After the ending, I saved the villain with money - 51
زفاف مدهش؟
دافني نظرت إلى ذراعها المؤلم ، كان الألم يوحي بأنها على وشك أن تصاب بكدمة ..
‘أنا نفسي حالة خاصة ، حيث ولدت من جديد في عالم رواية ، فمن يدري؟ ربما يكون هو الآخر كذلك …’
عندما فكرت في الأمر ، شعرت بصداع غريب ، أن يكون الرجل الذي كانت تلاحقه بحب ، في الواقع ، في وضع مشابه لها كان أمراً مربكاً ..
دافني نظرت بثبات إلى سيليستيان ، شعرت وكأنه يعلم شيئاً لم ترغب في معرفته ..
الرجل الذي كان يتبع سايكي باستمرار ، لماذا الآن ، فجأة ، أصبح يتوسل لرفقتها؟ لم تستطع أن تفهم ذلك ..
‘إلى أي حد يعلم هذا الشخص؟ لماذا يخبرني بهذا؟ هل لأن العلاقة بين سايكي وبيني تختلف قليلاً عما كان يُشاع؟ …’
لم يستطع سيليستيان الإجابة على سؤال دافني بعد ، في الممر الضيق ، كان الرجل الضخم بحرارته القوية يقف قريباً منها إلى درجة أن الجو أصبح خانقاً ..
‘هل يعتقد أنه إذا أبقاني على قيد الحياة ، وكنت لطيفة معه ، فإن سايكي ستعود إليه؟ لا يزال؟ ..’
كلمات قليلة قالها تحت تأثير الكحول ليلة أمس عادت لتخطر في ذهنها ، حديثه عن أنه كان يجب ألا تبقيه على قيد الحياة أو أن تتذكره ..
قررت دافني أن تنظر إلى الأمور بشكل إيجابي ، شعرت بأنها يجب أن تكون ممتنة على إبقائه على قيد الحياة ، ربتت على كتفه بخفة ، وأضافت بجملة مهدئة:
“سيل ، لن أموت ، على الأقل ليس بسبب شيء سخيف مثل التماسيح …”
عندما قالت ذلك بلامبالاة ، شحب وجه سيليستيان ..
“كيف عرفتِ ذلك؟”
“لأنني عملت على أن لا يحدث ..”
“دافني ، قصدي هو…”
رفعت يدها مقاطعة حديثه ، منذ اللحظة التي أدركت فيها أنها حالة خاصة ، كانت تعتقد أن الأمور ستتحسن بمجرد انتهاء زفاف سايكي .
كانت لا تزال ترغب في الهروب من كل تلك الأدوار المرهقة التي تتطلب أن تكون “الشريرة المصممة لخدمة البطلة”، وإلى الأبد ..
“سيل ، هل ترى أحلاماً تتنبأ بالمستقبل؟”
“ماذا؟”
“أو تستطيع رؤية المستقبل؟ شيء من هذا القبيل؟”
أو ربما عاش مرة واحدة وعاد إلى لحظة معينة ، وها هو يعرف كل ما يحدث الآن؟
“مهما كان ، كل ما تعرفه يبدو وكأنه رواية ، مجرد كلمات مكتوبة في مكان ما ، أو ربما حلم …”
“رواية؟ حلم؟”
أدركت دافني أن ما قالته قد يبدو غير منطقي أو حتى جنونياً ..
“رواية؟ هل ما أعرفه كله…؟”
ضحك سيليستيان بمرارة ، ثم رفع يده إلى عنقها ، عينيه الخضراوين كانت تلمع بنظرة مخيفة ، قبضت دافني على يده الحارة ..
بدوره ، أمسك بيدها بقوة ، كما لو كانت شريان حياته ..
“إذا كانت هذه فعلاً رواية أو حلماً كما تقولين ، لماذا لا ننتهي؟ لماذا يجب أن أستمر في أن أُعامل وكأنني مجنون؟”
“تقول مرة أخرى؟”
في الرواية ، كان الرابط الوحيد بين “سيليستيان” و”دافني” هو المواقف الغريبة التي تدور حول سايكي ..
مثل أن “دافني” كانت تسحب سايكي من شعرها ، أو تصفعها ، أو تستخدم سلطتها لإذلالها علانية ..
لذلك ، لم يكن هناك شيء يبرر أن “سيليستيان” أخطأ في حق “دافني”.
‘حتى في حياتي خارج الرواية ، لم يرتكب أي خطأ بحقي ..’
أن يعتذر لها ، أو أن يلاحقها كما لو كان يحرسها ، أو أن يتوسل لها كما لو كان يحبها بجنون ، بدا وكله خارج نطاق المنطق ..
كانت دافني لا تزال تشعر بالخدر في الأماكن التي لمسها ..
‘ربما السبب في أن النهاية لم تأتِ بعد هو أن روميو وسايكي لم يتزوجا بعد …’
حاولت أن تبقي وجهها محايدة ..
“متى اعتبرتك مجنوناً؟ الناس الأغنياء دائماً ما يزورون عرافات مثل تلك في جنيف ، أليس كذلك؟ يقولون لهم إنهم سيعيشون حياة قصيرة أو أن هذه الطريقة ستجعلهم يعيشون بهناء …”
كانت دافني قد تجنبت مثل هذه الأماكن ، خائفة من أن تسمع جملة مثل “أنتِ لا تنتمين إلى هذا العالم.”
“إذن؟”
“أنا لا أصدق ذلك ، لكنني سأعيش طويلاً ، يقولون إن من يتعرض للكثير من الكره يعيش طويلاً ..”
مرة أخرى ، أضاء المصباح الطويل وامضاً قبل أن يخبو ..
سيلستيان تيريوسا ، الذي كانت تظن أنها تعلم كل شيء ، تحول فجأة إلى لغز بلا مخرج ..
عبست دافني وحاولت مجددًا أن تتذكر تفاصيل “الرواية التي قرأتها”.
ولكن لو كانت تتذكر كل تفاصيل الرواية التي قرأتها في حياتها السابقة ، لكانت الآن قد التحقت بإحدى الأكاديميات الشهيرة في الإمبراطورية وحققت شهرة ، بدلاً من إدارة عمل هنا ..
سيلستيان كان يرتسم على وجهه تعبير غريب ، لم يكن واضحًا إن كان غاضبًا أو على وشك البكاء ..
‘ربما يبدو حزينًا ..’
على أي حال ، لم يكن تعبيره يوحي بالسعادة.
“سيل ، ما علاقة موتي بك؟ لو متّ ، ستكون حرًا.”
قالت دافني بلطف وهي ترفع يدها الباردة لتقترب من عينيه الحمراوين ..
“حرًا؟ أنا؟ لا يمكن ..”
تراجع سيلستيان برأسه إلى الخلف ، وبدت ملامحه متجهمة وكأنه يشعر بانزعاج واضح .
“لا بأس يا سيلستيان ، لا أعرف لماذا تفعل هذا ، ولا أعرف ماذا تريد ، ولكن ليس عليك أن تبحث عني حتى بهذا الشكل، حافي القدمين.”
كانت هناك ملايين الأسئلة التي أرادت دافني أن تسألها له ، ما الذي يحدث؟ ولماذا؟ وما الذي يجعلها تؤثر عليه بهذا الشكل ، لدرجة أن يتفاعل مع كل حركة من حركاتها؟
لكن حدسها دفعها إلى الهروب بدلاً من المواجهة ..
— لأن سايكي ستحزن إن متِِّ ..
‘أوه ، بالطبع ، كدت أسيء الفهم ..’
نظرت دافني إليه بطرف عينها ، ثم خفضت رأسها ، شعرت بوخزة في صدرها ، لم يكن أي من هذا من أجلها ..
مثل كل من تقاطعت معه حياتها ..
“دافني!”
توجهت الأنظار ، دافني وسيلستيان ، دفعة واحدة نحو الصوت المألوف ، كانت إييل ، مرتدية فستاناً أزرق فاتح ، يبدو أنها جاءت تبحث عن دافني بنفسها بعد أن تجاوز غيابها الثلاثين دقيقة ..
كانت تنظر باستغراب إلى الممر المختلف تمامًا عن الطوابق الأخرى ، وهي تقترب نحوهم ..
“يسرني رؤيتك بعد غياب طويل ، دوق سيلستيان ، لا أعرف إن كنت تتذكرني ، لكنني إييل …”
ألقى سيلستيان تحية مقتضبة ، ثم أدار رأسه بعيدًا ، لم تبدُ إييل مهتمة ، وتوقفت على مسافة معينة ، ثم نظرت إلى دافني وسيلستيان نظرات متبادلة مشككة ..
“لماذا تنظرين هكذا؟ ولماذا جئتِ؟”
“مرّت ساعة ، دافني.”
” حقًا؟”
“ثلاثون دقيقة بالضبط ، كنت أظن أن هناك مشكلة ، فإذا بي أجدكِ هنا في مكان معزول تتواعدين ، هل أزعجتكما؟”
قبل أن تدافع عن نفسها ، أعادت دافني النظر في الموقف بشكل موضوعي ..
كان الممر ضيقًا ، وكانت أجسادهما متلاصقة تقريبًا ، بدا أن عيني سيلستيان الحمراوين أصبحتا أكثر احمرارًا ، ووجه دافني نفسه كان مشتعلاً ..
كان من السهل أن يسيء أحد فهم الموقف ، لحسن الحظ ، الشاهدة كانت إييل ..
“ولكن ، لماذا أنت حافي القدمين؟”
تساءلت إييل بفضول ، نظر سيلستيان ودافني بنفس اللحظة نحو الأسفل ، ابتسمت دافني بخجل وأخفت قدميه الطويلتين أسفل طرف فستانها ..
“لقد أخفيتُ حذاءه كي لا يتمكن من الهرب.”
“يا إلهي ، أنتِ دائمًا تفعلين أشياء غريبة.”
❖ ❖ ❖
أثناء التوجه إلى قاعة الزفاف ، استمر الجو المحرج بينهما ، كانت دافني تلقي نظرات خاطفة على الرجل الطويل الواقف بجان بها ،
لكنه لم ينظر نحوها مطلقًا ، كان فقط يحدق إلى الأمام …
على الرغم من أنها تستمتع أحيانًا بالثرثرة ، إلا أنها لم تحب الاستماع إلى الأسرار المخفية للآخرين ، كان السبب بسيطًا:
‘لأنها عبء ثقيل ..’
أوفت إييل بوعدها وزينت سيلستيان ببراعة ، كان يبدو رائعًا لدرجة محرجة ..
كان من المخيب قليلاً أنه كان يرتدي بدلة تختلف تمامًا عن أسلوب ملابسها ، مما جعلهما لا يبدوان كزوجين ..
بدا أن سيلستيان لم يكن مرتاحًا مع قفازات الحرير البيضاء ، إذ استمر بترتيبها ..
في الداخل ، كان المدعوون ينتظرون بفارغ الصبر بدء مراسم الزفاف ..
دافني ، مع سيلستيان ، استعدت للدخول إلى القاعة المزينة بالماس الأبيض ..
“السيدة بوكاتور ..”
“آه ، مجددًا؟”
عبست دافني وهي تنظر إلى الشخصين اللذين وقفا أمامها ، كانا الجندي الذي رأته في غرفة المحركات ومساعد روميو المألوف ..
سرعان ما لامس ذراع سيلستيان جانبها ، أمسكت دافني بذراعه وتشابكت معه وكأنهما مقربان ، ثم أسندت رأسها على كتفه بلطف ..
“ماذا الآن؟ ألا تريدونني أن أدخل؟”
“يمكنكِ الدخول ، لكن الشخص الذي بجانبكِ لا يمكنه ذلك.”
“أخبرهم أنه الدوق تيريوسا.”
تجاهل المساعد رأي دافني ورد ببرود:
“الخائن لا يمكنه حضور المراسم ، أعتقد أن هذا أمر منطقي ويتفق مع القواعد العامة.”
كان كلامه منطقيًا بما يكفي لتوافق عليه دافني ، بالكاد تبادلت بضع كلمات معهما حتى شعرت أن الأنظار بدأت تلتفت نحوهم بسرعة.
أمسكت دافني بذراع سيلستيان وأطلقت تنهيدة صغيرة قبل أن تقول:
“سأخرج أنا أيضًا.”
قال الجندي:
“سمو ولي العهد يرغب في حضوركِ ، الآنسة بوكاتور …”
نظرت دافني إلى الاثنين بتعبير ينم عن الحيرة ، وكأنها تقول “وماذا أفعل الآن؟”.
أخرج المساعد ورقة صغيرة وسلمها لها ..
كانت قطعة ممزقة من الزاوية السفلية للورق المستخدم في إدارة شؤون ولي العهد ..
<الأمر خارج نطاق سلطتي ،
عليكِ أن تشهدي نهاية العقد بنفسكِ.>
ترجمة ، فتافيت ..