After the ending, I saved the villain with money - 39
جلس بجانب دافني رجل أنيق ، وضع دبوسًا من الياقوت الأزرق على ربطة عنقه ، ثم دفع كوب الماء نحوها عن قصد ، حتى دون أن تدير رأسها ، عرفت أن هذه الحركات الملكية
لا تصدر إلا من أحد أفراد العائلة المالكة ..
“ديدي ..”
شعره الأسود كالسبج مرتبٌ بعناية ، وبشرته بيضاء شاحبة كالجثة رغم تعرضه لأشعة الشمس ، ملامحه المخيفة الجمال ، ولكن مع غمازتين لا تناسبان وجهه الوسيم إطلاقاً ..
“هذا يُعتبر محاولة فاشلة لاغتيال أحد أفراد العائلة الملكية ..”
تمتم روميو بصوت منخفض بينما أمسك بإحدى خصلات شعر دافني ، كان الشريط الذي ربطه سيلستيان بالكاد ثابتاً ، فمالت دافني رأسها عندما أمسكه روميو خشية أن ينفك ..
“صاحب السمو ، هل يمكنك تخفيف قبضة يدك على شعر ابنة عمك الرقيقة؟”
“أخبريني أولاً لماذا تأخرتِ؟”
لم يرد روميو على كلامها ، فرفعت دافني ذراعيها وتنهدت وهي تنظر لأعلى نحو ابن عمها طويل القامة ، عرفت أن أي مقاومة لن تجدي؛ بل ربما تزيده سعادة فقط ..
“لا تكن عنيداً ، بطاقة الدعوة الخاصة بي ضاعت …”
“مستحيل ..”
كما توقعت دافني ، سرعان ما فقد روميو اهتمامه وأرخى يده وقال متمتماً ..
“ألم تكوني أنتِ من أخفاها؟”
“مستحيل …”
كان روميو يبدو حقاً وكأنه لا يعرف شيئاً ، ولكن دافني لا تزل تشك فيه ونظرت إليه بريبة ..
“العشاء ..”
“هل أنتِ جائعة؟”
“يبدو أنك نسيت وعدك معي تماماً ..”
ابتسم روميو بسخرية وهو يتذكر الموعد الذي كانا قد خططا له للغداء ..
“أخبرك حقاً ، بطاقة الدعوة لم تصلني .”
ضحك روميو بغمازاته العميقة عندما أجابته دافني ..
“ومع ذلك تمكنتِ من الدخول بسهولة . “
“هل هناك شيء لا أستطيع فعله؟”
“هممم ، ربما قتلي؟”
كادت دافني تختنق بالماء الذي كانت تشربه ، لقد نطق بهذا الأمر دون تردد حتى في حفل زفافه ..
“ليس أنني لا أستطيع ، بل لا أريد ، لدي الكثير لأخسره …”
نظرت دافني مباشرة إلى روميو الذي كان يضحك بتسلية ، وقالت:
“أيها الوغد ، هل تجد هذا الموقف ممتعاً؟”
“ابنة العم ، هل أطلقتِ لقب كلب للتو على جلالة الملك؟”
“نعم ، أيها الكلب ، هل تجد هذا ممتعاً؟”
“بالطبع ..”
روميو أسند ذقنه بيده ، وأغمض عينيه وأعاد فتحهما ببطء موافقاً ، تماماً كما يفعل سيلستيان ، سعلت دافني عمداً لتصرف انتباهه ..
“زوجتي تنتظركِ بفارغ الصبر ، ربما يجب أن تذهبين لرؤيتها لاحقاً ..”
“نعم ، سايكي …”
من المؤكد أن سايكي كانت قلقة بانتظار دافني التي لم تظهر بعد ، وربما تشعر بالذنب قليلاً ..
‘أستطيع أن أتخيل ذلك ..’
تنهدت دافني بعمق ..
“ثم ، لماذا منعتني من الحصول على بطاقة الدعوة؟”
“أخبرتكِ ، لم أفعل ..”
“كيف يمكن أن أصدقك …”
“لو كانت بطاقة الدعوة مفقودة حقاً ، لكان عليكِ القدوم إلى القصر ، مع شخصيتكِ ، لكان بإمكانكِ قلب القصر رأساً على عقب لو لزم الأمر ، فلماذا لم تفعلي؟”
عندما فكرت في الأمر ، أدركت أن بطاقة الدعوة وصلت قبل يومين ، وكان من الممكن أن تذهب مباشرة إلى قصر روميو لتنتزعها منه بأسلوبها المعتاد ..
“كيف لي أن أعرف أنني لن أتمكن من الدخول؟”
“أنتِ من شدد على قاعدة ‘لا استثناءات’، أليس كذلك؟”
“هل استمتعت بمشاهدة ‘دافني بوكاتور’ المتعددة؟”
“نعم ، سمحت بسعادة لنسختكِ الأولى بالركوب …”
فتحت دافني فمها بدهشة ..
“هل أنت مجنون؟ ربما عليك الذهاب للمستشفى إن كنت تشعر بهذا.”
“لا يوجد تأثير لكلامكِ ، لو كنتِ مجنونة ، فلن يُشعرني هذا بأي شيء ، هل تودين الذهاب معي؟”
كان روميو ينظر إليها بطريقة توحي بأنه لو أومأت برأسها ، لكان سيأخذها مباشرة إلى مستشفى للأمراض العقلية وسط البحر ، هزت دافني رأسها وأدخلت حبة عنب أخضر في فمها ..
“حين تقول سايكي إنك مجنون ، ترتبك ، من شدة إعجابها ..”
“وأنتِ أيضاً تفرحين عندما يُقال إن أخي مجنون ..”
لم تستطع دافني دحض كلامه ، ورفعت حاجباً واحداً ..
“لو لم أتمكن من الدخول ، لكانت سايكي قد نتفت شعرك بالكامل ..”
“زوجتي لن تفعل ذلك بي ..”
“إذًا ، أنت لا تعرف سايكي جيداً.”
“وهل عليّ ذلك؟ أحياناً يكون الجهل بالأمور أفضل بين العشاق ، إن عرفت كل شيء عني ، ربما ترغب في الهروب بعيداً عني مرة أخرى.”
بصراحة ، لم تستطع دافني دحض كلامه هذه المرة أيضاً ..
لكن مجرد سماع عبارة “عشاق” من روميو جعلتها تشعر بقشعريرة باردة ..
“يا ابنة عمي ، في الواقع ، أشعر ببعض الظلم.”
“ما الذي يظلمك الآن؟”
نظرت دافني إلى روميو وهو ينزل زاوية فمه قليلاً كأنه متألم بالفعل ، أثناء محاولتها تناول السلطة ..
“ومع ذلك…”
رمقت دافني ابن عمها بنظرة حانقة ثم التقطت حبة زيتون ورمتها باتجاه وجهه ، إلا أن روميو أمسكها بسهولة ووضعها على الطاولة دون أن يرد بالمثل ..
“أنتِ ممتعة أكثر لأنكِ لا يمكن توقعكِ ، ديدي لم أتوقع أنكِ ستصلين إلى حد المقامرة ، خاصة مع إشراك شقيقي أيضاً. .”
“يا إلهي ، هل وضعت أحداً ليراقبني؟”
هز روميو كتفيه بلا اكتراث ، ما جعل دافني تهز رأسها في إحباط ، وكأنه لم يعد مفاجئاً ..
‘على الأقل كان ينوي السماح لي بالركوب ، لكنه أراد فقط شروطاً معينة قبل ذلك ..’
تخلصت دافني من افتراض أن روميو لم يسرق بطاقة الدعوة ، وأطلقت تنهيدة طويلة
“لقد بكيت في الدرجة الثالثة ..”
“سمعت بذلك ، قالوا إنكِ انتزعتِ حبكِ لي هناك ، كان أمراً محزناً حقاً …”
“كيف يمكننا أن نعيش بعيداً عن بعضنا للأبد؟ هل أهرب إلى دولة أخرى؟ أم أتزوج حقاً في الإمبراطورية؟”
“سأحرص على أن تصبحين مجرمة دولية قبل ذلك …”
“آمين …”
جمعت دافني يديها كأنها في وضعية صلاة ..
“هل ترغبين في أن تصبحين مجرمة لدرجة تستدعي تدينكِ المفاجئ؟”
“ماذا تقول؟ بسببك قُتلَت خلاياي الأخلاقية لتوها ، وأرسلتها بهدوء إلى الحاكم …”
أطلقت دافني هذا الرد بصوت رقيق لكنه لا يخلو من سخرية ، ما جعل روميو يضحك بمرح ..
كانت تعتقد أنهما سيأكلان بسلام ، لكنه بدا كأنه غير قادر على كبح رغبته في مضايقتها ..
في حين يُقال إن حتى الكلاب لا تزعج الآخرين أثناء تناول الطعام ، فقد تراجعت شهيتها واكتفت بالارتشاف من عصير الليمون ..
“هل أعجبكِ جوابي؟”
“أي… آه.”
تذكرت دافني الرسالة المكتوبة بخطٍ أنيق التي تحمل الكلمات التي نطقت بها في الدرجة الثالثة ، بدا أن جميع الجنود والبحارة الذين يعتبرون أعين وأذان هذا القريب المشؤوم مخيفون للغاية ، ابتسمت دافني وأظهرت إصبعها الأوسط ..
“اذهب إلى الجحيم ..”
رفع روميو إصبعه الأوسط رداً عليها بابتسامة
“سعيد لأن الهدية أعجبتكِ ، فقد أتيتِ بها مرتديةً إياها …”
“روميو رودريغيز ، سمو ولي العهد ، لماذا تتحدث بهذا القدر اليوم؟ أليس هذا يوم زفافك؟ وأعتقد أن العروس هي السيدة سايكي ، وليس أنا.”
“……”
“بسبب تصرفاتك ، يظن الناس أننا نخفي شيئاً بيننا …”
قالت دافني ذلك بهدوء وبنبرة قوية وهي تضرب الشوكة على الطاولة كأنها ستغرسها فيه ..
“هل تحفزك الأدرينالين لأنك ستصبح متزوجاً؟ أريد أن أتناول طعامي بسلام ، أخي العزيز.”
“حسناً ، أختي ..”
لم تستطع إخفاء استيائها من ابن عمها الذي لم يصمت حتى بعد أن فقدت شهيتها ..
“أيتها الأميرة.”
عندما ناداها روميو ، شدّت دافني على أسنانها.
“ماذا ، أيتها الأميرة؟”
ردّت عليه بنفس الطريقة ، لكن روميو لم يرف له جفن ..
“هل أحضرتِ شقيقي معكِ؟”
“طبعاً ..”
كان سيل ينظر إلى البطلة التي ستتزوج من البطل ، وهو مشهد ممتع لن تفوّته دافني ، بدأت تقشعر أذناها من الآن ..
“أفكر في استعارة سيلستيان قليلاً لاحقاً.”
“تستعير سيلستيان؟ لماذا؟”
“لإقامة حفل العزوبية ..”
حفلة العزوبية التي يجتمع فيها الحمقى من أعضاء النادي الملكي ..
‘ليس بالأمر الصعب ..’
لو دُعي سيلستيان إلى حفل كهذا بدعوة من ولي العهد ، سيتحدد موقعه الغامض بوضوح ، وبعدها سيبدأ في تلقي دعوات متكررة إلى الحفلات ، بالتأكيد ، لم يكن عرضاً سيئاً بالنسبة لدافني أيضاً ..
“كنت أتساءل ، كيف تغيّر ترتيب الحفل الآن؟”
“حالياً نقيم حفلة تأبينية ، أمرونا بأن نحترم ذكرى والدتي ، بعدها يأتي حفل العزوبية ، والزفاف غداً ..”
“ماذا؟”
اتسعت عينا دافني الذهبية بذهول ..
حفل الزفاف ، الذي من المفترض أن يكون فريداً ، متبوع بحفل تأبيني للملكة الراحلة التي توفيت منذ عدة سنوات؟ كان هذا الترتيب غير مفهوم أبداً ..
“هل هم هؤلاء الحمقى الذين دبروا ذلك؟”
هز روميو رأسه بالإيجاب ، شربت دافني الماء بغيظ شديد ..
‘ليرحل أبناء العائلة الملكية إلى الجحيم ، ليرحلوا جميعاً.’
مرّت ببالها وجوه مزعجة لأولئك الذين لطالما نظروا إليها بازدراء رغم مكانتهم الأدنى أو حتى عدم امتلاكهم أي ألقاب ..
ماذا كانوا يقولون؟ إن دافني اغتصبت اللقب بإغواء رجل كبير في السن ..
‘حسناً ، ربما ينبغي أن أعترف بذلك بعض الشيء ..’
فقد كانت محظوظة بلقاء عراب رائع حقاً ..
“أي زفاف يقام فيه حفل تأبيني؟ هم الذين وصفوا عمتي يوماً بأنها شيطان جشع بسبب المال …”
هم يتطفلون على أموال الدولة ولا يدفعون الضرائب بفضل الامتيازات الملكية ، ومع ذلك هم مصابون بمرض يجعلهم لا يستطيعون البقاء دون إزعاج سايكي التي تعمل بجد ..
“حقيقةً ، وصلوا إلى قمة السفاهة ، وأنت تركت الأمر يمر هكذا؟”
“والدي أمر بذلك ، إن قال افعل ، أفعل.”
‘انظر إليه ، يتحدث بلهجتي!’
نظرت دافني للحظة إلى روميو ، مصدومة من اللهجة العامية التي استخدمها، ثم ابتسمت بخفة ..
“أنا فقط أتساءل متى سيرحل والدك عن هذا العالم ..”
تذكرت عمها الذي كان يبدو يومياً شاحب الوجه بسبب حالته الصحية المتدهورة ..
رفع روميو زاوية فمه بابتسامة ساخرة ، ثم دفع حبة زيتون بإصبعه نحو دافني ..
“هذا التصريح ، يُعد خيانة ..”
“ماذا تعني بذلك ، أخي؟ أنا فقط كنت أهتم بصحة عمي ، لقد قلت لك ، لدي الكثير لأخسره لذا لا أُقدم على المخاطر بسهولة ..”
“ما زلت لا أفهم سبب إنقاذكِ لأخي ..”
“اعتبر أنني لم أستطع فعل شيء بسبب الحب …”
“كلماتكِ تزداد سخافة مع مرور الوقت…”
“كأنها سيلٌ متدفق ، أليس كذلك يا ولي العهد؟”
قاطعت دافني كلام ولي العهد لتقول كلمتها وهي ترتب الأطباق الفارغة بدقة ، ثم ارتشفت الماء الذي دفعه روميو نحوها قبل أن تبتلعه ..
“أرسلي أخي إليّ ، واذهب إلى سايكي ..”
“أنت من يورط نفسه في المشاكل ، ودائماً تتركني لأقوم بالتنظيف …”
“كما قلت مراراً ، أنا لم أرتكب أي خطأ ، أيتها الأخت ..”
كان من حسن حظها ، أنه حينما يتعلق الأمر بسايكي ، يتحمل روميو المسؤولية وحده ، في قرارة نفسها ، كانت دافني مرتاحة لأن روميو لم يكن يعاني من جنون الحرب أو أي نوع من الهوس غير السوي …
‘رغم أنه يملك طبعاً مفرطاً في التعلق ، لكنه يستحق ذلك بسبب جمال سايكي الفائق!’
هذا كان مبرراً مقبولاً إلى حد ما ، لأن سايكي كانت جميلة بما يكفي لتستحق هذا التعلق ..
“من الذي تحمل مسؤولية إنقاذ الخائن؟ آه ، كان ذلك أخي يا عزيزتي ..”
كان روميو هو من أسكت الملكيين المعارضين
“حقاً ، لماذا تتعاون بهذا الشكل ، يا ملك المستقبل؟”
“حسناً ، أظن أن سايكي تقدّركِ بغير داعٍ.”
حتى عندما رمى روميو خمسين كلمةً من كلمات الغزل ، فكانت سايكي تذوب أمام
كلمة واحدة من دافني ..
“يا للغرابة ، هل تشعر بالغيرة ، يا أخي؟”
لم يجب روميو ..
“على أي حال ، كنت سأذهب بالفعل ، لكن طلبك يجعلني لا أرغب بالذهاب ، ما الذي سأحصل عليه؟”
وضعت دافني ذراعيها بتعجرف واتكأت على الكرسي وعقدت ساقيها ، وكأنها تطالبه بعرض مقنع ..
“إنها صفقة مربحة ، يا دافني سيدة الأعمال ، جهزي أخي ليذهب.”
“ما الذي يجري في حفل العزوبية؟”
كان روميو ينقر بإصبعه على الطاولة ، وعيناه مركزة على شيء خلف دافني ، وحين التفتت ، وجدت أعضاء النادي الملكي ينظرون إلى اتجاهها بابتسامات مشبوهة ..
ترجمة ، فتافيت …