After the ending, I saved the villain with money - 43
الأمير العائد ..
‘ لا أفهم هذا ..’
أن تُعتبر الهدية التي قُدِّمت بحسن نية “صدقة بدافع الشفقة” وتثير شعورًا سيئًا لدرجة نشر شائعات غريبة عن فتاة أخرى؟ هل كان هناك داعٍ لافتعال مشكلة؟
عضت دافني شفتيها وهي تقول:
“حتى لو كان كبرياؤكم رفيع الشأن ، فهذا لا يعني أن لكم الحق في إيذاء الآخرين …”
“حتى طريقة مخاطبتكِ لنا بـ’أنتم’ تُشعرنا أنكِ تنظرين إلينا بدونية ، أليس كذلك؟ ألا تشعرين بالشفقة علينا؟”
لم يكن لدى الفتيات أدنى فكرة عن معاناة دافني من الأرق لدرجة أنها اضطرت لاستخدام مهدئات كيليان ، بل كن يسخرن منها ويضحكن باستهزاء ..
“أنا لا…”
قررت دافني أن تخفض من نبرة حديثها قليلًا ..
“لم أشفق عليكم أبدًا ..”
“لا تكذبي ، ألم تعطينا دائمًا أشياء قديمة ، أشياء مللتِ منها أو استخدمتها مرة واحدة فقط؟ ألا يُعتبر ذلك صدقة؟”
“لكنكن طلبتنها ، وقلتُن إنه من الجيد أن تمتلكن شيئًا مثل هذا ، لذلك أعطيتكن إياه ، قبلتن بسرور ، آه ، هل كان يجب أن أشتري شيئًا جديدًا وأعطيكن إياه؟”
لم تُجب رانون ، بل اكتفت بالتحديق في دافني بنظرات مليئة بالحقد ..
“آه…”
كان واضحًا أنهن توقعن شيئًا ، لكن دافني لم تلبِّ رغباتهن ، ما جعلهن يشعرن بالاستياء ..
فجأة تذكرت وجه ناريد التي كانت دائمًا تنصحها بعدم استخدام العنف مع الحمقى ..
ابتسمت دافني ابتسامة ساخرة ..
‘ماذا أفعل؟ أرغب في ضربهن ..’
شددت قبضتها قليلاً ..
:هل يجب أن أتحمل؟ ..’
كانت دافني غارقة في التفكير ..
“كنا نعتقد أنكِ صديقتنا ، إذا كان الأمر كذلك ، ألم يكن عليكِ أن تظهري لنا الشفقة؟ وأيضًا ، وعدتِ بإيصال رسائلنا إلى الأمير ، لكنكِ لم ترسلي أيًا منها!”
“لماذا سأعطي خطيبي رسائلكن؟ ثم إن روميو الآن في البحر ولا يستطيع حتى استلام رسائلي ..”
“ولماذا تنادين الأمير باسمه؟ أهذا أيضًا جزء من استعراضكِ أمامنا ، يا دافني بوكاتور ؟”
“آه…”
رغم غضبها ، شعرت دافني ببرودة غريبة تسيطر على عقلها .
“أي صداقة تتحدثن عنها الآن؟ لو كنتن صديقاتي بالفعل ، لما سمحتن بنشر شائعة تجعلني أبدو كفتاة تبيع جسدها للكونت ، هل تشعرن بالغيرة لدرجة أنكن تردن إظهار شعوركن هذا بشكل علني؟”
“دافني بوكاتوؤ ، هل انتهيتِ من حديثكِ؟”
“دعينا نكن واضحين ، نحن استدعيناكِ هنا لتقديم اعتذار …”
أضافت جانيت كلمة أخرى:
“نعم ، اعتذري.”
اعتقدت دافني أن قبول الاعتذار وإنهاء الأمر سيكون أفضل ، فإذا شعرت هؤلاء الفتيات بالراحة من التخلص من شعورهن بالذنب ، فذلك سيكون جيدًا بالنسبة لها ..
لكن فكرة أن اسمها الجميل سيبقى يتردد بينهن لفترة طويلة جعلتها تشعر بالاشمئزاز!
‘كيف أعتذر وأنتن تتحدثن بهذه الطريقة؟ .’
‘ماذا تريدن مني؟…’
تنهدت دافني بعمق ، شعرت بألم في ساقيها بسبب الوقوف لفترة طويلة ، فكرت في الذهاب للعلاج الطبيعي فور الانتهاء
من هذا النقاش ..
“دافني ، ألا تعتذرين؟”
“آسفة ، كيف لي ، أنا النبيلة ، أن أتصرف هكذا تجاهكن أنتن الدونيات؟ كان يجب أن أكون أكثر صبرًا وتحملاً بما أنني أكثر تعليمًا
ووعيًا ، هل تألمتن كثيرًا؟”
كان الجزء الأخير موجّهًا إلى قبضتها المشدودة ..
بدت ملامح الغضب والحرج واضحة على وجه رانون كيلي بعد اعتذار دافني اللطيف والمنمق الذي حمل في طياته استهزاءً خفيًا ..
“أنتِ…”
“لا تناديني أنتِ ، كيف تجرؤين؟ ما الذي يمنحكِ ، كفردة من العامة ، الحق في مخاطبة ابنة ماركيز بهذه الطريقة؟”
تصلبت تعابير وجوه الفتيات ، يبدو أنهن كن بحاجة لسماع كلام كهذا ليعرفن مكانهن شعرت دافني بمزيد من خيبة الأمل ..
كانت تتذكر أن رانون ، منذ فترة قريبة عندما كانتا قريبتين ، كانت تدلك ساق دافني التي كانت تعاني أحيانًا من تشنجات ، رغم أن ذلك كان محرجًا ، إلا أن رانون قامت بذلك دون تردد ..
كان من المحزن أن تغطي هذه الذكريات الجيدة على ذكريات كهذه ، المنخفضة في قيمتها ..
“رانون ، استمري في حياتكِ كما هي ، كوني ذلك الإنسان الذي يعيش على الفتات ، ويعتبر الهدايا صدقة ، ويغرق في الإساءة والتذمر بلا قيمة ..”
كانت رانون ، جانيت ، وبعض الفتيات دائمًا ما يحلمن بأن يصبحن زوجات للأمير ، اميرات في البلاط الملكي ، وربما أمهات لأمراء في المستقبل ..
‘لا أحب الحديث بهذا الأسلوب ..’
لكن إذا كان هذا هو حلمهن ، كانت دافني مستعدة لدعمهن بصدق ، ليس الآن ، بالطبع ..
“بعد التخرج ، ستكونن زوجات لرجال لا قيمة لهم ، وكنّات لحموات عنيفات ، وأمهات لأطفال عنيدين …”
أما دافني ، فستصبح ملكة ، وقبل ذلك ستبني مشروعها الخاص الذي يحمل اسمها ..
“وأنا؟ سأمتلك هذه الأرض ، سيريناد ، حيث ستُدفن مقابر حياتكن الكئيبة …”
ربما قد تحقق الاستقلال الكامل ، وتجد طريقة لعدم البقاء محاصرة في القصر الملكي ..
توقفت دافني فجأة عند التفكير بهذا ..
‘الاستقلال؟ ..’
ربما كان ذلك ما أراد كيليان منها التفكير فيه كهدف ..
وللتحرك نحو هذا الهدف ، كانت بحاجة إلى القدرة على تجاهل الشائعات ، بغض النظر عن كونها سيئة ، فالشائعات إما أن تبقى عالقة لبعض الوقت أو تتلاشى سريعًا ..
من يريد تحقيق شيء عظيم يجب أن يتعامل مع أمور تافهة كهذه كأنها سحب عابرة ، كان عليها أن تبقى ثابتة وسط كل ذلك .
“هل انتهيتِ من كلامكِ؟”
“لم أنتهِ بعد ..”
نزعت دافني رباط شعرها المربوط بشكل عشوائي ، لتتدلى خصلاتها الحمراء حتى أسفل ظهرها ، أعادت ربطه وهي تتحدث بنبرة هادئة …
“ما يجب عليكن فعله ليس الاعتذار ، بل تقديم الشكر …”
كانت سنة مليئة بالألم والحزن والغضب ، لكنها تمكنت من تجاوزها دون أن تنهار أو تهرب ، كان ذلك كافيًا ..
في النهاية ، لم يكن بمقدور هؤلاء الفتيات أن يلحقن ضررًا يُذكر بدافني ، كنّ أدنى من أن يؤثرن عليها ..
ابتسمت دافني بوجه مشرق ، كما كان يفعل كيليان في التعامل معهن ..
“ما رأيكن أن تشكرنني لأنني تركتكن على قيد الحياة؟”
❖ ❖ ❖
عندما بلغت دافني السادسة عشرة ، كان الحديث عن “الأمير الجديد” يشغل جميع أنحاء سيكراديون ..
“كنت أعلم أن هذا سيحدث.”
رمى كيليان الصحيفة على الطاولة ، كانت تلك المرة الأولى التي ترى فيها دافني عرابها ، صاحب السلوك المتحضر دائمًا ، يتصرف بتلك الطريقة ، فتحت عينيها باتساع ..
“لماذا؟”
كان كيليان يبدو متوترًا ، يمرر يده على مؤخرة عنقه مرارًا ، حملت دافني الصحيفة ونظرت فيها ..
“عودة الأمير ، الأمير الجديد ، الابن غير الشرعي لسيكراديون… هل سيُعاد اعتماده كالامير الأول؟”
“هل كنت تعلم أن عمي لديه ابن غير شرعي؟”
حدّقت دافني بذهول في الصورة الكبيرة في الصحيفة ، كان الفتى الوسيم في الصورة يبدو شابًا صغيرًا ، بشعر فاتح اللون ، أما لون عينيه فلم تستطع تحديده بسبب كون الصحيفة بالأبيض والأسود …
“لا يشبه عمي ولا روميو إطلاقًا.”
شعرت وكأن ملامحه مألوفة بطريقة ما ، حدّقت في الصورة بعينين نصف مغمضتين محاولةً تحديد سبب ذلك ، لكن كيليان غطى الصورة بيده ..
“لا تنظري ، لن يكون من الجيد أن ترتبطي بشيء كهذا ..”
حتى قبل أن تفكر دافني في رغبتها بلقاء
هذا الأمير ..
“لماذا؟ يبدو وسيمًا.”
“ليس وسيمًا ، إنه مجرد فتى بلا قيمة.”
“هل تعرف الأمير الجديد؟ كيف ذلك؟”
زاد وصفه بـ “عديم القيمة” من فضولها ..
استمرت دافني في محاولة النظر إلى الصورة، تدير رأسها يمينًا ويسارًا ، لكن يد كيليان كانت دائمًا تعترض طريقها ..
“زوجكِ المستقبلي يجب ألا يكون من أفراد العائلة الملكية …”
“أوه ، لماذا؟ ولكن خطيبي…”
“خطيبكِ؟ لا خطيب لديكِ ، تخلصي من هذه الفكرة تمامًا ، سأوفر لكِ كل ما تحتاجينه قبل أن أغادر …”
“إلى أين ستذهب؟ خذني معك ..”
“…”
ظل كيليان صامتًا ..
في الأساس ، كانت دافني قد أُرسلت إلى هنا بطلب من آمبر ، التي رأت أن دافني بحاجة إلى اكتساب بعض المهارات الأساسية قبل أن تصبح ملكة ، أما الآن ، فقد أصبحت محادثاتها مع العراب هي جزء من روتينها اليومي ..
“على أي حال ، خصوصًا هذا الفتى ، لا يمكن أبدًا ..”
كان كيليان من النوع الذي لا يستخدم كلمات مثل “على أي حال” أو “بطريقة ما”، ولا يعطي تفسيرات غامضة ..
“لماذا؟”
سألت دافني “لماذا” أربع مرات حتى الآن ، لكنه لم يعطِ إجابة ، ظل متوترًا وصامتًا ..
“دافني ، ألم تقولي إنكِ تودين زيارة آيرين؟”
“نعم ، بالطبع ..”
“ما رأيكِ في الذهاب هذا الصيف؟ عندها ستكون الأمور في المقاطعة قد استقرت ..”
“لكن عليّ الاستعداد لحفل تقديمي للمجتمع ، أليس من المفترض أن يأتي هذا الأمير أيضًا؟ سمعت أنه يحضر المناسبات الرسمية بدلًا من روميو ..”
“آه ، حفل التقديم.”
رد كيليان وكأنه قد نسي أمر الحفل تمامًا ،
لم يكن مألوفًا أن يبدو كيليان مضطربًا بهذا الشكل ، ما جعل دافني تشعر بالارتباك أيضًا
وعندما حاولت قراءة الصحيفة لتفهم الأمر ، سحبها كيليان منها ، تصرف غير معهود عنه ..
“لماذا لا تدعني أقرأ الصحيفة؟ ألستَ أنت من أخبرني أن أقرأها يوميًا دون انقطاع؟”
“لا تحتاجين لمعرفة ذلك ..”
“واو ، ولا حتى تخبرني السبب؟ هذا غير منطقي ..”
عندما يُمنع الشخص من شيء ، فإنه يرغب فيه أكثر ، وإذا لم تكن هذه الصحيفة ، فبالتأكيد ستنشر الصحف القادمة
الأمر مجددًا ..
لكن الأخبار اختفت فجأة لأيام ، لم تعد هناك أي تقارير ، واقتصرت المعلومات على ملخصات بسيطة قدمها ناريد ، بقيت دافني في حيرة وفضول ..
❖ ❖ ❖
لم يمر وقت طويل حتى أُتيحت لها الفرصة لرؤيته ، ليس عبر صحيفة ، بل على أرض الواقع ..
جاء الأمير إلى “سيريناد” لحضور مهرجان كبير للشكر ، كان من النادر أن يزور أفراد العائلة الملكية مكانًا منعزلًا كهذا ، لكن يبدو أن الأمير كان يتجول لإظهار نفسه كبديل لروميو ، بعد عودته من الخارج ..
“شعره لامع للغاية ..”
لم تستطع دافني منع نفسها من الانبهار عندما رأت وجهه ، وكادت أن تطلق شهقة دهشة ، كان أميرًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، أميرًا كما تصفه الحكايات الخيالية ..
كان مختلفًا تمامًا عن روميو الذي اعتادت رؤيته منذ طفولتها ، بشعره الأشقر النادر في “سيكراديون”، كان يلفت الأنظار بمجرد أن يدخل إلى مجال الرؤية …
ارتدى بدلة سوداء تميل إلى الأزرق ، مصممة بإتقان ، شعره مسرح للخلف كاشفًا جبهته بالكامل ، وملامحه البارزة والجميلة ملأت وجهه الصغير ، كانت شفتاه ، اللتان ترتسم عليهما ابتسامة أنيقة ، حمراء حتى من بعيد
“عينيه خضراوان… يا للعجب ..”
كان ذلك الشاب الوسيم يمتلك وجهًا يافعًا ، لكنه بدا وقورًا ، قامته الطويلة وبنيته الجسدية جعلت رأسه أعلى من رؤوس الآخرين بمقدار رأسٍ كامل ، وكأنه قادم من عالم مختلف تمامًا …
كانت الفتيات يتقدمن لتحيته بكل أدب ، وكان يرد بابتسامة ساحرة ..
“وأنا أيضًا…”
حاولت دافني التظاهر بالمرور بجانبه بينما كانت تراقبه باستمرار ، أخذت تحرك جسدها يمينًا ويسارًا ، محاولًة جذب انتباهه ، إلى أن التقت عيناها أخيرًا بعينيه ، شعرت فجأة بالخجل وبدأت بترتيب أطراف فستانها دون داعٍ ..
كانت ترتدي فستانًا بلون مشابه للونه ، واعتقدت أنهما سيبدوان متناغمين إذا وقفا بجانب بعضهما البعض …
‘سيحييني بالتأكيد ، أليس كذلك؟ ..’
لكن الأمير لم يفعل شيئًا ، اكتفى بالنظر إليها لفترة طويلة دون أن يظهر أي استجابة تُذكر ، لا رمشة عين ، ولا إيماءة رأس ، ولا حتى حركة يد ..
‘هاه؟ ..’
بعد دقيقة كاملة من التحديق ، صرف الأمير نظراته عنها ، لم يكتفِ بذلك ، بل سار بخطوات واسعة مبتعدًا عنها إلى الجهة المقابلة حيث اختفى وسط الحشد ، ومع ذلك ، ظل وجهه البارز واضحًا للعيان ..
في تلك الأثناء ، دخل كيليان القاعة على كرسيه المتحرك ، هرعت دافني نحوه بخطوات متسارعة وبدأت في التعبير عن استيائها ..
“عمي ، لقد تجاهلني الأمير!”
“إذن تجاهليه أنتِ أيضًا ، أليس رجال هذا المكان خارج دائرة اهتمامكِ؟”
“يا إلهي ، هذا الأمير! إنه الشخص الذي يُقال إنه شقيق روميو!”
“ماذا؟”
“أن يُتجاهل المرء من قِبل أمير بهذه الوسامة… هذا سيحرمني النوم ليلاً!”
وأشارت دافني دون أي خجل إلى الجهة التي اختفى فيها الأمير الأشقر ، تبع كيليان اتجاه إصبعها بنظره ، ثم قال مغمغمًا وهو يعبس:
“لقد عاد مجددًا ، ذلك الأمير المزعوم ..”
ترجمة ، فتافيت ..