After the ending, I saved the villain with money - 34
سلستيان الأحمق ..
أغمضت دافني عينيها ببطء وفتحتها ، تزايد رمش جفونها بشكل متسارع ، مما أظهر ارتباكها الواضح ، بدا سلستيان متكاسلاً ، فقد رفع يده ليضعها على يدها ..
“أأنت مجنون؟”
أصدرت شفتاها الحمراء صوتًا متقطعًا ، ثم طهرت حنجرتها ودفعت يده عن ذراعها ..
“ربما قليلاً ..”
بدا سلستيان متعبًا ، مستندًا بيده إلى خده ، حينها لفت انتباه دافني الكأس بجانب كوعه ..
“كنت أعلم ذلك …”
عند النظر إليه بوضوح ، لاحظت أن خديه محمرة ..
“لقد شربت ، أليس كذلك؟”
“قليلًا ..”
لم يكتفِ بالإقامة في فندق قريب من السفينة التي ستشهد حفل زفاف سايكي ، بل صبغ شعره بلون مشابه لروميو ، والآن قد ثمل وبدأ يتقدم بطلب زواج لأي امرأة تمر أمامه ..
‘هرب لتوّه من مأساة ، ليغرق في القمار ..’
كانت مغامرة الأمير المكسور القلب مثيرة للسخرية وحزينة ، استدارت دافني دون أن تنبس ببنت شفة ..
“إلى أين أنتِ ذاهبة؟”
أمسك سلستيان بطرف فستانها ..
“اتركني ..”
“إلى أين؟”
“انظر إلى الوقت ، سأسبح إذا اضطررت لذلك ، وإذا علقني المروحة البحرية ، فسأجعل الأمر مسؤوليتك …”
أمسكت دافني يده الدافئة وحاولت إزالتها ، لكن قبضته لم تكن سهلة الفتح ، نظرت إليه باستغراب ..
“منذ متى أصبحتِ قريبة من سايكي؟”
“سايكي؟”
تذكرت دافني تلقائيًا انطباعها الأول عن سايكي الجريئة ، لم تستطع أن تحدد منذ متى ، فهي التي اقتربت منها رغم تعذيبها ..
“هل تعتقد أنك ستفهم لو أخبرتك؟”
“لماذا؟ أنتِ تكرهين سايكي ..”
“لا أكرهها ، إنها شابة جميلة ترغب في صداقتي ، لماذا أرفض؟ ولمعلوماتك ، من الآن وصاعدًا ، ستكلفك كل علامة استفهام مليون ليون ، أيها الأمير ، هلّا تركتني؟”
أطلق سلستيان تنهيدة خفيفة ثم وقف ، استغلت دافني الفرصة وسارعت بالهرب عبر السلالم ، بينما تبعها سلستيان بهدوء ..
‘يبدو أنه كان يريد الذهاب بالفعل ، لكنه تظاهر بالممانعة ..’
لم يستغرق الأمر طويلًا حتى وصلا إلى الميناء ، حيث كان المواطنون يودعون السفينة ، رافعين علم المملكة ..
نظرت دافني إلى الوراء لترى سلستيان خلفها مباشرةً ، يعكس الضوء على وجهه المتجهم . وضع يده على جبينه وعبس ..
*. *. *.
“تدخلت العائلة المالكة في حفل زفاف سايكي في اللحظة الأخيرة ، وتغير الجدول الذي أعدته دافني بوكاتور خصيصاً ليوم العروس المستقبلية بالكامل في غضون ساعات قليلة.”
– “لنقم أولاً بإقامة حفل تأبيني للملكة السابقة في اليوم الأول ، وبعدها نبدأ بحفل الزفاف ، أليس كذلك؟”
بالطبع ، كان روميو أول من اعترض بشدة ، لكن العائلات الملكية لم تتراجع بسهولة ، وكان من المفترض أن يكون دعم سايكي من قبل أسرتها الأصلية ، لكنها لم تكن موجودة ..
– “يجب إبلاغ الآنسة بوكاتور ومشاورتها بهذا الأمر ، أليس كذلك؟”
– “الآنسة بوكاتور ، الآنسة بوكاتور ، كلما حدث شيء نذكر اسم بوكاتور ، هل أصبحت الآنسة دنفر سيدة من عائلة بوكاتور؟”
– “نعم ، بالضبط ، وكأن الآنسة دنفر هي الابنة الكبرى لعائلة بوكاتور وأمبر غرين.”
– “رجاءً ، توقفوا عن إزعاجنا ، إن هذا تعدٍ غير مقبول بحق عائلة غرين ، التي كانت العائلة الحاكمة السابقة ، ليس فقط سرقة ثوبها ، بل حتى محاولة أخذ مكانها الآن …”
لهذه الأسباب ، وجدت سايكي نفسها في مأزق متأخر من الليل ، وقررت أخيراً ، بخضوع ، أن “تحترم” اختيارهم ..
لذا ، تأخر الزفاف ليوم واحد ، بينما كان روميو يقيم حفلة مع أصدقائه في البحرية ، ليعود متأخراً ..
جلست سايكي متوترة ، تجمع يديها على فخذيها ، تحدق إلى باب المقصورة الفاخر الذي بدا أكبر بمرتين من طولها ..
“إنه وقت الإبحار ..”
لم يكن لديها مشكلة ، وكما قالت لها دافني ، التفكير العميق في الأمور السيئة لن يكون مفيداً لصحتها النفسية ..
لكن صديقتها التي كانت تنتظر رؤيتها منذ صعودها إلى السفينة لم تكن حاضرة ..
شعر أحمر براق ومربوط بعناية ، وجه رزين وأنيق دائماً ، مع ابتسامة مشرقة ، حتى بطاقة الدعوة التي أُرسلت لدافني لم تتلقَ رداً ..
“هل قد تكون غضبت من تغيير الجدول أو قواعد اللباس؟”
بدأت مثل هذه الأفكار تتردد في داخلها ..
عندما سألت روميو ، ابتسم ببساطة وقال:
“ستأتي قريباً.”
وقفت سايكي على قدميها ، لم تعد ترغب في الانتظار ، كانت ترغب في البحث عن دافني في كل أرجاء السفينة لتخبرها بأنها قد أخطأت ، وأنه كان عليها أن تكون أكثر حزمًا ..
– “حفل زفاف على متن السفينة ، إنه لأمر باذخ حقاً ، أليس كذلك؟”
– “نعم ، في الأصل كان زفافًا بين عائلتي رودريغيز وغرين ، لذا هو ملائم ..”
– “شابة من طبقة البارون ، تتزوج من العائلة المالكة دون حتى تقديم مهر بسيط …”
– “هل تدفع الانسة بوكاتور شيئاً بالفعل؟”
– “يا للعجب ، ما الذي يجعل الآنسة بوكاتور تسرف على الآنسة دنفر بهذا السخاء؟”
– “حسنًا ، ربما لأنها تتمتع بوجه حسن ..”
جلست سايكي مجددًا ، مشلولة من الأقاويل التي تعرقل خطواتها ، لم يكن لديها سند قوي سوى الآنسة دافني من عائلة بوكاتور ، كانت تخشى أن يزداد الانتقاد عليها إذا بدأت تتجول في كل مكان قبل الحفل ..
– “يجب الالتزام باللباس الأسود في اليوم الأول احترامًا للملكة الراحلة ، يمكننا تأخير الزفاف إلى اليوم الثاني …”
كان كبار العائلة الملكية أشبه بـ “مجموعة غريبة من مخفوقات القهوة الصلبة ، والأعشاب البحرية المتصلبة ، والويسكي والهلام الغريب …”
لم تفهم سايكي سبب وجوب إظهار الاحترام لوالدة روميو في يوم زفافها ، لكن هذا “الرأي الرفيع” كان متعنتًا لدرجة لم تترك لها فرصة للاعتراض ..
كونها ستصبح وليّة العهد قريباً ، ستتفوق على كبار أفراد العائلة المالكة ، ومع ذلك ، بدأت تشعر بقليل من تأنيب الضمير لأنها لم تستطع الدفاع بقوة عن جميع الهدايا التي قدمتها لها صديقتها ليلاً ونهاراً ..
“دافني …”
رغم ذلك ، كانت تعلم أن دافني لن تخيب أمل سايكي في هذه المرة أيضاً ، إذا علمت بما حدث ، ستكون دافني درعها مرة أخرى ، وستغضب من كبار العائلة المالكة ‘الذين يتطايرون مثل زهور الهندباء’ أكثر من غضب سايكي نفسها ..
– “ليس لديكِ ما تعتذرين عنه ، وإن أردتِ الاعتذار ، فابدئي بالهجوم أولاً ثم اعتذري ..”
انحنت سايكي ، ومسحت بلطف حاشية فستانها الأسود المطرز باللؤلؤ ، كان هذا الفستان السادس من بين اثني عشر فستانًا قدمتها لها دافني كهدية ..
“لا يُعقل أن دافني لن تأتي ..”
انزلقت خصلات شعرها الذهبي الناعم على خدها ، وأخذت تفكر في سيلستيان تيريوسا ..
“هل غياب ذلك الرجل هو السبب في عدم قدومها؟”
أثارت تلك الفكرة الغريبة وغير المعقولة شيئًا من الاضطراب في حلقها ..
❖ ❖ ❖
كان رجل وسيم ذو شعر أسود أطول من الآخرين برأس يتبع امرأة تشق طريقها بسرعة بين الحشود ..
“دافني ، ليس عليكِ الحضور ، لماذا الإصرار؟”
كان باب الدرجة الأولى يُغلق ، وبدا القلق على دافني ، فلم تكترث لكلام سيلستيان الذي كان يدخل من أذن ويخرج من الأخرى ..
“كل ما بداخل هذا المكان ملكي ، فكيف لا أكون على متن السفينة؟”
“ربما تستطيعين الصعود في المرة القادمة.”
نظرت دافني إلى سيلستيان نظرة تطلب منه التحدث بجدية ، لكنها لاحظت علامات القلق في عينيه ..
“هل استمعت إلى كلامي ، أيها الأمير؟ سأنزل إلى الماء وأسبح إن لزم الأمر ..”
“على حد علمي ، أنتِ تكرهين البحر.”
صوته الخفيض ارتجف بخفة ، لكن دافني ، وسط الضجيج ، لم تلحظ ..
“ما هذا الهراء؟ أقضي عطلة الصيف في شاطئ لارجو كل عام ..”
وقفت دافني وأشارت بيديها وكأنها على وشك خلع فستانها ..
رغم أن سيلستيان كان يعلم أنها تهتم بسمعتها الاجتماعية ولا يمكن أن تخلع ثيابها هنا أو تقفز إلى البحر الخطير ، إلا أنه أمسك بذراعيها برفق من شدة القلق ..
“أنتِ لا تجيدين السباحة ، أليس كذلك؟”
هاه؟
لم تكن بحاجة للسؤال عن كيفية معرفته ، كان سيلستيان ، بصفته من طبقة النبلاء ، يعرف أن العائلات الملكية أو الأرستقراطية تكون باهظة الثمن ، ولذلك يتجنبون الرياضات الخطيرة
ومنذ الحادثة ، كانت ساقا دافني تتصلبان كقطعة خشب كلما لامست الماء ..
“لو مت ، فسيكون أمرًا مؤسفاً ، لكن ذلك خياري وقدري ، فلا شأن لك بالأمر …”
قالتها بهدوء ، وشعرها الأحمر المتدلي إلى صدرها يتلألأ كحجر الياقوت ..
“دافني…”
صوت ندائه الحار جعل قلب دافني يرتجف مجدداً ..
“قلت لك لا تناديني باسمي ، حتى الأمس ، كنتُ أريد فقط …”
رفعت يدها ومرت ببطء على قميصه قرب عنقه ..
“قررت عندما أجدك ، سأكسر عنقك ، أنت في موقف يجب أن تجثو فيه وتعتذر عما فعلته.”
لم يكن سيلستيان مرتبكاً ، بل أنزل عينيه وألقى نظرة إلى قدميه ، ثم أومأ برأسه بخفة ..
“لا تتبعني ، لقد قلت إنني سأصعد ، وإن قلت كلمة أخرى ، سأرميك في البحر أولاً.”
دارت دافني بلا تردد ، مدت جسدها ونظرت إلى الجزء الخلفي من السفينة “بيج-رين”.
فكرة القفز إلى البحر والوصول إلى تلك السفينة الضخمة كانت مجرد فعل انتحاري لا أكثر .
كان الأمر بمثابة مقامرة ، إما أن يتركها تقفز إلى هذا البحر ، أو…
“لقد أخطأت ..”
أو يمنعها ..
ضغط سيلستيان على شفتيه وأخرج تذكرتي صعود كان قد دسّهما في جيبه ، التذكرتان المذهبتان لمعَتا وكأنهما تحتفلان بانتصار دافني ..
مدت دافني يدها لانتزاع التذكرتين بابتسامة واسعة ..
“بشرط ، أن نذهب معًا.”
سحب يده مجددًا ، واختفى هدفها على الفور ، مالت دافني نحوه بجرأة ، فاحتضنها دون أن يتحرك بعيدًا …
التقت عيناهما ، عيناه الخضراوان المتألقتان كالزمرد وعيناها المتلألئتان كنجوم الليل ..
“أردت ذلك منذ البداية ..”
أخذت دافني يده الكبيرة وقادته نحو مدخل الدرجة الثالثة ، بينما كان صوت ضحكتها العذبة كأجراس الزجاج ..
ترجمة ، فتافيت ..