After the ending, I saved the villain with money - 40
عشيقة سطحية ..
قام سيليستيان بتمشيط نصف شعره الأمامي كما فعلت له ماريل سابقًا ، كانت البدلة السوداء والقفازات البيضاء متناسقة تمامًا مع جسده ، وربطة العنق الحريرية الزرقاء الداكنة كانت تروق له ، وعندما كان يشدها بمهارة حول رقبته ، تذكر صوت دافني ..
“همم ..”
المرأة التي علمته كيفية ربط ربطة العنق عندما كذب مدعيًا أنه لا يعرف ، رغم أن نصف تعليماتها كانت مليئة بالتذمر ، لكنه لم يجد في ذلك أي إزعاج ..
“يبدو أنني سأضطر أن أطلب منها فعل ذلك ..”
بعد أن قابل نظراته في المرآة بابتسامة خفيفة ، فك العقدة وأمسكها بيده ، وخرج من الغرفة …
في الممر الذي كان فارغًا حتى لحظات مضت ، كان هناك بعض الأشخاص الآن ، وكأنهم يستعدون لحفل ، رغم أنهم كانوا جميعًا يرتدون الأسود ، إلا أنهم كانوا يتزينون كالطاووس ..
“أوه.”
رفعت إحدى الفتيات مروحتها لتغطي فمها عندما التقت عيناها بعيني سيليستيان ..
“إنه الخائن ..”
على الرغم من أنها همست بصوت منخفض ، إلا أن الكلمة وصلت بوضوح إلى أذنيه ، ربما لأن الحديث كان عنه تحديدًا ، أغمض سيليستيان عينيه قليلًا وابتسم ، محييًا كما لو أن شيئًا لم يحدث ، وكما كان يفعل في السابق ..
سرعان ما بدأوا بالهمس بين أنفسهم ..
‘ألا يشعرون بالملل أبدًا؟ ..’
كعادته ، مرر سيليستيان يده خلف أذنه ، وبينما كان ضوء الشمس يتسلل عبر الباب الذي يفتحه الخدم ، شعر أنه على وشك العطس ..
وكما وعدت ، كانت دافني هناك ، كانت تجلس على الشرفة ، التي يمكن رؤية الأفق منها ، في وضعية متعجرفة ، لكنها لم تكن بوجهها المعتاد الخالي من التعبيرات ؛ بل كان هناك انقباض خفيف بين حاجبيها ..
“دافني ..”
وضع سيليستيان يده ليحجب ضوء الشمس عن جبهتها ، في الواقع ، لم يكن هناك حاجة لذلك ، لأنها كانت بالفعل تحت ظل جسده ..
سواء كان ذلك بسبب حجب الشمس أو لرؤية سيليستيان ، إلا أن تعابير دافني هدأت ، للحظة ، اختفى اللون الذهبي في عينيها المتدليتين ، كان سيليستيان ينتظر كلمتها التالية ..
“ألم أقل لك ألا تنظر إليّ من الأعلى؟”
“هاه؟”
توقف عقله لوهلة بسبب هذه الجملة غير المتوقعة ، أشارت دافني إلى المقعد المقابل لها وأكملت حديثها ..
“اجلس ، تؤلمني رقبتي.”
“هاها.”
هز سيليستيان رأسه وجلس بجانبها مباشرة ، كانت المسافة ضيقة ، كونهما يجلسان على أريكة لشخصين ، عبست دافني قليلًا ..
“المقعد الذي طلبت منك الجلوس عليه لم يكن هنا ، كان في الجهة المقابلة…”
“نحن عشاق سطحيون ..”
رغم غياب كلمة “نحن” إلا أن دافني فهمت ما يقصده ، خدشت خدها بطرف إصبعها ..
“لسنا في علاقة تعاقدية ..”
“بل أكثر من ذلك ، يا دافني ..”
مد سيليستيان يده نحو كأس الويسكي الذي جلبه الخادم ، فجاءته دفعة على فخذه من ركبة دافني ..
“لا تشرب ، إذا أفسدت الأمور معي مرة أخرى ، سأغرقك على الفور …”
“أي خطأ؟”
تذكر سيليستيان للحظة عندما قال لها في أحد الفنادق المتواضعة: “هل تتزوجيني؟”
“آه ..”
رفع زاوية فمه بابتسامة طفيفة دون أن يرد بشيء ، لكنه لم يمد يده نحو الكأس مرة أخرى ..
عبست دافني مرة أخرى ، لم يكن في ذلك الوقت مخمورًا أو مخطئًا ، لكن إذا كانت تراه كذلك ، فلم يكن بوسعه الاعتراض ..
“تغرقينني؟ لا يبدو أن لديكِ القوة لذلك ..”
“أوه؟ هذا الأمير يجرؤ على تجاهلي ..”
مالت دافني برأسها جانبًا ، فقام سيليستيان بتقليدها ومال هو الآخر ، عندها ، ارتبكت دافني قليلاً ونقلت جسدها قليلاً لتمنحه مساحة أكبر للجلوس ، وحينما أرجعت ضفيرة شعرها إلى الخلف ، ارتخت شريطة الربطة بعض الشيء ، مد سيليستيان يده نحو كتفها ولكنه توقف فجأة ، إذ كانت دافني قد التفتت نحوه …
“تحاول اغتيالي؟”
“ماذا؟”
بتلك النبرة اللطيفة والمزحة الطريفة ، التقت عيناه بعينيها الذهبيتين اللتين تلمعان بمكر ، تردد سيليستيان قليلاً وسحب يده ..
“إذا أردت أن تلمسني ، فقط قل ذلك ..”
“…”
“إنها مزحة ، لماذا تأخذها بجدية؟”
بوجهها الذي بدا أكثر رقة دون مساحيق التجميل ، واحمرار خفيف على وجنتيها ، نتيجة لقضاء وقت طويل على ظهر السفينة وسط الرياح وأمواج البحر ، قالت له: “كنت أحتاج لذلك على أي حال ، اربطه لي من جديد …”
جلست دافني تنظر للأمام ، فيما قام سيليستيان على مضض بخلع قفازه بأسنانه ، ومد يده نحو شعرها ليربطه مجددًا ..
‘كم من المتغيرات الأخرى ستظهر…؟’
انبعثت من شعرها رائحة خفيفة من الورد والخزامى ، حاول سيليستيان كبت رغبته الشديدة في تقبيل شعرها الكرزي الجميل ..
❖ ❖ ❖
ركز سيليستيان مجددًا على تعديل ضفيرتها ، بينما كانت دافني تتأمل من حولها مجموعة الأشخاص المتجمعين بزيهم الأسود على سطح السفينة الأبيض ، ثم نظرت ككاميرا مراقبة إلى النبلاء والملوك المنتشرين هنا وهناك على متن السفينة ، العديد منهم لم يكن ليهتم فعليًا بخيانته المزعومة ..
‘ألم يروا الجمال من قبل؟’
كانت تلك النظرات التي تلاحقه ، مليئة بالرغبة ، وليس لكونه خائنًا ، بل فقط لأنه وسيم ، وقد تكون لديهم نوايا أخرى ..
أرادت دافني حقًا أن تضع قناعًا على وجه سيليستيان ، لتجنب تلك النظرات الوقحة ..
وبينما كان سيليستيان يعدل شعرها كخيط مشدود ، أعاده إلى الأمام كما كان ..
“شكرًا ..”
“هذه كلمة شكر قصيرة.”
رفع سيليستيان حاجبيه المنقطين بابتسامة ، فضحكت دافني قائلةً: “شكرًا جزيلاً ..”
رؤية هذا الوجه ، تحت هذا الطقس المثالي للسقوط في الحب ، جعل الأمر أكثر خطورة ، لقد كادت تركض وتعانقه حين كان يسير نحوها دون أن ينظر لأحد سواها ..
كانت تنظر إلى المقعد المقابل الذي كان يجلس عليه روميو قبل قليل ، فأخذت تفكر في افتراض غريب ..
‘إذاً ، لو اشتبكا ، من سيفوز؟’
عندما استعاد سيليستيان مكانته ، كانوا يشيرون إليه وإلى روميو بأنه السيف في مقابل البندقية ..
‘السيف لا يمكنه هزيمة البندقية ..’
بأفكار غريبة ، كانت تنظر نحو سيليستيان ، وتفكر في الصورة النمطية المملة التي كانت تلاحقه ، كالبطل الرئيسي والبديل ..
“سيليستيان تيريوسا ..”
على الرغم من أنها تحدثت بهمس ، إلا أن سيليستيان لم يجب ، فقد خفض بصره كعادته وجلس وقد عقد ساقيه ، ضربت دافني بخفة على فخذه لتناديه مجددًا ..
“سيل ..”
“نعم؟”
أجاب هذه المرة مباشرة ، مع التقاء نظراتهما ، شعرت دافني باختلاف طفيف ، لكنها لم تستطع تحديد ما هو ..
“من سيفوز لو اشتبكت مع روميو؟”
نظر إليها سيليستيان بنظرة مستفهمة وكأنه لا يفهم مغزى سؤالها ..
“أعني الأمر حرفيًا.”
“يعتمد ذلك على الظروف ..”
“بصراحة ، لنقل إنها لعبة يتعين فيها على أحدهما أن يقتل الآخر لينتصر ..”
تأمل سيليستيان كلامها ، ثم رفع حاجبيه بابتسامة جانبية وقال: “ماذا تعتقدين أنتِ؟”
“أعتقد أنك ستخسر ..”
“في الأصل ، لا يمكن للشعر الأشقر أن يهزم الشعر الأسود ، ولا يمكن للعيون الخضراء أن تتغلب على العيون الذهبية ..”
على الرغم من انتقادها له بوضوح ، لم يظهر على سيليستيان أي انزعاج ، بل بدا أكثر استرخاءً ، ووضع كوعه على الطاولة وأسند خده إلى يده ..
“هل تتمنين ذلك؟”
“ما هذا الجواب؟”
“حسب إجابتكِ ، سأفكر فيما إذا كنت سأدع نفسي أخسر أم لا ..”
كان ثقة الأمير لا حدود لها ..
في خيالها ، حجزت دافني سيليستيان وابن عمها في حلبة مليئة بالغبار ، وعندما لم تجب ، استمر سيليستيان بصوت مليء بالمرح قائلًا:
“حتى لو هاجمني روميو بكل قوته ، لن أتعب ..”
‘من أين يأتي بهذه الثقة؟’
تذكرت مشهدًا من حلبة الملاكمة التي كانت تهرب إليها كلما شعرت بالضغوط؛ كان من النادر العثور على مقاتل لا يتعب أبدًا ..
“إذا استمر القتال لفترة طويلة ، فسيصاب روميو بالإرهاق ، وبالتالي سيزداد احتمال خسارته …”
رمشت دافني بعينيها ، وكادت ترد بتعليقها على أن الأبطال لا يخسرون أبدًا ، لكنها كتمت ضحكتها ..
“لم تتقاتلا أبدًا ، فكيف تكون واثقًا من نفسك؟”
رغم ذلك ، تخيلت سيليستيان يرفع يده بعد قتال دامٍ ودماء ملطخة شفتيه ، بينما يرقد ابن عمها الذي كانت ترغب دائمًا بضربه بقوة على الأرض ، لقد أعجبها هذا الخيال ..
“أنا أخوه الأكبر ، وأعرف نقاط ضعفه ..”
“لكن لم تعيشا معًا مطلقًا ، أعتقد أنك ستخسر ..”
“ومع ذلك ، يبدو أنكِ تخيلتِ أنني سأفوز ..”
قال سيليستيان ذلك وضرب خده مرتين بخفة ، أدركت دافني حينها أنها كانت تضحك ، فعدلت تعابير وجهها مجددًا ..
“ضحكت لأن فكرة خسارة روميو مضحكة.”
ابتسم سيليستيان بنظرة عينيه التي تشبه زرقة البحر ، وأسند ذراعه على ظهر كرسيها ، مجرد هذه الحركة جعلت جلسته تبدو جريئة بشكل لا يصدق ..
“هل تعتقد أننا أصبحنا مقربين لأنني ضحكت قليلاً؟ ارفع يدك ..”
“نحن في علاقة سطحية ، وأيضًا لسنا غرباء تمامًا ..”
رغم سخريتها ، لم تستطع دافني كتم ابتسامتها ..
‘ماذا لو تظاهرت بعدم الممانعة ولو لمرة؟’
ترددت للحظة ، ثم قررت بجرأةً أن تسند ظهرها إلى جانبه ، ما جعله يئن قليلاً بسبب الضربة المفاجئة ..
“قلت إنه مؤلم ..”
“آه ، آسفة ..”
في تلك اللحظة ، سُمع إعلان البحار عن اقترابهم من مضيق أركاس ، حيث سيستقرون مؤقتًا ..
“كم مضى من الوقت ..”
تمتم سيليستيان وكأنه قرأ أفكار دافني ، نظرت نحوه بدهشة ، فأول ما وقع نظرها عليه كان شفتيه ، وكادت تصطدم بجبهته فزادت دهشتها ..
كادت تسأله كيف عرف ، لكنها تراجعت ، ربما كان قد زار أركاس مرارًا ، لكن كلمة “منذ وقت طويل” ظلت تستوقفها بشكل غامض ..
ثم فجأة ..
“لقد تذكرت ..”
أخذت دافني نفسًا عميقًا لتهدئة خفقان قلبها ..
“ماذا تذكرتِ؟”
“كما قلت ، لقد التقينا من قبل ..”
كان ذلك أحد تلك اللحظات التي لم تتذكرها لسببٍ ما ، قامت بتعديل وقفتها ، ونظرت نحو سيليستيان ، حيث كان شعاع الشمس المتساقط من السماء يضيء شعره الأبيض ..
“أليس كذلك؟”
ترجمة ، فتافيت …