After the ending, I saved the villain with money - 37
كانت جلسة السيجار الملكية جارية على شرفة سطح السفينة الخلفي ، حيث تهب نسائم البحر المنعشة ، وكان النبلاء يجتمعون هناك ..
جلس روميو ، مرتديًا بدلة سوداء أنيقة ، وقد تشابكت ساقاه ، يدخن سجائره ، كان من المفترض أن يلتقي دافني هناك ، لكن قريبته قد تأخرت كثيرًا ..
وصل تقرير بكل ما قالته دافني في الدرجة الثالثة ، مكتوبًا في ملاحظات صغيرة بحجم الورقة المربعة ، وكانت تلك الكلمات مضحكة للغاية …
‘دافني بوكاتور ، والرجل ذو الشعر الأسود…’
تساءل روميو في نفسه: “كيف حدث أن قامت بالتنكر؟ أم أن هناك سببًا آخر؟”
ورغم أن روميو لم يمنعها من تصرفاتها ، فإن مرافقتها لمتمرد ليس أمرًا لائقًا بالنسبة له كنبيل ..
قال وهو يضغط بإصبعه على جبهته: “أما قريبتي هذه ، فلا حدود لتصرفاتها…”
عندما رفع نظره ، ابتسم ابتسامة مثيرة للاهتمام ، إذ ظهر أصدقاؤه من النادي الملكي من أعلى السطح ، أسقط روميو الرماد في منفضة السجائر ، ووضع السيجار المشتعل أيضًا ، حيث بدأت الأوراق الصغيرة في الاحتراق تدريجيًا ، ناشرة رائحة التبغ ..
‘ همم ، ماذا سأفعل…’
فكر روميو ، تخيل كيف سيكون رد فعل سايكي ، وكيف ستخفض بصرها خجلاً إذا علمت بما يحدث ، وتهمس بكلمات غير مفهومة ، فكر في تأثير هذا الموقف عليها ..
‘رغم أن هذا يزعجني ، إلا أنني مهتم بمعرفة السبب …’
كان روميو لا يؤمن بشائعات المجتمع ، بل يفضل الحكم على الأمور من خلال ما يراه فقط ..
“روميو ، هل تجلس وحدك؟ أين دافني؟”
اقترب منه أحد أصغر الدوقات في سيكراديون ، إيندايون ، ولوّح بيده ، تبعه ثلاثة من أبناء النادي الملكي ، وقد قطعوا سيجارهم السميك الذي حمله خدمهم ، وبدأوا بتدخينه ، نظر روميو إلى السماء الزرقاء وهو يشم رائحة الدخان الكثيف ..
“الرائحة قوية هنا.”
بدأ يتخيل كيف أن دافني ، لو كانت هنا ، لألقت عليهم الكحول بدلًا من السجائر ، وهو تخيل كوميدي أثار ضحكته ..
“مم؟ ماذا قلت؟”
بدا أن الحمقى لم يفهموا ما قاله ، ابتسم روميو بخبث ، مظهرًا عينيه الذهبية ..
“لا شيء ، فقط أعتقد أنه سيكون ممتعًا.”
❖ ❖ ❖
كانت الغرفة الخاصة لدافني من أصغر الغرف في الدرجة الأولى ..
“لأنهم يريدون بيع الغرف الجيدة للآخرين بأسعار مرتفعة ..”
لكن المنظر من هذه الغرفة كان رائعًا ، وأجمل من أي غرفة أخرى ، كانت دافني على وشك سحب الستارة عن النافذة الكبيرة عندما لاحظت أن سيلستيان لا يزال واقفًا خارج الباب ..
‘لماذا لا يدخل؟’
فتحت الباب الحديدي ورأت سيلستيان ينظر إلى يديه تمامًا كما كان من قبل ..
‘دائمًا ما ينظر إلى يديه ، هل يحب يديه لهذه الدرجة؟’
وضعت دافني يدها فوق يده ، مما جعله ينتبه وينظر إليها أخيرًا ..
“لماذا لا تدخل؟ هل تخجل؟”
“كنت أفكر إن كان من المناسب الدخول ..”
بدت عليه علامات الخجل المفاجئة ..
“ولم لا؟ هل ستغسل وتبدل ملابسك هنا؟ قد يكون مشهدًا مثيرًا للاهتمام ، لكنك أمير سابق ، ولن يبدو الأمر لائقًا.”
سحبت دافني سيلستيان إلى داخل الغرفة ..
رغم أنها هي من أدخلته ، شعرت بغرابة في داخلها ، وبهدف التظاهر بعدم الاهتمام ، دفعت شعرها خلف أذنيها ، ثم أشارت إلى شعر سيلستيان بأصابعها ..
“شعرك ، هذا…”
ترددت دافني عن الاستمرار ، متخوفةً أن يكون قد صبغه ..
“إنها صبغة مؤقتة. .”
أجابها ، فأردفت قائلة بنبرة ارتياح: “آه ، ليتك أخبرتني منذ البداية …”
ثم دفعته نحو الحمام ، وحتى داخل كابينة الاستحمام ..
“لا تشكو من أن الحوض أصغر من ذلك الموجود في القصر ، هذا أكبر حوض هنا.”
ضغطت دافني على زر سخان الماء فوق الحوض لبضع لحظات لتدفئة المياه ، ثم أدارت الصنبور ، بدا على سيليستيان يشعر بالضيق ، كونه لا يزال مرتديًا ملابسه ..
قال معترضًا: “دافني ، أنا ما زلت مرتديًا ملابسي …”
“ثم ، هل تخلعها أمامي؟”
رفعت دافني رأس الدش لتوجه الماء نحو شعره ، لكنها توقفت لحظة ، فقد بدا الوضع غريبًا بعض الشيء ..
قالت بلهجة صارمة: “اغتسل ..”
كادت تستدير لتتركه ، إلا أنه ناداها بلطف باسمها ، التفتت لتجد وجنتيه قد احمرتا ، ربما بفعل الماء الدافئ ..
قال: “ساعديني.”
“ألا يمكنك الاستحمام بمفردك؟”
بدت عينا سيليستيان الخضراوان مترددة ، فقال متلعثمًا: “الصبغة المستخدمة على شعري غير عادية قليلاً ..”
“حقًا؟”
“لا أعتقد أنني أستطيع غسلها بنفسي ..”
‘يا إلهي…’
عضت دافني على شفتها السفلية للحظة ، وأشاحت بنظرها لأسفل ، إذ شعرت وكأنها مجبرة على مساعدته ..
روميو كان لديه من يساعده في الحمام ، ولفترة وجيزة عندما كانت خطيبته ، كانت دافني تمتلك خادمة تعتني بكل شيء من رأسها إلى أخمص قدميها ..
‘بالتأكيد ، كان ذلك مريحًا.’
لكنها لم تسمع أبدًا أن الأمير الذي عاش في قصر أشبه بالسجن يستعين بخدم لمساعدته
‘يا له من رجل يحتاج إلى الكثير من الرعاية.’
قال سيليستيان: “تمكنتِ من الدخول هنا بفضلي ..”
عندما لم ترد دافني ، انحنى قليلاً نحوها ..
قالت مترددة: “إذا أردت ، سأبحث لك عن خادمة تجيد الغسل أكثر مني ..”
“ديني ليس للخادمة المجهولة ، بل لكِ أنتِ ، ألا يمكنكِ قبول طلبي البسيط هذا؟”
ردت دافني وقد بدأت تشعر بالحرج: “عذرًا يا صاحب السمو الأمير ، أنا نبيلة ، هل من المفترض أن أخدم غيري؟”
“أنتِ من ادّعى أنها تحبني …”
تذمر سيليستيان ، والكلمة التي خرجت من بين شفتيه بسهولة، “حب”، أثارت مشاعرها بعمق ..
‘آه ، الحب مجددًا!’
وبدأت دافني تندب في سرها كيف جلبت هذه المشكلة على نفسها ، ومع تدفق المياه الدافئة وارتفاع البخار ، شعرت بضيق في صدرها ، ومع ذلك ، بدا أن سيليستيان لن يتوقف عن الإلحاح حتى ينال مبتغاه ..
قال بلكنة رنانة تهز مشاعرها: “إن كنتِ تنوين مشاركتي مع الآخرين ، فلا بأس بذلك ..”
ضرب سيليستيان بعبارته على وتر حساس داخل دافني ، وجعلها تتخيل للحظة امرأة أخرى تغسل له شعره ، فوجدت نفسها عاجزة عن الرد ..
أجابت بمرارة مكتومة: “سأغسلك ، حسناً.”
مع أن دافني لم تفهم السبب وراء تصرفاته ، لكنها رضخت ورفعت يدها بحركة بطيئة ..
وأشارت إلى الحوض ، وبالرغم من أن سيليستيان بدا مترددًا قليلاً إزاء الدخول بملابسه ، لم يعترض ..
أحضرت دافني رأس الدش إلى شعره الأسود الذي طالما أزعجها ، وبدأت في غسله بارتياح ..
‘مشاركة مع الآخرين؟ …’
بدأ شعر سيليستيان يذوب بلونه الشفاف بمجرد أن لامسته المياه ..
“شعرك البلاتيني هذا نادر جدًا ، حتى في آيرين لن تجد شيئًا مثله ، لو كان مصبوغًا لكنت قتلتك …”
سأله سيليستيان: “هل زرتِ آيرين من قبل؟”
آيرين جزيرة رومانسية تقع تقريبًا على الطرف الآخر من القارة ، خلف حدود الإمبراطورية ، وغالبًا ما تُذكر كخلفية في الروايات الرومانسية ..
“لا ، لكنني سأذهب إليها ..”
كانت تلك واحدة من الوجهات التي تُخطط دافني لزيارتها في خطط رحلاتها السنوية ، لكن من الواضح أن هذه الأحلام صعبة التحقيق قبل أن تستقل بحياتها ..
تنهدت وجلست على حافة الحوض ، وأكملت غسل شعر سيليستيان بالصابون والفقاعات ..
‘أنا هنا فقط لأغسل شعره ، هذا كل شيء ..’
كانت تتوق إلى رؤية وجهه وعنقه منذ فترة طويلة ..
‘يا للغرابة ، حتى قبل بضع ساعات فقط كنت أفكر في الاحتفاظ به كمجسم للعرض ..’
كان قميصه الأبيض مبتلاً بالكامل ويلتصق ببشرته البيضاء ، عنقه الطويل وكتفاه العريضتان بدتا كأنهما قد تُسقطان أي شخص ينظر إليهما ..
وبعد ثلاث مرات من سكب الماء ، ظهر شعره الأبيض أخيرًا ، وجدت نفسها تضحك بسخرية على ما كانت تفعله للتو ..
‘لكن ، لماذا أنا أفعل هذا؟’
وجه الأمير المحتال ، الذي بدت عليه البراءة الزائفة حين طلب المساعدة ، كان نوعها المفضل ..
‘هل انجرفت بجماله؟’
أمسكت دافني يديها بقوة ، شعور مختلط من الظلم والغضب بدأ يتصاعد داخلها ، حتى أنها أمسكت شعره بقسوة …
“آه ، دافني ، يؤلمني…”
سيليستيان ، رغم كونه أميرًا ، لم يُظهر أي تذمر بصوت عالٍ ، بل أمسك بلطف يد دافني بيده ..
قالت: “يسعدني أنك تتألم ..”
“تسعدين لأني أتألم؟”
ردت بنبرة حادة: “بسببك أنا أتألم في خاصرتي لقد خاطرت بحياتي لإنقاذك ، وتجرؤ على الهرب؟”
نظر إليها سيليستيان بعينيه الخضراوين اللامعتين وكأنه بريء ، مما جعلها تشعر وكأنها هي الظالمة هنا ..
همس قائلاً: “لم أهرب ..”
تنهدت دافني بعمق ..
‘يا لهذه العيون الخضراء… كنت أعتقد أنني فقدتها إلى الأبد ، وأنني لن أراها مجددًا.’
رفعت يدها وألقت بعض الماء على وجهه ، أغلق سيليستيان عينيه بهدوء ..
قالت: “اغتسل بنفسك من الآن فصاعدًا ، أنت مزعج ، وإن لم يرجع لون شعرك الذهبي…”
سألها: “ماذا ستفعلين إن لم يرجع؟”
“لا أدري ، سمعت أن هناك تماسيح في هذا البحر ، سأرميك كطعام لها.”
فكرت دافني في النهاية الحقيقية لـ “دافني بوكاتور”، حيث من المفترض أنها تُقتل على متن هذه السفينة ، كان مشهدًا مؤثرًا ، ولم تتذكر إلا المشاهد المهمة ، رغم أنها نسيت القصة كاملة تقريبًا ..
قال سيليستيان: “عليكِ أن تستحمي أيضًا.”
توقفت دافني للحظة ، ثم ابتسمت وتوجهت نحو الحوض لتلقي نظرة على نفسها ..
قالت: “حسنًا.”
بشعرها المبعثر والمكياج الملطخ ، سعلت دافني بخفة ..
“كان بإمكانك أن تخبرني من قبل ..”
بدأت دافني سريعًا في غسل وجهها ، بينما كانت تسمع من خلفها أصواتًا خفيفة توحي بأن سيليستيان ما زال يغسل شعره ..
“ماذا أفعل بشعري الآن؟”
أمسكت بالمشط وبدأت ترتب شعرها الفوضوي ، كانت بحاجة إلى ربطه بطريقة ما ، لكن دافني لم تكن ماهرة بأعمال اليد ما
لم تكن تتعلق بالمال ..
نادت دون تفكير: “سيل …”
ثم استدارت لتجده جالسًا في الحوض ، وعندما رأت جسده مكشوفًا ، رفعت عينيها فورًا للأعلى محاوِلة تجاهل تفاصيل جسده التي علقت بذهنها ..
“يا آلهي ..”
“ماذا؟”
“لا شيء.”
كان شعره الذهبي ، بعد أن تخلص من اللون الداكن ، مبللًا ويلتصق بخديه ، مما جعله يبدو كحورية بحر ، تذكرت أسطورة حوريات البحر التي أخبرتهم بها روز عندما كانوا صغارًا ، رغم أنها تبدو الآن كقصة خرافية تقليدية ، إلا أن رؤيته جعلتها تتساءل عما إذا كانت الحقيقة ..
أخذ يغسل وجهه بيده الكبيرة ، وبدت بشرته كخزف ناصع بلا أدنى شوائب ، مع نقطة صغيرة فوق حاجبه لفتت نظرها ..
‘الجمال يبدو أفضل حين يكون مبتلًا بالماء أو الدموع.’
حاولت كبت رغبتها في التحديق أكثر ، استدارت للخروج من الحمام ، وهي تجفف وجهها بالمنشفة ..
حان الوقت الآن للتخلص من هذا الفستان الذي تلقى تعليقات عديدة أينما ذهبت ، كانت قد اشترت عدة فساتين خاصة لهذه المناسبة مستغلةً مساعدة والدتها ..
رغم كل ما حدث ، عادت دافني إلى خطتها الأصلية ..
‘سأجعل وجه هذا الأمير المتعجرف يشتعل
احمرارًا ، وأغرقه بالدموع ، ثم ألتقط صورة…’
ابتسمت بخبث ، وفتحت خزانة الملابس ..
“ماذا؟”
الفستان الذي توقعته لم يكن هناك ، بدلًا من ذلك ، وجدت فستانًا أسود بغطاء من التول الشفاف ، كان وحيدًا ينظر إليها ببرود ..
كانت هناك بطاقة صغيرة معلقة على صدر الفستان ، بدا وكأنها تحييها ، تنهدت دافني بعمق قبل أن تلتقط البطاقة ..
“يا له من جنون.”
تعرفت على الخط الجميل المكتوب عليها في لحظة ، وبدأ وجهها يرتعش بغضب ..
“إلى أميرتي ديدي ..
أن تقتطعي حبكِ لي… ذلك شيء لا يُغتفر ..
أهديكِ هدية حزينة ، رمزًا لأسفي ..
روميو ، باكيًا على موتكِ .”.
روميو ، المخبول ..
يا له من …
ترجمة ، فتافيت …