After the ending, I saved the villain with money - 35
أميرتي ..
أخيراً ، تمكنت دافني من الصعود على متن السفينة في اللحظة الأخيرة تقريباً ، كانت تمشي بخطوات خفيفة وكأنها لا تريد ترك أثر على السجاد الممتد في الممر ، كان الممر يعج بالناس ؛ صغاراً وكباراً ، يتحدثون ويتشاركون قصصهم داخل المقصورات المفتوحة أو في الممرات ، الجميع كان يبدو متحمساً لأول رحلة لهذه السفينة الضخمة ، دافني كانت تشاركهم الحماسة؛ فقد كانت عيناها الصفراء تلمعان في سعادة ، بينما كانت تسمع صوت بوق السفينة يعلو عدة مرات ، وصوت الأثقال التي ترفع المرساة ..
بدأت السفينة “بيج-رين” بالتحرك ببطء ، وفي الميناء ، انطلقت الألعاب النارية الملونة احتفالاً
‘يا لها من أجواء مسالمة ..’
لكنها لم تستطع الاستمتاع بكل ذلك لأن انتباهها كان مسحوراً للأسفل ..
‘متى سيفلت يدي؟ ..’
كان هذا بسبب يد الرجل الغريب التي أمسكت بيدها منذ فترة ، ورغم أنها حاولت سحب يدها ، لم يكن الرجل مستعداً لتركها ..
فكرت
‘يبدو أنه معتاد على الإمساك بأيدي الفتيات ، ولكن هذا الوضع يزعجني قليلاً ..’
كان روميو ، منذ أن انضم إلى المجتمع الراقي في سن السادسة عشرة ، معتاداً على الإمساك بأيدي كل فتاة تمد يدها له ، كانت يد روميو في بعض الأحيان تتعب بسبب هذا، فهل يُلام؟
” امير …”
لكن دافني لم تطلب منه أن يترك يدها ، بل اكتفت بتحريك أصابعها قليلاً ، رغم أن يده بدت مثل يد شخص من لم يعمل كثيراً ، إلا أنها لاحظت ملمساً غريباً في كفّه ..
. ‘ما هذا؟ ..’
رفعت يده وتفحصتها ، كانت هناك آثار كأن نصل حاد قد اخترق كفّه عدة مرات ، وبدأ الجلد ينمو عليها من جديد ..
‘يبدو كأن كفّه تعرض لثقب …’
قلبت يده ، ولكن ظهرها كان سلساً ، بلا أي ندوب ، مع بعض الأوردة البارزة ..
“لماذا هذه الندوب؟”
مسحت دافني كفه بإصبعها برفق ، وبعد لحظات صمت ، أجاب “أصبت.”
“سألتك عن السبب ..”
لكن لم يردّ عليها سوى برمشة عينيه ، ففقدت اهتمامها بسرعة وتركت يده ..
قال “يمكنكِ الإمساك بها إذا أردتِ ، يداكِ باردتان …”
لم يسحب يده ، بل مدّ يده الأخرى ، التي لم تكن عليها آثار ندوب ، كانت حركاته هذا اليوم أكثر أناقة ..
“تبدو كأنك تمنحني شيئاً ثميناً ، يا صاحب السمو …”
هزّت دافني رأسها رافضة بلطف ، رغم أن دفء يديه كان جيداً ، إلا أن الإمساك به لفترة أطول قد يكون مضرّاً لقلبها ..
تمتمت لنفسها: “جميع السيوف تُسبب خشونة في الأيدي …”
كيشا ، التي بدأت تتعلم السيف منذ التاسعة من عمرها ، كانت يدها خشنة للغاية ، حتى روميو ، الذي كان يأخذ دروس المبارزة بجدية ، كانت كفّيه مليئة بالجروح
بل وحتى دافني ، التي تمسك السلاح الناري فقط ، لم تستطع تجنب تصلب الجلد في كفيها ..
‘يبدو أن لديه نوعاً مختلفاً من الجلد ..’
بعد أن انتهت من التفكير ، أسندت ذقنها على مرفقيها مستندة على الدرابزين ، فيما ظل سيلستيان ينظر إلى كفّه باستمرار ..
“كيف سأصل إلى غرفتي؟”
كانت هناك مجموعة من حراس القصر الملكي يحرسون ممر الدرجة الأولى ، حسب توقعاتها ، من المفترض أن يكون الطابق أسفلها فارغاً تماماً ، إذا ذهبت مباشرة إلى غرفة المحركات في المؤخرة ، فقد تجد طريقاً مختصراً يؤدي بها إلى الدرجة الأولى ..
“سيل ، هيا بنا …”
“سأحاول ..”
“هم؟”
مالت دافني برأسها ، بدا عليه بعض الانزعاج لسببٍ ما ..
“أوه ، حسناً. حظاً سعيداً في المحاولة…؟ لكن محاولة ماذا بالضبط؟”
قبض سيليستيان على يده بإحكام ، ثم مرّ بجانب دافني ، لحقت به سريعاً وطرقت على كتفه مرتين ..
“يا صاحب السمو ، من هذا الاتجاه ..”
❖ ❖ ❖
بعد اجتياز حرارة غرفة المحركات ، واتباع الطريق الحديدي الممتد صعوداً على الدرجات ، توجد قاعة الطعام ، عند ركوب المصعد أمامها ، يظهر قسم مقصورات الدرجة الأولى ..
أعادت دافني في ذهنها خارطة كانت قد راجعتها عدة مرات ، ثم ألقت نظرة سريعة على الأمير الذي كان يرتدي كأنه من طبقة النبلاء الجدد ..
‘لحسن الحظ ، أحضرت بذلة ملائمة ، لم أكن متأكدة ..’
كانت تشعر بشيء من الانزعاج بسبب شعره الأسود ، رغم علمها بأن شعره كان أشقر منذ ولادته ، وبضع أشهر فقط تكفي لعودة لونه الأصلي ..
‘انتظار؟! أنا لا أطيق الانتظار! ..’
دافني ، التي دفعت ملايين لشراء حقوق رواية رومانسية فقط لتسريع إصدار الجزء التالي ، كيف يمكنها الآن الانتظار حتى ينمو شعر بشري؟
“هل هذه حقاً صبغة؟”
“لا.”
“إذن؟”
توقف سيليستيان فجأة عن السير أمامها ، وكادت دافني أن تصطدم بظهره ، رفعت قدميها لتشاهد عبر كتفه ما أوقفه ، فرأت جندياً بحرياً يقف عند مدخل غرفة المحركات ، طوله يقارب المترين ، مرتدياً الزي البحري الأزرق الذي يُعتبر حلم رجال المملكة …
قال الجندي: “الدخول ممنوع على غير المصرح لهم.”
كانت تلك الشكوى التي سمعوها سابقاً عن سحب معظم القوات العسكرية إلى العاصمة تتردد في ذهن دافني ..
أجابت دافني بثقة: “نحن من المصرح لهم ..”
رغم أنها لم تكن متأكدة من المدة التي قضوها في هذا الجو الحار ، إلا أن وجهها بدا منتعشاً بلا أثر للعرق ، مما أزعجها قليلاً ..
“آنسة دافني بوكاتور …”
“ألن يكون من الأنسب أن تضيف ‘سيدة’؟”
“ومرافقكِ ..”
“هل تتجاهلني؟”
كان الجندي ذو البشرة الداكنة والذقن الكثيفة يحدّق في الرجل الذي بجانب دافني ، وملامحه تزداد صرامة ..
“صحيح.”
جيش ساكراديون يعتبر الملك بمثابة قديس لهم ، رسمياً ، كان قد تنازل عن سلطاته لابنه بعد وفاة الملكة روز ، لكن قلة هم من يعرفون عن إدمانه للمقامرة وتدهور صحته ..
نظرت دافني إلى سيليستيان بحذر ، لم يكن يبدو حذراً من الجندي ، بل كان فقط ينظر إليها ..
‘انظر إلى هاتين العينين الخضراوين البريئتين ، هل يمكنه أن يفعل ذلك؟! ..’
رغم ذلك ، وبدافع من الحذر ، أمسكت دافني بذراعه برفق ، الشعور بالذراع القوية بين يديها منحها بعض الثقة ..
“الجنود لا يُسمح لهم بالاعتداء على المدنيين ، لكن ضرب المتمردين يُعتبر مشروعاً ..”
كانت دافني مستعدة للبكاء بشكلٍ درامي إن لزم الأمر ..
قال الجندي: “الدخول ممنوع تماماً بالنسبة لكما.”
“مالك هذه السفينة هو ابن عمي ، فبأي حق تمنعني؟”
تردد الجندي لوهلة ..
“…بأمرٍ مباشر من جلالة الملك ..”
“ما علاقة عمي بالأمر هنا؟”
شعرت دافني بالدهشة ..
“ألا تذهب لحضور حفل الزفاف؟ يبدو أنك لم تُدعَ مثلي ، سأكافئك إن تنحيت الآن…”
“تلقيت دعوة من ولي العهد ، وحصلت على أمر لحراسة هذا المكان ، كما أن جنود ساكراديون لا يقبلون المعاملات من أجل المكاسب الشخصية …”
“لا تقاطعني عندما أتحدث ، هذا تصرّف غير لائق ..”
“سأحرص على تحسين ذلك ..”
انحنى الجندي باستخفاف ، ثم عاد ليحدّق للأمام ..
‘يشبه التمثال ، وضعوه في المكان المناسب تماماً ..’
رفعت دافني شفتها بانزعاج ، كان من الصعب السيطرة على أشخاص مثل هذا الجندي ممن يدعون أنهم يخدمون العدالة ، وعندما حاولت التقدم بخطوة ، لاحظت أن الجندي كان يضع يده على مسدسه ..
قال سيليستيان: “الأميرة ، لنذهب ..”
“أميرة…؟”
“همم؟”
دافني نظرت إليه بتعجب ، غير مدركة لما يقصده ، بينما تحدث سيليستيان معها بلطف وود ، مما جعلها تشعر ببعض القشعريرة ، رمقته بنظرة تساؤل بينما ارتسمت على وجهه ابتسامة لطيفة ..
“يبدو أن هذا الرجل ليس لديه أي نية للابتعاد ، أليس كذلك؟ ما أقترحه هو ألا تضيعي طاقتكِ في ما لا فائدة منه .”
وجدت دافني نفسها مذهولة لبعض الوقت ، وفي تلك اللحظة ، أمسك سيليستيان بيدها وأدار جسده بلطف ليواصل السير ، وبينما كانت تصعد السلالم ، ظلت تتساءل عما حدث.
“لماذا تناديني هكذا؟”
بعد صعود طابقين ، سألت دافني بلهجة مدهوشة ..
“ماذا تقصدين؟”
“لقد ناديتني أميرة ، وقلت ذلك أمام روميو من قبل …”
“حينها ، لم أكن أعرف اسمكِ ، أما الآن فقد ناديتكِ بذلك لأنكِ طلبتِ مني ألا أناديكِ باسمكِ ..”
“لكنك اعتدت أن تناديني بلقبي العائلي!”
“نحن عاشقان زائفان ، أليس كذلك؟ لو ناديتكِ بلقب عائلتكِ ، فسيثير ذلك الشكوك ..”
كانت دافني دائمًا ما تركز بشكل كامل على أهدافها وتعمل بجد لتحقيقها دون الالتفات لكلام الآخرين ، لكن سيليستيان كسر تلك العادة بلطف ، ولولا تدخله ، لكانت اندفعت إلى غرفة المحركات بغض النظر عن المخاطر ..
“لم ينادني أحد من قبل بالأميرة ..”
“حقًا؟”
مال سيليستيان برأسه وكأنه يسخر قليلاً ، شعرت دافني بالحرج ، فتساءلت عما إذا كان وجهها قد احمرّ ، ثم مسحت خدها بظهر يدها ..
“لأنني قضيت عليهم جميعًا ..”
كان “الأميرة” لقبًا استخدمه روميو للسخرية منها عندما كانت صغيرة ، إذ كان يطلق عليها لقب “الأميرة ذات اللسان السليط” كنوع من التهكم ، لم تكن تمانع في أن تُدعى بـ”الملكة”، لكن “الأميرة” كان لقبًا يصعب عليها تقبله ..
“في هذه الحالة ، أرغب في مناداتكِ بالأميرة ، أليس كذلك ، أميرتي؟”
توقفت دافني عن صعود الدرج فجأة ، وعندما نظرت للخلف ، رأت سيليستيان يقف على بُعد ثلاث درجات أدناها ، ينظر إليها بعينين خضراوين مليئتين بالمرح ..
“أميرتي …”
كانت لهجته وطريقة نطقه مألوفة لديها ، مختلفة تمامًا عن طريقة روميو رودريغيز في مناداتها بـ”يا شريكة الجريمة”.
‘ليس حديثًا ، ولا أظن أنها كانت في السنة الماضية أيضاً …’
حاولت دافني استرجاع ذكرياتها ، متساءلة ما إذا كانت قد التقت بسيليستيان قبل حفل الألعاب النارية ، وعلى الرغم من محاولاتها في استرجاع تفاصيل لقائها به ، إلا أن الشيء الوحيد الذي تذكرته هو وقوفها بعيدًا ، تشاهده وهو يبتسم بأناقة تحت الثريا ..
“سيليستيان ، هل التقينا من قبل؟”
بدلاً من أن تفكر بمفردها ، سألت دافني مباشرة ، كالعادة ، نظر سيليستيان إلى البحر ، الذي كان يتماوج بهدوء بلون أخضر يشبه لون عينيه ..
“نعم ..”
تردد صوت تحطم الأمواج أسفل السفينة أثناء إجابته ..
“التقينا عدة مرات ، لكن يبدو أنكِ لا تتذكرين.”
كانت عيناه الهادئتان تحدقان فيها ، وكانت نسمات البحر تلاعب شعره وقميصه بهدوء ، زادت إجابته الغامضة من حيرتها ..
من تكون دافني؟ هي ابنة عم ولي العهد ، وكانت خصماً لدوداً للعديد من السيدات اللواتي كن يلاحقن سيليستيان ..
بقدر ما تتذكر ، لم تجرِ حديثًا مباشرًا معه أثناء فترة توليه منصب الأمير ، ورغم أنها تتذكر مواجهته عدة مرات ، إلا أن أي تفاعل مباشر بينهما لم يحدث ..
عضّت دافني على شفتها ، وبينما كان سيليستيان على وشك التحدث ، جاءت فتاة صغيرة تركض عبر الممر واصطدمت بخصر دافني فسقطت ..
“أوه!”
سرعان ما جلست دافني على ركبتيها وأمسكت بجسد الطفلة لتساعدها على النهوض ..
‘يبدو أن الصوت كان عاليًا عند سقوطها.’
نفضت دافني التراب عن ثوب الطفلة الصغيرة وترددت قليلاً بين النظر إلى وجهها أو الاكتفاء بذلك ..
“عذرًا ، أيتها الأميرة!”
ارتعشت دافني للحظة ، بينما كانت الطفلة تحدق فيها بعينين بنيتين واسعتين …
“لا بأس~ هل أنتِ بخير ، أيتها الأميرة الصغيرة؟”
“نعم! أنا بخير ، خذي هذه أيضًا.”
أجابت الطفلة بثقة ، وأعطت دافني زهرة ثم عادت تركض نحو قاعة العشاء في الدرجة الثالثة ..
نهضت دافني وبدأت تدير ساق الزهرة بين أصابعها ، ثم لاحظت شكل الزهرة متأخرًا ..
‘من الذي يجلب زنبقة إلى حفل زفاف…؟’
أخذت تقلب الزهرة ، وتبين أنها زنبقة بيضاء ، وليست ذات لون أزرق ، بل بيضاء تمامًا ، وبما أن فروعها قد قُصّت بالكامل ، بدا أنها زُينت كرمز حداد ، حدقت دافني في الاتجاه الذي اختفت فيه الطفلة ..
شعرت بقشعريرة تسري في جسدها أمام هذا الرمز المشؤوم الذي لا يتناسب مع أجواء حفل الزفاف …
ترجمة ، فتافيت