كلماتها ..
كانت الشمس ، التي غطتها الغيوم للحظة ، قد عادت لتلقي بأشعتها الحارقة ، شعرت دافني بحرارة العرق ، فلوحت بيدها لتبرد نفسها بينما نزلت ببطء درجة تلو الأخرى حتى وقفت أمامه مباشرة ..
عندما وقفت أمامه ، أدركت أنه أطول منها بنصف شبر تقريبًا ، فكرت للحظة في العودة للوقوف على الدرج ، لكنها زفرت بهدوء ..
“أيها الصديق القادم من الإمبراطورية ، هل رئيس دار الأيتام الذي يرعاك لا يلتزم بكلمته؟ أنا شخص ذو مكانة ، إلى متى سأنتظر في هذا المكان المتواضع؟ هل يمكنك الذهاب وسؤاله؟”
“…”.
بدا أن الصبي كان على وشك الانفعال ، لكنه لم يرد ، بدا وكأنه شعر بأنه قد كُشف أمره عندما ذكرت أنها تعرف أصله الإمبراطوري …
لا تزال العبودية نشطة في الإمبراطورية ، وغالبًا ما يهرب العبيد إلى سيكراديون ، وفي المقابل ، كانت الإمبراطورية وسيكراديون تتعاونان إلى حد ما:
‘يُبلغ عن هؤلاء في أوقات غير منتظمة ، وتُدفع مكافآت سخية جدًا ..’
كان من الواضح أن دار الأيتام تظاهر بحمايتهم بينما كان ينتظر الفرصة المناسبة لتسليمهم ..
“بغض النظر عن الأحمق الذي جاء قبلي ، أنا بحاجة إلى حارس شخصي حقيقي ، شخص يحمي ظهري ويكون في صفي …”
“أخي…”
“ما اسمه؟”
لم تكن دافني ترغب في إطالة الحديث ، كان الجو حارًا جدًا بالنسبة لها ، عبس الصبي عند مقاطعة حديثه ، ونظر إليها بحدة ..
“لماذا تريدين معرفة اسمه؟”
“سأسمع اسمه منه مباشرة ، أما بالنسبة لك ، أيها الصبي الإمبراطوري ، هل أنتما أخوان؟ تعال معي أنت أيضًا.”
“… ليس أخي فقط ، بل أنا كذلك ، حقاً؟”
أومأت دافني برأسها ، فتح الصبي ذو الشعر الفضي شفتيه ليقول شيئًا ، لكنه أغلقهما مجددًا ..
“على أي حال ، هل اسم الفتى صاحب السيف هو كيشا؟ يبدو أسم فتاة… لكنه اسم جميل ..”
حاولت دافني صرف أفكارها قليلاً ، كانت ملاحظاتها وأفكارها أحيانًا تحمل طابعًا ساخرًا بسبب نشأتها وظروفها ، أو ربما ما مرت به من صعوبات ..
‘بعد أن طلب مني العرّاب تغيير طريقة تفكيري ، حاولت أن أكون أكثر حذرًا..’
في كل الأحوال ، أعجبتها شجاعة الصبي أمامها ، الذي لم يرمش وهو يرد عليها بجرأة.
‘بما أنه من الإمبراطورية ، فلا بد أنه يتحدث لغتها جيدًا ..’
كان الصبي الذي يرد عليها بطلاقة يجيد أيضًا لغة سيكراديون ، وإن كان يحتاج إلى تحسين نطقه ..
‘بما أنه يحب التعلم ، فربما يمكنني إقناعه بسهولة إذا عرضت عليه التعليم ..’
بدأت دافني بالتفكير في الأشياء التي يمكن أن تقدمها للصبي ذو الشعر الفضي ..
“ولماذا عليّ أن أخبركِ؟ لا أستطيع.”
“ما هذا؟ هذا الجنون… يا إلهي ، أيها الصغير!”
قبل أن تتمكن دافني من مد يدها للإمساك به ، فرّ الصبي بخفة وخداه متوردتان من الخجل ..
رفعت عينيها الذهبيتين بتذمر ، ونظرت إلى يدها التي لم تلتقط سوى الهواء ، لتشعر بمدى بؤسها ..
خفضت بصرها لتتفحص مظهرها ، كانت عائلة غرين ترتدي عادة فساتين خضراء من الحرير في المناسبات الرسمية ، مزينة بالدانتيل في كل مكان لتبدو أكثر فخامة ..
نشأت دافني على هذا النوع من اللباس الرسمي منذ طفولتها ، رغمًا عنها ..
— “إذا كان يزعجكِ ، فلا ترتدي هكذا ، ارتدي ما يريحكِ.”
— “حتى في الشتاء؟”
— “إذا كان هذا اختياركِ ، فلا بأس ، ولكن عليكِ تحمل مسؤولية إصابتكِ بالبرد ..”
منذ ذلك الحين ، تمسكت دافني بارتداء الملابس الخفيفة وابتعدت عن كل ما يسبب لها الضيق ، لم تكن تقلق بشأن إصابتها بالبرد ، فقد كان هناك ستة بالغين ، من بينهم العرّاب وناريد ، يعتنون بها في قصر سيريناد ..
أن ترتدي قبعة حتى ، كان بمثابة…
‘حتى أنا أجد الأمر مبالغًا فيه ..’
شعرت دافني أنها تبدو سخيفة ، خاصة عندما تفكر بأنها تزينت كالكبار لاستقبال عضو جديد في العائلة ..
حين وصلت إلى هذا الريف المنعزل وهي مرتدية هذا اللباس الثقيل ، كانت بالكاد قادرة على الجلوس براحة داخل السيارة ..
ظهرها ، الذي أنهكته الساعات الطويلة من الجلوس ، لا يزال يصرخ ألمًا ، وبعد كل ذلك ، طُلب منها الانتظار تحت أشعة الشمس الحارقة لما يقارب الساعة!
“كيف يجرؤ على تجاهلي ، هذا المجرم العنيف!”
بغضب عارم ، دافني دكت الأرض بخطوات ثقيلة في طريقها للعودة إلى السيارة ، تعبيرًا عن غضبها المكتوم ..
عندما صعدت إلى المقعد الخلفي ، التفت الحارس ، وهو جندي سابق ، وناريد الجالسة في المقعد الأمامي نحوها ..
” لم تشعري بالحر؟”
“ألم تكوني بحاجة إلى مظلة؟ لقد عرضت عليكِ حملها …”
“لدي قبعة ، فلا بأس ، لكن ، سيدي ، هل لديك مسدس؟”
“عذرًا؟”
“وأيضًا ، هل تحمل جالون بنزين إضافي وولاعة؟”
رغم الحيرة التي ظهرت على وجه الحارس ، إلا أنه أومأ برأسه بعد لحظة ، بدت دافني راضية وهي تهز رأسها بالمثل ..
تأملت جدران دار الأيتام المصنوعة من الطوب البني البالي ، شعرت منذ اللحظة الأولى التي وقعت عيناها عليه أن المكان قذر ومثير للشكوك ..
عقدت ذراعيها ونظرت بحدة إلى جدار الدار .
كان الأمر الذي أغضبها أكثر من تجاهل الصبي لها ، هو فكرة أن البالغين هنا يضربون الأطفال بوجوه وقحة ثم يتوقعون المساعدات والتبرعات ..
“أولئك الذين يضربون الأطفال يستحقون الموت.”
ترجمة ، فتافيت ..