After the ending, I saved the villain with money - 33
كانت ساعة واحدة كافية ليدمر شخص ما تدميرًا كاملًا ..
“يبدو أن هذا الجانب قد فاز مجددًا!”
كانت الطاولة المربعة محاطة بالناس ، وسيلستيان يرفع كأس الويسكي ببطء ليرطب شفتيه ، عادت عيناه الخضراوان ، التي تلاقت في الفراغ ، لتنظر نحو دافني مجددًا ، وأمال رأسه قليلاً إلى اليسار ، كما لو كان يسأل: “ما رأيكِ؟”
في هذه اللعبة ، يكون الجانب الذي يراهن بمبالغ كبيرة هو الأقوى ، ومن يتقن إخفاء تعابير وجهه ونظرات عينيه وضبط زوايا فمه هو الأوفر حظًا في الفوز ، وقد مثل سيلستيان دور حامل “ستريت فلاش” مع أنه كان يحمل ورقة سيئة ، مما دفع تشادويك للوقوع في الفخ ..
‘يقولون إن لا أحد على وجه القارة يستطيع منافسة روميو رودريغز في تقنية وجه البوكر ..’
كانت أكوام النقود تحت ذراع سيلستيان مغرية لدافني ، لقد نسيت منذ زمن ما قالته قبل ثلاث جولات ، حين كانت تحثه على عدم المراهنة بمبالغ كبيرة ..
‘هل آخذه لأطوف به على طاولات القمار في القارة؟ …’
فكرت دافني لبرهة ثم هزت رأسها ، فالحياة المستقرة التي تسعى إليها لا تتفق مع المخاطرة الكبيرة في الرهان على ضربة
حظ ..
“هذا غش مؤكد ، أيها الموزع!”
قال تشادويك ، الذي كان يمسك الورق بإحكام، ثم أسقط رأسه ، رد الموزع بحزم ، وهو يجمع الأوراق ليخلطها مجددًا، قائلًا: “الغش ممنوع.”
تأوه تشادويك واضعًا يده على صدغه ، وأذناه تشتعلان احمرارًا ، أشد حتى من اللون الأحمر ، بسبب إحراج الخسارة أربع مرات متتالية ..
كانت تذكرة الركوب المطلية بالذهب اللامع تلمع تحت يد سيلستيان ، ولم تعد دافني مضطرة لتهشم رأس أحدهم بكرسي ، فقد استعاد سيلستيان كل الأموال التي خسرتها سابقًا ، بل وربح تذكرة الركوب ، وكل هذا في غضون ساعة واحدة فقط!!
“أحسنت يا سيلستيان! ..”
أرادت دافني أن تعانق وجهه الوسيم وتطبع قبلة على خده ..
“هل هذا كل شيء؟”
جعد سيلستيانو حاجبيه كما لو كان غير راضٍ عن إطراء دافني ..
“أحسنت يا أمير؟ رائع؟ ماذا؟ هل تريد عناقًا حارًا؟”
فتحت دافني ذراعها بمرح ، لكن سيلستيان تراجع للخلف ، ممسحًا شعره الأسود بيده الكبيرة ، نظرت إلى ساعته التي بدت أمامها وأمسكت بمعصمه لترى الوقت ..
“لقد تأخرنا ، لنذهب …”
لم يتبقَ سوى ساعة واحدة للإبحار ، لكن تشادويك ، الذي اقترب من الخلف ، أمسك بمعصم دافني ..
“إلى أين تذهبين؟ سوف أحرر شيكًا ، أيمكن لأحد أن يحضر لي نقودًا؟”
صاح تشادويك بوجه محمر ، لكن لم يكن هناك خادم ليستجيب له ..
“لِمَ لا تخلع ثيابك إذًا؟ على أي حال ، لا يوجد الكثير لتراه …”
نظرت دافني إلى تشادويك بازدراء ، وبسبب انعكاس عينيها الصفراء تحت الضوء ، شعر تشادويك بالخسارة الشديدة ، وحين رفعت يدها لتضربه بعد أن أمسك بمعصمها ، تركها أولًا ..
“أنتم …”
نظر تشادويك إلى سيلستيان بنظرة ثاقبة ، وأطلق زفير ..
“أأنتم مرتاحون هكذا لأنكم لا تعرفون من يكون هذا الشخص؟”
قال تشادويك بنبرة مشوبة بالتهديد ، عندها فقط ، توقف المتفرجون عن الضحك والنظر إلى بعضهم البعض ، ووجهوا أنظارهم نحو سيلستيان ..
“إنه ملكي ، فهلا دفعتم لي أجرة المشاهدة على الأقل…”
بدأت دافني تشعر بالانزعاج من النظرات التي كانت تتمعن في وجهه ..
“هل هو ممثل أجنبي؟”
“وسيم للغاية ..”
“أول مرة أراه …”
كان الناس يهمسون لبعضهم البعض ..
“هذا الفندق يجمع الغرباء فقط ، لذا من الصعب معرفة من يكون ، إذن ، هل تقول إنك تعرف من هو هذا الرجل؟”
سأل رجل ذو شارب ملتف كالشريط ..
“ألا تقرؤون الصحف؟ صحيح أنه غير لون شعره ، لكني متأكد منه …”
نظر تشادويك إلى سيلستيان ودافني بنظرة خبيثة ، وقال بابتسامة ساخرة: “إنه تيريوسا ، الخائن …”
رد سيلستيان وقد اتسعت عيناه: “هل أنا وسيم إلى هذا الحد؟ إنه لشرف لي ..”
ومسح خده بيده متظاهراً بعدم الفهم ، مما جعل دافني تزفر مندهشة ..
“أوه… صحيح ، يشبهه قليلًا.”
“لكنهم يقولون إن الخائن يمتلك شعرًا ذهبيًا ، يشبه تمامًا أميرة تيريوسا الجميلة ..”
توجهت الأنظار مجددًا نحو تشادويك ..
“هذا الشخص بالتأكيد اشقر ..”
“هممم كان الدوق الشبح حسن المظهر لدرجة أن الرجال أنفسهم كانوا ينجذبون إليه… أما هذا فلا ..”
أشار الموزع بيده نافيًا الأمر ، بينما كانت ملامح تشادويك تتجهم ..
“وإذا كان سيدنا هنا خائنًا ، فما الأمر؟ هل تريد منا أن نبلغ عنه؟ ماذا قدمت لنا العائلة الملكية لنزعج أنفسنا بمثل هذا الأمر؟”
“رئيسة ساترنمريال.”
ظنت دافني أنه يناديها ، فالتفتت ..
“لقد نشرت إعلانًا بأنها ستقدم مكافأة ضخمة لمن يأتي برأس الخائن ، ألم يرَ أحدكم ذلك؟”
أضاف تشادويك كما لو كان الأمر محبطًا بالنسبة له ، ولكن يبدو أنه لم يتعرف على دافني شخصيًا ..
تقلصت عينا سيلستيان ، الذي كان يوجه نظراته نحو دافني طوال الوقت ، بينما هي تجاهلت الأمر متظاهرة بعدم الاكتراث ..
“يا سيدي ، خذ قسطًا من الراحة ، يجب على الرجل الحقيقي أن يتقبل النتائج …”
قال الموزع ، الذي كان يستمع بصمت ، أما سيلستيان ، فكان يبتسم بمهارة عند توجيه الأنظار إليه ، كما لو أنه يستمتع بالثناء الذي يتلقاه ..
بينما كانت دافني ، الواقفة بجانبه ، تشعر وكأنها أصبحت غير مرئية ..
“عذرًا ، ألن يتعرف عليّ أحد هنا؟”
“يبدو أن وجهكِ مألوف أيضًا ، أأنتِ من بنات العائلات العريقة؟”
أومأت دافني برأسها ، فبدأ بعض الأشخاص يتحدثون همسًا كأنهم يلتقون بممثلة من فرقة مسرحية مشهورة ..
“إنها دافني من عائلتي بوكاتور وغرين… وهذه هي رئيسة ساترنمريال التي ذكرها هذا الرجل…”
“حسنًا ، هاها ..”
“آنسة ، أنتِ لا تبدين كأنكِ تلك الشريرة من ساكراديون ، مظهركِ لطيف ، وشعرك لا يبدو وكأنه سيشتعل كالنار …”
“اليوم ، ادعت كثيرات أنهن دافني بوكاتور ، هل هو يوم مميز؟ قبل قليل مرّت عدة
نساء أيضاً ..”
تذكرت دافني فجأة النسوة الواقفات خلفها في طابور ، فتحت فمها بغير تصديق في
هذا الموقف الغريب ..
أطلق سيلستيان ضحكة صغيرة ، وعندما حدّقت به ، غطى فمه بسرعة وسعل متصنعاً
امتدت يد دافني نحو التذكرة التي كانت تحت ذراعه ..
“همم؟”
توقفت دافني بدهشة ، فقد كان سيلستيان قد أوقف يدها ..
كان يتكئ على الطاولة بمرفقه ويسند ذقنه ، ينظر إليها ، وبما أنه جالس على كرسي البار ، كان مستواهما متساويًا ..
“بما أنك ساعدتِني ، سأسامحك على ما أزعجتِني به ، أعطني التذكرة ، حان وقت الإبحار …”
مدّت دافني يدها ..
“إلى أين؟”
“إلى بَيج-رين ..”
“ما هذا؟”
“أبنائي المستقبليين… سيلستيان ، ، كفّ عن المزاح ، عليّ أن أذهب فعلاً ، لقد ربحتها من أجلي ، أليس كذلك؟”
همست دافني وهي تشير إلى التذكرة ..
“لا ، بل فزت بها بفضل الحظ الجيد فقط ..”
اختفت عيناه الخضراوان خلف جفنيه المغمضتين بابتسامة ساخرة ..
“توقف عن المزاح وأعطني إياها ..”
“ماذا؟ دافني ، هل يبدو أنني أمزح؟”
هل هذا مجرد مزاح؟ بدا وكأنه يسخر منها علانية ..
“أنتَ…”
“نعم ..”
“لا تنادني باسمي ، لم أسمح لك بذلك ..”
زمجرت دافني ، لكن سيلستيان لم يُجب سوى بابتسامة غامضة ..
“ألم توبخيني عندما لم أكن أعرف اسمكِ سابقًا ، والآن تطلبين مني عدم مناداتكِ به ، لا أفهم حقًا ما يريده قلبكِ ..”
“هذا لأنك…”
“سيلستيان تيريوسا ، يبدو أن هؤلاء الناس لا يعرفونك ، لكنني أعرفك …”
قاطع تشادويك ، الذي لم يكن قد غادر بعد ..
أمسكت دافني كأسًا من الكريستال بغضب بعد أن قُطع حديثها مجددًا ، لكن سيلستيان وضع يده على يدها ليهدئها ..
“يبدو أنك فشلت في قتل جلالة الملك ، فكيف علمت بوجودي في هذا الفندق؟ هل سمعت أيضًا أن ترتيبي في وراثة العرش قد ارتفع؟ هل خطتك هي اجتثاث جميع أفراد العائلة الملكية بالتدريج؟ يا لها من مؤامرة خبيثة!”
“ماذا؟”
“هل صبغت شعرك لتبدو مثل روميو؟ إنها محاولة جديرة بالإعجاب ..”
كانت كل كلمة يقولها بعيدة كل البعد عن المنطق ، لم تكن دافني وحدها هي التي كانت في حيرة ؛ فجميع من حول الطاولة توقفوا عن الحديث وحدقوا بدهشة ..
“هاها.”
ضحكت دافني ضحكة خفيفة ..
‘اقتلاع أفراد العائلة المالكة الواحد تلو الآخر؟ ارتفع ترتيبه في وراثة العرش؟’
كلمات تشادويك كانت مضحكة حتى عند إعادة التفكير فيها …
“هاهاها.”
بدا تشادويك وكأنه يعتبر نفسه شخصًا ذا أهمية ، أشبه بالخيال ، لقد مر وقت طويل منذ أن قابلت دافني شخصًا مثله ..
ملأ صوت ضحكتها النقية ، الذي كان يسخر من تشادويك ، الهدوء المؤقت في قاعة القمار وجعل الجميع يشعرون بالإحراج لدرجة أنهم لم يستطيعوا إلا أن يشاركوا في السخرية ..
“ما الذي يقوله؟ هاهاها….”
دعم سيلستيان جسد دافني وهي تضحك حتى طوت ظهرها ..
رغم أنها كانت تضحك بسعادة ، كان من الصعب القول إن ما تفعله ليس تصرفًا غير لائق ، أو أنه لائق بالفعل ، غمر الغضب تشادويك ..
“رأيت جميع أنواع النساء المجنونات ..”
أخذ سترته وغادر وهو يتمتم بكلمات مهينة ..
“رأيت جميع أنواع الحمقى أيضاً.”
تمتمت دافني بعدما توقفت عن الضحك ، ثم مدت يدها خلفها نحو التذكرة على الطاولة ، لكن يد سيلستيان غطتها مرة أخرى لمنعها ..
“دافني ، السرقة أمر سيء.”
“سرقة؟ إنها ملكي ..”
“ما الذي تملكينه؟ هل أنا ملككِ؟”
نظرت دافني إلى الأمير بعيون نصف مغمضة ، وهو يبتسم بتلك الطريقة الساخرة …
“بما أنني لم أسترد أموالي بعد ، فهي ملكي ، لذا ، ما بحوزتك ملكي أيضًا ، المال الموجود على الطاولة ، والتذكرة.”
“يمكنكِ أخذ المال ، أما التذكرة فلا ، فلتكسبيها بنزاهة من خلال لعبة جديدة ..”
“يا للعجب ، لماذا يتصرف الأمير هكذا؟ لا يوجد وقت ، سيلستيان ، أعطني إياها!”
مع كل محاولة من دافني لمد يدها ، رفع سيلستيان التذكرة أعلى ، في النهاية ، كانت كلاهما واقفين ، وكانت دافني على أطراف أصابعها لتمد يدها وتصل للتذكرة ..
“هذا الفرق الكبير في الطول!”
تراجعت دافني بعدما شعرت بالإحباط ، حاولت ركل ساقه ، لكنه كان أسرع منها وتجنبها ..
نظر سيلستيان إلى جبينها بضحكة ، وكأن تصرفها ظريف ..
“تستسلمين بسهولة ، أليس كذلك؟”
قبضت دافني يدها وضربته بقوة على صدره ..
“أوه…”
أمسك سيلستيان بيده مكان الضربة ، بينما حاولت دافني استغلال الفرصة لأخذ التذكرة لكنها فشلت ..
“سيلستيان تيريوسا ، هذا طفولي جدًا ، أعطني إياها!”
“أشعر بالألم.”
“قبضتي تتألم أكثر ، جسدك كالصخرة!”
“لماذا لا يمكنكِ التخلص من هذه العادة؟ في كل مرة تلوحين بقبضتكِ وتهددين …”
“كل شيء ملكي ، بما في ذلك عادتي ، فلماذا يجب أن أتخلى عنها؟ إذا كان ذلك يزعجك ، تزوجني ..”
كان المتفرجون يشاهدون النقاش بينهما وكأنهما الوحيدان في قاعة القمار ، أحد المقامرين ، حاملاً حقيبة مملوءة بالمال ، سأل كولين بهمس ..
“كولين ، هل هما يعرفان بعضهما؟”
“نعم ، يبدو أنهما يعرفان بعضهما.”
“هل يتشاجران بدافع الحب؟”
“نعم، يبدو ذلك! كان الأمير ينتظر الشابة.”
أجاب كولين بحماس وثقة ..
“أستطيع تخمين الأمر؛ تصرف مثل طفل فطُرد من زوجته …”
ابتسم أحد المتفرجين ، ووضع يده على فمه وصاح لهما ..
“أيها الاثنان ، لماذا لا تحجزان غرفة؟ المنظر هنا يوجع القلب ، أعتقد أنه يمكنكما دخول الغرفة باستخدام المال الذي ربحه الأمير ..”
“ما الذي يعنيه هذا؟”
أصاب الذهول دافني وهي تستعد لتوجيه ضربة أخرى لسيلستيان ..
“تبدوان في أوج العلاقة! منذ البداية كان الأمير يراقب الشابة ، أليس كذلك؟”
“هل هما متزوجان؟”
“أنا عزباء!”
صاحت دافني بعينين متسعتين ، وهي تريهم إصبعها الخالي من خاتم الزواج في يدها اليسرى ..
“الزواج ليس من شأن ولي العهد ، بل عليكما أنتما أن تتزوجا ، اذهبا وسيطرا على السفينة ، وسنساهم ببعض الهدايا من هذا الفندق ..”
أرادت دافني أن تصرخ بسبب التعليقات المستمرة التي كانت تسخر منها ، بل شعرت برغبة في الإمساك بياقة أولئك الرجال المتهكمين وهزهم بعنف!
كانت تعلم أن الكلام لا يتعدى كونه سخرية ، لكنها وجدت نفسها تشعر بالحرج أكثر من الغضب ، حتى إنها أرادت أن تهز نفسها ..
“ماذا تظنين يا دافني؟”
التفتت دافني بسرعة لتنظر إلى سيلستيان ..
“علينا أن نستولي على السفينة ونسيطر عليها….”
كان قد جلس مرة أخرى على كرسي البار ، ينظر إليها من أسفل بعينين تلمعان بابتسامة ساخرة ..
“ونتزوج.”
ترجمة ، فتافيت ..