After the ending, I saved the villain with money - 46
أول تجربة ..
“يا لهذه الجنون ..”
تذكرت دافني سيلستيان في كازينو أحد الفنادق المغمورة ، عندما أجاب على سؤال “هل جننت؟” قائلاً: “قليلًا.” لماذا تتذكر ذلك الآن تحديدًا؟ هي لا تعلم!
“نعم؟”
سيلستيان طلب منها متابعة الحديث بوجه بريء تمامًا ، كان يبدو أنه لا يوجد شيء لا يمكنه قوله بهذا الوجه ، من وجهة نظر دافني ، كان سيلستيان دائمًا الأمير الرومانسي المثالي وشخصية جانبية ، فمن كان يتوقع منه هذه الجرأة؟
‘لو قام بمثل هذا الإغراء ، حتى سايكي كانت لتقع في شِبَاكه! ..’
حبست دافني أنفاسها أمام هذه المواقف المبالغة ، إن كان يستطيع إغراء الناس بهذا الوجه الوسيم وبأسلوبه اللطيف ، فمن المؤكد أن أي شخص في القارات الثلاث سيقع في حبه بسهولة ..
سواء كان خلفها سرير ، أو ماء بحر مليء بالتماسيح ، أو حتى جحيمًا مشتعلًا بلهب أزرق!!
حاولت دافني دفع سيلستيان بعيدًا بيدها الموضوعة على صدره ، لكن بدا وكأنها تحاول دفع شجرة ثابتة ، بدلاً من ذلك ، كادت هي أن تسقط للخلف ..
‘ما هذا! ..’
لماذا يحاول إغرائي؟ وما الذي يخطط لفعله بي؟ كما ذكرت من قبل ، ليس لديها أي نية للعب لعبته ..
أخيرًا ، ابتعد سيلستيان خطوة إلى الوراء ورفع يديه كإشارة للاستسلام ، مع ابتسامة جعلت ملامحه تبدو وكأنها في قمة السعادة ..
‘لماذا يفعل ذلك مع فتاة لا يحبها؟ هل يعاني من نقص عاطفي؟ ..’
حاولت دافني جاهدًة الحفاظ على هدوئها ..
‘هل هذه أول مرة لي؟ كلا ، أنا…’
عندما نظرت إلى وجهه مرة أخرى ، شعرت بأنه بات مشوشًا في ذهنها ، أغمضت عينيها ببطء لتتذكر ما حدث قبل قليل والكلمات التي همس بها سيلستيان في أذنها ..
ليست الأولى ..’
هكذا حاولت أن تقنع نفسها ، لكنها أدركت أن هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها على
هذا القرب من رجل غريب ، أما شفتيها ، التي لامست وجهه قبل لحظات ، بدت وكأنها مشتعلة بحرارة غريبة ..
حتى آخر لمسة خفيفة على شفتيه كانت أكثر وضوحًا من أي شيء آخر ، ربما لأنها كانت قريبة جدًا ، حاولت دافني كبح رغبتها في محو تلك العلامات كلها ..
بدا أن نصف ما قاله سيلستيان صحيح ..
“الناس جميعًا يفعلون ذلك… لذا…”
جلس سيلستيان على الكرسي أمام طاولة الزينة ، وناولها ربطة عنق قائلاً بنبرة تملؤها الضحكة:
“أنتِ من بدأتِ أولاً.”
اهتزت يد دافني التي أمسكت بربطة العنق ، لكنها قبضت على يدها بإحكام لتسيطر على ارتجافها ..
‘لماذا ترتعش يدي؟ ولماذا يعطيني هذا؟ هل يريدني أن أربطها له؟ هل يرغب بأن أشنقه؟ ..’
كتبت كلمة “الهدوء” في عقلها ثلاث مرات ، ونجحت في استعادة توازنها بسرعة ..
“اربطها بنفسك …”
ألقت دافني بربطة العنق الزرقاء على وجهه ، انزلقت قطعة الحرير الطويلة ببطء على عينيه وجسر أنفه ، ثم شفتيه ، قبل أن تسقط على فخذيه ..
“لا أعرف كيف أربطها ، كانت الخادمات يقمن بهذا العمل دائمًا.”
“هل تفخر بذلك؟ اخرج واطلب من أي شخص أن يعلمك.”
قالت دافني بحدة ، وهي ترفع يدها لتلمس خدها الذي كان متوهجًا كما توقعت ..
‘لحسن الحظ ، وجهي ليس من النوع الذي يحمر بسهولة ، لو كنت سايكي لكان وجهي قد انفجر الآن ..’
ثم أشارت بإصبعها إلى المذكرة الموضوعة على الطاولة:
“خذ هذه معك ..”
“تستعيدين هدوءكِ سريعًا.”
“هذه مهارتي الخاصة ، لا يهم إن خسرت كل ما هناك ، فقط لا تدع نفسك تُهزم.”
أمال سيلستيان رأسه نحو اليسار ، مما يوحي بأنه على وشك القول “هل تظنين أنني سأخسر؟” ثم قرأ المذكرة مرة أخرى بعناية.
“الخط يبدو مألوفًا.”
منذ طفولتها، كانت دافني تستأجر كتّابًا لكتابة واجباتها ، وفيما بعد ، أصبحت توكل إليهم كتابة جميع أوراقها ، كان خطها السيئ الذي لم يتحسن أبدًا هو السبب وراء ذلك ، ظنت دافني أن سيلستيان كان يسخر منها
بحديثه ، لكنها لم تعره أي اهتمام ..
“موعد مع دافني؟ ما هذا؟”
رفع سيلستيان إحدى حاجبيه باستغراب ..
“إنه موعد بكل بساطة.”
“ولماذا الذهاب في موعد؟”
“لأنني أريد ذلك ، بكل بساطة.”
“وهل يمكن الرهان على مثل هذه الأمور؟”
كان الرجال يمارسون القمار ، لكن الأموال التي يكسبونها كانت تؤول إلى زوجاتهم أو حبيباتهم أو السيدات برفقتهم ، وبالتالي ، كان “موعد مع دافني” يعني يوم تسوق ، حيث يتم شراء كل ما ترغب به طوال اليوم ..
ظهر على وجه سيلستيان ملامح انزعاج غريبة ، وتدلت زوايا شفتيه قليلًا ..
“اذهب وتباهي أمام هؤلاء الحمقى المساكين بحب هذه المرأة الرائعة والجميلة ..”
قالت دافني وهي تضع يدها فوق صدرها بثقة ، تبع سيلستيان حركة يدها بعينيه ، ثم رفع بصره مجددًا نحوها ..
“أنتِ ، هل تحبينني؟”
“ماذا؟ أحبك ، ماذا تقصد؟”
كان سيلستيان يبدو وكأنه يريد قول شيء ما، حيث حرك شفتيه للحظة لكنه أغلقهما مجددًا بإحكام ، شعرت دافني برغبة في الإمساك بخديه لإجباره على الكلام لكنها قاومت ذلك
“صاحب السمو ، إن كنت لن تكمل حديثك ، فلا تحرك شفتيك هكذا.”
“إن كنتِ لا تريدين سماع كلامي ، اقطعي لساني ، عندها سأصمت ..”
“يا إلهي! حتى هذا النوع من الكلام تعرف كيف تقوله؟”
أن يصدر عنه مثل هذا الكلام الصادم كان مفاجئًا لدافني ، لكنها لم تشعر بالاستياء ، بل بدا ذلك مغريًا بشكل ما ..
ضيق سيلستيان عينيه وهو ينظر إليها ، ثم سرعان ما هز رأسه ..
❖ ❖ ❖
كانت دافني تعبر الممر الطويل مرة أخرى ، بدا هذا الممر الأزرق وكأنه يخفي شيئًا يجعل المرء يشعر بالغثيان كل مرة يمر فيه ..
‘كأنني رأيته في حلم… ذلك الشعور المزعج بالديجافو …’
كانت بعض المشاهد تُثير قشعريرتها أحيانًا ، لكنها أقنعت نفسها أن ذلك يعود لإرهاقها من الذهاب والإياب المتكرر أثناء تجهيز المكان داخل السفينة ، مما جعلها تتحمل عدة مرات ..
توقفت أمام باب ضخم مصنوع من خشب الماهوجني المزخرف بالذهب الخالص، وطرقته ..
“مرحبًا ، سايكي ..”
“دافني!”
كانت سايكي داخل الغرفة مرتدية بيجاما ، وبمجرد أن فتحت الباب ، احتضنت دافني بقوة وبدأت تدور بها ثلاث دورات كاملة ، كان جسد سايكي ، التي بدت وكأنها لا تستطيع ممارسة أي رياضة ، ممتلئًا بعضلات صغيرة ..
كانت غرفة الأمير المخصصة في الجزء الأكثر عمقًا وجمالًا من السفينة ، وكانت بحجم ثلاث غرف مخصصة للضيوف المرموقين ..
“أنا… أشعر ببعض الألم.”
تأوهت دافني بسبب الألم في خاصرتها ، مما جعل سايكي تُصدر صوتًا متألمًا أيضًا وتنخفض حاجباها ..
“هل أرتب شعركِ؟”
سألت سايكي وهي تُعيد خصلات شعر دافني المتناثرة خلف أذنيها ، كانت عيناها الزرقاوان الدافئتان تُشعران دافني بارتباك داخلي ..
”أليس من المفترض أن تتوقفي عن العمل ، بما أنكِ ستصبحين زوجة ولي العهد غدًا؟ ..”
“وهل تفقد زوجة ولي العهد يديها عند الزواج؟”
“ليس الأمر كذلك ، لكنه يبدو مرهقًا ، أليس كذلك؟”
“لحسن الحظ ، لدي يدان تعملان بشكل جيد ، دافني ..”
وبدون انتظار إجابة من دافني ، أجبرتها سايكي على الجلوس أمام طاولة زينة ضخمة
وبفضل براعتها التي لا حدود لها ، بدأت سايكي تجدّل شعر دافني وتحوله إلى كعكة أنيقة ..
شعرت دافني بشيء من الفراغ عندما انكشف عنقها بعد غياب طويل ، فبدأت بفرك جانب عنقها ..
بينما كانت سايكي تتحرك داخل الغرفة الواسعة ، فتحت خزانة ملابس ضخمة وأشارت إليها بكل احترام ..
“اعتقدت أنه سيبدو رائعًا عليكِ ..”
“لماذا هو هنا أيضًا…؟”
كان هناك فستان أزرق بلون اللؤلؤ ، وهو نفسه الذي أرسلته دافني مسبقًا إلى السفينة ، كانت قد فكرت في ارتدائه سابقًا ، لكنها لم تجده فاختارت ملابس سوداء بدلاً منه ..
“إنه هدية من روميو.”
‘روميو ، ذلك الوغد! ..’
ابتسمت دافني ابتسامة مجهدة ، وأجبرت شفتيها على الارتفاع ، مما تسبب في تشنج عضلات خدها ..
فوق ذلك ، هل يريد ذلك الرجل إيصال هدية موجهة إلى امرأة كانت تعتبر منافستها يومًا ما، والتي ستصبح زوجته قريبًا؟
( مافهمت بالضبط الجملة )
‘أحتاج إلى سيجارة… لا ، أحتاج إلى شراب ، أو ربما كليهما ، وأسكب كل شيء على وجهه الجميل ذاك! …’
عندما توقفت دافني للحظة وهي تمسك عنقها من الخلف ، هرعت سايكي إليها لتدليك رقبتها وكتفيها ، كان دفء يديها أشبه بكيس ماء دافئ ، وعندما لمست عنق دافني العاري ، أصابها قشعريرة غريبة ..
“هل أنتِ بخير؟”
“أنا بخير لدرجة أنني أشعر بالدوار ، لكن ، هل يمكنني معرفة أين زوجكِ الآن؟”
كانت تفكر للحظة في الذهاب إلى حيث يوجد وضربه ضربًا مبرحًا ..
“ربما يكون في الاسفل ، سمعت أن حفلة العزوبية تُقام هناك …”
“حقًا؟”
إذا كان هناك ، فهذا يعني أن المكان مليء بالناس ، سيستمتعون كثيرًا ، هؤلاء الحمقى الذين لا تطيق حتى النظر إليهم ..
لكن التفكير في أن أميرها النقي ، مثل حمل صغير ، قد يتعرض للسخرية هنا وهناك بين هؤلاء ، جعل قلبها يثقل بالحزن ..
“دافني ، كيف التقيتِ به مجددًا؟”
“ماذا؟”
ترددت سايكي للحظات قبل أن تسأل بنبرة منخفضة ..
“لقد سمعت أنه… رحل إلى مكان ما.”
بعدما نطقت بتلك الكلمات ، بدت وكأنها قالت شيئًا لا ينبغي أن يُقال ، كانت تراقب تعابير دافني عن كثب ، وكأنها تخشى أن تغضبها
سايكي التي كان من المفترض أن تكون أسعد شخص في هذا اليوم ، وبدلًا من ذلك وجدت نفسها محاصرة هنا ، سايكي التي انتظرت دافني لفترة طويلة ، ثم لم تستطع التحمل وخرجت إلى السطح ..
في نهاية الأمر ، كانت دافني هي من أخلفت الوعد ، لكن رؤية تلك العيون الزرقاء المرتبكة جعلتها تشعر بالأسى ..
“التقينا في الطريق إلى هنا ، يبدو أنني وهو مرتبطان بالقدر بطريقة ما.”
“ماذا؟”
كانت هذه أول مرة تتحدث فيها دافني عن “القدر” أمام سايكي
في العادة ، كانت دافني تتحدث معها بصرامة محذّرة إياها من التعلق بالأحلام البعيدة ..
لهذا السبب ، بمجرد أن قالت ذلك ، غرق وجه سايكي في الظلام على الفور ، شعرت دافني وكأنها مجرمة تم القبض عليها أثناء ارتكابها الجريمة ..
“إذًا السبب في عدم قدومكِ إليّ مباشرة كان ذلك الرجل ، أليس كذلك؟”
من أين جاءت هذه البرودة في صوت سايكي؟ لطالما أدهشها كيف يتغير صوتها فجأة عند الحديث عن سيلستيان ..
“دافني ، ذلك الرجل قتل والدي ، ودمر المكان الذي كنت أعيش فيه ..”
“أعلم.”
سواء من خلال أحداث الرواية التي قرأتها في حياتها السابقة ، أو من خلال الأحاديث المتداولة ، كانت قد سمعت هذا الأمر مرات لا تحصى ، شعرت وكأنها تقف على أرض مليئة بالأشواك ، فخطت خطوة بلا هدف إلى الجانب ..
“لكن إذا كنتِ سعيدة ، فلا بأس ، سأعتبر الأمر شبيهًا بحبي لروميو ..”
‘لا يبدو أنها بخير على الإطلاق ..’
تحدثت سايكي وكأنها تتخذ القرارات بمفردها ، حتى قبل أن تعطيها دافني أي إجابة ، وكأنها تشعر بأنها مضطرة لذلك ..
لم تعترض دافني على كلامها ، فقط استمرت في فرك جانب رقبتها بيدها ..
الكلمات التي تُقال بقوة غالبًا ما تصبح حقيقة
رسمت سايكي ابتسامة مشرقة على وجهها الذي يشبه الخوخ ، وتقدمت خطوة كبيرة نحو دافني ، ممسكة بيديها بقوة ، كان هناك وميض غريب في عينيها الزرقاوين ، مما جعل المشهد أكثر غرابة ..
“أنتِ شخص يملّ بسرعة ، دافني ، ودائمًا ما تفضلين الأشياء الجديدة ، قريبًا ستتخلين عنه ، وسأنتظر.”
“سايكي …”
“لقد أخبرتني سابقًا أنني سأحصل على كل ما أريده ، أليس كذلك؟ ذلك الوعد لا يزال ساريًا، أليس كذلك؟”
في تلك اللحظة ، عندما كانت الأمور
ذروتها ، كانت قد وعدتها بذلك بالفعل ..
شعرت دافني بحدسها أن الأمور بدأت تأخذ منحًى خاطئًا ..
ترجمة ، فتافيت ..