After the ending, I saved the villain with money - 52
“أوه ، مجددًا؟”
نظرت دافني بوجه متجهم إلى الورقة التي كانت تحملها ..
بعبارة أخرى ، كانت الرسالة تطلب منها تفهم أن دخولها مع سيلستيان كان أمرًا صعبًا لأنه خارج سلطاتهم ..
كتبت الرسالة على عجل لدرجة أن دافني احتاجت إلى قراءتها مرتين أو ثلاث لفهمها ..
تنهدت دافني ونقرت على لسانها بإحباط ،
يبدو أن سيلستيان قد ألقى نظرة على الرسالة أيضًا ، إذ اقترب منها بخفة وهمس في أذنها قبل أن تدير رأسها ..
“لا بأس ، دافني ، سأنتظركِ ..”
نظرت دافني إلى سيلستيان ، رغم ملامحه التي ظلت جامدة طوال الوقت ، كان الآن يبتسم ابتسامة جانبية ..
“دوق ، من فضلك ، اتبعنا.”
“يمكنه الانتظار في الغرفة فقط…”
“الأمر يتعلق بالمراقبة ، إذا قام بأي تصرفات مشبوهة ، فقد يتسبب ذلك في مشكلة كبيرة.”
اتسعت عينا دافني بدهشة ..
“ما التصرفات المشبوهة؟”
لو لم تكن تعرف شيئًا ، لكانت قد أثارت جلبة مطالبة بإرساله إلى الغرفة مباشرة ، ولكن رؤية ابتسامة سيلستيان جعلتها تشعر بعدم
الارتياح ..
‘هذا ليس سيلستيان العادي الذي يبتسم؛ بل هو شخص يعلم كل شيء ومع ذلك يبتسم ..’
استمرت كلمات المساعد ، ولكن دافني التي كانت مشدوهة لم تستطع سماع شيء ، سرعان ما اقتيد سيلستيان بعيدًا إلى مكان آخر ..
وقفت دافني وحيدة ، ثم دخلت القاعة بصمت قبل أن تتوقف فجأة ..
عندما استدارت بسرعة ، رأت الأبواب الثقيلة تغلق ببطء خلفه ..
“آه…”
كان يجب أن تجيب على كلماته الأخيرة
بـ”نعم”.
“هل السيدة بوكاتور مستعدة حقًا لتحمل المسؤولية الكاملة عن كل شيء؟”
❖ ❖ ❖
“هل حقًا ستقام مراسم الزواج في مكان كهذا؟”
تمتم أمير أزينتار باستغراب ، بدا أوسكار أيضًا مصدومًا بعض الشيء ..
كانت القاعة الضخمة الواقعة تحت المدرجات السفلية هي المكان الذي أشار إليه مساعد ولي عهد سيكراديون ..
رغم أنها كانت مزينة ببذخ لدرجة أنها تصلح لحفل صاخب ، إلا أنها كانت فارغة تمامًا ، خالية حتى من نملة واحدة ..
“لقد قالوا إنها من أجل تعزيز الوحدة مع عامة الشعب ، هه.”
“سأتحقق من الأمر ..”
قال أوسكار وهو ينحني باستمرار بجانب الأمير المستاء ..
بعد أن أرشد الأمير وخدمه إلى طاولة ، اتجه بخطوات سريعة نحو الباب لمعرفة حقيقة الأمر ، ولكن في تلك اللحظة ، فُتح الباب من الخارج ..
كانت القادمة أخت الأمير الكبرى ، الأميرة الأولى لأزينتار ، لاريا ، برفقة خمس من وصيفاتها ..
نظرت الأميرة إلى أوسكار بعيون سوداء فضولية ..
كان أوسكار يضيق ما بين حاجبيه حين رأى الأميرة ترتدي فستانًا أزرقًا بأسلوب أجنبي ، وليس الزي التقليدي لأزينتار ..
لكنه سرعان ما ضبط تعابيره وانحنى لها بكل احترام ..
“أرحب بجلالتكِ ، الأميرة.”
“إلى أين تذهب؟”
“يبدو أن هذا المكان ليس القاعة المخصصة لحفل الزفاف الملكي ، كنت أتحقق من ذلك ..”
عبست الأميرة بوجهها وجلست على كرسي مغطى بالساتان الأبيض ..
قدمت إحدى وصيفاتها زجاجة نبيذ للأميرة ..
“هذا هو المكان ، روميو رودريغيز من سيكراديون تحدث شخصيًا عن الوحدة ، وقيل إن هناك تأخيرًا بسيطًا بسبب نقل الرسالة لعامة الشعب …”
تمتمت لاريا بغضب ..
“بدلًا من الانتظار بفارغ الصبر ، تعالوا واشربوا ، سيصل الناس جميعًا خلال دقائق.”
“لكن أن ننتظر كأفراد من العائلة الملكية الأجانب قد يبدو غير لائق ، لاريا …”
رغم ذلك ، لوّح الأمير لخدمه بالإشارة للجلوس ..
حتى لو استمتعوا بالشرب ، لن يكون هناك أي خطر طالما أن فرسان أزينتار بالخارج ، جلسوا جميعًا بأدب حول الطاولات المزينة ..
“أخي ، إذن لم يكن عليك ركوب هذه السفينة في المقام الأول …”
“هل نسيتِ هدفنا؟”
“هدفك أنت ، وليس هدفنا.”
“كلاهما واحد ..”
اقترب الأمير ببطء من شقيقته ، عند كلماته ، أومأت لاريا برأسها وكشفت عن ابتسامة ماكرة ، صُب نبيذ البرقوق الفاخر من إنتاج أزينتار في الكؤوس الموضوعة على الطاولة
”هل كانت خطتك تتعلق بفعل شيء مع الفتاة من عائلة غرين؟ ألا تشعر بالخجل من اللجوء إلى عملية اختطاف كهذه وأنت أمير؟”
“إن استولينا على ثروة أمبر غرين ، يمكننا استئجار أكثر من عشرة آلاف مرتزق ، لو قتلنا ولي العهد ، سيكون العالم ملكنا …”
ابتسم الأمير بخفة وهو يحتسي نبيذه المفضل ، ثم أمسك خصر إحدى الوصيفات ورفعها لتجلس على ساقه وهو يضحك بأسلوب فظ ..
”عشرة آلاف فقط؟”
من دون أي حذر ، بدأ يشرب النبيذ الذي كانت الوصيفة تقدمه له ، وبعد فترة وجيزة ، قام أتباعه بشرب الكؤوس التي ملأتها الوصيفات لهم ..
‘أغبياء ..’
فكرت لاريا لنفسها أن الحظ حالفها بأن دمها مختلط بنصف دم الأمير فقط ..
”علاوة على ذلك ، هناك شخص غريب بجانبها كانت بمفردها قبل بضعة أشهر ، لكنها الآن دائما مع رجل.”
”هل هو مجرد رجل ؟ إنه دوق تيريوسا …”
” هاها ، دوق؟ في النهاية ، مجرد لقب شرفي بلا قيمة تذكر جزيرة أشباح لا أكثر ..”
لمعت عينا لاريا السوداوان ، وكأنها على وشك الإفصاح عن شيء مهم ، ولكن قبل أن تفعل ، بدا أن الأمير الذي شرب كأسين فقط بدأ
يفقد وعيه ، وعيونه صارت فاقدة للبريق ..
” اتفق معها، الأمر منطقي ، حتى في رأيي ، مظهره أجمل بكثير ..”
“هه… لكنه مجرد شخص بلا شيء سوى واجهة مزيفة بالمناسبة ، لاريا ، هل هذا النبيذ قوي إلى هذا الحد؟”
”ليس مجرد واجهة ، ولهذا السبب انت في هذا الوضع ..”
تمتمت لاريا ، وعندها أدرك الأمير أن حضنه صار خاليًا وأن المرأة التي كان يحتضنها اختفت ، أخذ يلوح بيديه بلا جدوى ، أصبح حديثه متثاقلا ورؤيته مشوشة ، وحاول بكل ما لديه أن يستعيد وعيه وهو يرمش بعينيه
” حقا ، كم أنت ساذج ، حتى الدوق الذي لم يلتق بك مرة واحدة يعلم كل تفاصيل خطتك الغبية ، عليك أن تدرك كم أصبحت سمعتك في الحضيض ، أوه ، عفوا ، لم تعد لديك سمعة أصلا ..”
وقفت لاريا وهي تنفض ثوبها الأنيق بيدها ، ثم رفعت يدها المثقلة بخاتم الماسي بعيار ثلاثة قيراطات ، وأخذت تضرب وجه شقيقها بلا رحمة ..
سقط الأمير على الأرض دون أي مقاومة
“هاهه ، في رأيي أو لنكن دقيقين ، في رأي أي شخص ، أنت الغريب هنا ..”
*. *. *.
فتح أوسكار عينيه ببطء وكأن الرمال عالقة فيهما ..
ما ظهر أمامه كان مقدمة حذاء ملطخة بالدماء ..
“مرحبا ..”
ضغط الرجل على خد أوسكار بخفة ، باستخدام قدمه ..
رفع أوسكار رأسه بصعوبة لينظر إلى الرجل الذي يقف فوقه كانت القاعة مظلمة تمامًا ، لكن ملامح وجه الرجل الصغيرة كانت
واضحة كأنه يقف تحت ضوء مباشر ..
لم يكلف سيلستيان نفسه عناء الانحناء ، كان نعل حذائه قريبًا جدًا من أنف أوسكار لدرجة أن الأخير لم يستطع رفع عينيه للنظر إليه مباشرة ..
“لماذا استيقظت متأخرًا ؟ أجبرتني على الانتظار …”
وصل صوته المتذمر إلى أوسكار كأنه يسقط عليه من أعلى ، كان المكان يعج برائحة الخمر والدم ..
”ماذا ، ماذا تريد؟ إذا كنت ترغب بشيء…”
”كيف تتجرأ على الحديث هكذا؟”
“ماذا؟”
“أوه ، لقد نسيت أن أقطع لسانك ..”
أجاب سيلستيان نفسه ، وهز رأسه بخفة وكأنه يتمتم بأنه يكره هذه الطريقة في الحديث ، بدأت أكتاف أوسكار ترتجف بخفة ، ظهر ظل مألوف خلف كاحل سيلستيان مما جعله يشعر برعب أشد ..
“ماذا فعلت بالأمير؟”
”منذ صعودي إلى هذه السفينة…”
توقف الرجل مؤقتًا وهو يحرك قدمه للأمام والخلف ..
“هذه هي المرة الرابعة فقط ، ومع ذلك فإن أفعالكم جميعًها متشابهة بشكل مثير للاشمئزاز ، عندما تخطط للخيانة بهذا الشكل المكشوف ، حتى الكلاب المارة ستشم رائحتها …”
” ……”
”كنت دائما أتساءل لماذا تستهدفون دافني مرارًا وتكرارًا … لكن هذه المرة فهمت …”
قال ذلك بابتسامة غامضة ، متحدثا بكلمات
محيرة.
”ماذا تعني بقولك إنك فهمت ؟”
“دافني الآن تمتلك قدرات ، وهي جميلة جدا ، ومحبوبة للغاية ، امرأة كهذه ستثير اهتمام
الجميع.”
”هل تعتقد أن الأمر يتعلق بمصلحة بسيطة
كهذه ؟”
”هل تود أن تقول إنه ليس كذلك؟”
أوسكار لم يفهم الرد الذي تلقاه ، فتوقف للحظة مغمضًا عينيه شعر أن الرد بأي شيء
قد لا يكون الخيار الأفضل ، فالتزم الصمت .
“جيد أنك سريع الفهم ..”
رفع سيليستيان قدمه عن الأرض ، حاول أوسكار بصعوبة أن يستعيد توازنه ..
نظر سیلیستیان بهدوء إلى أوسكار بينما كان الأخير ينهض بصعوبة ، بالرغم من أن أوسكار وقف مستويا على قدميه إلا أنه كان عليه أن يرفع رأسه قليلاً ليتلاقى بصره مع سيليستيان .
“قصير …”
قال سيليستيان ذلك بنبرة خفيفة ، لم يبد أوسكار مستاء بشكل خاص ، بل أطلق هديرًا منخفضًا ، لكنه في نفس الوقت كان يتراجع بخطوات ثابتة ، ليترك مسافة بينهما ..
” صاحب السمو الأمير السادس هو مرشح ليكون إمبراطورًا ، أنا مساعده…”
” على حد علمي ، لم يصبح إمبراطورًا أبدًا ، لأنه مات قبل ذلك ، وربما يحدث ذلك مجددًا هذه المرة …”
“ماذا؟”
”من المرجح أنه أصبح الآن طعامًا للتماسيح.”
نظر أوسكار إلى عينيه الخضراوين ليعرف إن كان يمزح ، بدا أن سيليستيان لا يكذب ، ألقى نظرة على الجثث المنتشرة في القاعة من مكانه على المنصة الرخامية إلى الأسفل ، وعلى مسافة تقارب عشرين خطوة ، كانت الجثث المنتشرة كلها لفرسان أزينتار ..
عض أوسكار على شفتيه بغضب ..
“لم أكن أنا من قتلهم …”
”لن تدعي أن ما على جسدك عصير عنب ، أليس كذلك ؟”
نظر سيليستيان إلى البقع الدموية التي تغطي جسده ، ثم اكتفى بهز كتفيه دون أن يضيف شيئا ..
خيم الصمت للحظة ، مما جعل أوسكار يشعر بعدم الراحة ، محنيًا ظهره قليلاً ، مد يده متوترًا إلى حزام بنطاله ..
”هل تبحث عن هذا؟”
أشار سيليستيان بذقنه إلى الطاولة التي خلفه ، كانت هناك أسلحة عليها شعار أزينتار عندها استسلم أوسكار بسرعة ، وعاد ليعض شفتيه متحدثًا بنبرة مضطربة وكأنه يفر من مطاردة.
“هذا استفزاز واضح بين الدول ، سيليستيان تيريوسا ، هل تعتقد أنك ستفلت من العقاب على هذا ؟”
“أنت الوحيد الذي يبدو متوترًا ، ألا ترى أن الجميع قد ماتوا بالفعل؟”
هز سیلیستیان كتفيه بلا مبالاة ، أطلق أوسكار زئيرًا غاضبًا ، وملامح وجهه تحمل أقصى درجات الإهانة ..
“سأقتلك مهما كلفني الأمر ، ولن تسلم دافني
بوكاتور من غضبي ، ولا مملكتك أيضًا!”
رفع سيليستيان حاجبه الأيسر باندهاش خفیف وكأن كلام أوسكار كان مجرد هراء ..
ترجمة ، فتافيت …