After the ending, I saved the villain with money - 41
“لقد التقينا من قبل ، أليس كذلك؟”
كان ذلك قبل عدة سنوات ، خاضت البحرية الملكية لسيكراديون معارك بحرية طويلة في البحار البعيدة قبالة لاكتيا ، للقضاء على قراصنة كانوا يضطهدون الشعب ..
كان الكونت كيليان ، الذي مُنح أراضي “سيريناد” الشهيرة بشارعها الفني وبحيرة أولدن الزرقاء ، وكذلك مضيق “أركاس” كوسام شرف ، بطلاً في تلك الحروب ، وكان أيضاً الحليف القديم لعائلة جرين والعراب لدافني ..
تعرضت دافني في الخامسة عشرة من عمرها لحادث ، إذ صدمتها عربة ، كانت إصابة خطيرة ، حيث انكسرت ساقها ، لكن مع التأهيل ، كان من الممكن أن تتعافى تماماً دون آثار جانبية ..
“يبدو أنكِ ستتخلين عن الباليه الآن ..”
كانت الفتاة الشابة ، التي حُطمت أحلامها في هذه السن المبكرة ، تعيش في حالة من الغضب العارم ..
كان عرابها يوقظها في الخامسة صباحاً ويجعلها تعتني بأموره ، ويجبرها على دراسة كلمات قديمة لم يعد يستخدمها أحد ..
“لا تنامي عندما يحين وقت النوم ، امشي دون أن تحدثي صوتاً ، اجلسي بظهر مستقيم ، لا تضعي ساقاً فوق الأخرى ، لا ترتجفي ، ولا تتفوهي بألفاظ بذيئة أبداً ..”
في الصباح ، كان يُرسلها إلى المدرسة ، وعندما تحصل على علاماتها ، كان يؤنبها بشدة ، ثم يجبرها على الدراسة حتى منتصف الليل ..
“لو كنت أعلم أن أمبر ستربي ابنتها بهذه الطريقة الفوضوية ، لما قبلت بكِ أبداً …”
كان يقول ذلك متحسراً في بعض الأحيان ..
“يبدو أنك ندمت متأخراً جداً ..”
كانت دافني تتحدث إليه بأسلوب يشبه أسلوب الأميرات ، متأثرة بدورها ، وتتعمد استخدام لغة غريبة مع الكبار ، فهي في النهاية كانت وريثة الماركيز ، بينما كان كيليان مجرد كونت …
حاول كيليان في البداية تعديل هذا الأسلوب ، لكنه تخلى عن ذلك في النهاية ..
رغم أنه كان في الأربعينيات من عمره ، إلا أن كيليان كان ضعيفاً للغاية ، سمع أنه يعاني من مرض عضال في مراحله النهائية ، ولم يبقَ أمامه سوى سنوات قليلة ..
كانت دافني تعتقد أنه بمجرد وفاته ، ستصبح كل هذه الأراضي ملكاً لها ، وستتمكن من استثمارها وإدارة أعمالها ، لكنها ، مثل الجميع ، اكتشفت أن الحياة لا تسير دائماً كما نتوقع ..
❖ ❖ ❖
“ما الذي كنتِ تفكرين فيه عندما كتبتِ هذه الرسالة إلى سمو الأمير؟”
بوجه متوتر ، رمى كيليان ورقة خضراء داكنة أمام دافني ، كانت كلمات مليئة بالغضب والحزن ، تنبض بالظلم ..
ألقت دافني نظرة سريعة على الورقة دون أن ترفع رأسها ..
“كما ترى ، تماماً كما هو مكتوب ، طلبت القضاء على عائلة رانون كيلي وجانيت ، أولئك الفتيات ، آه ، هن فتيات فقيرات ، ليس لديهن عائلة أصلاً ، عليّ إعادة كتابة الرسالة …”
في ذلك الوقت ، كانت دافني معتادة على دخول القصر الملكي وكأنه منزلها ، وكانت تتحدث بأسلوب خاص ، كانت تنظر إلى من هم دونها باحتقار ، معتقدة أن كلماتها هي القانون ..
“دافني بوكاتور ..”
ظهرت آثار الزمن بوضوح على وجه كيليان ، الذي عبس بشدة وضرب عصاه على الأرض بقوة ، كانت ضربة قوية لدرجة أنها تركت صدعاً على الأرضية الرخامية ..
“هذه رسالة أرسلتها إلى خطيبي ، لماذا تعترضها أنت؟”
“أعترضها؟ لا تخبريني أنكِ حقاً لا تعلمين مكان الأمير؟”
لم يكن هناك أي سبيل لوصول الرسالة إلى من هو في ساحة الحرب؛ كان من الواضح أنها قد أُعيدت ..
“أها ، لقد قرأت رسالة معادة إذن ، يا له من ذوق سيئ للغاية ، هل أنت منحرف؟”
“دافني ..”
“لقد أخبرتك سابقاً عن هؤلاء الذين يعاملونني بتلك الطريقة ، ولأنك لم تدعمني ، لم يكن أمامي سوى طلب المساعدة من زوجي المستقبلي …”
بدا القصر وكأنه قصر زجاجي ، كانت دافني قد تواصلت لأول مرة مع فتيات من العامة في نفس عمرها ، واكتشفت أن كسب الصداقات بينهن كان بشراء هدايا لهن ..
استمتعت بالفصل الدراسي إلى حد كبير ..
“لم أرتكب أي خطأ.”
في أحد الحفلات الصغيرة التي نظمتها زميلاتها ، كانت قد استأجرت خادماً ليقدم الطعام اللذيذ وأهدتهن مجوهرات جميلة ، إذ كن جميعهن يحببن تلك الأشياء ، ضحكن وتحدثن واستمتعن سوياً ..
“حقاً ، لم ترتكبي أي خطأ ، حتى عندما قمتِ بضرب وجه كيلي حتى أصبح كالعجين؟”
كانت بداية المشكلة عندما لم تتمكن من تحضير هدية عيد ميلاد لفتاة شعبية بين العامة تدعى “كيلي”، فأعطتها مجوهرات سبق وارتدتها ..
“لقد كانت هي من بدأت بالإساءة لي ، حيث وصفتني بالبغي ، أنا ابنة أمبر غرين ، وقالت إن عائلتي بوكاتور وغرين مجرد شياطين جشعين ، بينما هي فقيرة.”
كانت بداية الإهانة هي إهداؤها مجوهرات مستخدمة ، ومن ثم بدأت تسمع الهمسات والاتهامات حول إساءة استخدام ثروة العائلة ..
“لقد خيبتِ أملي مجدداً ، أليس كذلك؟ لم تتغيري ولو قليلاً …”
كان من السهل خيبة أمل كيليان ، حتى تأخرها عن الاستيقاظ كان كافياً ليؤكد له توقعاته عنها ..
“يقولون إن والدتي باعتني لعرابي …”
تفاقم الأمر حتى انتشرت شائعات بأن دافني باعت جسدها لعرابها ، الرجل المريض الضعيف ، في مؤخرة المدرسة ، سمعت تلك الشائعات ، فأفقدها ذلك صوابها ، وقامت بضرب وجه “رانون كيلي” بقبضتها ..
ثم فور وصولها إلى القصر ، كتبت رسالة إلى “روميو”. تطلب فيها القضاء على عائلات هؤلاء الفتيات بالكامل فور قراءة الرسالة ..
“أنا سأصبح جزءاً من العائلة الملكية ، لذا يحق لي اتهامهن بجريمة إهانة العائلة المالكة ، أليس كذلك؟”
“هل كتبتِ برسالة مماثلة إلى أمبر غرين أيضاً؟”
“لا ينبغي أن تعرف والدتي عن هذا ، ستأمرني بالعودة فوراً ، ولن تكتفي بمجرد تدمير عائلاتهم …”
إذا علمت والدتها أمبر ، التي كانت تهتم كثيراً بدافني ، بهذه الأمور ، فقد يؤدي ذلك إلى إغلاق المدرسة بأكملها ، عندما كسرت دافني ساقها ، قال لها سكرتير والدتها إن والدتها بكت لأيامٍ ثلاث من أجلها، رغم انشغالها الشديد ..
“مع أنها لم تأتِ إلى غرفتي بالمستشفى ..”
كان كيليان يضع فنجانه على الصحن ويبدو محبطاً ، سبق وطرح الأمر بشكل عرضي على كبير الخدم ، لكنه كان يجيبه دائماً بأن “سيدة المستقبل يجب أن تتحلى بالصبر ..”
“مجرد شائعات عابرة ، لا تدعيها تؤثر عليكِ كالغيوم العابرة في السماء …”
“وكيف تعرف إن كانت شائعة أو لا؟ لأنك تجهل عالم الفتيات ، عالمهن قادر على تحويل الأكاذيب إلى حقيقة وقاتلة ..”
“دافني ، ليس عالم الفتيات فقط من يفعل ذلك ، لذا عليكِ أن تعرفي مكانتكِ جيداً ، وتتعاملي بتسامح مع من هم أدنى منكِ…”
رفعت دافني عينيها الذهبية تعبيراً عن استيائها ..
“أنا أعرف مكاني جيداً ، أنا ابنة شقيق الملك ، وخطيبة أمير المستقبل ، وابنة أمبر غرين ، وعَرَّابي كيليان سيريناد ، لو تمالكت نفسي بعد كل ذلك ، فهذا هو الأمر الغريب حقاً.”
“إذن ، هل تعتقدين أن عنفكِ كان مبرراً؟”
“.نعم ..”
أجابت دافني ببرود ، وتنهد كيليان بعمق ..
“إذا كنتِ ستتصرفين على هذا النحو ، فعودي إلى عائلة بوكاتور …”
“لا أريد ..”
فإذا مات هذا الكونت الحزين والغبي ، ستصبح هذه الأملاك ملكاً لها ، لم تستطع العودة بعد كل هذا الذل ..
“سأسألكِ مجدداً ، دافني ، هل تعتقدين حقاً أن ضربكِ لهؤلاء الفتيات حتى كن على وشك الموت كان مبرراً؟”
” كما قلت ، كن على وشك الموت ، ولكن لم يمتن ..”
“هل تعلمين سبب عدم اقترابهن منكِ رغم أنهن
كن قادرات على الرد؟”
“كيف لي أن أعرف؟ وهل يجب أن أعرف؟ لا أرغب في ذلك ..”
جلست دافني في وضع مستقيم وأجابت بوضوح ، مما دفع كيليان إلى أخذ نفس عميق وهز رأسه ، استدعى كبير الخدم وخرج من الحديقة بسرعة …
تنفست دافني بارتياح ، وبدأت دموعها تتساقط ، أمسكت بفنجان الشاي البارد وألقته على الأرضية المتشققة ..
غمرها الغضب شعرت بأن شيئاً لم يُحل ، غطت وجهها بيديها ، لم يكن هناك شيء يتحقق كما أرادت ..
شخص مجنون ، هل سيتضرر إن انحاز إلي؟ فقط كن في صفي ، أليس من المفترض أنه عرابي…؟ ..”
هرعت ناريد نحوها لتجفف دموعها ، بدا قصر سیریناد الجميل والدافئ ، الذي كان في البداية مريحاً ، وكأنه كهف مظلم ، احتضنتها “ناريد” وطمأنتها برفق ..
“لماذا لا يستطيعون المساس بي؟ هل يجب أن
أعلم أنا؟ ..”
“آه ، بالطبع يا سيدتي ، لا تبكي وجهكِ الجميل …”
“ماذا تعرفين أنتِ؟”
تراجعت “ناريد” خطوة إلى الوراء مصدومة من نبرة دافني القاسية ..
“تلقي الضربات الجسدية أقل إيلاماً ، إنه أقل ألماً بكثير ، كنت لأفضل أن أدهس بالعربة ألف مرة ..”
كانت تشعر برغبة قوية في القتل ، كلما سمعت همسات الفتيات كانت ترغب في أن تجعلهم يتذوقون أقصى درجات الخوف التي عانت منها ..
ولكن ، لا أستطيع فعل شيء ..
في قصر سيريناد ، حيث تلطخت سمعتها ، لم يكن لكلماتها أي تأثير ..
حتى عندما هددت والدة رانون كيلي بطلب تعويض مادي ، تعامل كيليان معها بلطف ، ووعدها بإدخال ابنتها إلى أفضل المستشفيات ، ودعمها حتى دخولها الجامعة ..
أظهر كيليان لـ”رانون” ابتسامة دافئة ، معتذراً بلباقة ، بكت “رانون” بتكلف أمامه ..
…اه
ومع ذلك ، لم تقدم “رانون” اعتذاراً رسمياً لدافني ..
رغم كرهها الشديد لكيليان سيريناد ، لم يكن أمام دافني خيار سوى أداء دور العرابة ، كانت ترغب في ترك كل شيء والهروب ، لكن الهروب لم يكن خياراً مناسباً لشخص بمكانة أميرة المستقبل …
هطل الثلج طوال الليل وتجمدت الطرقات ، بدت سيريناد المغطاة باللون الأبيض وكأنها تحتفل بأجواء الشتاء ..
“إنه بارد ..”
ارتدت دافني قفازات صوفية قدمتها لها إحدى الخادمات ، ودفعت كرسي كيليان المتحرك وهي تتجول به على ضفاف بحيرة أولدن المظلمة ، كانت لا تزال مستاءة منه ، وخديها منتفخان ..
“نعم ، إنه بارد ..”
“هل نظل يداك وقدماك باردين حتى بعد شرب شاي الزنجبيل؟”
“نعم ..”
رأت أن وشاح كيليان كان مفكوكا ، فأمسكت بطرفه وأعادته بربطة على شكل شريط كعمل صغير للانتقام ، وابتسمت بخفة ..
“أجل …”
وقفت به أعلى التل ونظرت إلى بحيرة أولدن التي بدأت تتجمد ، من هنا ، كانت المنازل ذات الأضواء البرتقالية تحيط بالبحيرة وتبدو بوضوح ..
“إنه جميل حقاً.”
تأملت دافني الأضواء التي تشبه لون عينيها ، لهذا لم تستطع التخلي عن هذا المكان ..
‘إذا توفي عرابي دون أن يقول شيئاً ، ستصبح هذه الأرض ملكاً لي ..’
تملكتها هذه الأفكار وتفاجأت بقسوتها ، فنظرت نحو كيليان بحذر ..
“سمعت أن شرب أوراق الشاي التي تأتي من الشرق يمكن أن يجعل الجسم دافئاً ..”
“الشاي الأخضر؟”
“لا، كان برائحة حلوة غريبة ، مثل الأعشاب الطبية ..”
“سأجربه ..”
“حسناً…”
كان كيليان يهتم بصحتها بشكل متواصل ، في البداية ، اعتقدت أنه يريدها كخليفة له ، لكنها شعرت بوجود سبب آخر ..
تركت دافني الكرسي وبدأت تحرك يديها بانقباض ، كان الجو يزداد برودة ، والنهار يقصر ، شعرت أنه يجب أن يعودا إلى الداخل بسرعة ..
حينها ، هبت ريح باردة ، وأحست دافني بوخز في أنفها ..
“آتشو!”
ارتفع مرفقها بسبب العطسة ، فارتطم بكرسي كيليان ، يبدو أنها نسيت قفل العجلات ، فانطلق الكرسي المتحرك بسرعة نحو المنحدر
“كيليان!”
لم تتمكن من الصراخ ، بل تشبثت بالكرسي بإحكام ، شعرت دافني بالدوار وركضت خلفه أسفل التل ..
توقف الكرسي المتحرك بطريقة خطرة على سطح البحيرة المتجمد ، مُصدراً صوت تشقق
“آه ، آه…”
توقفت دافني في مكانها وحبست أنفاسها ، ظهر كيليان المتصلب تماماً على سطح البحيرة ..
سارع الجليد في ابتلاع كيليان ..
ترجمة ، فتافيت ..