After the ending, I saved the villain with money - 49
كأنه حلم ..
لحسن الحظ ، بفضل استدارة دافني السريعة برأسها ، لم يحدث أي موقف غير سار ..
“قلتَ إنك اشتقت إليّ؟”
بدلاً من ذلك ، اصطدم أنفه الحاد بخد دافني مباشرة ، بسبب ذلك ، اضطر كلاهما إلى إطلاق صوت تأوه مؤقتاً …
‘لا بد أنها تعاني من قلة الرجال في حياتها .’
فركت خدها وأصلحت ظهرها ، أما نظرات سيليستيان الباهتة ، فما زالت مثبتة على دافني ، بعد أن سعلت بخفة ، نقرت برفق على عظمة الترقوة لديه وقالت:
“إذا كنتَ لن تنام ، فعلى الأقل اغتسل أولاً.”
“هل هذا حلم؟”
عندما فتح فمه ، انتشر في الجو عبق النعناع
“هل سبق أن صفعتك امرأة في الحلم ، أيها الأمير؟”
“آه…”
بصوت تأوه منخفض ، بدأ سيليستيان بفك أزرار صدرية بدلته واحدة تلو الأخرى ، وبحركة بطيئة ، خلعها وألقى بها على الأرض
ثم حدق في السقف وهو يرمش ببطء ..
“سيليستيان ، شربتَ الكحول ، أليس كذلك؟”
“قليلاً.”
رفعت دافني يدها لتلامس وجهه الصغير ، بدا وكأنه سعيد ببرودة يدها التي لامست خده ، إذ أخذ يدلك وجهه داخل راحة يدها ..
“انظر لهذا ، ألم أخبرك ألا تشرب؟”
ارتفعت زاوية واحدة من شفتي دافني بابتسامة ساخرة وهي تسحب يدها بعيداً
تنهد سيليستيان بصوت خافت وشمّر أنفه قائلاً بتذمر:
“تنبعث منكِ رائحة الشراب أيضاً.”
“أنا أجيد الشرب ..”
شعرت دافني بوخز في أنفها ، فتنهدت بخفة ، ربما لأنها كانت ما بين الثمالة والصحو ، شعرت بشيء من الغموض ، أخذت دافني الكأس التي أعطتها إياها سايكي ، وشربت حتى فرغت الزجاجة ، حتى أنها شربت نصيب صديقتها التي ستتزوج غداً ، وبعد ذلك ، حاولت التخلص من تأثير الكحول بالمشي المستمر ،
في تلك اللحظة ، بدأ سيليستيان يتحسس جيب بنطاله ، وسط صوت الأوراق المتحركة ، أخرج مجموعة من الأوراق وقدمها إلى دافني
ما مجموعه عشرون ورقة ..
تفاجأت دافني داخلياً ، بدا الأمر وكأنه استعاد كل أموال الرجال الحاضرين هناك ، كان ذلك مكسباً غير متوقع جعلها تفتح عينيها دهشة
“إنها قسائم استخدام من ورشة أحذية جيلا.”
حتى أن هناك قسيمة للاستخدام المجاني غير المحدود لمدة عام ، من دون أي انتظار! كانت تلك الورشة المفضلة لدى دافني ، لم تستطع إخفاء ابتسامتها ، وارتفعت وجنتاها بسعادة ..
“ما هذا كله؟”
“لكِ.”
همس سيليستيان وهو يعطي الإجابة المعتادة. بما أن سيليستيان الطويل كان مستلقياً في منتصف السرير ، لم يكن هناك مكان لتستلقي فيه دافني ..
“إذا احتجتِ إلى شيء ، أخبريني ، يداي فارغتان ..”
جمعت دافني أطراف أصابعها وكأنها سكين ، وضحك سيليستيان بصوت خافت ، كان ضحكه الطفولي جذاباً ، انحنت دافني بجسدها واستلقت بجواره ..
استدار سيليستيان لينظر إليها ..
“لماذا تضحك؟”
“اشتقتُ إليكِ.”
“يا إلهي ، من قال هذا؟”
بحث عن وضع مريح لنفسه وتحرك قليلاً ، بدا واضحاً أن وجه سيليستيان ، الذي أصبح في مواجهتها مباشرة ، كان وجه شخص ثمِل ، ضحكت دافني ضحكة خافتة ..
“من الطبيعي أن تتساءل عما يفكر فيه الآخر ، أليس كذلك؟”
كان جوابه مختلفاً بشكل غريب عن السؤال ، مرة أخرى ، لا يمكن التحدث مع شخص ثمل بعقلانية ، دارت دافني عينيها بتعبير ساخر
“في الوقت الحالي ، المرأة التي تحبها…”
كانت سايكي قد جابت السفينة من غرفة المحركات حتى مؤخرتها في الدرجة الثالثة ، كأنها تخوض ماراثوناً ، أما الآن ، فمن المرجح أنها تغط في نوم عميق بين أحضان روميو ، بعد أن استنفدت كل طاقتها ..
“همم.”
شعرت دافني بشيء من الغيرة يطفو في قلبها
”ربما الآن مشغولة بأمور رومانسية مع روميو لدرجة أنها لا تستطيع التفكير في شيء آخر ..”
تأخر سيليستيان في فهم كلام دافني ، وبمجرد أن أدرك ما تعنيه ، ارتعش قليلاً
“دافني…”
على عكس ما توقعت دافني من أن يكون صوته غاضباً ، كان صوته حنوناً ، للحظة وجيزة ، شعرت بغصة في حلقها بسبب تلك النبرة ، فتعمدت السعال مرتين أو ثلاثاً ..
“ما المناسبة لتدعوني باسمي بهذه الرقة؟”
“دافني ..”
“ماذا؟”
“دافني ، دافني ، دافني…”
شعرت دافني بقشعريرة تسري في مؤخرة عنقها ، ويرجع ذلك إلى صوته الرائع الذي كان لا يُضاهى ..
“آه ، لو كنتَ ستسكر ، فلتسكر بطريقة لائقة على الأقل …”
وضعت دافني راحة يدها على شفتيه ، ولم يستغرق الأمر سوى بضع ثوانٍ قبل أن يعض سيليستيان برفق على يدها ، فزعت دافني وسحبت يدها بسرعة ..
“لماذا تعض يدي؟ هل هذا يليق بمن كان أميراً؟”
“لأنني أعتقد أنه حلم ..”
لم ترد دافني سوى بأن شخّرت بهدوء وهي تتنشق الهواء ، كان تفوح منه رائحة السجائر والكحول المميزة ، لكن بجانب تلك الروائح ، كانت هناك نفحات من العطر المميز الذي طالما كان يميز سيليستيان ..
“أنا لست المرأة التي تظهر في أحلامك ..”
انعكست أشعة القمر ، التي كانت مخفية خلف الغيوم ، عبر النافذة ، مضيئة وجه الرجل ببياض ناعم ، حتى تحت هذا الضوء الخافت ، كان وجهه يلمع بجمال واضح ، أحست دافني بالرضا عن كل شيء للحظة ، لكنها لاحظت أن هناك أثر شفاه خفيفاً لا يزال مطبوعاً على وجهه ..
شعرت دافني بالإحراج ، فأخذت تمسح وجهه بخفة باستخدام كمّ قميصها ..
“تصرفك هذا غريب ، في السابق ، كنتَ لا تعيرني أي انتباه ..”
كانت دافني ضعيفة أمام هذا النوع من الجمال ، عندما كانت تصادفه في الحفلات ، كانت بالكاد تتبادل معه نظرة سريعة قبل أن تنشغل بشؤونها ..
‘كان دائماً بجانب سايكي وقتها أيضاً ..’
بالطبع ، كل لقاء بينهما كان يحدث في ظروف سيئة ، عندما كانت سايكي تغضب منه ، أو عندما كانت دافني في شجار مع روميو
كعابرين غريبين يصادفان بعضهما على الطريق دون أي تفاعل حقيقي ..
مع ذلك ، شعرت دافني بشيء من التأثر لأن سيليستيان تذكرها على عكس توقعاتها ..
“كان ذلك في الماضي ، الآن أنا في وضع يمكنني فيه التعبير عن حبي لكِ ..”
لتحقيق الهدف ، أي النهاية السعيدة للرواية ، كان وجود “دافني” كشريرة ضرورياً
“كاذب ..”
تمتم سيليستيان وهو يحدق بها بعينيه نصف المفتوحتين ، كانت دافني تبتسم بخجل ، لكنها على الفور غيرت تعبيرها إلى الجدية ..
“حتى لو قتلتكِ؟”
“لماذا تقتلنني دون سبب؟”
يبدو أن سيليستيان قرر بدء جدال طويل اليوم ، بقيت دافني مستلقية ، ووضعت ذراعيها متقاطعتين ..
“حتى لو دمرتُ عائلتكِ بالكامل ..”
“لابد أن لديك سبباً وجيهاً لذلك ، لكن أرجو أن لا تلمسي أموالي …”
أمال سيليستيان رأسه قليلاً ..
“حتى لو محوتُ هذه المملكة من الخريطة؟”
“إذا كانت لديك القوة لفعل ذلك ، فافعله كما تشاء ، لكن أخبرني مسبقاً ، لن أساعدك ..”
“لماذا؟”
“لأهرب …”
أجابت دافني وكأن الأمر بديهي ..
إزالة دولة من على الخريطة كان ما فعله ساكراديون مع تيريوسا قبل عقود ، لم يكن أحد يعلم ما إذا كان المناخ في تلك المنطقة سيئاً للغاية أم أن الأشباح هي التي كانت تطوف هناك ..
‘حتى أنا حاولت زيارتها لكن لم أتمكن ، فلا سفن ولا قطارات تصل إليها ..’
الآن ، باتت قصص تلك المجازر تُروى فقط على لسان من عاصروا الحدث ، ومع مرور الأجيال ، قد يُنسى اسم “تيريوسا” تماماً.
كانت دافني قد خططت مسبقاً لأخذ عائلتها إلى إيرين إذا استعد سيليستيان للانتقام ..
‘لكن هذا لن يحدث على الأرجح ..’
“ممل ..”
أضاف سيليستيان بهدوء ، لكنه بدا مستمتعاً بطريقة ما ..
سحب الغطاء الذي كان بينه وبين دافني ، مما جعل جسدها ينزلق نحوه ، ومع تقارب وجهه فجأة ، تراجعت دافني بخفة إلى الخلف ، متظاهرة بالدهشة ..
“رأسي ثقيل ..”
ابتسم سيليستيان بخفة ، شعرت دافني بأن الدم يتدفق إلى وجهها فنهضت فجأة ..
“اهه ..”
“لا تذهبي ..”
“لن أذهب ، في هذا الليل ، أين يمكنني أن أذهب؟”
أدارت دافني رأسها يميناً ويساراً لتبرد وجهها المتورد ..
“دافني ..”
“توقف عن مناداتي بهذا الاسم ، حقاً ، كل مرة تناديني فيها سأطالبك بعشرة ملايين ليون.”
“لماذا أنقذتني؟ حتى وأنتِ تدفعين هذا الثمن ..”
لو تم حساب الأموال التي أنفقتها دافني على هذا الرجل كمقدار حب ، لكان الجميع قد وصفها بالجنون المطلق ..
“أتساءل كل ليلة ، لماذا أنقذتني؟”
يبدو أن سيليستيان قد قرر حذف كلمة “حب” تماماً من قائمة الأسباب التي دفعت دافني لإنقاذه ..
هل ذهب إلى مكان القمار وسمع شيئاً غريباً؟
“إذا كنتِ تتذكرينني ، لكان الأفضل أن تتركيني أموت …”
استعادت دافني ذكرى عمرها السادس عشر للحظة ، في ذلك الوقت ، كان سيليستيان أميراً مستعاداً ، بمظهر مذهل ، وكان تجاهله لها شيئاً جرح كبرياءها ، ومع ذلك ، لم تعد تلك الأمور ذات أهمية بالنسبة لها الآن ..
“أنتِ لا تريدين جسدي ، عندما أكون مكشوفاً ، تقتربين فقط لتغلقين الأزرار ..”
“هل كنت مكشوفاً من أجلي؟”
وضعت دافني يدها على فمها ..
“لا عجب ..”
تذكرت بسرعة كيف أن الأمير ، الذي كان دائماً يبدو مرتباً ، كان يتصرف بشكل غريب في غرفتها فقط ، حيث يترك صدره مكشوفاً ..
فكرت دافني فيما إذا كان عليها أن تحب هذا التصرف أم لا ..
“أنا مجرد بديل لروميو الذي كنتِ تحبينه ، نحن متشابهان في الطول ، ونشترك في نصف الدماء نفسها ..”
“لأنكما متشابهان في الطول وتشتركان في الدماء ، هل تعتقد أنك تصبح روميو؟ وأنا أكره عائلة رودريغيز ، بالمناسبة.”
كان سؤالها خالصاً من الفضول ، حدق سيليستيان بدافني بعينيه الخضراوين ، ووميضهما يعكس تساؤلاً ..
تدحرجت دافني نصف دورة واستندت بمرفقها على الأرض ، تنظر إليه وكأنها تطلب منه الاستمرار في الحديث ، كان من الواضح أن هذا الحديث لن يؤدي إلا إلى مزيد من التورط ، لكن لم يكن لديها اعتراض كبير على رؤية رجل مثل سيليستيان يفقد كل شيء ويتعلق بها ..
عندما فكرت في الأمر ، أدركت أن السبب الرئيسي لفقدانه كل شيء كان دافني نفسها
ومع ذلك ، كان سماع مثل هذه الكلمات منه ، وهو الذي كان دائماً ما يبدو متماسكاً وهادئاً ، أمراً يستحق الاهتمام ..
‘ربما أنا إنسانة سيئة بالفعل ..’
بدأ سيليستيان بفك أزرار قميصه ، فتدخلت دافني بسرعة وأمسكت إحدى يديه بكلتا يديها ..
“انظر ، تفعل هذا مجدداً.”
“لماذا؟ لا يعجبكِ؟”
للحظة ، كادت دافني ترد بعفوية قائلة: “بالطبع أريد أن أرى”، لكنها تمكنت بالكاد من كبح كلماتها ..
“أنا أدخره ، سأستمتع به لاحقاً ، ببطء…”
كانت كلمتها أقرب إلى الكذب ، كانت من النوع الذي يأكل كل ما هو لذيذ فور رؤيته ، لم تكن تستطيع احتمال أن تفقد شيئاً تحبه أمام عينيها ..
“هل تدخرينني لتأكليني لاحقاً؟”
ابتسم سيليستيان بخبث ، أفكار دافني حول كيفية دعم ثقته الذاتية تبخرت سريعاً ، تنهدت بعمق وربتت على جبينه بيدها ..
“مؤلم…”
“نم جيداً ، أيها الأمير ..”
قد يكون من الخطأ الحكم على الناس بناءً على مظهرهم فقط ، لهذا السبب كانت دافني تبذل جهداً كبيراً لعدم النظر بعمق في دواخل الآخرين ، مكتفية بما يظهرونه لها ..
لكن هذا الرجل؟ كيف يفترض بها أن تفكر فيه؟
“لا أريد أن أستيقظ وأجد نفسي وحيداً ، هذا المكان دائماً ما كان خطراً عليكِ…”
لم يكن لديهما أي ماضٍ مشترك ليذكراه معاً ، لكنه ظل يتحدث عن “ما كان عليه” في الماضي ..
“هل أنا على متن التايتانيك؟ بالتأكيد لا ، أيها الأمير، نحن في بيج-رينيه ، الآن نم جيداً.”
قالت دافني بلطف محاولة تهدئته ، أغمض سيليستيان عينيه ببطء كما أمرته ..
“يا إلهي!”
فوجئت دافني ، كانت يده قد أمسكت بطرف ثوبها بإحكام دون أن تدرك ..
ترجمة ، فتافيت …